في نهاية صيف 1996، استقبل رئيس فرع «السي. أي. إي» في إسلام أباد، غاري شروين، بحماس كبير، رئيس "قسم بن لادن" مايك شوير بموجب أول مهمة له في باكستان. وبدأ التعاون بين الرجلين محفزا وواعدا، حيث كان الرجلان يتقاسمان نفس الانشغالات. كان شروين أول من أرسل بملاحظات إنذار حول "التهديدات الإرهابية ذات البعد الدولي" والتي بدأت تظهر شيئا فشيئا، منذ تحويل قواعد "القاعدة" نحو أفغانستان. وحسب هذا الخبير بالإسلام المتطرف (الراديكالي)، فإن إقبال "الأفغان العرب" بالمئات للالتحاق ببن لادن والذي تزامن مع تقدم طالبان واقترابهم من أبواب كابول، كان أمرا منذرا بالأسوء، وكان بذلك أول من تمكن من استشراف المخاطر التي كانت تلوح في الأفق والتي كانت ستجعل من المناطق القبلية أفغانية باكستانية محور تفاعل للنشاط الجهادي العالمي. كان مايك شوير، لدى عودته إلى لانغلاي، مقتنعا أن فرع السي أي إي في إسلام أباد سيكون سندا مهما لقسم "بن لادن"، خصوصا أن غاري شروين لم يكن مختصا كبيرا بشؤون المنطقة فحسب، بل كانت بحوزته أداة مهمة، يستعملها كورقة رابحة في اللعبة، يطلق عليها بكل افتخار "قسم البشتون". يتعلق الأمر "بفريق خاص"، تمّ إنشاءه منذ ثلاث سنوات، وهو يضم مئات العملاء من اللاجئين الأفغان المجندين من طرف فرع السي أي إي في إسلام أباد، حيث تمّ تكوينهم وتجهيزهم قبل إرسالهم إلى مناطق البشتون، في الناحية الأخرى للحدود. وانتظر غاري شروين صيف 1996 للكشف عن هذا الفريق الذي طالما كان محل افتخاره، حيث أصبح السي أي إي بفضل هؤلاء العملاء في تلك الفترة، جهاز الاستخبارات الغربي الوحيد، الذي كانت بحوزته مصادر معلوماتية مباشرة في المناطق التي كانت تحت حكم طالبان. بعد صدمة هجوم تحالف مع "العدو" جاء إنشاء "فريق البشتون"، في شتاء 1993، في ظروف صعبة، تعرضت "السي. أي.إي" على إثرها لأسوء مواجهة في تاريخها. كل شيء بدأ، ذات صباح قارس البرودة من شتاء 1993، بمقر الـ"سي أي إي" المركزي في لانغلي. مبدئيا، لا شيء كان ينبئ أن تاريخ 25 جانفي سيكون يوما روتينيا، لم يكن هناك يومذاك أي عملية خاصة أو نشاط سري قيد التحضير، حيث كان ما يقارب 17000 موظفا (من بين 250000 عميلا عبر العالم) منشغلين بمهامهم اليومية، حينما طرأ فجأة حدث ما لم يكن أحد يضعه في الحسبان: هجوم دام وغير متوقع ترك المسؤولين على الأمن الداخلي للـ "سي. أي. إي" في حالة صدمة. بني المقر العام للـ "سي. أي. إي" في عام 1966 بقيمة 46 مليون دولار، حيث يعتبر حصنا محميا يرتمي على مساحة 125000 مترا مربعا. وتم تصميمه بشكل لا يترك مجالا لإمكانية اقتحامه، حيث يحميه نهر بوتوماك، ما يجعل التسلل إلى المبنى أمرا صعبا للغاية. كما أن المبنى محاط كذلك بجدران ذات علو يبلغ أربعة امتار، مدعمة بأسلاك شائكة مكهربة. كل شيء كان