ب- ما الذي يجعل قطعة بحرية شبحية؟
و اذا عدنا الى التعريف , فان كيفية جعل سفينة ما خفية او عصية على وسائل الرصد يعود الى وسائل الرصد نفسها , و وسائل الرصد المعتادة للسفن البحرية تتنوع ما بين :
1- الرادار , و هو منوط بالدرجة الاولى بالكشف عن الابدان البحرية , مثل السفن و الفرقاطات و غيرها .2- السونار , يقوم السونار بالبحث عن البصمات الصوتية للقطع البحرية المختلفة , اضافة الى ان السونار السلبي يقوم ايضا برصد البصمات الكهرومغناطيسية , و الكهربية .3- اجهزة الكشف ما تحت الحمراء , و هي منوط بها بالدرجة الاولى الكشف عن الاشعاعات الحرارية الصادرة من القطع البحرية المختلفة , مثلا المداخن في السفن .
و عليها فانه يجب تخفيض البصمات الصوتية و الحرارية و الهندسية ((الرادارية)) , اضافة الى الكهروبمغناطيسية و الموجات المترافقة الاخرى .
تقليص البصمة الراداريةيمكن لسفينة من فترة الحرب العالمية الاولى و الثانية ان تكون ذات تسليح مكتظ اكثر من سفن اليوم الحديثة تقريبا , لكن السبب في الاساس يعود الى التصاميم الذكيه التي تقلل من فرصة كشف السفن , مما يعطيها السبب للتخلي عن كثافة التسليح مقابل دقته و شبحية القطعة .
يعتبر الرادار احد اكبر اعداء سفن السطح , و ما يساعده في عمله هذا , هي السفن الحربية التي تمتلك بصمات رادارية كبيرة , و عملية بناءها تعتمد على التقنيات القديمة .
البصمات الرادارية الكبيرة للسفن لديها اسباب , بروز التسليح مثل المدافع و قواذف الصواريخ , اضافة المواد التي تم صناعة البدن منها .
ان معظم انواع المعادن الثقيلة التي يتم صناعة الابدان منها بالسابق هي مواد تعكس اشعة الرادارات و لا تقوم بعملية تشتيتها , و هذا يؤدي الى ارتفاع مقاطع الرادار لسفن السطح مما يؤدي بطبيعة الحال الى كشفها .
تتم اليوم عملية صناعة سفن السطح باستخدام مواد مركبة , و استخدام طلاء خاص يعمل على امتصاص اشعة الرادارات , مثل الطلاء الميكروسكوبي , اضافة الى التقليل من النتوءات و البروزات التي تزيد من البصمات الرادارية للسفن , و الاهتمام باخفاء التفاصيل مثل الاسلحة و الرادارات في حيز البدن , او داخله احيانا بالنسبة للمدافع مثلا .
اضافة الى ما سبق , فان امالة درجة الجسم الخارجي , و ارجاعه و ارتداده مرة اخرى , تساعد على تشتيت اشعة الرادار , وهو امر مهم لتقليص المقطع الراداري , فعكس اشعة الرادار و رجوعها مرة اخرى تساعد في الكشف عن الاجسام .
بالنسبة للسفن الكبيرة مثلا , فان وجود خلجان للزوارق و الغواصات الصغيرة , و هناجر المروحيات امر مهم جدا , فوجودها على الاسطح الخارجية للسفن يرفع من بصمة السفينة الرادارية , لذلك تجد هناجر في معظم السفن , اضافة الى المهابط .
و لجعل التصميم و البدن لسفن السطح , او الغواصات على حد سواء , خفي و صعب الكشف عن الرادارات , فان الإلتزام بالتصميمات الحادة يساعد في تشتيت الموجات , اضافة الى جعل الميلان الخارجي للبدن صفة ملازمة و محيطة به بدءا من 10 درجات , اضافة إلى اخفاء التفاصيل البارزة , المدافع , التسليح البارز , الممرات الخارجية , الرادارات البارزة , مع ميزة جعل التصميم انسيابيا و خافيا للتفاصيل , المواد المركبة , تساعد على امتصاص الموجات القادمة من الرادارات , اضافة الى الطلاء الخاص , فهذا يساعد الى حد كبير جدا في عملية تقليل مخاطر الاكتشاف .
