«الوطن» أول صحيفة تدخل «الهيئة الهندسية للقوات المسلحة».. فريق جهاز علاج «فيروس سى» يتكلماللواء «عبدالعاطى»: «أنا بتاع الكفتة».. «إنتو بتعملوا كده ليه؟.. سبتوا الحاجة المهمة ومسكتوا فى زلة لسان؟».. وجهاز «C Fast» يكشف الفيروس فى أى مرحلة وسنطوره إلى «ديجيتال» قريباًكتب : داليا أبوعمرالإثنين 24-03-2014 10:22طباعة
الجهاز الذي اعلنت عنه القوات المسلحة
فى طريقى إلى الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، لمقابلة أعضاء الفريق العلمى لجهاز اكتشاف فيروس «سى» وجهاز علاج فيروس «سى» والإيدز، كان ذهنى مشغولا ومزدحما بأفكار عديدة ومخاوف، حتى أجريت المقابلة وخرجت منها بحقيقة كبيرة تهم مرضى فيروس «سى» والإيدز فى المقام الأول، وهى أن نسبة النجاح فى علاج الحالات التى خضعت للعلاج بجهاز «CCD» وصلت إلى 95% بالنسبة لمرضى «سى»، و100% بالنسبة لمرضى الإيدز. بخلاف ما عرفته بخصوص جهاز كشف الفيروسات «C Fast»
نعم كنت أخشى فى البداية أن أسمع كلاماً «مائعاً» من عينة «إحنا بنجرب لسه»، لكنى عزمت على عرض الموضوع بالطريقة التى تهم الناس البسيطة العادية وليس المتخصصين من الأطباء والخبراء الأكاديميين وعرض كل التفاصيل كما هى سواء كانت سلبية أو إيجابية، بعيدا عن وجهة نظرى الشخصية، وأترك لكم فرصة الحكم بأنفسكم. «دار الهيئة الهندسية للقوات المسلحة» مثل كل منشآت الجيش، ينطبق عليها المثل القائل «ترمى الإبرة تسمع صوتها» والتزام العاملين فيها واضحا، بخلاف النظافة. استقبلنى ضابط برتبة «عقيد» ورحب بى وكان واضحاً أنه يحاول معرفة ما إذا كنت أعرف حقيقة «اختراع الجيش» أم لدىَّ رأى مسبق عنه أريد التأكد منه، فسألنى «تحبى نبدأ على طول ولا ترتاحى من المشوار» فقلت «لا نبتدى أحسن».
دخلت غرفة بها طاولة كبيرة عليها أوراق وكتيبات كثيرة، وفهمت من «العقيد» أنها شهادات لجهاز الكشف والعلاج من وزارة الصحة، بعضها صادر سنة 2010 إضافة إلى نتائج التجارب وتقارير المرضى الذين جرى علاجهم فى التجارب السريرية كما يتضح من الصور.
بعدها دخلنا غرفة ثانية للتعرف على بعض أعضاء الفريق العلمى الخاص بالجهازين، وعلمت أن عدد الذين عملوا على الأجهزة يفوق الخمسين.
إحساس ما بالتوتر انتابنى طوال وجودى بالغرفة. سلمت على الحاضرين وبدأ حوارهم مع «العقيد» المرافق لى، وفهمت منه أن سبب التوتر هو أن «طبيبة ضمن الفريق تلقت مكالمة تهديد من مجهول بعرض صور مخلة لها على مواقع التواصل الاجتماعى». ملامح الصدمة ظهرت على وجه الطبيبة وهى لا تصدق أن أحداً ممكن يفعل ذلك، فطلب منها العقيد رقم الهاتف الذى اتصل بها، وطمأنها بأنهم سيحولون الموضوع لجهات التحقيق المختصة.