مدروسا في أدقّ التفاصيل، لجعل هذا المبنى أحد الأماكن الأكثر أمنا في الولايات المتحدة. حيث تم وضع جهاز أمني ضخم لردع أية محاولة اقتحام أو أي هجوم محتمل، سواء عن طريق البحر، البر أو عبر النهر. رغم ذلك، تمكن في هذا اليوم من تاريخ 25 جانفي 1993، رجل واحد، مسلح ببندقية، الإخلال بكل هذا التنظيم، متجنبا كل نقاط المراقبة، والاقتراب من مدخل الحصن وإطلاق النار مباغتة على مجموعة من المحللين التابعين للـ "سي. أي. إي" الذين كانوا يتأهبون للالتحاق بمكاتبهم بعد مغادرتهم لسياراتهم. كل شيء حدث بسرعة واستمر الهجوم مدة ثلاث دقائق فقط. سقط على إثره شخصين، فيما جرح ثلاثة منهم. وأمام حالة الصدمة والغموض التي تلت الحادثة، تمكن الرجل من الفرار بكل هدوء. والأدهى من ذلك، أنه تمكّن من مغادرة البلاد بكل سهولة، يومين بعد الهجوم، عائدًا إلى مسقط رأسه بقرب كويتا، في المناطق القبلية البشتونية المتواجدة قرب الحدود الأفغانية ـ الباكستانية. كانت تلك أكبر إهانة عرفتها الـ"سي. أي. إي"، حيث لم تنجح في تحديد هوية الجاني إلا بعد مرور عدة أسابيع. مير أيمال كاسي.. وصمة العار يدعى الفاعل "مير أيمال كاسي"، الذي ولد في 1965 في الريف الباكستاني بمنطقة بيلوشيستان، من عائلة باشتونية ثرية، تحصل على شهادة دراسات عليا في الأدب الإنجليزي بجامعة إسلام أباد، حيث كان عمره آنذاك 22 سنة. هاجر ثلاث سنوات بعد ذلك إلى الولايات المتحدة الأمريكية، أين قام بتغيير إسمه من كاسي إلى كانسي واشتري بطاقة إقامة خضراء مزورة عن طريق عصابة باكستانية. ولأنه لم يتمكن من الحصول عن عمل يتوافق ومؤهلاته العلمية، فقد اشتغل كناقل للبضائع، لدى شركة خاصة لتوزيع البريد في ولاية فيرجينيا. ولكن هذا العمل الصغير الذي اعتقده مؤقتا دام ثلاث سنوات كاملة، ليتحول الحلم الأمريكي بالنسبة إليه إلى مجرد كابوس. تربى مير في الباكستان في عائلة ميسورة الحال، وفي بيئة قبلية تميزت بتراتبية طبقية واجتماعية ذات طابع إقطاعي، قبل أن يجد نفسه وحيدًا في واشنطن من دون عون أو خادم يعيش في غرفة بفندق حقير اضطر بسرعة إلى تقاسمها مع مواطن باكستاني آخر أتى هو كذلك من الشعب البسيط. وسيروي فيما بعد أن إقدامه على فعلته كان بدافع البغض لأمريكا: "كنت أشاهد يوميا عبر التلفزيون صور الضحايا من المسلمين عبر العالم، سواء خلال حرب البوسنة، أو الهجومات الجوية الأمريكية "آنذاك" في العراق، دون ذكر الفلسطينيين المضطهدين والمقتولين من طرف الاحتلال الإسرائيلي، كانت ثورتي تزداد وأنا أشاهد القوة الأمريكية العظمى ترعى كل هذه الأحداث، إن لم تكن هي بنفسها مدبرة هذه المجازر والمؤامرات ضد المسلمين، واستمر الحال إلى اليوم الذي قررت فيه الانتقام من أمريكا. "اشتريت بندقية بمجرد وصولي إلى أمريكا، لأني كنت أحب الصيد حيث دربني والدي