يمكن ايضا استخدام السواتر المائية في عملية تقليل المقطع الرادري للسفينة , بسبب تشتيت و بعثرة موجات الرادار , و هي تتكون من عدة مضخات للمياة تشكل ستارة مائية لعكس هذه الاشعة , و يمكنها ايضا تخفيف البصمة الحرارية للقطعة البحرية , مما يقلل ايضا من نسبة كشفها
و يمكن الاستزادة ايضا عن طريق هذا الموضوع :
https://army.alafdal.net/t79138-topicالبصمة الصوتية
هي مجموعة الانبعاثات الصوتية الصادرة من السفن او الغواصاتتشمل البصمات الصوتية , ضجيج المحركات و المعدات , مثل محركات السفن و الغواصات , مراوح الدفع الخلفية , انظمة ضخ الوقود , و انظمة التبريد , و حركة المياه حول السفينة او الغواصة المتحركة , و عملية لطم الامواج بها
.و يصل الامر الى تحركات الطواقم و مدى الضجيج الذي يصدر منها .
تعتمد هذه الامور على الابعاد الهندسية في التصميم الذي بينت عليها الغواصات و السفن الحربية , لذلك تجد انها تختلف من سفينية لاخرى , و من غواصة لاخرى .
اساليب الكشف عن البصمات الصوتية تتنوع بين اجهزة السونار السلبي , و الالغام البحرية المبرمجة على البصمات الصوتية .
البصمات الصوتية تستطيع ان تكشف و تصنف السفن الحربية و الزوارق الصغيرة و الغواصات حتى في حالات الازدحام , و عمليات الكشف عن الغواصات لسنيين طويلة اعتمدت على السونار السلبي في عملية الكشف عن الاصوات الصادرة عن الغواصات .
من انواع الضوضاء التي ترفع من البصمات الصوتية للسفن و الغواصات , مثل اصوات المحركات و غرف المعدات , و المعدات الحربية و غرف الهيدروليك , التي تنقل الاهتزازات الى بدن السفينة و بدورها الى الماء ,و التغيرات في الطقس ايضا , مثل الامطار و الثلج الذي يرتطم في سطح السفينة مما يزيد من عملية ارتفاع البصمة الصوتية للسفينة .
تعتبر المراوح التقليدية من احد اهم مصادر الكشف التي تهدد السفن و الغواصات على حد سواء , و تظهر خطورتها عند تجاوز حدود 9 عقدة تقريبا , و يحدث ايضا فراغات في الماء و عمليات تبخر , مما يسهل على وسائل الكشف الصوتية كشف السفينة او الغواصة .
ان تدفق السوائل من السفينة ايضا يساعد في رفع البصمة الصوتية للسفينة , وهو يعتبر خطرا كبيرا على السفن , فهو يسبب اهتزازا عند حواف البدن , و تحريك الماء مما يساعد على الكشف .
هناك نوع اخر من انواع الضجيج , و هو الضجيج الكهرومغناطيسي , و هو يصدر من الشحنات الكهربائية للاجهزة و المعدات التي تعمل على متن الغواصات و السفن الحربية , و غالبا يكون مرافقا للاجهزة و المعدات الحربية الالكترونية عالية الجهد .
