كتاب إسرائيلى يسرد بطولات ضابط مصرى قهر شارون وقتل مئات الصهاينة
الخميس، 23 يناير 2014 - 20:05
شارون
كتب أحمد جمعة
أصدر الضابط المتقاعد الإسرائيلى يوسف أرغمان أحد أشهر المؤرخين الإسرائيليين فى مجال الأمن والجيش كتاب تحت عنوان "سرى جدًا أشهر 30 قصة استخبارية"، ويروى المؤلف قصصًا لم يكن يسمح بنشرها من قبل الرقابة العسكرية فى الدولة العبرية.
وعلى الرغم من أن الكتاب الذى صدر عن وزارة الأمن الإسرائيلية، هدفه إضفاء الهالة على الأجهزة الأمنية الإسرائيليّة وبطولاتها فى الحرب الخفيّة ضدّ العرب والفلسطينيين، إلا أنّ الكتاب يشمل قصة عن القائد المصرى الذى أذاق المر لشارون، الذى توفى بعد أنْ أمضى 8 سنوات فى غيبوبة سريرية، وامتلأت وسائل الإعلام الإسرائيلية بقصص عن بطولات شارون ومسيرته الحربية، وشخصيته الكاريزماتيّة، غير أنّ كل الوثائق والقصص، التى أوردتها الصحفُ عن شارون، تتخطى هزيمته على يد مناضلٍ مصرى كبير، لم نُفلح بعد فى كتابة سيرته وبطولاته، إنه الشهيد البطل مصطفى حافظ.
وبحسب الكتاب فإن الضابط المصرى مصطفى حافظ هو الوحيد الذى هزم شارون الذى لقبه بالشبح، فلقد كان مصطفى حافظ ضابط مصرى كلفه الرئيس جمال عبد الناصر بقيادة الكفاح الفدائى ضد إسرائيل فى أواسط خمسينيات القرن الماضى، فقام بعمليات فدائية جريئة فى عمق فلسطين.
واستطاع مصطفى حافظ أن يهزم شارون هزيمة ساحقة وكان شارون فى تلك الفترة قائدا لكتيبة 101 وهى أقوى كتائب جيش الاحتلال الإسرائيلى، والتى ركزت كل جهودها لهزيمة وحدات المتطوعين الفدائيين فى قطاع غزة، وأدخل شارون فرقة من الجيش الإسرائيلى، إلى بيت مصطفى حافظ فى غزة لاغتياله، فى أوائل عام 1956، ولكنه لم يكن فى منزله، فقد كان شديد الحذر، فجن شارون وفرقته، ونسف غرفته وبوابة المنزل وغادر المكان.
ثم قام بإدخال وحدة بحرية أخرى، ولكنه فشل فى المرة الثانية أيضا، مما جعل بن جوريون وموشيه دايان يوبخان شارون وكتيبته، ونقل ملف الشبح إلى القسم الخارجى للمخابرات الإسرائيلية (الموساد)، وهذا ما دفع الموساد فى تلك الفترة إلى تنفيذ خطة كبرى، وهى اغتياله بطرد ناسف فى شهر يوليو من عام 1956، بعد أن أعلنت عن جائزة، قدرها مليون دولار، لمن يقدم معلومات عن الشبح (مصطفى حافظ) كما يروى المؤرخ العسكرى الإسرائيلى يوسف أرغمان المختص بالشئون العسكرية والأمنية فى كتابه المذكور.
وجاء فى الكتاب أنه يوم 11 يوليو عام 1956 وبعد فشل محاولات المخابرات الإسرائيلية باغتياله، استشهد مصطفى حافظ بعد أن جند الموساد عميلاً مزدوجا وأرسل معه طردا مليئا بالمتفجرات، بعد الحصول على إذن من رئيس هيئة الأركان العامة فى جيش الاحتلال آنذاك، الجنرال موشى دايان، على الرغم من أن رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية فى الجيش فى تلك الفترة، الجنرال "يهوشفاط هركافى" كان يشك فى نجاح المهمة.
ويؤكّد المؤلف على أنّ الضابط المصرى كان مسئولاً فى العام 1953 عن قتل أكثر من 80 إسرائيليًا، إذ أنه اعتاد على إرسال خلايا فدائية إلى داخل العمق الإسرائيلى لتنفيذ المهمات الصعبة.
وتابع المؤلف إن العمليات التى أشرف عليها الجنرال حافظ تعدت حدود غزة، فقد تمكن من تجنيد الملحق المصرى فى الأردن صالح مصطفى، وبعد ذلك، كما جاء فى الكتاب، أشارت تقارير المخابرات الإسرائيلية إلى أن الخلايا الفدائية الفلسطينية، التى أشرف عليها الضابط المصرى، كانت تتسلل يوميًا إلى داخل حدود الدولة العبرية، وتقوم بتنفيذ مهمتها. وعلى سبيل الذكر لا الحصر، فى شهر أبريل من العام 1956 تمكنت 200 خلية فدائية من الدخول إلى الأراضى الإسرائيلية.
يذكر أن الضابط المتقاعد يوسف أرغمان (75 عامًا) من أشهر المؤرخين الإسرائيليين فى مجال الأمن والجيش، ذلك لأنه خدم على مدى سنوات طويلة فى وحدة النخبة الإسرائيلية (جولانى)، ثم انضم إلى جهاز الأمن العام (الشاباك الإسرائيلي) وبقى فى الخدمة حتى خرج للتقاعد.
وبسبب تاريخه الحافل، حصل على وثائق مهمة جدًا من أرشيف جيش الاحتلال الأمر الذى أضفى على كتبه الكثيرة مصداقية كبيرة.
http://www1.youm7.com/News.asp?NewsID=1469920&SecID=97