أفرجت دار الوثائق البريطانية، أخيرا، عن دفعة من وثائق عن حرب أكتوبر كانت قد إرتأت أن لا تسمح بالوقوف عليها مع بقية الوثائق التي أفرجت عنها في يناير 2004 ،
والقانون يتيح لها ذلك .
ومن بين عشرات الملفات التي تم الإفراج عنها أخيرا، وفيما يتعلق بالحرب، متابعات دقيقة لسير المعارك، ولجهود لندن في الإبقاء على خطها السياسي العام تجاه الصراع العربي الإسرائيلي، خاصة بعد حرب1967 ، ومعلوم أن القرار 242 الذي يشكل مرجعية أساسية في التسوية المرتقبة للصراع العربي الإسرائيلي بريطاني الرؤية ، وربما حتى الصياغة، مثلما هو في عداد المعلوم أيضا أن رؤية بريطانيا تتقاطع مع الرؤية الأميركية تجاه تسوية الصراع الى ما بعد حرب أكتوبر ذاتها .
الى ذلك تكشف وثائق هذه الحلقة الأولى مثل ذلك الاختلاف ، ففي حين حث وزير الخارجية البريطاني رئيس بعثته الدبلوماسية بالأمم المتحدة على عدم الإنشغال بقضية من بدأ القتال، والشروع في جهد لإصدار قرار لوقف إطلاق النار تمهيدا لتسوية للنزاع على هدى القرار 242 الصادر في 1967، نجد أن رصيفه الأميركي هنري كيسنجر على خط مغاير وفق الوثيقة رقم 46 .
* كيسنجر لكرومر بواشنطن : العرب سيكونون بعد أيام قليلة في موقف المتراجع وسيتم طردهم إلى ما وراء خطوط وقف إطلاق النار السابقة
* وثيقة رقم : 46 التاريخ : 7 اكتوبر 1973 الى : الخارجية سري وعاجل من : السفير البريطاني ، واشنطن الموضوع : برقيتي رقم 3121 : العرب وإسرائيل أخبرني كيسنجر هذا الظهر من أجل علم رئيس الوزراء فقط بالأسس التي قررت أميركا أن تدعو على أساسها مجلس الأمن للانعقاد غدا . في هذا الاجتماع ( بافتراض أنهم قد يحصلوا على اجتماع ) سيضعون مقترحات تتماشى والفقرة الرابعة من برقيتي رقم 3117 ، بما في ذلك الانسحابات الى الحدود السابقة لخطوط وقف إطلاق النار قبل 6 أكتوبر، بعدها ينوون متابعة إيقاعهم مع المسألة ، والأميركيون يقولون استباقا إن العرب وخلال أيام قليلة سيكونون في موقف المتراجع وسيتم طردهم الى ما وراء خطوط وقف إطلاق النار السابقة لـ 6 أكتوبر . وكيسنجر تحت انطباع (وقد تأكد ذلك) بأنه ، وفي هذه الظروف ، ربما لا تكون لدينا نحن مشكلة مع الاقتراح الأميركي ، وفي حال ما لا يعاني العرب من (… كلمة ساقطة من عمليات تصوير الوثائق ) ، فكيسنجر لا يستبعد إمكانية أن يستدير الأميركيون ليكونوا مع موقفنا.
كيسنجر أخذ في حديثه خطا لجهة أن مجلس الأمن لا يمكنه الجلوس هكذا متفرجا دون عمل شيء والحرب دائرة ، ويعتقد أنه سيكون من الخطأ بمكان انتظار نصر اسرائيلي قبل أن يفعل مجلس الأمن أي شيء . من جانبي لم أعترض على النقطة الأخيرة ، وأشرت الى أن العرب ، وإذا ما كان لي أن أشير الى القليل ، سيجدون من الصعب إيجاد تفسير لاقتراح أميركي يطالبهم بالانسحاب من أراض هي ملكهم .