ان جعل سفينة او غواصة ما تكون خفية على اجهزة الكشف التقليدية للبصمات الصوتية يكون باتباع امور مهمة مثل الصيانة المستمرة للمعدات الحربية لعدم نفاذ مدة عملها المقررة و يجب على القائد او المسؤول عن السفينة او الغواصة ان يكون على علم بمصادر اي ضوضاء , و القيام بمراقبة الامر و المراقبة المستمرة لحالة الطقس و حالات تقلبات اعالي البحار , اضافة تغليف الاجزاء التي ترتطم باستمرار بالمطاط او المواد التي تمتص الصدمات
و تغليف المواسير و قنوات نقل السوائل بالمطاط او المواد التي تمتص الصدمات
و تغطية الارضيات بمواد عازلة للاصوات , و استخدامها كقواعد للمواد التي تظهر كميات من الاهتزازات
استخدام العوازل الصوتية على الآلات و المحركات , و جميع الاجهزة التي تصدر اصواتها يمكن ان ترفع من البصمات الصوتية للسفن و الغواصات .
استخدام محركات و آلات تستخدم تقنيات التقليل من الضجيج و الاصوات المرتفعة و مراعاة عدم وجود نتوءات في البدن , لتقليل عمليات الاحتكاك بالماء و الاهتمام بيديناميكية مقدمة البدن , و انها يجب ان تقلل من قدر اصطدام المقدمة بالماء استخدام مواد مثل المطاط او البوليمير , فهو يقوم بعمليات امتصاص لموجات السونار , تصميم مراوح الدفع لتقلل من عملية ايجاد فراغات يمكن ان تلتقط باستخدام السونار استخدام الثقوب على اعمدة المحرك لضخ الهواء المضغوط لامتصاص الضجيج , إضافة الى استخدام الدفع الكهربائي , مما يقلل من البصمة الصوتية , و يمكن استخدام الدفع النفاث ايضا , و هو الافضل في الصمت .
الضجيج الكهربائي , و الموجات الللاسلكية بصفة عامة , يتم استخدام اجهزة بث متعدد القنوات ذات ترددات تغيرة , اضافة الى استخدام رادارات من طراز واحد بتقنيات الترددات المتعددة , لضمان عدم التعرف على السفينة و نوعها .
البصمة ما تحت الحمراءالسفينة الحربية , و الغواصة و كغيرها من المعدات الحربية , تنتجت عن عملية تشغيلها حرارة كبيرة , يمكن للاجهزة الباحثة عن الاشعة ما تحت الحمراء ان تكشفها , مما يؤثر على شبحية القطعة .
و الاشعة الكهرومغناطيسية التي على شكل اشعة ما تحت الحمراء النابعة من هذه الاجسام , تشكل خطرا كبيرا على هذه السفن , فيمكن توجيه الاسلحة او كشف تموضع السفن مثلا بهذه الاشعة .
هناك اسباب كثيرة لعملية ارتفاع البصمة الحرارية : حرارة الآلات و الاجهزة الالكترونية , و اشعة الشمس الساقطة , و الاجهزة الكشفية الاخرى .
و تعرف الشبحية ما تحت الحمراء للقطع الحربية , هي بتقليل البصمة الحرارية للقطعة بالشكل الذي يقلل من اكتشافها و ازالة او تعديل الاجزاء المكلفة برفع البصمة الحرارية , مما يقلل من فرصة الكشف .
من اكثر الاسباب التي ترفع من فرصة الكشف هي الآلات و المعدات التي ترفع من درجة حرارة المعادن المحيطة بها , اضافة الى العادم الخاص بالسفينة الحربية , و المقطورات المدفئة للطاقم .
و هناك طرق مختلفة لعلاج هذه الافة , مثل تركيب فلاتر او عوادم مبردة لتبريد الغازات الناتجة من محركات الديزل , تزامنا مع تبريد البدن بالماء ,مع تزويد مدخنة السفينة بأنظمة تبريد خاصة عبارة عن حلقات متزايدة العرض يندفع بداخلها هواء مضغوط تحيط بأنابيب العادم بحيث تؤمن التبريد التدريجي للعادم إلى الحد المقبول .
