ليس سراً أن المجال العسكري كثيراً ما يصبح المحرك الرئيسي للتطور الإنساني. والآن تدعي بعض المصادر أن وزارة الدفاع الأمريكية، المعنية بمشكلة الحفاظ على مستودعات الأسلحة والذخيرة وما شابه ذلك، قامت بتمويل برنامج تطوير نهج جديد تماماً لهذه المسألة، الحديث يدور عن إنشاء مستودعات تحت الماء. وإذا كانت هذه الفكرة تبدو ضرباً من الخيال، من يضمن أنه بعد عقدين من الزمن لن يكون هناك إعلانات عن بيع مستودع في منطقة خندق ماريانا، وهو أعمق نقطة في سطح الكرة الأرضية وتقع في غرب المحيط الهادي إلى الشرق من جزر ماريانا الشمالية.
يبلغ طول الخندق حوالي 2550 كيلومتر ويبلغ عرضه 69 كيلومتراً وهو مستطيل الشكل، مع ضمان سلامة المنتجات الموجودة داخل هذا المستودع. والسؤال ألن يصبح ذلك مألوفاً بالنسبة لنا؟ هذا، بطبيعة الحال، نكتة، ولكن كما يقال في كل نكتة هناك حقيقة.
وفقاً لبعض المصادر، فإن شركة DARPA تقوم حالياً بتطوير أنظمة تخزين جديدة، وفق مشروع أطلق عليه اسم Upward Falling Payloads. ووفقاً لبعض تقارير المطورين، هم في طريقهم لإنشاء شبكة من المستودعات والترسانات والتي يمكن أن تعمر لعدة مئات من السنين. يشار إلى أن المستودعات هي في حد ذاتها تشبه إلى حد ما نماذج من وحدات فضائية. وبحسب مخطط المشروع من المفترض أن توضع هذه الكبسولات في قاع المحيط، وبمجرد استدعائها آلياً، يجب أن تطفو على سطح الماء لتوفير الوصول إلى ما تم تخزينه.
بطبيعة الحال، فإن أهمية مثل هذا النوع من التخزين واضحة. أولاً، ينبغي حل مشكلة سرية موقع التخزين ممتلكات الجيش. ثانياً، هذا القرار -في المستقبل- سوف يساعد في معالجة مشكلة تفريغ المستودعات الكبرى الموجودة على الأرض وثالثاً، يمكن لهذه الوحدات ان تكون بديلاً عن مخازن المعدات ذات التقنية العالية التي تقوم بتخزين، على سبيل المثال، المواد الخطيرة أو المواد التي تتطلب شروط خاصة للتخزين.
ولكن، على الرغم من أن هذه الفكرة ممتعة ومهمة في جوهرها، إلا أنها تتمتع بالكثير من السلبيات، وأهمها هو ثمن هذه الوحدات، والذي يختلف قليلاً عن تكلفة إرسال البضائع إلى محطة الفضاء الدولية، ولكن لا بد من الإشارة هنا إلى أن العلماء يؤمنون في نجاح هذه الفكرة. وفي القريب العاجل سوف نكون شاهدين على وجود إعلانات تعرض فيها "بيع مستودعات للتخزين على عمق 300 متر". تعالوا لنحلم قليلاً فهذه الفكرة يمكن أن تصبح حقيقة؟
منقول من اذاعة صوت روسيا