كان الزجاج يتكون بنحو 100 بالمئة من مادة السيليكون ويتمتع بنقاوة غير عادية، ولم يكن باتريك هو المكتشف الأول لحقول الزجاج في الصحراء الليبية التي أصبحت مشهورة في جميع أنحاء العالم. وقد أكد العلماء أن هذا الزجاج كان يستخدم من قبل الصيادين القدماء والبدو الرحل لصنع أدوات العمل والسلاح الأبيض وغيرها من المواد، كما أن هناك معلومات تشير إلى أنه تم اكتشاف خنفساء من هذا الزجاج في قبر توت عنخ أمون الشهير.
انتشر هذا النوع من الزجاج على مساحة تمتد لمئات الكيلو مترات، حتى أن بعض القطع كانت تزن إلى نحو 26 كيلو غراما، لكن معظمها لديه وزن خفيف، وأكثر ما تذكرنا بالشظايا المتناثرة من جراء كسر زجاجة كبيرة.
وهناك فرضية تقول بأن تحويل الرمال إلى زجاج أصبح نتيجة لوقوع كويكب، وهو الذي أثار انبعاثا قويا للطاقة الحرارية. ولكن، فإن لهذه النظرية العديد من العيوب. فكما هو معلوم، لم يتم العثور على سطح بحر الرمال العظيم على أي أثر لحفر تشبه "القمع" والتي يتم العثور عليها أثناء التصوير للطبقات الأرضية العميقة عن طريق الأقمار الصناعية.
هناك نظرية تقول بأن سفينة فضائية غريبة أو نيزك لم يسقط على سطح الأرض، وإنما انفجر في الفضاء على بعد بضعة آلاف من الأمتار من الكوكب. وهذا ما يفسره عدم وجود أفواه للبراكين، ولكن هناك أمر غريب آخر، لقد تم العثور على تراكم كثيف لهذا الزجاج في منطقة أخرى من الصحراء، وبالتالي فبحسب هذه النظرية، هناك جسمان فضائيان بدلا من جسم واحد.
بعد الاختبار الذي جرى في نيومكسيكو خلال انفجار قنبلة نووية، تحولت الرمال إلى زجاج منصهر أخضر، وهذا الشيء يدعم فرضية أن حقول الزجاج الموجودة على الأراضي المصرية هي آثار لحروب استخدم فيها الخصوم أقوى أنواع الأسلحة، والتي كانت قادرة على تحويل شمال أفريقيا وشبه الجزيرة العربية إلى صحراء.
هنا وهناك وفي مختلف بقاع الأرض، يمكن العثور على شظايا الزجاج الأخضر. هل هذا يعني أن الأرض شهدت حرباً نووية، أما أنه تم على الأقل استخدام كوكبنا كحقل للتجارب النووية.
هناك اكتشاف آخر يمكن وضعه على قدم المساواة مع لغز الحقول الزجاجية في الصحراء الليبية، والحديث هنا يدور عن قلعة тэп о'нот التي تقع على ارتفاع 560 متر على قمة جبل. وإذا ما نظرنا من بعيد على هذه القلعة، فإنه يبدو لنا أن جدرانها مصنوعة من أكوام من الحجارة، ولكن عندما نقترب أكثر ونلقي نظرة فاحصة، فإننا نرى بأنها ليست مصنوعة من الحجر الصلب، وإنما من صخور منصهرة.
ليس هناك جدل بين النظريات الموجودة حول ظاهرة تزجيج القلعة. فوفقاً لإحدى النظريات، فإن أولئك الذين بنوا تلك القلعة قاموا بحرق وصهر وتحويل الصخور إلى زجاج، وذلك في رغبة منهم بتمتين الجدران. لكن هذه النظرية، برأي البعض، مثيرة للاهتمام ومشكوك فيها في آن واحد، وذلك لأسباب عديدة، أولها أن النار لم تعزز من قوة الجدران فقط، وإنما دمرت بعض المناطق منها، وثانيها المعروف أن درجة الحرارة المطلوبة لتزجيج صخور جدران القلعة يجب أن تصل إلى 1100 درجة مئوية، وهذه الحرارة لا يمكن الحصول عليها من مجرد استخدام الخشب والأشجار كوقود.
هناك فرضية أخرى تقول بأن جدران القلعة لم يتم حرقها من قبل من بناها، ولكن السؤال لماذا اضطر الغزاة لبذل كل هذه الجهود الكبيرة من أجل تحويل الجدران إلى زجاج بدل من تدميرها؟، وفي هذا الصدد هناك تفسير واحد فقط وهو أنه كان بحوزتهم سلاح مدمر قادر على صهر الحجارة.
هناك معلومات كانت شائعة قديماً تتحدث عن مادة تسمى "النار الإغريقية" وهذه المادة هي بمثابة النابالم القديم. هذا النابالم كان يتمتع بقوة اشتعال كبيرة، ولا يمكن إخماده عن طريق الماء، وكان يصل بواسطة المنجنيق. وبفضل هذه الخاصية كانت تستخدم النار الإغريقية في المعارك البحرية، مع العلم أنه لم يتم حتى الآن حل لغز هذه النار. هناك رأي يقول بأنها إرث من الآلهة التي جاءت من كواكب أخرى.
ويعتقد أنصار نظرية "باليو كونتاكت" بأن جدران القلاع الإسكتلندية تفحمت من قبل غرباء من الفضاء، وهذه النظرية أكثر واقعية وإلا فإن تزجيج جدران القلعة يشير إلى أنه في العصور ما قبل التاريخ كانت تقطن أراضي بريطانيا الحديثة حاضرة قديمة قادرة على بناء القلاع الضخمة والقتال مع قوة كبرى أخرى، عن طريق استخدام الأسلحة النووية أو الليزر ذات الاستطاعة الهائلة، ولكن برأي المراقبين والمحللين، كان ينبغي على هذه الحضارة الأسطورية القديمة أن تترك أثراً على هو موجود الآن.
المصدر