كيسنجر قال إنه يأمل ، وتحت الظروف التي أشرت اليها ، أن لا نتخذ نحن موقفا شديد العلنية في مواجهة الاقتراح الأميركي . وهنا ، وبالإشارة الى مهاراتنا في الصياغة ، هل نستطيع ، ربما ، أن لا نساعد في إرباك المسودة الأميركية لمشروع القرار ، والذي لا يرغب كيسنجر ، في المرحلة الإبتدائية ، أن يكون قاطعا ، فهدفه أن يحصل على نقاش يدور .
في الإجابة على سؤال مني حول الموقف الروسي ، قال إن الروس أخبروا الأميركيين بأنهم سيركزون نقدهم على اسرائيل وليس على أميركا ، وقد حصل كيسنجر بالتأكيد على تعهدات واضحة من الروس ، ويبدو من المحتمل هنا أن الروس يبقون على خياراتهم مفتوحة .
بعلم كيسنجر ، أرسلت نسخة مكررة من هذه الرسالة الى السير دونالد ميتلاند .
توقيع كرومر السفير ـ واشنطن
* هيوم لبعثة بنيويورك : لا تنشغلوا بقضية مَنْ بدأ القتال ونفذوا الآتي والسعي بدل ذلك لاستصدار قرار بوقف فوري للمعارك
* وثيقة رقم : 135 التاريخ : 8 اكتوبر 1973 من : وزير الخارجية دوغلاس هيوم الى : البعثة البريطانية بالأمم المتحدة. تلغراف رقم 698 بتاريخ 8 اكتوبر 1973 ، وللعلم العاجل للسفارات بواشنطن ، باريس ، تل أبيب ، القاهرة ، موسكو ، بيروت ، وعمان.
الموضوع : برقيتكم رقم 1087 (ليست معممة للجميع ) : العرب وإسرائيل أتفق مع الفقرة الخامسة ببرقيتك . لا يزال من الأهمية بمكان أن لا نبدو كمصدرين للأحكام حول من بدأ القتال ، وبنفس القدر من الأهمية يتوجب علينا أن نبذل كل ممكن للوصول الى وقف مبكر لإطلاق النار قبل أن يصبح الوضع أكثر تعقيدا.
من هنا ، ولذلك ، فهدفك يكون العمل لجهة قرار مبكر لوقف فوري للقتال من أجل خلق الظروف التي يمكن فيها ومعها الوصل الى تسوية سلمية وفقا للقرار 242 . وهذا بمقدار ما نستطيع أن نذهب للقاء الأميركيين في واشنطن ( برقيتك رقم 3122 .. ليست معــممة للجميع ).
توقيع دوغلاس هيوم وزير الخارجية
* الرواية الإسرائيلية ليوم الحرب الأول : هذا أول اشتباك منذ 1948 لم نقم فيه بضربة استباقية بقرار سياسي يرى أن الحدود التي نقف عليها الآن تتيح لنا المواجهة من غير خسائر
* وثيقة رقم :45 التاريخ : 7 أكتوبر 1973 الى : العيون البريطانية السرية «برافو» (هكذا وردت التسمية في مقدمة البرقية ..الإيضاح من «الشرق الأوسط»)، والى وزارة الدفاع والخارجية وللتوزيع العاجل الى دمشقـ عمان ـ بيروت ـ القاهرة ـ واشنطن ـ دلهي (الى السير بريميلو) والى جيسين.
قدمت اسرائيل عبر الكولونيل ريوتر هنا تنويرا الى سلك الملحقين الدبلوماسيين فيما عدا الأميركيين الذين نفترض أن يكونوا قد تلقوا معاملة منفصلة من قبل وزارة الخارجية من شرم الشيخ والى منطقة القنال :
(أ) بين الساعة 06-12 هاجم المصريون شرم الشيخ بالصواريخ والمراكب والذخيرة وضربوا موقعا عسكريا ولكنهم سببوا خسائر بسيطة .
(ب) حوالي الساعة 07 هاجمت وحداتنا من مراكب البحرية السريعة الزعفرانة على الضفة الغربية للقنال وأغرقت قارب حراسة ومركبين مطاطيين.
