- TAHK كتب:
بصراحة ادرجت وجهة نظر مهمة جدا
كنت دائما استغرب من حشد قوات المعارضة , لاقتحام بلدات او لدخول مدن , او لمحاصرة المطارات , و قواعد الدفاع الجوي السوري , و التي لن يجدوا فيها اكثر من عربات اوسا الخاجة من الخدمة !!!!!
بدلا من التوجه الى اهداف استراتيجية , مثلا العاصمة دمشق !!!!
[/center]
المسلحون حاولو جداً في ريف العاصمة ( لو قرأتم تسلسل أحداث الأزمة السورية و مجرياتها ) كان هناك معارك ضارية جداً في محيط العاصمة لكن مستحيل ...
مستحيل لأن الجيش العربي السوري بشكل عام كأي جيش في العالم تمركزه الأعلى في العاصمة .
المسلحون يعولون فقط على عزل بعض المدن أو الأرياف وأخراجها عن السلطة المركزية في دمشق من أجل جعلها مراكز إنطلاق ,, أو من أجل هدف يقال لهم أنهم لو حققوه سوف ينصبون لهم فيه منطقة حظر جوي أو غيره ..
أما العاصمة فللمعارضة المسلحة تجارب مريرة جداً فيها , لأن الثقل العسكري للجيش السوري معظمه فيها ولو أرادو الأستمرار و المحاولة سيكون هذا من حسن حظ الجيش العربي السوري لأنهم سوف يأتون من كل الجبهات
ليقاتلو حيث يستطيع الجيش العربي السوري تماماً و بسهولة و حرفية مطلقة أن يطبق عليهم تكتيكات عسكرية كفيلة بإنهاكهم ....
وهذا ما يفسر أن الجيش العربي السوري طهر مناطق و سيطر عليها على مداخل العاصمة من بعض الأرياف لكن عاد و سمح للمسلحين من جديد بالعودة والمراهنة(( ببساطة هم يدخلون حرب حيث بات يعرف العساكر تماماً البيئة و الجغرافيا و حيث يتوافر للجيش بشكل قريب كل مراكز الأمداد العسكري و اللوجستي و التغطية اللازمة لمعركة من نوع حرب العصابات ))
وهم يأتون إلى حيث يريد الجيش أن يجعل المنطقة منطقة إستنفاذ لعدة كيلو مترات من خلفهم في حي واحد هوة حي مجابهة يعرفه العناصر و الضباط تماماً ويسيطرون على المعركة فيه مع عدة عوامل
فيتحقق الإستنزاف لألاف المسلحين و عشرات الألاف في حي واحد دون الحاجة لخوض غمار التقدم داخل البيئة التي أعدها المسلحون وجهزوها بعد السيطرة عليها من وقت سابق
( وهذه السياسة لا تضر طالما أن طرق الأمداد للعاصمة مفتوحة و المناطق المشهورة التي تسائلتم عنها كجوبر أو داريا تبقا هي مناطق إمتصاص الزخم و الأستنافذ التي يريدها الجيش دائماً مشتعلة ) .مع أستمرار هذه السياسة سيأتي يوم و يجف النبع ولن يعد من الممكن للمسلحين ان يسيطرو على مناطقهم الخلفية بعد أن كسر ظهرهم في نقطة الأشتباك الأمامية وهنا بالضبط سيتقدم الجيش و بسرعة عالية
نظراً للجفاف الذي سيعاني منه المسلحين بالرجال و العتاد و المعنويات .
هذه محاسن التكتيك ,, اما مساوئه أنه سيدمر نقطة الأشتباك تماماً ويجعلها أشبه بالصحراء و للحقيقة لو قرأتم الخريطة المناطق التي يحولها الجيش لنقاط إستنفاذ تكون نقاط عشوائية أولاً و تقف أمام التقدم العمراني ثانياً و حديثنا عن العاصمة بالذات
وبهذا يكون الجيش اختار المكان المناسب ليجعله منطقة حصد لأرواح أعدائه بحيث أنه تبين أن هذه المنطقة تخنق العاصمة و تؤثر على التقدم العمراني فيها ولا يمكن بعد الحراب بقائها و اصلاحها لتعود كما كانت
بل سيتغير نمط الحي كله ليصبح حي مدني منظم ,,
طبعاً الجيش يستفيد بهذه النقطة من أنه سيتخطى الخطوط الحمراء في القصف و يأخذ الأريحية في أستهداف الأهداف بمختلف أنواع الأسلحة في المنطقة .