ارجو من الاخوة ان يدركوا ماذا يكتبون قبل ان يكتبوه ؟ ، من المؤكد ان مجرد نذر نفض العملاق المصري التراب عن نفسه وسعيه لكي يتبوء مكانه الطبيعي من جديد اثار العديد من ردود الافعال جاء بعضها طائشة وغبية وبعضها الاخر في قمة الذكاء كما فعلت الحكومة الجزائرية وحكومات دول الخليج والصين وروسيا .
-- اخي العزيز علي نيس ، لا اعلم وبكل صراحة ان هناك اي ضابط مصري يدرس في اي كلية او معهد او اكاديمية عسكرية سودانية ، بينما اعلم ان الكليات العسكرية المصرية ترحب بكل اخوتنا من كل الدول العربية وفي المقدمة منها السودان ، وبالطبع من الافضل للسودان تكوين قوته الجوية ، ولكن انا اتحدث عن الوضع الحالي ، فالسودان يحتاج لعقد من الزمان علي الاقل لتكوين قوة جوية تستطيع حماية سمائه عن هجمة كتلك التي حدثت العام الماضي من الطيران الاسرائيلي مثلا ، مع التوضيح ان القاعدة الجوية التي يتحدث عنها الاخ صاحب الموضوع وانا غير مقتنع بوجودها اساسا - ان وجدت - سيكون هدفها وقف السد الاثيوبي وليس الدفاع عن السودان ، فمصر دولة تحترم اتفاقياتها .
الموضوع ايضا محوره الاساسي مطار الهدف منه ضرب السد فنحن لانخرج بالحديث في هذا الموضوع عن محور الموضوع وصلبه ، وكل دول العالم تبحث عن مصالحها وفي النهاية الطرف الاقوي هو من يفرض مصلحته وكم تعودنا ان نفرض مصالحنا طيلة تاريخنا علي اي احد والتتار والفرس والصليبيين والمغول والاتراك والانجليز والفرنسيين وغيرهم خير شاهد .
-- الاخ رفيق تحياتي لك واتفق مع رأيك ولكن كما قلت من قبل ان الحصول علي طائرات التزود بالوقود في الجو ليست معضلة .
-- الاخ abakar مع احترامي لك ماهي القوة الجوية الاثيوبية التي تستطيع توجيه ضربة للسد العالي بتواجد اكثر من 200 اف-16 و 18 ميراج-2000 و اكثر من 50 ميراج-5 مطوره مؤخرا ، مع شبكة دفاع جوي في غاية القوة والتنوع والتطور ؟ ذراع مصر تصل لاثيوبيا وبسهولة بينما تستطيع دفاعتنا الجوية رصد مقاتلات اثيوبيا واسقاطها فوق السودان حتي قبل ان تصل مصر ، والاقتصاد المصري يستطيع تحمل ذلك " والذي لن يتطور لحرب شاملة اساسا - لعدة اسباب :
أ- هناك دليل عملي وهي معارك الجيش المصري في سيناء والتي لم يسمع احدنا انها اثرت ادني تأثير علي الاقتصاد المصري .
ب- الجيش المصري له مؤسسة اقتصادية ضخمة تستطيع مساندته في حرب مع جيش محترم وليس مع جيش كالجيش الاثيوبي .
جـ - في عهد خالد الذكر جمال عبد الناصر تعرضنا لعقوبات وبنينا مصانع وشركات كبري لاتزال تؤدي دور ضخم في الاقتصاد القومي حتي يومنا هذا ، ولم يستطيع احد فرض كلمته علينا ، فما بالك اليوم ودول الخليج في ظهر مصر تدرك ان حصن الشرق يخوض انبل معاركه الان ، بينما كان عبد الناصر علي خلاف دائم مع الخليج عدا الكويت ، ثم ان القانون الدولي والاتفاقيات الدولية بصف مصر وليس العكس .
وفي النهاية ان رئيس مصر المستشار عدلي منصور قال كلمة مصر في عدد الاهرام الصادر غدا " التفريط في مياة النيل يعني التفريط في حياتنا ، ولن نفرط في قطرة مياة من حقنا " ، واقول انا تعقيبا " من يريد ان يقاتل المصريين حتي يفقد التسعين مليون حياتهم فليتفضل ، من اراد ان يحارب شعبا حينما احتلت ارضه عبر اكبر مانع مائي في تاريخ الحروب ، ودمر وسيطر علي اقوي خط دفاعي في تاريخ الحروب وخاض معارك دبابات لم تحدث في الحرب العالمية الثانية وانتصر فيها ، فعل كل ذلك حينما احتلت ارضه ؟ فلتتخيلوا ماذا يفعل لو حرم من مياه النيل شريان حياته " ، وفي النهاية نحن دولة تحترم نفسها ولن تعتدي علي احد الا اذا اعتدي علي حقوقنا .