مرة اخرى لم ينحني المالكي بقلم: احمد مهدي الياسري
شاهدته في المرة الاولى اثناء المؤتمر الصحفي الذي عقد في بغداد مع الامين
العام للامم المتحدة بان كي مون حينما اهتز المكان نتيجة سقوط بعض قذائف
الهاون ارتج لها المكان فكان ان اختبئ الامين العام للامم المتحدة خشية
تلك التفجيرات وبقي المالكي شامخا مستقيما غير مبالي بالذي يجري وحاول
تهدئة الضيف المرتعب والتخفيف عليه من هول الصدمة وكتبت وقتها مقالا
بعنوان " هل رايتم مالكي العراق أهتزت الامم ولم يهتزله جفن " ولك الحادثة
الاولى ..
المشهد الاخر شاهدته بنفسي اثناء تواجدنا في قاعة اجتماعات القى فيها
السيد المالكي كلمته بالجالية العراقية في المانيا في برلين اثناء زيارته
الاخيرة الى المانيا , واثناء القاء السيد المالكي لكلمته وبوجود اصوات
داخل القاعة اعترضت كثيرا على اداء الحكومة وانتقدت السيد رئيس الوزراء
بصراحة وقوة الامر الذي دعى السيد المالكي بالقول لهم انه العراق الجديد
فقد ولى زمن ان يعترض احد على رئيس الحكومة ويعاقب او يعدم او يسجن وطلب
من السيد السفير علاء الهاشمي السماح للمتحدثين بالحرية في الكلام ومهما
كان الانتقاد قاسيا وكان اللقاء وسط اجرائات امنية مشددة ..
اثناء اللقاء وكان هناك انذار امني شديد والحمايات الالمانية والعراقية
الخاصة تراقب الحضور خشية وقوع أي اعتداء وطلب من الحضور عدم الاقتراب من
المنصة لمسافة محددة ويتواجد في الخط الاول من الجلوس اغلب وزراء الحكومة
العراقية بينهم وزير الدفاع والداخلية والخارجية والكهرباء واخرين , وفي
هذه الاثناء فوجئنا بان انطفأت الكهرباء واظلمت القاعة وخشينا ان هناك ثمة
مكروه سيقع وقتها توقعت ان السيد رئيس الوزراء سيتخذ وضعا يقيه من أي
اعتداء محتمل وسينحني على اقل تقدير قد يكون هناك احدهم يروم فعل شئ خطير
ما , ولكن فوجئت والجمهور بالسيد المالكي وهو ثابتا في موقعه لم يتحرك
وتحركت بعض الحمايات الخاصة وسمعناه يقول مازحا وباللهجة العراقية لوزير
الكهرباء الذي كان متواجداً في القاعة " ها وينة وزير الكهرباء " في اشارة
الى انقطاع التيار الكهربائي في العراق ومعاناة المواطنين وان الحالة وصلت
لتلك القاعة في برلين وابتسم الجميع لهذه الدعابة الجميلة في الوقت الذي
كان من المفروض ان يكون قلقا نتيجة تلك الحالة خصوصا وان الرجل مستهدف
دائما من قبل الحاقدين من اعداء العراق ..
الحادثة الثالثة التي شاهدها العالم اليوم اثناء المؤتمر الصحفي للسيد
رئيس الوزراء والرئيس جورج بوش حينما رمى الصحفي مراسل قناة البغدادية
منتظر الزيدي بحذائيه بطريقة غير اخلاقية على المنصة المتواجد عليها السيد
رئيس الوزراء المالكي والرئيس بوش الامر الذي اجبر رئيس الولايات المتحدة
الامريكية الى الانحناء والاختباء خشية ان يكون الامر فيه ماهو غير الحذاء
والجميع يعرف ان مثل هكذا حادث وبالسرعة التي تحدث فيه وفي الوضع الذي في
العراق وخصوصا وان المنطقة الخضراء شهدت عدة اختراقات امنية وتفجيرات
اسفرت عن وقوع الكثير من الضحايا فمن المتوقع ان يكون الشئ المقذوف هو
قنبلة او متفجر ما ولايمكن للحظور الاستنتاج في تلك اللحظة ان المقذوف هو
حذاء يصيب ولايقتل وهذا مادعى الرئيس بوش الى الانحناء والاختباء وهو
يعتقد ان الامر قد يكون متفجرا قاتلا والملاحظ والمتمعن في ملامح السيد
رئيس الوزراء نوري المالكي انه كان ثابتا منتصبا لم ينحني بل تصدى
للاعتداء بيده وحاول حماية ضيفه مهما كان اختلافنا او اتفاقنا معه اضافة
الى وجود حالة امتعاض وحنق وخجل من هذا التصرف الغير اخلاقي خصوصا في
عاداتنا العربية والاخلاق الاسلامية والتي ترفض مثل هكذا تصرفات خصوصا
حينما يكون الغريب او الضيف في بيتك ولو كان الامر صادرا من هذا الصحفي او
أي كان في مكان اخر خارج العراق لبررنا له هذا الفعل ولكنه حدث من صحفي
عراقي اعطي الترخيص بالدخول الى تلك المواقع الحساسة بعد ان اؤتمن على
احترام المكان وعمله ومهنته وموقعه وخصوصا ان للقلم والانتقاد البناء
الفسحة الواسعة في عراق اليوم من الممكن التعبير عن الاعتراض بشتى تلك
الطرق الحضارية بدل الطريقة التس شاهدناها مهما اختلفنا او اتفقنا معه
وخصوصا وهو داخل البيت العراقي وبحضور رئيس وزراء العراق المنتخب وكان
يمكن للصحفي قول مايريد من اسئلة محرجة او اعتراضية وكنا سنكون معه في أي
اعتراض شجاع يقوله بدل تلك الصورة الغير مهذبة والتي اسائت للصحافة
والاعلام قبل ان تسئ لشخصه ..
السيد المالكي للمرة الثالثة اشاهده وهو رابط الجأش مستقيما اثناء المخاطر
لم تهزه وتحنيه أي تهديدات وهي رسالة على الجميع اخذها بالحسبان وهكذا هي
القيادة العراقية تختبر في المواقف الصعبة فتتصرف وفق ماتحمله من قيمة
وشجاعة وثبات .
مع كل التقدير