(ج) في رأس الصودا تعرضت قوات الدفاع الاسرائيلية الى قصف من البحر ولكن تمكنا من ابعاد فرقة البحرية المصرية التي قامت بالهجوم، وليست هناك خسائر على جانب قوات الدفاع الإسرائيلية.
(د) بين الساعة 062100 والساعة 062300 هاجمت قوة مصرية وأطلقت النار على مستودعات نفط في أبو رديس، تم إطفاء النيران الآن فيما غادرت القوات المصرية، ولكن من غير المعروف ما إذا كانو قد غادروا الى مصر أو الى داخل سيناء. وهي المروحيات من هذه القوة التي وردت عنها تقارير مؤخرا بأنها قد أسقطت من قبل سلاح الجو الإسرائيلي. وقال الكولونيل ريوتر إن هذا عمل سخيف من مصر لأنها تملك أيضا مستودعات نفط مشابهة بقابلية للهجوم.
منطقة القنال : يمكن تقسيم هذه الى ثلاث قطاعات:
(أ) الجزء الجنوبي جنوب البحيرات العظمى الى الخليج، وهنا تم تشييد جسر أو جسرين وقد تم تمرير وحدات عسكرية عبرهما.
(ب) شمال الاسماعيلية الى القنطرة، حيث تم تشييد ثلاثة أو أربعة جسور وقد عبر بها عدد غير معلوم من الدبابات.
(ج) المنطقة الممتدة من بور فؤاد حيث سارت قوات الدبابات عبر خط الساحل وعلى مقربة من الجانب الشرقي من القنال، وقد أوقفت كل هذه الحشود عبر تلك الخطوط الى الآن ولكن هناك عددا لا يستهان به من الدبابات المصرية في المنطقة.
(د) وصف ريوتر المناطق الثلاث من وجهة النظر المصرية بأنها حسنة في الشمال وسيئة في الجنوب.
(ه) أنهم اندهشوا تجاه انعدام نشاط للطيران الحربي في منطقة القنال هذا الصباح وانعدام المحاولات لضرب قوات الدفاع الإسرائيلية من الجو.
(و) تم إنزال عدد من القوات المحمولة جوا في سيناء، وقيد اعتبرنا أن حظوظ نجاحها قليلة فيما اتخذنا خطواتنا الى هذه اللحظة لتطويقها.
(ز) قام سلاح الجو الإسرائيلي، ومن أجل زعزعة الهجوم المصري هذا الصباح بالهجوم على ما بين 6 الى 8 مطارات حربية داخل مصر، محدثا عددا كبيرا من الخسائر وتدمير عدد من الرادارات.
(ح) الوصف اللائق الآن لمعركة قوات الدفاع الاسرائيلية بمنطقة القنال هو الاحتواء الى أن يصبح من الممكن نشر تشكيلات الاحتياطي مع اكتمال جاهزيتهم القتالية.
(ط) وقعت مشاركة صغيرة من البحرية الليلة الماضية قرب بور فؤاد مع محاولة غير ناجحة لمركب صواريخ مصري قصف مواقع لقوات الدفاع الاسرائيلية على الساحل، وقد اشتبكت معهم قواتنا البحرية فيما تبادل الجانبان إطلاق الصواريخ من دون نتائج، تلا ذلك إغراق أحد تلك المراكب بقصف من طائرة لنا.
3 ـ مرتفعات الجولان :
الى منتصف ليل 6-7 أكتوبر، الموقف كان أن قوة من 800 دبابة سورية مدعومة بـ500 آلية قد هاجمت. وكل المواقع الاسرائيلية ظلت صامدة فيما عدا موقعا واحدا لقوات الدفاع الاسرائيلية شمال القنيطرة. ومن الفرق السورية الثلاث التي هاجمت أحاطت فرقتان بالقنيطرة وقد دخلتها الآن فيما واجهت الفرقة الثالثة مقاومتين، الأولى على الغرب من بوطمي والثانية جنوبا على طول الطريق الى راماتمغشمين.
