المعركة: عملية
جنود سوفيات بمدافعهم الرشّاشة أثناء المعركة.
ابتدأت المناوشات الأولية في 4 جويلية بالهجوم الألماني على الدفاعات الأمامية الروسية و أبراج المراقبة الموزعة على التلال القريبة، وقد تزامن ذلك مع قصف عنيف من قبل المعفعية و الطيران الألماني للتحصينات السوفياتية و محاولات التقدم على النطاقين الشمالي و الجنوبي. و عند الساعة 22:30 انطلقت المدفعية السوفياتية في قصف شامل للقوات الألمانية و ذلك لاحداث الفوضى في صفوفها و تعطيل هجومها، الأمر الذي أبدى نجاعة خاصة بالمنطقة الشمالية إذ أن نصف معفعها قد أصيب، إلا أن هذه النجاعة بدأت تتراجع في اليوم التالي لأن القسم الأكبر من التواجد العسكري الألماني لم يبدأ بعد في التقدم لحد تلك اللحضة. أما المعركة الفعلية فقد اتّضحت في 5 جويلية بأن بلغ الاشتباك ذروته بين سلاحي الجو الألماني و السوفياتي و ذلك بحثا على التفوق و السيطرة الجوية على سماء الجبهة، الأمر الذي فشل في تحقيقه الطرفان كلاهما رغم التفوق النسبي للألمان.
الفشل الألماني على النطاق الشماليكان الفشل الألماني واضحا و سريعا على هذا النطاق إذ أن أي تقدم لم يحصل، كما أن الألمان فشلوا في السيطرة على مدينة بونيري شمال كورسك، وتعود أسباب هذا الفشل إلى كثافة الألغام الأرضية المزروعة من جهة، و كثافة القصف المدفعي و القصف بالصواريخ المضادة للدبابات مما ألحق بها خسائر فادحة و هو ما استغله الروس لبناء هجوم معاكس ناجح انتهى بالوصول إلى مدينة أوريول في 12 جويلية ثم التحول من الهجوم إلى الدفاع و هو ما مكن السوفيات من الحفاظ على انجازاتهم و السيطرة على أوريول في 5 أوت.
النطاق الجنوبي مدافع سوفياتية استخدمت كمضادات لدبابات تايغر الألمانية.
كانت الأوضاع أفضل بالنسبة للألمان على هذه الجبهة نظرا لضعف الدفاعات السوفياتية بها و هو ما مكن الألمان من التقدم منذ 4 جويلية و السعي لاحتلال المدن المحيطة بمدينة كورسك إلا أن
الألغام و الأرضية المبللة قد عرقلت تقدم الدبابات الألمانية التي توقفت عن التقدم بسبب تدمير الروس للجسور الموجودة على الأنهار المجاورة. و قد تواصل القتال على الجبهة الجنوبية بشكل
عنيف جدا أنهك الطرفين و تسبب في خسائر كبيرة لكليهما إلا أن التفوق السوفياتي بدأ في البروز خصوصا بعد النصر في معركة بروخوروفكا و الهجوم المعاكس الذي مكّن الروس من استعادة
مدينة بلغورود و بلوغ ضواحي مدينة خاركوف الأوكرانية في 11 أوت ثم السيطرة عليها يوم 23 أوت بعد معارك رهيبة و خسائر جسيمة. و يعتبر بعض المحللين أنّ الألمان قد أجبروا على انهاء القتال نظرا لاضطرارهم لنقل الامدادات إلى إيطاليا التي تعرضت في نفس تلك الفترة للهجوم من قبل الحلفاء، إلا أنّ هذا السبب و لئن كان واقعيا فإنه ليس إلا سببا ثانويا للفشل