ايضا انعكاس اشعة الشمس على بدن السفينة يرفع من فرصة الكشف مباشرة , و يتم التقليل من هذه العيب في التصميم بطلائات لكن التجارب اثبتت انه غير كافي لوحده , لكن من اكثر الطرق نجعية , هي انابيب مياه جانبية تقوم بعملية رش مياه , سابقا كان تستخدم لعملية مكافحة الحرائق , لكنها اثبتت نجاعتها امام اشعة الشمس , مما قلل من فرص الكشف ما تحت الحمراء .
البصمة الكهرومغناطيسيةكل السفن تقوم ببعث حقول كهربائية ومغناطيسية تتأثر خلال المياه المحيطة, فتقاس هذه الانبعاثات بحساسات تحت الماء وتستخدم لمعرفة أنواع السفن بهذه المعلومات يمكن استخدامها تنشيط أنظمة الاكتشاف البعيدة والألغام البحرية ممـا يشكل خطرا على السفن الحربية .
لقد استخدمت الصواريخ المضادة للسفن الموجهة بالأشعة تحت الحمراء لمدة تجاوزت الأربعين عاما وقد أثبتت كفاءتها ممـا ادى الى تطويرها وزيادة تعقيدها , ويتوقع ان الجيل القادم من هذه الصواريخ سوف تكون له القدرة على تمييز الأهداف معتمدا على حجمها وشكلها مع القدرة على تحديد نقاط فى جسم الهدف قد تفاقم درجة الأذى الملحق بالجسم , وغير مستقر حول السفينة .
معظم السفن الحربية تتمتع بالقدرة على التخفي ( signature suppression ) بشكل أو آخر الى درجة ما حتى تتمكن من تقليل سهولة السفينة بالتأثر بالإخطار سالفة الذكر في بعض الحالات هذه القدرة تشكل عنصر اساسي بينما في حالات أخرى ينجذب الاهتمام نحو الشكل والتصميمي للسفينة حتى تحقق اول خطوة شاملة ومنظمة نحو التخفي .
السمات الكهرومغناطيسية الخاصة للسفينة :-
الألغام المائية تعتبر في أكثر الأسلحة الفعالة ضد السفن خاصة في المياه الساحلية. مع زيادة عدد السفن الحديثة والتعقيد المتزايد في شأن اللغم البحري الحربي استطاع الأخير اكتشاف واستغلال العناصر المكونة للسمات الخاصة بالسفينة مثل الانبعاثات الكهرومغناطيسية .
السمة الكهرومغناطيسية هي نتاج حقل كهربائي قوى حول السفينة ، إن التقلبات الدورية في هذا الحقل ينجم عنها مكون كهربائي ساكن ومكون كهربائي متناوب ( و يعرف أيضا مكون كهربائي متدني التردد جدا ) وإن هذا التقلب يؤدي الى نشؤ حقل مغناطيسي متقلب ذا تردد متدني جداً وغير مستقر حول السفينة .
أن الحقل الكهربائي المحيط بالسفينة هو نتاج وجود تيارات كهربائية تمر بالماء منبعثة من نظام الحماية Active Cathodic Protection , هذا التيار الكهربائى ينبعث من مواقع الأقطاب الموجبة على هيكل السفينة التى تفتقر الى التغطية اللازمة.
نسبة لان معظم السفن الحربية تستخدم مراوح غير مكسوة نجد أن معظم تيار نظام الحماية Active Cathodic Protection يمر خلال هذه المراوح والعمود الناقل للحركة ( Shaft )
هذا التيار يقوم بكامل دورته مع يرجع الى الارض من خلال وصلات السفينة أو نظام معلومات العمود الأساسية السلبية عبر ارتباطات فرشاة العمود الناقل للحركة ، كما وأن الارتباطات الكهربائية لوصلات السفينة ( متنوعة ) ونظام المعلومات الأساسية للعمود الناقل للحركة قد يتوقف نجد مقاومة التيار المار عبر العمود الناقل . نجد أن هنالك تحوير يحدث في تردد التيار مع دورة العمود الناقل للحركة ، مما ينجم عنه سمة مكون كهربائي متناوب يقوم بإرسال تردد العمود الناقل للحركة