عند الساعة 070530 قام سلاح الجو الاسرائيلي بجهد كبير ضد القوات السورية وقد أوقف الآن تقدمها، وهذه العملية الجوية مهمة لإعطائنا بعض الوقت في إطار الإيقاع المحدود والمتاح ليتمكن سلاح الجو الاسرائيلي من إعادة تشكيل ونشر قوات احتياطية، والتي بدأت الآن في الوصل الى المنطقة.
(ج) سلاح الجو السوري قام بعدد من الهجمات غير الفعالة.
قصفت المدفعية السورية بعض القرى والمستوطنات. من المشتبه فيه أن صواريخ أرض أرض قد سقطت قرب نازريس ومجدلاهاميك. من غير المعتقد فيه في هذه المرحلة أن السوريين قصدوا ضرب المراكز المدنية أو السكان، وإنما جراء عدم دقة توجيه الصواريخ إما من فقدان المواقع المناسبة للإطلاق أو من عدم الكفاءة.
4 ـ هناك تقدير بأن المشاركة البحرية بتقدير هذه اللحظات جارية في البحر على بعد 30 ميلا غرب الميناء، والقوارب السورية التي غرقت ثلاثة قوارب صواريخ وقارب مراقبة وكاسح ألغام، وقد أغرقت بالصواريخ والمدافع، وتعني هذه الأرقام أن ثلث قوة البحرية السورية قد تم تدميرها الى الآن.
5 ـ هناك مزاعم معتدلة لسلاح الجو الإسرائيلي تجاه تدمير الطائرات الحربية للعدو، وتبلغ هذه في الوقت الحاضر وفي مجملها من 15 الى 20 طائرة سورية ومصرية، ومن 14 الى15 مروحية مصرية.
6 ـ أطلق المصريون والسوريون على الجبهتين عددا كبيرا من صواريخ سام.
7ـ نعتبر في تقييم لفعالية عمليات العدو على الجبهتين أن السوريين كانو أكثر شجاعة من المصريين، وعلى أية حال، ومنذ ظهور ضوء النهار من هذا الصباح بدأ المصريون في فقدان أراضيهم وهم الآن يزيدون السرعة التي كانوا يعبرون بها على الجسور، فيما لم تدمر قوات الدفاع الاسرائيلية غير كوبري واحد.
مضى ريوتر الى القول الى أن هذا الاشتباك هو الأول منذ 1948 الذي لم يقدموا فيه على ضربة استباقية، ويرجع هذا الى قرار سياسي جاء بسبب الحدود التي يقفون عليها الآن باعتبارها تتيح لهم الوقت لمواجهة عمل عدائي من غير أن يكون في ذلك حسابات الموت والحياة.
وعلى كل حال، فالعقوبة التي نالوها، من خلال تقييم ريوتر هي أنهم وفي مكان أن يكونوا قادرين على فحص تصميمات عدوهم بسرعة ووضوح، يواجهون الآن عملية دموية وبطيئة.
8 ـ يبدو لي أنهم أكثر اهتماما بالوضع على مرتفعات الجولان وأنهم قرروا أن مسألتها لا بد وأن تحل قبل أن يديروا انتباههم الى القنال والمصريين. وتعني فترة الاشعار القصيرة نقصا في القوات البرية، وقد أصبحت الآن متوفرة لعملية الانتشار. ومن هنا فمعارك قوات الدفاع الاسرائيلية الى الآن دفاعية ووقفا على التفاعل مع التحركات السورية والمصرية.
أنا أتوقع أن هذا الوضع سيتغير خلال اليومين القادمين وسنشهدهم في صورتهم التقليدية الحربية، ومما لا شك فيه أن حالة الطقس ستساعد في تلك الصورة، وقد تغير الطقس اليوم من السماء الغائمة بالأمس الى السماء الصافية اليوم والتي ستتيح لقوة سلاح الجو الاسرائيلي الانتشار، وبرغم أن التنوير الذي قدموه لنا قد قيل عنه أنه حديث، يبقى من المحتمل وباستمرار، أن الأحداث والمواقع التي تم تقديمها متخلفة بمقدار نحو 12 ساعة. ومن هنا فسلاح الجو الاسرائيلي ربما يكون متقدما على طول الطريق للسيطرة على الوضع أكثر مما تم تصويره في هذا التقرير.
