تقارير عن صفقة أسلحة بين إيران والعراق.. وواشنطن تعتبرها مخالفة خطيرة
تفيد وثائق بأن إيران وقعت مع العراق اتفاقا لبيعه أسلحة وذخائر قيمتها 195 مليون دولار، في خطوة تعتبرها واشنطن مخالفة للحظر الدولي على مبيعات السلاح الإيرانية.
"أنباء موسكو"
وتكشف الوثائق التي اطلعت عليها "رويترز" عن توقيع ستة من بين ثمانية اتفاقات مع هيئة الصناعات الدفاعية الإيرانية لتزويد العراق بأسلحة خفيفة ومتوسطة ومدافع مورتر وذخائر للدبابات والمدفعية والمورتر.
واتفق على العقدين الأخرين مع شركة الصناعات الإلكترونية المملوكة للدولة في إيران لشراء مناظير للرؤية الليلية ومعدات اتصال وأجهزة لتوجيه المورتر.
ويتضمن أحد العقود توريد معدات للوقاية من المركبات الكيماوية.
وقال ضابط برتبة رائد في الجيش العراقي على معرفة بشؤون مشتريات السلاح إن هذه المعدات تتضمن أقنعة واقية من الغاز وقفازات وكذلك محاقن. وكانت الحكومة العراقية عبرت عن خوفها من احتمال إن يستخدم المسلحون الذين يقاتلون قواتها مثل هذه المركبات
وتفيد الوثائق بأن مسؤولين من وزارتي الدفاع في البلدين وقعوا الاتفاق. ولا تحدد الوثائق جدولا زمنيا للتسليم ولم يتسن التأكد مما إذا كانت أي أسلحة قد سلمت بالفعل.
وتخوض حكومة المالكي منذ ما يقرب من شهرين معركة في محافظة الانبار بغرب البلاد ضد مسلحين يتبعون نهج القاعدة
وتبين الوئائق أن الجانبين توصلا الى الاتفاق في نهاية تشرين الثاني/ نوفمبر بعد أسابيع من عودة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي من واشنطن حيث حث إدارة الرئيس باراك أوباما على تزويد حكومته بأسلحة اضافية لمحاربة المسلحين المرتبطين بالقاعدة.
ولم ينف متحدث باسم رئيس الوزراء العراقي النبأ أو يؤكده لكنه قال إن مثل هذا الاتفاق أمر يمكن فهمه نظرا للمشاكل الأمنية الحالية في العراق.
وقال المتحدث علي موسوي "نحن نشن حربا على الإرهاب ونريد أن نحقق النصر في هذه الحرب. لا شيء يمنعنا من شراء السلاح أو الذخيرة من أي طرف هذا بالاضافة الى أنها مجرد ذخيرة تساعدنا في محاربة الإرهاب."
ونفت الحكومة الإيرانية أنها تعلم بأي اتفاق لبيع العراق أسلحة، ومن شأن الاتفاق أن يكون أول صفقة سلاح رسمية بين أيران وحكومة العراق .
ويشعر البعض في واشنطن بالقلق من تزويد العراق بمعدات عسكرية أميركية حساسة، إذ يرون أنه يوثق علاقته بإيران أكثر مما ينبغي. وقال عدة نواب عراقيين إن المالكي عقد الاتفاق لأنه سئم التأجيل المتكرر لتسليم الاسلحة الأميركية.
وقالت.
وأفادت جين بساكي المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية الصحفيين إن الوزارة تتحرى تلك التقارير و"إذا كان هذا الأمر صحيحا فسيثير مخاوف خطيرة."
وأضافت قائلة ان إرسال طهران أي أسلحة الي دولة ثالثة هو انتهاك مباشر لقرار الأمم المتحدة الذي يفرض حظرا على السلاح على إيران و"نحن نسعى لاستيضاح الأمر من الحكومة العراقية لضمان أن المسؤولين العراقيين يتفهمون القيود التي يفرضها القانون الدولي على تجارة الأسحة مع إيران."
وسئلت بساكي عما إذا كان الاتفاق قد تحقق بسبب إحباط العراقيين من بطء تسليم الولايات المتحدة الأسلحة لهم فقالت إن واشنطن ملتزمة بدعم العراق وإنها أمدته بمعدات وأجهزة عسكرية وأمنية وتدريبات تزيد قيمتها عن 15 مليار دولار.
ومضت قائلة "نحن نعمل ... لتسريع تسليم المعدات الحيوية لمكافحة الإرهاب."
وقالت بساكي إن شحنات أمريكية أرسلتها الولايات المتحدة مؤخرا تضمنت صواريخ هيلفاير ومئات من الأسلحة الصغيرة وكميات ضخمة من ذخائر الأسلحة الصغيرة وذخائر الدبابات. وأضافت إن الحكومة الأميركية اخطرت الكونغرس أيضا بخطط لإمداد العراق بطائرات هليكوبتر أباتشي.
وقالت أيضا ان وزير الخارجية الامريكي جون كيري جدد دعم الولايات المتحدة للعراق في معركته ضد المتشددين وناقش الوضع الامني في محافظة الأنبار العراقية في اتصال هاتفي مع وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري يوم السبت الماضي.
وقال مصدر دبلوماسي في الأمم المتحدة قريب من لجنة العقوبات الايرانية التابعة لمجلس الأمن إنه يعلم باتفاق السلاح العراقي الإيراني. وعبر عن قلقه بحصوص الاتفاق لكنه لم يكشف عن بواعث هذا القلق.
وكانت موسكو أكدت خلال زيارة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى العراق مؤخرا أنها ستسعى إلى تسريع توريد السلاح إلى هذا البلد بناء على طلب بغداد.
مصدر