شكرا رفيقي على الدعوة و تستحق تقييم على الموضوع الممتاز +
بريطانيا حالها اليوم اكثر من مؤسف . الآن القاذفات اصبحت تسمى بدرجة اولى على الامريكان و الروس و حديثا ظهر الصينيين بقوة كبيرة جدا و لكن مازال امام امبراطورية الوسط الكثير من الجهد للحقاق بالركب مع ان المراحل الجوهرية اجتازوها بنجاح .
بريطانيا العظمى لم يبقى لها من العظمة سوى اسمها فقط
بريطانيا هي حاليا خامس اقوى جيش في العالم حسب معظم الدراسات . و لكن بريطانيا اليوم اصبح دورها 0.0 في القرار الدولي . عليها و على فرنسا فهم حجمهم الاصلي و تسليم عضوية مجلس الامن لدول احق منهم اقتصاديا و عسكريا و سياسيا . دول صاعدة ستكون من بعد عظمى لا شك في ذالك على رأسهم البرازيل و خاصة خاصة الهند .
على الورق بريطانيا لم تعد بدولة عظمى ابدا منذ الحروب العالمية .
كانت في يوم من الايام الامبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس . اليوم اصبحت الامبراطورية التي لا تطلع عليها الشمس ههه فهي عادت لجزرها الصغيرة. فاكبر دولة استعمارية شهدها التاريخ احرجها الالمان بطريقة لا توصف في الحرب العالمية خاصة الثانية اين كادت على وشك الانهيار لولا دخول الروس و الامريكان فهي لم تكن لتصمد اكثر لو خطط لاالمان اكثر .و في اواخر 1941 قال تشرشل بكل فرح للملك " سيحارب الامريكيون معنا الآن . و الروس معنا كذالك نحن البريطانيون لم نعد وحدنا في مواجهة ذالك المعتوه "
خرجت بريطانيا من اكبر الخاسرين من الحرب رغم انها كانت في صف الحلفاء . فرنسا اولئك الجبناء بضعة اسابيع و استسلموا كليا و ركعوا لهتلر بدون مقاومة كبيرة تذكر .
اصر ستالين على اقتسام نفوذ العالم فقط مع الامريكان و كان تشرشل كالقزم بينهم فهو لا يمتلك شيء يفاوض عليه .
استمرت فضائح بريطانيا في 1956 اين انسحبت بكل ذل هي و فرنسا و اسرائيل تحت تهديدات خروتشوف النووية بالرغم من انهم كانوا منتصرين عسركيا انتصارا كبيرا و لكن فرنسا و اسرائيل لم تكونا دول نووية و بريطانيا حينها لم تكن قد فجرت قنبلتها الهيدروجنية و قدراتها النووية في حالة يرثى لها . فستالين ابى ان يموت الا و يترك روسيا بقنابلها الذرية و الهيدروجنية ما جعل تشرشل يقول عن عدوه اللدود " ستالين بنى روسيا بمطرقة و منجل (رمز الشيوعية ) و تركها بقنابل نووية ذرية و هيرودجنية "
قال تشرشل ايضا
: "كان ستالين رجلاً ذا طاقة عالية وقوة إرادة لا تقهر... لم أستطع أنا الذي تربيت في البرلمان البريطاني أن أرفض له شيئا".
http://anbamoscow.com/russia/20130305/380581427-print.html
ظننا بعد الحرب الباردة ان ترجع بريطانيا لقوتها و ان تنتهي روسيا للأبد و نفس الشيء للصين .
و لكن استمرت بريطانيا في الانهيار الشديد و بعد عقد و نيف من الزمن رجعت روسيا لمنصب ثاني قوة عالمية عظمى و صعدت الصين ثالثة و اصبحت الصين اليوم جبار اقتصادي و مارد عسكري لا شك ان المستقبل سيكون في جيبه اذ اسنترت الامور على هذا المنوال .
تعلمنا ايضا انه لما تنهار لن ينفعك لا صديق و لا حليف مهما كان توسعك كلهم سينكرون اي فضل لك عليهم بل سينتقلون للمعسكر المعادي لك و يحاربونك و مصالحك بكل قوة.
تعلمنا عدة اشياء من كل الدول العظمى السابقة و الحالية . توسعك و مستعماراتك لن يفيداك في شيء وقت الشدة و انظر ماذا فعل هتلر في فرنسا و بدرجة اقل في بريطانيا في وقت قياسي .
من جهة اخرى لا يمكن انكار ان
التسليح المكثف و الزائد عن اللزوم هو اكبر عدو للدولة و اسئل روسيا السوفيتية صاحبة اكبر تسليح في تاريخ البشرية التي لما انهارت كانت لديها ترسانة لا يصدقها عاقل من الاسلحة التقليدية و خاصة غير التقليدية الاستراتجية .
فكما قال ايزنهاور .
ان افضع شيء ليس هو العدو الخارجي (اي الروس) بل هو المجمع الصناعى العسكري في الداخل الذي يمكن ان يدمر البلد و اقتصاده من الداخل
و هذا بالضبط ما حدث للروس السوفييت و يحدث اليوم للأمريكان .
ديون أمريكية لا يصدقها عقل. هي عبارة عن قنبلة موقوتة
. حربي العراق و افغنستان فقط تكلفتا اكثر من 6 ترلوينات دولار .
عجز خيالي في الميزانية و الموازنة التجارية .
الى درجة ان طلب الجمهوريون خفض الانفاق عامة
ميزانية دفاع ضخمة جدا جدا اصبحت عبئ كبيرا على النفقات الفيديرالية و ها انت ترى اليوم بدء خفض النفقات العسكرية بطريقة كبيرة .
هذه ليست سياسة أمريكا في الاصل بل كانت روسيا سباقة في تلك السياسة و العواقب كانت وخيمة كما تعرف .
فأمريكا اليوم تعيد نفس الخطأ الاستراتيجي .
فانت تعرف انها كادت تفلس منذ شهرين في تصويت للكنغرس حول رفع الديون و مازال امامها 3 تصويتات اخرى مشابهة في 2014 .
أمر جميل و ذكي ان تتسلح كثيرا كي تحمي بلدك و مصالحك القومية و لكن يجب اخذ الدروس من الماضي ايضا .