شبكة منصات غير مأهولة في عمق البحار لمراقبة السفن
4:58 PM 2013-09-9
تعتمد القوات البحرية اليوم في المقام الأول على المنصات المأهولة العالية القدرة والمتعددة الوظائف كالسفن والغواصات. غير أنّه لا يمكن لأكثر السفن تقدما حتى إلا أن تكون في مكان واحد في وقت واحد، مما يجعل القدرة على الاستجابة تعتمد بشكل متزايد على جهوزيتها في المكان والتوقيت المناسبين.
ومع التقلص المستمر لعدد السفن البحرية الأميركية نظراً لتخفيضات القوة المخطط لها والقيود المالية، يتزايد امتداد أصول البحرية لتغطي مناطق واسعة في جميع أنحاء العالم.
وبهدف الحفاظ على قدراتها المتقدمة بالمقارنة مع خصومها، تحتاج قوات البحرية الأميركية إلى وسيلة لإبراز القدرات الرئيسية في مواقع متعددة في آن واحد، من دون استهلاك الوقت والنفقات لبناء سفن جديدة لتقديم تلك القدرات.
وفي هذا الإطار فقد شرعت وكالة مشاريع أبحاث الدفاع المتقدمة الأميركية - داربا (DARPA) بالعمل على برنامج هيدرا (Hydra) الجديد للمساعدة في التصدي لهذه التحديات.
يهدف برنامج هيدرا الجديد إلى تسريع تشغيل القدرات الحاسمة وتسهيلها وتقليل تكلفتها في العالم أجمع.
لقد سمي هذا البرنامج تيمناً باسم مخلوق متعدد الرؤوس بحسب الأساطير اليونانية، وهو يهدف إلى تطوير شبكة من الحمولات والمنصات غير المأهولة، بحيث تكون موزعة تحت البحار لمساعدة السفن المأهولة في العمل على تنفيذ مهامها.
يشار إلى أنّه من المتوقع أن يدمج النظام تقنيات قائمة وأخرى جديدة في إطار سبل مبتكرة من أجل إيجاد وسائل بديلة توفر إمكانات مختلفة، فوق سطح المحيط وتحته.
أما الهدف من هذا البرنامج فهو إنشاء قوة مضاعفة تمكّن استخداماً سريعاُ للأصول وقابل للتطوير وفعال من حيث التكلفة.
وفي هذا الإطار قال سكوت ليتلفيلد، مدير البرنامج لدى وكالة داربا: "إن جوّ التقشف الذي يخيم على الميزانية يواجه بيئة أمنية غير مستقرة تشمل الكوارث الطبيعية، والقرصنة، والدول المارقة وانتشار التقنيات الدفاعية المتطورة". وأردف ليتلفيلد قائلاً: " إنّ البنية التحتية للتقنية غير المأهولة المنشأة تحت سطح المحيطات قادرة على توسيع القدرات العسكرية في هذا العالم الذي تزداد فيه التحديات."
تجدر الإشارة إلى أنّ وكالة داربا لا تزال تبحث عن أفكار ومقترحات تقنية لتطوير نظام هيدرا وتطبيقه بأفضل الطرق. لذلك فقد نظمت الوكالة يوماً لاستقبال الاقتراحات وذلك في الخامس من آب/ أغسطس 2013، في مختبر العلوم الفيزيائية التطبيقية لجامعة جونز هوبكنز في بالتيمور، ماريلاند.
وتهدف هذه الجهود إلى تطوير وحدات حمولات من شأنها أن توفر القدرات الأساسية، بما في ذلك الاستخبار والمراقبة والاستطلاع (ISR) وتدابير مضادة للألغام (MCM). ويتم ربط كل وحدة حمولة بمرفق موحّد من شأنها نقل وتخزين وإطلاق مختلف الحمولات بشكل آمن، مع الحفاظ على وظيفة الحمولة التشغيلية لمدة تتراوح بين أسابيع عدّة أو أشهر.
ويركز نظام هيدرا على قابلية التوسع، وإعادة الترتيب بسرعة وتوسيع حجم الحمولة. ويمكن أن تسلم السفن والغواصات أو الطائرات نظام هيدرا لمناطق المحيطات الساحلية (المياه الدولية الضحلة بالقرب من خطوط الشواطئ).
سيؤازر جناح اتصالات هيدرا المنصات المأهولة، ويزيد من فعاليتها، كما أنه سيوفر قدرة تحكم عن بعد من وراء الأفق، الأمر الذي قد يزيد بشكل ملحوظ المجال التشغيلي.
بالإضافة إلى ذلك، سيقدم نظام هيدرا قدرات أخرى جديدة غير متوفرة حاليا لدى المنصات المأهولة، كالاستخدام المتقدم لنظام الاستخبار والاستطلاع والمراقبة المحمول جوا (ISR) والمنصات القابلة للتوسع أو محاور إعادة شحن المركبات الموجودة تحت البحار القادرة على الاستخبار والاستطلاع والمراقبة.
وفي الختام أوضح ليتلفيلد، مدير البرنامج لدى وكالة داربا، أنّ برنامج هيدرا يمكّن القوات البحرية من تقديم القدرات بشكل أسرع بكثير وبأسلوب أكثر فعالية من حيث الكلفة متى دعت الحاجة عن طريق فصل القدرات عن المنصات التي تقدمها.
يشار إلى أنه من المتوقع أن يعمل البرنامج عبر الهواء، وتحت الماء وأن ينفذ عمليات على سطح المياه، وسيسمح بتنفيذ هذه الأنواع المختلفة من المهام على نحو أفضل."
http://www.sdarabia.com/preview_news.php?id=30297&cat=5