على ذلك منذ الصغر، توجهت يوما إلى محل لبيع الأسلحة واستبدلت بندقيتي بسلاح أوتوماتيكي، (أ ك 47) اقتنيت كذلك 150 رصاصة. لكنني لم أكن قد قررت آنذاك أي هدف كنت سأضربه. فكرت في البداية في اغتيال الرئيس السابق جورج بوش (الأب)، ثم خليفته (بيل كلينتون). لكن تيقنت أن الإجراءات الأمنية الخاصة بحماية الرئيس مشددة تجعل مهمتي مستحيلة تماما، فكرت في هجوم ضد سفارة إسرائيل، لكني تيقنت أنها جد محمية، ثم اأردت اغتيال مدير الـ"سي. أي. إي" آنذاك، لكنني لم أنجح في العثور على مقر إقامته الشخصي، ولا تحديد مساره اليومي بدقة، وكذا مواقيت وصوله إلى المكتب ومع هذا، تمسكت بفكرة هجوم يستهدف الـ "سي. أي. إي"، لأنه الجهاز الذي يتجسس على المسلمين عبر العالم، و يتآمر ضدهم ويساهم في محاربتهم، ولأن عملي كان يسمح لا بالاقتراب من مقر لانغلي من دون تفتيشي ـ كنت أقوم بذلك يوميا خلال جولاتي في المنطقة، لتوزيع البريد على متن شاحنتي الصغيرة - قررت التخطيط لهجوم يستهدف مقتل أكبر عدد ممكن من عملاء «السي. أي. إي". "أطلقت النار من دون تمييز، حارصا على عدم إصابة النساء، لأن الإسلام يحرم استهداف النساء أو الأطفال، حتى خلال المعارك. كنت أتوقع أن يتم قتلي أو إلقاء القبض علي بعد الهجوم، لكن شاء الله وأمام دهشتي الكبيرة أن أرجع إلى شاحنتي الصغيرة وأنجح في مغادرة المكان بكل هدوء...". وأكدت التحقيقات التي قامت بها أجهزة الـ "سي. أي. إي" و"الأف. بي. آي"، هذا التصريح. حيث يتعلق الأمر فعلا بعملية مستقلة منعزلة، دبر لها بحنكة ونفذت من طرف رجل واحد. " عملاق بأرجل من طين" ترك الهجوم الذي تعرض له حصن المخابرات الأمريكية أثرا بالغا، إذ صدم الرأي العام الأمريكي لدى اكتشافه أن رجلا واحدا تمكن من توجيه ضربة قوّية للـ "سي. أي. إي" بمهاجمتها في عقر دارها. وكذا تمكنه الفرار بكل سهولة مباشرة بعد الهجوم دون أن يتحرك أحد لايقافه أو حتى النجاح في منعه من مغادرة البلاد. ولمسح وصمة العار، شنت الـ"سي. أي. إي"، مطاردة طويلة دامت أكثر من أربع سنوات للعثور على كاسي في المناطق القبلية اللأفغانية الباكستانية. وبعد أن تبين بالفعل أن كاسي ارتكب تلك الفعلة لوحده، فإن الإهانة التي ألحقها بالـ"سي. أي. إي" جعلته محل افتخار قبائل البشتون، ليس فقط في مسقط رأسه قرب كويتا، ولكن عبر منطقه بلوشستان بأكملها. وسيتمتع هناك طيلة الأربع سنوات التي تلت عمليته بحماية تحالف القبائل المحلية الكبرى ثم بحماية طالبان لاحقا، في أفغانستان المجاورة. ويجدر بالذكر، أن والد كاسي أطلق عليه إسم "أيمال" نسبة لمحارب باشتوني عظيم، حارب المغول في القرن الثالث عشر إبان حقبة هولاكو. لكنه لم يتخيل يومًا أن إبنه سيصبح في الثامنة والعشرين من عمره أسطورة حية وبطلا تبجله وتحميه جميع قبائل البشتون من الجهتين في