الملك تحوتمس الثالث واعادة ميلاد الأمبراطورية من جديد هو أبن الملك تحوتمس الثانى من أمة المسماه أيزيس أعتلى العرش وهو طفل تحت وصاية زوجة أبية وعمته
حتشبسوت التى سارعت بأقصائه من الحكم واعتلاء عرش البلاد ثم أستعاد عرشة مرة أخرى بعد 22 عام وهى فترة حكم الملكة حتشبسوت
وتلك الفترة كان لها مردود سلبى للغاية على السياسة الخارجية المصرية حيث كان لغياب مصر عن منطقة رتنو العليا والسفلى خلال حقبتى كل من
(تحوتمس الثانى وحتشبسوت ) أثر واضح فى تمدد النفوذ الميتانى فى مناطق بالأصل كانت خاضعة للسيطرة المصرية أبان حقبة الملك
تحوتمس الأول مما دفع مملكة ميتان بعد تحالفها مع امير قادش حيث كانت قادش هى أكبر الممالك الامورية وأقواها الى التحرك المباشر
ضد المصالح المصرية فى منطقة رتنو العليا وهو بمثابة تهديد علنى صريح باعلان الحرب ضد مصالح مصر من أمير قادش
المدعوم علنا من الميتانيين ولم يكن وحدة بل تحالف معة كل الممالك الأمورية فى صف أمير قادش بأدارة مباشرة
من مملكة ميتان كنوع من جس النبض للملك الجديد تحوتمس الثالث
يبدوا أن هذا التصرف العدائى من مملكة ميتان كان متسرع للغاية
وعلى الفور بعد ورود أنباء عن التحركات المعادية لأمير قادش ومعة الاموريين ضد المصالح المصرية
فى منطقة رتنوا كان لخروج حملة كونع من الرد هو شئ ضرورى وتم القيام بحشد القوة المناسبة
على سبيل التحرك ضد هذا العمل العدائى المباشر ضد مصالح المملكة المصرية .
وهذا التهديد الغير مقبول ضد المملكة المصرية .
حدوث المواجهة كان شئ بديهى للغاية وكان قائد الجيش المصرى وقتها هو أمون ام حاب
حيث له مقبرة فى طيبة الغربية " بجبانة الخوخة " مدون عليه سيرته الذاتية وبها ادق التافصيل عن الاجتماع العسكرى
للملك مع قادة الجيش فضلا عن مصادر تتحدث عن المعركة مثل صالة حوليات الملك تحوتمس الثالث فى الكرنك
بداية الحملة العسكرية ضد امير قادش خروج الملك من معبد الكرنك كى يكسب لحملته صفة القداسة حيث تم الأبحار الى الشمال حتى منف حيث أكتمال
أنضمام الفيالق العسكرية عند منف ومن ثم التوجة بعد ذلك الى حصن ثاروا " أقوى القلاع المصرية على الأطلاق " وهو عند القنطرة
ثم اتخاذ طريق حورس الحربى حتى الوصول الى ( جزاتوا ) وهى غزة الأن وكان التحرك سريع حيث ان الهدف هو التحصن بمجدو
قبل امير قادش حتى وصل الى
" يحم " وهى الى الشمال الشرقى من غزرة بمسافة 130 كم حيث عسكر هناك بعد ان جائته الأخبار
بتحصن أمير قادش فى قلعة مجدو المنيعة وفى نفس يوم الوصول الى يحم أمر تحوتمس الثالث باجتماع مجلس شورى الحرب
.الملك يتحدث مع قادته / اما بخصوص الخاسئ أمير قادش أتى ودخل مكتى " مجدو " وتحصن فيها فى هذة اللحظة
وجمع معة امراء البلاد الأجنبية كلهم يقصد " الممالك الامورية " من مكتى حتى نهارينا
أى من مجدو حتى نهر الفرات !!
ويتضح هنا سبب الأجتماع الطارئ فى يحم
حيث حدثت اول مشكلة وهو وصول امير قادش الى مجدو والتحصن بها قبل تحوتمس الثالث
الذى كان يسعى الى التحصن فى مجدوو وادراك كم الحشد الذى تحرك مع أمير قادش .وتتحدث النصوص حول الخلاف بين الملك وقادتة فى كيفية الوصول الى مجدو حيث
هناك طريقين يؤديا لمجدو طريق يقود الى الشمال من مجدو وطريق اخر يقود الى الجنوب من مجدو
والاخبار وصلت ان قوات الاعداء تحصنت فى مواقعها واغلقت الطريقين الشمالى والجنوبى بالألاف وصارت مهمة أقتحام
قلعة مجدو تتطلب الدخول فى معركة من أجل العبور والوصول الى قلعة مجدو حيث القتال مرة اخرى من أجل أقتحامها وأسقاطها !!
