العمليات الحربية ، 1916في العشرون من يناير ، قام وزير الحرب العثماني "إسماعيل أنور باشا" بتنحية نورالدين باشا وتولية العقيد Halil Kut ، وسبب ذلك هو عدم رغبة نورالدين في العمل مع المستشار الألماني وأوضح عن رأيه في رسالة وجهها لإسماعيل أنور باشا "لقد أثبت جيش العراق أنه ليس في حاجة إلي الخبرات العسكرية لجولتز او غيره .."
وإستخدم Halil Kut حصار الكوت في تضييق الخناق علي البريطانيين ، أما القوات البريطانية المحاصرة فلم تستلم سوي كميات قليلة من المؤن أرسلت عن طريق الجو ، التي لم تكن كافية لسد حاجتهم ، مما يضعهم أمام خيارين لا ثالث لهما ، إما الموت جوعاً أو الإستسلام ..
الجنرال Townshendوبين شهري مارس وإبريل ، أطلق Townshend و Aylmer عدة هجمات في محاولة لإختراق الخطوط العثمانية ، وجرت تلك الهجمات بالتتابع التالي ، معركة الشيخ سعد ومعركة الوادي و معركة هانا ومعركة ديالي ، وكانت لتلك الهجمات البريطانية ثمن باهظ حيث تكبدت خسائر جسيمة ولم تنجح في فك الحصـار..
وفي شهر فبراير ، تم تعزيز الفيلق XIII بفرقة المشاة الثانية ، وفي الطرف الأخر كان الطعـام والمؤن علي وشك النفاذ وزاد الأمر سوءا إنتشار الأوبئة والأمراض بين جنود Townshend ..
في التاسع عشر من إبريل لقي المشيـر Von der Goltz حتفه بعد إصابته بمرض الكولـيرا ، وفي يوم 24 من نفس الشهر ، حاولت سفينة إمداد تسمي Julnar الوصول إلي مدينة عمارة الكوت عن طريق النهر ولكن المحاولة لم تنجح ، وفي يوم 29 إبريل ، إستسلم Townshend وأسر العثمانيين 8 ألاف من جنوده ..
وكانت تلك الهزيـمة من وجهة النظر البريطانية هزيمة مذلة ، فلم تهزم بريطانيا هزيمة مثلها منذ أمد بعيـد ومازادهم حزناً أيضا ، أنها جاءت بعد الهزيمة البريطانية في حملة غاليبولي ، وأثبت العثمانيين انهم مقاتلون أشداء في وجه عدو متفوق .
العمليات الحربية ، 1917لم تقبل بريطانيا تلك الهزيمة المذلة ، ولهذا أعطت القيادة البريطانية القائد الجديد Maude تعزيزات ومعدات إضافية ، ولشهور ستة تالية إنهمك Maude في تدريب وتنظيم جيشه جيداً ..
وعندما اصبح مستعداً ، أطلق هجومه في 13 من ديسمبر 1916 ، وكان الزحف البريطاني يتم عبر جانبي نهر دجلة ومدمراً للقوات العثمانية المتواجدة في المواقع المحصنة علي طـول الطريق ، فقد كان هجوما منظماً ومنهجي وناجحا إلي درجة كبيرة ، وإسترد البريطانيين مدينة الكوت في فبراير 1917 وحطم معظم القوات العثمانية في حملة الرافدين ..!!
دخول القوات البريطانية بغدادوفي أوائل شهر مارس وصل البريطانيون إلي مشارف بغداد ، وحولت حامية بغداد التي يقودها خليل باشا الوقوف في وجه الجنرال Maude ، إلا انه قام بمناورة وتطويق القوات العثمانية ونجحوا في تدمير فوج عثماني والإستيلاء علي المواقع الدفاعية ، وتراجع خليل باشا إلي بغداد ،وفي 11 من مارس 1917 دخل البريطانيين بغداد وتم الترحيب بهم كمحررين ..
وإستغل البريطانيين حالة الفوضي التي تسيطر علي العثمانيين وأسروا 15 ألف جندي وذلك بعد أسبوع فقط من سقوط المدينة ، وأمر الجنرال Maude بإصدار ما سمي إعلان بغداد الذي يقول فيه " إن جيوشنا وقواتنا لم تأتي إلي بلادكم كغزاة أو أعداء لكم وإنما جئنا محررين" ، وفي 18 من نوفمب توفي الجنرال Maude وتولي الجنرال William Marshall مكانه وقرر إيقاف العمليات لظروف الشتاء ..
العمليات الحربية ، 1918
وإستأنف البريطانيون هجماتهم أواخر شهر فبراير 1918 وإستولوا علي هيث وخان البغدادي وفي شهر إبريل إستولوا علي مدينة كفري الكردية ، وكان علي البريطانيين تحريك بعض قواتهم لدعم لدعم حملتي فلسطين وسيناء ، وحرك الجنرال مارشال جزء من قواته شرقاً لدعم عمليات الجنرال Lionel Dunsterville's في فارس صيف العام 1918 ..
وكان جيش الجنرال مارشال خاملاً علي الرغم من قوته وكأنه لا يريد للقتال في بلاد الرافدين أن تستمر ، وفي شهر اكتوبر كان الموقف العام يشير إلي التوصل لهدنة بين العثمانيين والحلفاء ، ولهذا تلقي الجنرال مارشال اوامر من قيادته العليا بالعمل علي إحراز مكاسب بأقصي سرعة ممكنة ..
قوات بريطانية تتحرك نحو نهر الزابوبالفعل أمر الجنرال Maude أحد قواده Alexander Cobbe بالمسير علي رأس قوة بريطانية من بغداد وإستولي علي مساحة 120 كلم خلال يومين فقط حتي وصل إلي نهر الزاب الصغير ، وكانت بقايا الجيش العثماني السادس بقيادة إسماعيل حقي "بك" في إنتظاره إلا انه كان متوقعا لذلك وخاضوا معركة الشرقاط ودحر خلالها الجيش العثماني .
هدنة مدروز Armistice of Mudrosفي 30 من أكتوبر تم التوقيع علي هدنة مدروز وبها قبل الطرفان بقاء قواتهم في مواقعها الحالية ، وفي اليوم نفسه إستسلم خليل باشا وباقي الجيش العثماني السادس ، لم يكن Alexander Cobbe علي علم بالهدنة فواصل تقدمه في إتجاه الموصل ودخلها يوم 14 نوفمبر وسيطر علي حقول النفط ، وبذلك تكون حملة الرافدين قد إنتهت فعليا يوم 14 نوفمبر أي بعد 13 يوم من توقيع الهدنة .
..........................تم بحمد الله