الحدود الباكستانية الأفغانية، بسبب الضربة القاضية التي وجهها إلى لانغلي. في حوار له مع الصحفي العربي محمد على صالح، عشية إعدامه، اعترف كاسي أنه التقى أسامة بن لادن شخصيا: "حدث ذلك في قندهار، ذات مساء من العام 1996، كان بن لادن محاطا بجماعة من الموالين، حين لمحني، نهض متجها نحوي، وألقى عليّ التحية بحرارة"... ولا يمكن لمثل هذه الالتفاتة من طرف بن لادن، إلا أن تكون إشارة اعتراف واحترام عززت مكانة كاسي وشعبيته وبالتالي دعم حمايته التي كان يتمتع بها لدى طالبان وقبائل البشتون. واشنطن في استنفار وأثناء هذا الوقت، كانت إدراة الـ"سي أي إي" تلح على فرعها في إسلام أباد لتجنيد كل الوسائل الممكنة لتحديد موقع كاسي والقبض عليه، لكن المهمة كانت معقدة للغاية في معسكرات المناطق القبلية. كون مناطق البشتون مستقلة تماما عن رقابة السلطة المركزية لإسلام أباد. و حتى إذا شنت المخابرات الباكستانية هجوما بنفسها هناك، فلا يمكنها القيام بذلك دون موافقة مجلس القبائل، مما يجعل المهمة مستحيلة تقريبا بالنسبة إلى جهاز مخابرات أجنبي. لكن فرع الـ"سي. أي. آي" في إسلام أباد لم يفقد الأمل، متيقنا أن عملية من هذا النوع لتقفي آثار كاسي لا يمكنها النجاح سوى من خلال اعتماده على الشبكات المحلية الفاعلة والمتسللة في دوائر البشتون، بالسعي إلى شراء تواطؤ العملاء والمحاربين المنحدرين من القبائل. هكذا، تم الاتصال بمئات المحاربين البشتون الذين خدموا الـ"سي أي إي" في بداية الثمانينات، خلال الحرب ضد السوفييت في أفغانستان وتمت إعادة تجنيدهم، لإنشاء "فريق خاص" سيحمل اسم التشفير "أف.دي/ ترودبينت" والذي أطلق عليه غاري شروين لاحقا باعتزاز اسم "الفيلق البشتوني". لم تتردد إدارة الـ"سي أي إي" التي باتت مسألة اعتقال كاسي بالنسبة إليها قضية شرف، في تسخير كل الوسائل الممكنة. حيث موّلت هذا الفيلق البشتوني بسخاء وجهزته بالأسلحة والسيارات الخاصة بأحدث أجهزة التنصت والاتصال اللاسلكي. وأسس أعضاء الفليق البشتوني مقرهم قرب قندهار، سنة قبل مجيء طالبان. حيث انقسموا إلى فرق صغيرة مكونة من عشرات المحاربين، الذين يجولون المنطقة على متن سيارات الدفع الرباعي الجديدة لتقفي آثار كاسي في معاقل البشتون بدون انقطاع. ولم تترك إدارة الـ"سي. أي. إي" أي شيء للصدفة، حيث رسمت خطة لترحيل جوي عاجل، بمجرد القبض على كاسي بهدف نقله خارج البلاد وإحالته على القضاء الأمريكي. لهذا الغرض، قام فرع الـ"سي. أي. إي" في إسلام أباد بمساعدة عملائه البشتون، ببناء وحماية مدرج طيران سري، صُمم خصيصا في منطقة صحراوية معزولة جنوب قندهار، حيث يمكن لطائرة عسكرية أن تحط في أي وقت بمجرد إعلان القبض على كاسي لاستلامه ونقله إلى الولايات المتحدة الأمريكية. كلينتون يدير العملية وقبل إعطاء الضوء الأخضر لتجسيد