خلاف حاد بين الملك وقادته الملك يريد اتخاذ ممر جبلى ضيق ووعر كى يمر به الجيش للوصول الى قلعة مجدو
ويحقق عنصر المفاجاة الا ان القادة يرفضوا تماما رأى الملك ويخيروه بين الطريق الشمالى
او الطريق الجنوبى ولا بديل لطريق ثالث .
نص الحوار القادة يقولون للملك / الاعداء اغلقوا كلا من الطريق الشمالى والطريق الجنوبى بالألاف
وعلى الملك أختيار أى الطريقين يريد جلالته .
الملك / سأسلك طريق ( عارونا )
وهو ممر ( شق جبلى ) جبلى ضيق يختصر المسافة
وييؤدى الى وادى يشرف على قلعة مجدوا مباشرتا .القادة يردون بصيغة أستفهامية تفيد الأستنكار / ( عارونا ) اهذا قرارك أيها الملك ؟!
الملك / يجيب نعم ساختار طريق عارونا
القادة يرفضون بشدة قرار الملك ويبررون سبب قرارهم القادة / طريق عارونا ضيق للغاية يكاد يكفى لمرور الحصان الواحد بصعوبة
ولا يتسع لمرور جنديين متجاورين وعلى هذا ستكون مقدمتنا هناك تقاتل عند مجدوا ومؤخرتنا هنا
فى انتظار الوقت لتعبر طريق عارونا كى تلتحق بقواتنا التى عبرت الى هناك وتقاقل .
وكرروا رفضهم لراى الملك .
والواضح ان الخلاف يشتعل فى المجلس بين الملك والقادة الملك يرد بهود كافى / ألم تخبرونى ان قوات الاعداء اغلقوا كلا من الطريق الشمالى والجنوبى لمكتى
القادة / نعم لقد حدث .
الملك / أولم تخبرونى انهم تحصنوا بمواقعهم وعلى أتم استعداد وفى انتظارنا
القادة / نعم لقد حدث
الملك / وجيش العدو الان منقسم على نفسة ما بين الطريق الشمالى والطريق الجنوبى
وأذا عبر جيش جلالتى طريق عرونا فستكون وحدة صفوف جيشى هى أول نقاط القوة
القادة / عبور طريق عرونا مجازفة كبيرة لجيش جلالتك أنسى امر طريق عرونا هذا
قال الملك / أذن سأذهب عبر طريق عارونا لوحدى أما عنكم أنتم فأسلكوا الطريق الذى تريدونة
ومن الواضح ان الملك يريد اختبار مدى ولاءالقادة له فى أكثر المواقف صعوبة قرار القادة / نحن تابعين لجلالتك ويفترض لنا أن نكون معك فلا يتوقع منا ألا نتبعك
وهنا بعد ان اطمئن قلب الملك لولاء قادته قال الملك / لن اجعلى جيشى يخرج الى طريق عارونا الا وانا على مقدمته وعلى راس الجيش .
وهذا ليس بغريب عن الملك تحوتمس الثالث فاجدادة الملوك المقاتلين كانوا كذلك لا يخرجون الا على راس الجيش فى الصفوف الامامية
وهذة رسالة ضمنية مفادها انه لن يطلب من جنودة أن يفعلوا شئ لا يستطيع الملك نفسة أن يفعلة وهو المجازفة بعبور طريق عارونا .
وهنا تدخل القادة بكل حزم وقالوا / هذة المرة فلتستمع لنا جلالتك
انتظر حتى وصول المؤخرة قبل ان نهجم حتى يملئوا الوادى ..
وبعد ثلاثة أيام من الأجتماع فى يحم بين الملك وقادته تم فى النهاية اختيار قرار الملك باتخاذ طريق عرونا للوصول الى مكتى حيث الاتفاق على خطة القتال .التحرك ليلا سرا بهدف عبور طريق عرونا جندى خلف جدنى وحصان خلف حصان قبل انتهاء
الظلام بيحث مع مجيئ اول ضؤ تكون المفاجأة بالجيش المصرى خلف صفوف الاعداء !!
الخريطة توضح اكثر
حسب خطة الملك أن قوات الأعداء متمركزة بكثافة علي على الطريق الشمالى والطريق الجنوبى منتظرين قدوم الجيش المصرى والتحرك بعد انتهاء النهار وتحت غطاء الظلام للوصول الى الودى قبل أول ضوء سيعمل على احداث المفاجأة لقوات العدو وهو وجود جيش المصرى كاملا خلف خطوطهم في حين ان قواتهم المتمركزة خارج الحصن منقسمة على نفسها فى جبهتين متباعدتين ومع بذوخ فجر اليوم الجديد تتحرك القوت لتضرب خطوط الأعداء من الخلف .. وبهذا انتهى أجتماع المجلس الأستشارى بين الملك وقادته بالموافقة على تنفيذ خطة الملك تحوتمس الثالث .ومعروف أن تنظيم صفوف القتال قديما كان لها طابع خاص يتسم بالمنطقية
فى ترتيب التسليح على الخطوط لأحكام السيطرة على أرض المعركة قبل وأثناء
حدوث الصدام الأول المباشر مع قوات العدو المندفعة .. الصفوف الأولى من المقاتلين الأشداء مسلحين بالحراب الطويلة والتروس الكبيرة
التى يتستر خلفها الجندى كى يستطيع أستقبال الصدمة الأولى عند التلاقى مع القوات المعادية .
