نشر في 03-06-2008
يرجع التعاون الروسي - العربي في مجال الفضاء إلى تاريخ طويل وله طاقات كبيرة للتطور في المستقبل.
وقد احتفلت روسيا وسوريا مؤخرا بالذكرى العشرين لأول رحلة فضائية سوفيتية - سورية مشتركة. ففي يوليو عام 1987 قام رائد الفضاء السوري محمد فارس برحلة فضائية على متن مركبة فضائية سوفيتية استغرقت حوالي 8 أيام.
وبفضل الصواريخ الفضائية الروسية انضم عدد من البلدان العربية إلى نادي الدول التي تملك أقمارا صناعية في المدار على اختلاف أغراضها. وتتصدر السعودية قائمة هذه الدول. فمنذ عام 2002 وحتى يومنا هذا نقلت الصواريخ الروسية إلى المدار 13 قمرا صناعيا سعوديا من أنماط "سعوديسات" و"سعوديسات - 3" و"سعوديكومسات" بالإضافة إلى "عربسات - 4 ب" (Arabsat -4B).
ويتنسب الأخير إلى منظمة الاتصال الفضائي العربية عبر الأقمار الصناعية - عربسات (المملكة العربية السعودية)، وهو يقدم الخدمات في مجال البث الرقمي التلفزيوني والاتصالات الهاتفية بالإضافة إلى توفير منفذ إلى الإنترنت لسكان بلدان الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
ويجري بواسطة هذه الأجهزة تصوير شمسي وجمع معلومات أخرى من أجل قطاعات الاتصالات والزراعة وحماية البيئة في المملكة.
وفي عام 2001 تم في قاعدة بايكونور الفضائية إطلاق أول قمر صناعي مغربي يسمى "ماروكتوبسات". وهو يخصص لمتابعة الغطاء النباتي ومواقع الأجسام المتنقلة. ومنذ ذلك الحين يتطور باستمرار التعاون بين وكالة الفضاء الروسية والمركز الملكي للاستشعار البعدي الفضائي بالمغرب.
ومنذ نوفمبر 2002 يدور حول الأرض أول قمر صناعي جزائري هو "ألسات - 1" الذي نقله إلى المدار الصاروخ الروسي "كوسموس - 3م" وخصص هذا القمر لاستشعار الأرض عن بعد. ومنذ عام 2004 تربط بين روسيا والجزائر اتفاقية "حول التعامل والتعاون في مجال التكنولوجيات الفضائية وتطبيقها".
وقد وجدت وكالة الفضاء الروسية والهيئة العامة للاستشعار عن بعد والعلوم الكونية المصرية إمكانية للعمل المشترك المثمر للجانبين. ففي أبريل الماضي نقل الصاروخ الروسي - الأوكراني "دنيبر" من قاعدة بايكونور الفضائية قمرا مصريا يطلق عليه "مصرسات - 1" ضمن مجموعة تشمل 14 قمرا صناعيا مختلفا.
وتبدي الإمارات العربية المتحدة هي أيضا الاهتمام بالتعاون مع موسكو في مجال بحث الفضاء الكوني واستثماره. ففي يوليو عام 2006 بحث رئيس وكالة الفضاء الروسية أناتولي برمينوف هذا الموضوع مع وفد الإمارات العربية المتحدة برئاسة الشيخ مانع بن حشر آل مكتوم رئيس شركة "Sheik Manea Bin Hasher Group".
ويجب القول إن بعض بلدان العالم الإسلامي كماليزيا وإندونيسيا تملك اليوم أقمارا صناعية خاصة بها نقلتها إلى الفضاء الكوني صواريخ روسية. وقطعت ماليزيا شوطا أبعد على هذا الطريق إذ يقوم مواطنها مظفر شكر حاليا بالتدريب في مركز إعداد رواد الفضاء الروسي من أجل القيام في أكتوبر هذا العام برحلة على متن مركبة "سويوز - ت م أ - 11" الروسية مع أفراد البعثة الـ16 إلى المحطة المدارية الدولية.
وتحتفظ روسيا اليوم بجدارة بصفة دولة فضائية كبرى ووريثة الاتحاد السوفيتي الذي يعتبر دولة رائدة شقت طريق البشرية إلى الفضاء الكوني. فهنا بالذات جرى في أكتوبر 1957 إطلاق أول قمر صناعي في العالم وفي أبريل 1961 - أول مركبة كونية مأهولة - "فوستوك". وبعدها بات خروج الإنسان لأول مرة إلى الفضاء المكشوف إنجازا جديدا لعلم الفضاء السوفيتي.
ولذا فلا غرابة في أن 45 بالمائة من مجموع عمليات إطلاق الأجهزة الفضائية في عام 2006 تعود لروسيا. وطبقا لمعطيات مدير وكالة الفضاء الروسية اناتولي برمينوف تتكون هذه النسبة من نصيب روسيا الذي يعادل حوالي 40 بالمائة وعمليات الإطلاق الروسية - الأوكرانية المشتركة من منصة الإطلاق البحرية (5 بالمائة). وتتبع روسيا في هذا المجال الولايات المتحدة الأمريكية.
ويؤكد الخبراء الروس بصورة خاصة درجة الأمانة العالية للصواريخ الروسية ويتكهنون بأن يرفد أسطول وسائط النقل الفضائية الروسي عما قريب بسفن جديدة بما فيها متعددة الاستخدام.
وتتطور في الوقت الراهن بخطى حثيثة منظومة "غلوناس" الفضائية الروسية العالمية للرصد والملاحة. وبإمكان الشركاء العرب أن يستفيدوا من هذه المنظومة أيضا.
المصدر وكالة الأنباء الروسية+و.ك.ع.ف.ف