هذه الخطة ذي الخطورة القصوى، حرص الرئيس كلينتون على إرسال فرقة نخبة من القوات الخاصة الأمريكية على جناح السرعة، للتحقق من مدى جدية ومصداقية تلك الإجراءات. وبمجرد تلقي موافقة الرئيس، كان كل شيء مجهزا لجعل عملية القبض على كاسي انتصارا كبيرا للـ"سي. أي. إي" يمحو نهائيا وصمة العار التي ألحقها بها ذات يوم. لكن، الأشهر مرت و"الفليق البشتوني" يجول في الصحراء بلا جدوى، رغم ضخامة تجهيزاته وتمويله. بدأ صبر الإدارة في لانغلي ينفذ، فيما استرسل الخبراء في التشكيك بمصداقية العملاء البشتون. ولم يتردد بعضهم في تسميتهم بسخرية "محاربي عطلة نهاية الأسبوع"، بسبب تخاذلهم وانعدام النتائج في مهامهم. وبعد أن راهنت عليهم طويلا، شرعت إدارة الـ"سي. أي.إي" في إعادة النظر في مدى قدرة هؤلاء المحاربين القدامى الذين لم يعودوا في كامل لياقتهم بالفعل، والذين تجاوزوا سن الذهاب إلى الحرب. كما حامت الشكوك بأنهم مهتمون أكثر بالحظي بمعاش تقاعد سخي، بتحصيل أكبر عدد ممكن من الأموال من الـ"سي. أي. إي"، دون القيام فعلا بالتحريات الموعودة لتقفي أثار كاسي. لكن زملاءهم في فرع إسلام أباد كانوا أكثر تفهما، وذلك لمعرفتهم بطبيعة وصعوبة مناطق البشتون والتحالفات القبلية السائدة هناك، مدافعين بذلك عن "الفليق البشتوني"، حيث شرحوا لمسؤوليهم مدى صعوبة مهمتهم. لكن التاريخ سينصف في نهاية المطاف هؤلاء الذين طالما شككوا في مدى نجاح خطة "الفليق البشتوني"، لأن كاسي لن يُرصد مجددا إلا حين يغامر في ماي 1997، أي بعد أربع سنوات ونصف على فراره، بمغادرة المناطق القبلية للذهاب إلى كاراتشي. وعليه، تقدم مواطن باكستاني من منطقة بلوشستان، عشية 22 ماي 1997، من تلقاء نفسه إلى القنصلية الأمريكية في كاراتشي مؤكدا أن بحوزته على معلومات مهمة عن كاسي. وتم استقباله من طرف عميل لفرع الـ"سي. أي. إي" المحلي لمدة دقائق، دون أن يولي له أدنى اهتمام، غير أن دهشته كانت كبيرة عند تحققه من أهمية المعلومات التي جاء بها، حيث أطلعه الرجل على وثيقة طلب الحصول على رخصة سياقة، تمّ إيداعها لدى الإدارة المحلية من طرف كاسي، منذ بضعة أيام، باسمه المستعار. وتحمل الوثيقة صورة شمسية حديثة لكاسي وبصمات أصابعه. وبمجرد الاتصال بهم، تم إرسال فريق مكون من الـ"سي. أي. إي"، الــ "أف. بي آي" والـ"أي.سي" الباكستاني، انطلق على آثار "سفاح لانغلي"، حيث تمكن من القبض عليه في 17 جوان 1997، بعد ثلاث أسابيع من البحث المكثف، بفندق صغير في كاراتشي، وتم تحويله في نفس اليوم نحو السجن الفيديرالي في فيرجينيا، أين تمّ محاكمته والحكم عليه بالإعدام يوم 10 نوفمبر 1997. وبعد أن خسر جميع الطعون القضائية التي تقدم بها، تم إعدامه يوم 14 نوفمبر 2002.
http://www.elmihwar.com/index.php/page-autre/item/6790-2013-09-13-21-07-52