اختتمت
روسيا تدريبها المشترك الذي استمر 12 يوما بين قواتها الجوية والبحرية في
المحيطين الاطلنطي والمتجمد الشمالي امس، مما أثار مخاوف اعضاء حلف الناتو
والدول الغربية الأخرى.
يعد هذا اول تدريب واسع النطاق تقوم
به الاساطيل والطائرات الروسية بالخارج منذ انتهاء الحرب الباردة، والذي يظهر
قوة جيش البلاد.
جاء التدريب عندما شددت روسيا
موقفها تجاه التعامل مع الغرب، وتوسع حلف الناتو.
وضمت المناورة حاملة الطائرات من
عهد السوفييت (الأدميرال كوزنتسوف)، وسفينة القيادة الطراد (موسكفا) التابع
لاسطول البحر الأسود، وسفن مضادة للغواصات، وعشرات القاذفات الاستراتيجية،
والطائرات المقاتلة، ونظم الإنذار المحمولة جوا، وطائرات التحكم.
وذكرت موسكو انه لا توجد حاجة لحلف
الناتو -- التكتل العسكري الذي تقوده الولايات المتحدة والذي نافس من قبل
الاتحاد السوفيتي -- أن يضم اعضاء جدد في شرق أوروبا، حيث ان الحرب الباردة
انتهت بالفعل.
وقد أثارت
واشنطن قلق الكرملين بعد اعلان خططها لنشر نظم مضادة للصواريخ الباليستية في
شرق أوروبا من خلال نشر صواريخ اعتراضية في بولندا، واقامة محطة رادار في
جمهورية التشيك.
ومنذ فشل جهود موسكو الدبلوماسية،
التي شملت المحادثات بين وزير الخارجية سيرجي لافروف ونظيرته الامريكية
كوندوليزا رايس ووزيرى دفاع البلدين العام الماضي في وقف الخطط الامريكية،
اصبح صوت الجيش الروسى اقوى.
قال نيكولاي سولوفتسوف، قائد قوات
الصواريخ الاستراتيجية، في ديسمبر الماضي، ان صواريخ روسيا الاستراتيجية
قادرة على المرور خلال أية نظم دفاع ضد الصواريخ قائمة او متوقعة، بما فيها
تلك التي اقترحتها الولايات المتحدة لشرق أوروبا.
صرح سولوفتسوف بذلك عندما اجرت
روسيا عددا من اختبارات اطلاق الصواريخ الباليستية عابرة القارات ، واعلنت عن
نشر غواصات، وأنظمة صواريخ وأنظمة مضادة للصواريخ في البلاد.
وقال يوري بالويفسكي، قائد القوات
المسلحة، في منتصف يناير ان روسيا قد تستخدم اسلحة نووية كإجراء استباقى إذا
ما تعرضت لتهديد خطير، في تأكيد للموقف المتشدد للجيش.
كما تعهدت روسيا بالقيام بمهام
مضادة للاقمار الصناعية إذا لزم الامر، وسط مخاوف بشأن نشر اسلحة فى الفضاء،
وعسكرة الفضاء الخارجى، حيث تتمتع الولايات المتحدة بميزة ملحوظة.
ويعتقد المحللون ان روسيا،
بإستعراضها لعضلاتها العسكرية، تعتزم اظهار تصميمها وقوتها في التعامل مع
الغرب، لكي تتمكن من الفوز بالاحترام والتعاون مع الغرب على قدم المساواة،
وخاصة في مجالات مثل منع الانتشار النووي، ومكافحة الإرهاب.
كما يعتقد بأن هذه الخطوات تفى
بالحاجة السياسية الداخلية لروسيا، حيث يسود الإعتقاد بأن يخلف النائب الأول
لرئيس الوزراء ديمترى ميدفيديف الرئيس المتشدد نحو الغرب والذى يحظى بشعبية
فلاديمير بوتين بعد انتخابات الثاني من مارس، عندما تنتهي فترة رئاسة الثاني
بسبب المانع الدستوري الذى لا يسمح له بفترة رئاسة ثالثة.