من خلفهم تاتى صفوف مقاتلين اخف تسليحا والأفضل ملائمة القتال القريب
مسلحين بالسيوف والبلط والفئوس مع التروس الصغيرة سهلة الحملة والحركة
وهذة مناسب للأشتباك القريب .
من ورائهم يتمركز على ربوة أو تبة اوتلال مرتفعة رماة النبال والأسهم توفير
التغطية لتلك القوات منعا للتطويق من الأجناب وأكتشاف تنظيم قوات العدو القادمة أمام صفوفهم
لتوفير الدعم القتالى المناسب لهم لصفوف قواتهم التى تقاتل أمامهم
وخطة الملك تحوتمس الثالث هو ضرب تلك القوات المعادية من الخلف !! فبالتالى سيكون اول من يسقط هم الرماة ويفقدون تنظيمهم المحكم وبالفعل مع حلول الظلام بدئ التحرت فى سرية
تامة جندى خلف جندى وحصان خلف حصان عبر الممر الجبى الضيق
المسمى عارونا وتم التستر فى الوادى المشرف مباشرتا على قلعة مجدوا تحت غطاء ظلام الليل حتى أكتملت صفوف جلالته
وعند الفجر تم تقسيم الجيش الى ميمنة وميسرة
الملك تحوتمس كان على رأس الميمنة التى توجهة لضرب قوات المحور الجنوى من الظهر
وامون ام حاب كان على رأس الميسرة التى توجهت لضرب قوات المحور الشمالى من الخلف
ومع أول ضوء كانت المفاجئة أن القوات التى اعدت صفوفها لتستقبل القوات المصرية من الأمام
تفاجئت بوجود الجيش المصرى يهاجم من الخلف والنصوص وصفت حال القوات المعادية فى عبارة واحدة
(
الفوضى العارمة تضرب صفوف الاعداء ) فالوضع كان متشابة للغاية على كل من قوات العدو على المحور الشمال والجنوبى
فالتخبطوالتدافع كان شديد للغاية وكانوا يصيبون بعضهم البعض وفشلوا فى تنظيم أوضاعهم وفشلوا فى
تبديل او بتغيير اماكن تمركزهم وفشل قادة العدو فى السيطرة على صفوف قواتهم وسط هذة الفوضى وبدئ جنود
العدو بالتخلص من أسلحتهم الثقيلة ليفروا تجاه القلعة ( قلعة مجدو الحصينة ) التى أغلقت أبوابها ..
وهنا يصف مشهد مؤسف لحال تلك القوات اهم خلعوا مللابسهم وربطوها فى بعض
كى يتسلقوا اسوار القعلة والنصر كان واضح للغاية .
خطئ جسيم يؤخر حسم الأنتصار قام الجنود المصريين بترك القتال والسعى صوب أقتناء الغنائم التى خلفها وتركها جنود العدوم
وانصرافهم عن القتال مكن قوات العدو من الأنسحاب والعودة للقلعة فصات القلعة تعمر بقوات كثيرة " منسحبة " لكن بات
من الواضح أن اقتحامها سيكون أصعب بعد أن صارت عامرة بقوات ليست بالقليلة فكان من المخطط القضاء على القوات المتمركزة
خارج القلعة وتشتيتهم ثم التوجة لأقتحام القلعة .. لكن بعد ان تمركز الجنود المنسحبين الى تلك القلعة الحصينة سيعثر من محاولات أسقاطها
وكان لهذا الخطئ الجسيم ضريبة وهو العدول عن قرار أقتحام القعلة الى قرار حصار القلعة ودام هذا الحصار لمدة سبعة شهور كاملة !!
وبعيدا عن البروبجاندا المصرية فى صيغ التفخيم والتعظيم للملك المصرى ( أبن الأله ) صاحب الخلود الأبدى والى هذا الكلام
ياتى توصيف خروج امير قادش وقادته فى حالة أعياء شديد وانهم طرحوا أرضا أمام الملك لأجل ان يغفر لهم ..
وهنا الخروج من القلعة ووعد بعد تتبعهم ( خروج أمن ) مع دفع الجزية السنوية
وهناك عشرات المناظر التى تصور دفع الجزية السنوية للملك ..
وكان الأنتصار فى مكتى ( مجدو ) أولى حلقات اظهار الوجود للملك تحوتمس الثالث الذى يسعى جادا فى أستعادة الامبارطورية المصرية حتى نهارينا ( نهر الفرات ) التى فقدت منه وقرر تجهيز حملات أخرى فى هذا الطريق يتبع ..