وعلى أية حال، ومن خلال الطريقة التي قدم بها رويتر تنويره، من الواضح أنهم لا يعتبرون أنفسهم، وبأي شكل من الأشكال، خارج الغابة، ومع أنهم وبالتأكيد ليسوا محبطين، الا أنهم، وبنفس القدر، مفرطو الثقة.
توقيع ( النص عبارة عن برقية لم تحمل توقيعا، وإنما حملت محطة الإرسال، وهي تل أبيب .. الإيضاح من «الشرق الأوسط»)
* السادات للندن غداة الحرب : إسرائيل بدأت الهجمات علينا يوم 6 أكتوبر فقررت أن عملا عسكريا كرد لا بد وأن يبدأ لإظهار أن مصر ليست كما يتصورون .. مصر لن تطلب اجتماعا لمجلس الأمن ولا وقفا لإطلاق النار ولن تتقبل قرارا الى أن تتم استعادة الأراضي العربية
* وثيقة رقم : 43 التاريخ :7 أكتوبر 1973 الى : الخارجية ـ عاجل ـ وسري للغاية من : السفارة بالقاهرة صورة : عاجلة وفورية الى عمان ـ بيروت ـ جدة ـ تل أبيب ـ طرابلس ـ باريس ـ موسكو وواشنطن والبعثة البريطانية بنيويورك 1ـ طلبني الرئيس السادات لمقابلته اليوم في الساعة 11 صباحا وقال إن التقارير التي تصله من لندن أننا نفكر في دعوة مجلس الأمن للانعقاد، وهو يريد أن يجعل الموقف المصري واضحا تمام الوضوح للعلم الشخصي لرئيس الوزراء البريطاني ولي.
2 ـ أعاد القول بأن اسرائيل، وبمساعدة من أميركا، قادت حملة عالمية منذ 1967 لتصوير المصريين بأنهم «خائفون» و«عاجزون أو مقعدون»، وأنهم بلا تكنولوجيا حديثة فيما توالت المطالبة لمصر بأن تقبل هذا التقييم لنا وأن تصنع تسوية مع اسرائيل في الوقت الذي لا تزال فيه الأراضي العربية محتلة، ومن هنا وحينما حدثت هجمات اسرائيلية على الأراضي المصرية يوم 6 أكتوبر (تشرين الاول)، قرر هو أن عملا عسكريا كرد لا بد وأن يبدأ لإظهار أن مصر ليست مرعوبة.
3ـ قال إن القتال في اليوم الأول سار على نحو حسن، وإنه توقع أن يمنى بخسائر خلال عبوره لقناة السويس، ولكن وفي حقيقة الأمر لم تكن هناك خسائر. وأن القوات المصرية قد أفقدت القوات الإسرائيلية توازنها في سيناء فيما استطاعت قواته أن ترد الهجمات المرتدة الإسرائيلية خلال ليل أمس واليوم. والى ذلك تمكنت قواته من هزيمة لواء مدرع اسرائيلي من حوالي 150 دبابة قرب القنطرة الشرقية.
4ـ الرئيس السادات قال لي إنه ظل مستعدا للسلام حتى من قبل 1967 وانه مستعد للسلام الآن، ولكن لا مجال للحديث عن التنازل عن السيادة من أرض مصرية. والى ذلك فمصر لن تطلب اجتماعا لمجلس الأمن وأنه لن يطلب كذلك وقفا لإطلاق النار ترعاه الأمم المتحدة ولن يتقبل مثل ذلك الوقف لإطلاق النار الى أن تتم استعادة الأراضي العربية. وإذا كانت اسرائيل مستعدة للمشاركة في مؤتمر دولي للسلام تحت إشراف الأمم المتحدة في ضوء الانسحاب الى حدود 1967، فهو سيكون مستعدا للمشاركة أيضا، ولكن المصريين لن يضعوا سلاحهم (قبل الانسحاب الكامل). وقد عبر السادات عن نفسه بثقة ومن موقعه على جبهة القتال وعلى صعيد وطنه وقال إن شعبه سيتقبل عشر سنوات من الحرب إذا كانت ضرورية.
