أرأيت سوسة والأصيـل يلفّها
في حلّة.. نُسجت من الأضواءِ؟
أمّا أنا فلقد أُخذت بسحرهــا
لمّا وقفتُ هناك ذات مسـاءِ !
حدقت في أرجائها من شرفتي
فعشقت منظر هذه الأرجاء
البحرُ يبدو من أمامـي موغـلاً
في الأفق ، والجبل الأشمُّ ورائي
والشمسُ تسكب في الغروب
أشعةً حمراء فـوق اللجة الزرقـاء
هبطت إلى سطح المحيط فنصفهـا
عليه، ونصفها في المـاء
عزمت عن الكون الرحيل
فخضبت أفاقه بدموعها الحمراء
وهنا على شطان سوسه يالها
من جنة سحرية الإغراء
نامت على البحر الجميل كظبية
مذعورة هربت من الصحراء
عذراء في يوم الزفاف تهيأت
للعرس وانتظرت على استحياء
يسرى نسيم الليل طلقا ناعما
ينساب بين رياضها الفناء
وعلى التلال أشعة وردية
سالت كأقداح من الصهباء
وعلى النخيل من الأصيل غلالة
فتانة الأصباغ ذات بهاء
تبدو الطبيعة فيه أجمل ما تري
في سائر الأرجاء والأنحاء
يا بحرُ أغفي أهـلُ سوسة كلهم
وتمردّت عيني على الإغفاء
لم يبق غيري في الشطان ساهراً
تحت الظلام مفرّغ الأحشـاء
أعرفتني يا بحر أنى صاحب لك
منذ عهود طفولتي البيضاء
كم همتُ في الإسكندرية شارداً
أفضي إليك بحيرتي وشقائـي
وهنا بسوسة قد لقيتك ثانيــاً
وكذا الحياة تقاربُ وتنائـي
بُح لي بنجواك القديمة وارو
لى سر الحياة وقصة الأحياء
حضنت شواطئك الحضارة طفلة
فحفظت منها أغرب الأنباء
وعرفتَ ما للشرق من فضلٍ
على أجناس أوربـا ومـن آلاء
ورأيتَ طارق * عابراً في فُلكه
يطوي عليك غوارب الأنواء
وكتائب العُرب الكـرام وراءه
ويرق فوق الأوجه السمراء
صِفْ لي بربك كيف أقلع ركبهم
نحو الشمال.. فإنهم آبائـي
حملوا الهدى والنور في أيمانهم
للمغرب وهو يعيش في ظلماء
يا أرض سوسة في خميلك شاعرُ
يشدو ، وأنت خميلة الشعـراء
أقبلت انشد في هدوئك سلوة
وهربت من صحبتي ومن أعدائى
وفرشت من فمك الصفا سلسلا
وشعرت بالسلوى تعالج دائى
رفقاً بزائرك الغريب وإن أكـن
فيما ذكرتُ وقعتُ في الأخطاء
أنا لا أرى المصري حيث يقيم
في أهليك معدوداً من الغربــاء
إن العروبة أمـةُ ُ مهما نــأت
دارُ ، برغم تعدّد الأسمــاء
( اسف على التعليق ولكنى اعشق تونس )
انا لم ازرها من قبل ولكن لدى احساس ان
بها دفئ مصر