اتخذت الحكومة الأوكرانية اليوم قرارا "بتعليق عملية التحضير لتوقيع اتفاقية الشراكة الانتسابية مع الاتحاد الأوروبي.
وأعلنت كييف في مذكرة وقعها اليوم رئيس الحكومة الأوكرانية نيكولاي آزاروف " تعليق التحضير لتوقيع اتفاقية الشراكة الانتسابية ما بين أوكرانيا من جهة والاتحاد الأوروبي والجمعية الأوربية للطاقة النووية والدول الأعضاء فيها من جهة ثانية".
وعللت الحكومة الأوكرانية قرارها بضرورة تطوير العلاقات الاقتصادية مع روسيا ورابطة الدول المستقلة
كما كلفت الحكومة الأوكرانية وزارتي الخارجية، والتنمية الاقتصادية والتجارة، وكذلك وزارة السياسة الصناعية " بالعمل على تشكيل لجنة ثلاثية روسية أوكرانية أوروبية ترمي لمعالجة حزمة من القضايا الرامية لاستعادة حجم الانتاج الذي فقدته أوكرانيا ولتحديد مسارات العلاقات الاقتصادية ولتوسيع وتعزيز التجارة مع دول العالم، وتحرير السوق الأوكرانية مستقبلا ووضع قاعدة ضابطة لتحسين شروط ممارسة النشاطات التجارية و الاقتصادية.
فيما تواصل مجموعة العمل البرلمانية التحضير لمشروع قانون علاج السجناء خارج حدود أوكرانيا والذي يمس بالدرجة الأولى رئيسة الحكومة الأوكرانية السابقة يوليا تيموشينكو التي اشترط الاتحاد الأوروبي السماح لها بالعلاج في ألمانيا كي يوقع مع أوكرانيا اتفاقية الشراكة الأوروبية، وجاء ذلك بعد رفض البرلمان الاوكراني اليوم الخميس كل مشاريع القوانين الخاصة بهذا الشأن
من جانبه قال الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش:" بقيت أمامنا طريق قصيرة نحو القمة. ونحن لا نهاب الصعاب ونؤكد أننا على ثقة بأن أوكرانيا يجب أن تمضي قدما على طريق التكامل مع أوروبا. أما فيما يخص إطلاق سراح تيموشينكو فأكد يانوكوفيتش أن ثمة آراء متناقضة بين الكتل في البرلمان الأوكراني حيال هذه المسألة وقال:" هذه المسألة خرجت إلى المجتمع وتخطته إلى مستوى العلاقات الدولية إلا أن إطلاق سراح تيموشينكو ينبغي أن يناقش في إطار القانون في المقام الأول".
وكان من المفترض أن توقع أوكرانيا اتفاقية الشراكة الانتسابية مع الاتحاد الأوروبي خلال قمة " الشراكة الشرقية" المقررة يومي 27-28 نتشرين الثاني/ نوفمبر الحالي في العاصمة الليتوانية فيلينوس..
رأى ممثل روسيا لدى الاتحاد الأوروبي أن قرار أوكرانيا بتعليق الاستعدادات لتوقيع اتفاقية الشراكة مع الاتحاد الأوروبي أثار رد فعل أوروبا العصبي. من جهة أخرى رأى محلل سياسي روسي أن قرار أوكرانيا يأتي تنبيهاً إلى ضرورة أن يرفع الاتحاد الأوروبي شرط إطلاق سراح رئيسة الوزراء الأوكرانية السابقة يوليا تيموشيكو التي تعتبر خصما سياسيا للرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش
عتبر السفير الروسي فلاديمير تشيجوف، ممثل روسيا الدائم لدى الاتحاد الأوروبي، أن قرار تعليق الاستعدادات لتوقيع اتفاقية الشراكة الانتسابية بين أوكرانيا والاتحاد الأوروبي، وهو قرار أعلنته الحكومة الأوكرانية يوم 21 تشرين الثاني/يناير أثار رد فعل القيادات الأوروبية العصبي.
وقال السفير الروسي في حديثه لوكالة "نوفوستي" للأنباء إن الاتحاد الأوروبي كان يتوقع غير ذلك.
بدورها أعربت الولايات المتحدة الأميركية عن خيبة أملها من قرار أوكرانيا. وقالت وزارة الخارجية الأميركية في بيان لها إن "الولايات المتحدة تعتقد أن اندماج أكرانيا في أوروبا خير سبيل إلى الازدهار الاقتصادي والديمقراطية".
وعللت الحكومة الأوكرانية قرارها بضرورة تطوير العلاقات الاقتصادية مع روسيا وغيرها من الجمهوريات السوفيتية السابقة أعضاء رابطة الدول المستقلة حالياً.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد حذر أوكرانيا من مغبة "الوقوع في مزالق الاتحاد الأوروبي".
ولفت ممثل روسيا لدى الاتحاد الأوروبي إلى أن الحكومة الأوكرانية لم تحدد موقفها بعد تجاه الانضمام إلى الاتحاد الجمركي القائم في الساحة السوفيتية السابقة والمتكون من روسيا وكازاخستان وبيلاروسيا.
وأرجع المحلل السياسي الروسي فيتالي تريتياكوف سبب القرار الذي أعلنته الحكومة الأوكرانية أمس إلى عدم استعداد الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش لتلبية أحد شروط الاتحاد الأوروبي للسماح لرئيسة الوزراء السابقة يوليا تيموشينكو أن تغادر سجنها إلى إحدى دول الاتحاد الأوروبي في رحلة علاج، وذلك لأن يانوكوفيتش يخشى أن تحل تيموشينكو محله في منصب رئاسة الجمهورية عندما تعود إلى أوكرانيا من رحلة علاج، وفقا لما قاله المحلل.
وأضاف المحلل أنه لا يستبعد أن يأمل الرئيس الأوكراني في أن يرفع الاتحاد الأوروبي هذا الشرط ويعطي بالتالي الضوء الأخضر لدخول أوكرانيا في شراكة مع الاتحاد الأوروبي.
http://anbamoscow.com/world/20131121/387486243.html
http://anbamoscow.com/russia/20131122/387501411.html