5 ـ في رد له على سؤالي قال إن أهداف السوريين السياسية متطابقة مع أهدافه ولكن مشكلة أرضهم المحتلة أقل بكثير. وان آخر التقارير العسكرية أشارت الى أن قواتهم تتقدم ببطء ولكن بطريقة مقبولة.
توقيع آدمز
* السفير البريطاني من القاهرة : حدثان يوحيان بعلم روسيا المسبق بالحرب
وثيقة رقم :72* التاريخ : 7 أكتوبر 1973 الى : الخارجية : سري للغاية الموضوع : البرقية رقم 648 : العرب وإسرائيل الدليل المتاح ، (أعيد تأكيده ببرقية عمان رقم 649 ) ، يبدو ، أي الدليل ، يشير الى هجمة منسقة بين سورية ومصر ، فيما يبدو السادات ، ومما قاله لي ، ولزميلي السفير الفرنسي ، لا يؤيد ذلك ، وبرغم أنه ، أي السادات ، كان شديد الحرص وهو يتحدث لي أن لا يسقط من حديثه مسألة أن إسرائيل هي التي بدأت الهجمات .
ولكن من الصعب جدا القطع والقول تحت أي نقطة أو موعد كان التخطيط لهذه العملية وصدور القرار حولها. ومع ذلك فمن الوارد أن القرار حولها من حيث المبدأ قد صدر قبل شهور ، وإذا كان هذا هو الحال ، فمجموعة صغيرة من القياديين المصريين قد أبقوا عليه في طي الكتمان فيما أعطوا الإنطباع بأن عقولهم مشغولة بأمور أخرى ، وفيما أبدوا مثل ذلك الانشغال بنجاح مدهش . في المقابل وكبديل لذلك السيناريو ، فربما لم يكن الأمر أكثر من مجرد تخطيط حربي الى أن قدمت الأحداث الأخيرة تهديدا اسرائيليا طازجا لسورية في 13 سبتمبر يبدو كما لو أنه نقطة تحول .
الى ذلك كان هناك افتراض لزمن طويل بأن السادات يفتقد الموارد التي تؤهله للقيام بعدوان ، ولكنه ، ومن المفترض ، يشعر الآن بأنه متأكد من من دعم سعودي و(ليبي ـ هكذا جات عبارة ليبي بين الأقواس في الوثيقة .. الإيضاح من الشرق الأوسط ) مالي كاف . وكذلك كان قد جعل هدفه واضحا ، وربما يكون ذلك الهدف مفرطا في الطموح (ونحن طالما عشنا على مثل ذلك الافتراض ) ، ولكن ، وعلى الأقل ، فذلك هدف حربي ذكي ، وقد وجدته اليوم في هدوء تام وممتلئا بالثقة ومعبأ بالنجاح .
ولكن سلوك الروس يبقى متلبسا بالغموض ، فمن المعروف الآن عامة بأن المئات من المدنيين الروس ، بما فيهم الأسر ، قد تم إخلاؤهم في الأيام القليلة الماضية ، وقد قيل إن من بينهم الخبراء بمصانع حلوان للصلب ، وهذا يوحي على الأقل بمعرفة سوفياتية مسبقة ، وقد التقى زميلي السفير الروسي السادات ثلاث مرات في الأيام العشرة الماضية ، وهناك إشاعة قوية وثابتة بأن السادات نفسه قد قام بزيارة قصيرة الى موسكو .
توقيع آدمز السفير – القاهرة
المجموعة 73 مؤرخين