أعلنت الأمم المتحدة في تقرير لها ان أنفاق تهريب البضائع والسلع الموجودة على طول الشريط الحدودي الفاصل قطاع غزة عن الأراضي المصرية أصبحت تمثل 'شريان الحياة' لسكان القطاع بسبب ما أحدثه الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع منذ منتصف شهر حزيران (يونيو) من العام الماضي. وذكر التقرير الأممي ان هذه الأنفاق 'ازدهرت وتحولت إلى قطاع اقتصادي قائم بحد ذاته'.
وذكر التقرير ان أنفاق التهريب وفرت فرص عمل لآلاف الفلسطينيين، العاطلين من عمال البناء والتشييد والتجارة، واضاف أن الحكومة المقالة في غزة التي تديرها حركة حماس أصدرت تعليمات لتنظيم وضبط تجارة الأنفاق.
والتحق الكثير من الشبان العاطلين بفعل حصار إسرائيل للعمل في مهنة التهريب، التي أصبحت أكثر الأعمال رواجاً لعدم خضوعها للحصار الإسرائيلي، الذي أدى إلى إجبار غالبية المصانع والورش التجارية على التوقف.
وبحسب التقرير فإن الفلسطينيين المحاصرين في غزة استغلوا الأنفاق لتهريب تشكيلة واسعة ومنوعة من السلع مثل الغذاء والوقود.
وقال انه لعدم قدرة التجار ورجال الأعمال في غزة على الاستمرار في أعمالهم وإدخال البضائع من المعابر الرسمية التي تربط قطاع غزة بإسرائيل مثل معبر المنطار 'كارني'، 'صوفا' و كرم أبو سالم، تحولت الأنفاق إلى شيء هام جداً بالنسبة للفلسطينيين، خاصة وان للحصار الإسرائيلي آثار إنسانية خطيرة على سكان القطاع.
وقال التقرير 'بذلك أصبح إعادة فتح معبر رفح، له أفضلية قصوى'، كونه لا يخضع لسيطرة إسرائيل.
وفرضت إسرائيل حصارا محكم على قطاع غزة منذ منتصف شهر حزيران (يونيو) من العام الماضي، أي عقب سيطرة حماس عليه، ولا تسمح إلا بإدخال كميات قليلة من السلع والوقود، ولم تفلح التهدئة التي أبرمتها حماس مع إسرائيل وجرى سريانها يوم 19 من شهر حزيران (يونيو) الماضي برعاية مصرية، من رفع الحصار بسبب التعنت الإسرائيلي.
ويقام على طول شريط الحدود الفاصل أقصى جنوب قطاع غزة عن مصر أكثر من 350 نفقا أرضيا، بحسب مهربون تستغل في عمليات تهريب البضائع، ويخضع العمل في هذه المهنة إلى قوانين خاصة وضعها أصحاب الأنفاق.
وأدخل تجار غزة بضائع بمئات الملايين من الدولارات من مصر، بعد أن اشتد الحصار الإسرائيلي، مقابل مبالغ مالية يتلقاها أصحاب الأنفاق، واستطاع مهربون إدخال عدد من المواطنين إلى القطاع لإلحاقهم بأسرهم بعد أن تقطعت بهم السبل في الخارج.
وتقام الأنفاق في الجانب الفلسطيني بصورة علنية، ولا تمانع حركة حماس من وجودها، كونها وسيلة تساهم في كسر الحصار، غير ان مكانها في الجانب المصري يكون داخل أحد المنازل.
وبحسب تقرير الأمم المتحدة فقد أوضح ان الأنفاق يمكن رؤية الكثير منها في منطقة رفح، وأن صناعة التهريب والأنفاق 'تميل إلى الانفتاح أكثر وأنها تحولت إلى صناعة مراقبة ومنظمة، رغم مقتل 40 مواطنا منذ بداية هذا العام، بسبب انهيارات أرضية'.
وترفض اسرائيل بمساعدة أمريكا وجود هذه الأنفاق، وتقول أنها تهرب أسلحة للفصائل المسلحة، غير أن حماس تنفي ذلك، وتضغط كل من الدوليتين على مصر لردم كل أنفاق التهريب، وجرى مؤخراً استعانة الأمن المصري بوسائل تقنية حديثة من أمريكا تساعد في اكتشاف الأنفاق.
وبين الفترة والأخرى يشن الأمن المصري حملات بهدف ردم الأنفاق، واعتقال العاملين في مجال التهريب. وقتل وفق ما ذكر مركز حقوقي عدد من الشبان الفلسطينيين خلال العمل، بسبب الانهيارات الرملية أو تعرضهم لصعقات كهربائية.