تأملت وجوه الموجودين بالغرفة، فوجدت أمامى اللواء إبراهيم عبدالعاطى. فنظر لى، وبادرنى قائلا «أنا بتاع الكفتة». فابتسمت غصبا عنى ورددت عليه «أهلا يا أفندم». رد بابتسامة وقال لى «إنتوا بتعملوا كده ليه؟. قلت له باستغراب «بنعمل إيه مش فاهمة قصد حضرتك؟». رد بعتاب: سبتوا الحاجة المهمة ومسكتوا فى زلة لسان؟
لم أتحدث بعدها، لأنى لم يكن لدىَّ إجابة عن أسئلته. وهنا طالبنى «العقيد» أن أبدأ أسئلتى عن الجهاز. وبدأت بالفعل بالسؤال عن جهاز الكشف «C Fast»، وتولى أعضاء الفريق الإجابة:
■ هل من الممكن الكشف عن الإصابة فى أى مرحلة، أم لا بد أن تكون هناك نسبة معينة للفيروس فى الدم؟
- الجهاز عالى الحساسية وبالتالى هو قادر على الكشف عن الفيروس فى أى مرحلة ومهما كانت نسبته ضعيفة.
■ ما الفرق بين جهاز الكشف «C Fast» والتحاليل العادية للكشف عن الفيروس؟
- التحاليل العادية قادرة فقط على اكتشاف الفيروس فى سيروم الدم لكن «C Fast» يكتشفه فى أى مكان، سواء كان فى الدم أو مختبئاً فى إحدى الخلايا، مثل خلايا الكبد مثلاً، وبالتالى هو أدق من التحاليل العادية فى التشخيص والمتابعة.
■ لماذا يجرى تحويل الجهاز حالياً إلى جهاز ديجيتال؟
- من الناحية النفسية، يتأثر المريض عندما يشير الجهاز عليه بعكس «الديجيتال» ونحن نعتبر ذلك نوعا من التطوير للجهاز، وسنبدأ بتحديد نسبة الإصابة بالفيروس عن طريق تقسيم النسبة لـ 3 درجات «عادية، متوسطة، عالية».
■ هل سيجرى استخدام الجهاز فى مجالات أخرى، بخلاف الكشف على المرضى؟
- نحن الآن وقعنا بروتوكولا مع وزارة الصحة لاستخدام الجهاز فى مراقبة الجودة، لأن أحد أسباب نقل الفيروسات هو المعدات الملوثة مثل المناظير وأدوات الجراحة والأسنان وبنوك الدم وغيرها. الجهاز لديه القدرة على اكتشاف وجود الفيروس على أسطح الأدوات وهو الوحيد الذى يتمتع بهذه الميزة، وسيساعد ذلك فى الحد من نقل العدوى.
■ ما المستشفيات التى سيجرى تطبيق برتوكول مراقبة الجودة فيها عن طريق جهاز «C Fast»؟
- جرى تطبيق مراقبة الجودة فى مستشفى الدمرداش وقصر العينى ومستشفى بنى سويف العام وبنى سويف الجامعى، وعملنا بعد ذلك دراسة مراقبة مع وزارة الصحة، لمدة 3 أسابيع لحد ما وصلنا لنسبة تلوث «صفر» وسيجرى استكمال باقى الدراسات الخاصة بتعميم مراقبة الجودة.
■ وهل من الممكن أن يُباع الجهاز للاستخدام العام ولا يكون مقصورا على القوات المسلحة؟
- أول ما ننتهى من تجارب مراقبة الجودة ويجرى اعتماد الجهاز كوسيلة لمراقبة الجودة لخلو المعدات من التلوث بالفيروس سندرس طرحه فى الأسواق، حتى يستطيع الأطباء استعماله فى عياداتهم، ويجب أن نفرق بين جهاز الكشف الخاص بالمرضى والجهاز الخاص بالأدوات.
■ هل من الممكن تطوير الجهاز للكشف على أمراض أخرى بخلاف فيروس «سى» والإيدز؟
- صممنا جهازاً آخر بالفعل بنفس الفكرة، للكشف عن «HIV»، ونطور حالياً أجهزة الكشف الخاصة بتلوث الأدوات، لكى تكشف عن فيروسات «سى» و«بى» و«HIV». الأساس العلمى للجهاز يمكن تطبيقه على نطاق واسع، فمثلا نحن طورنا جهازا للكشف عن «سوس النخيل» يعتمد على نفس التقنية المستخدمة فى «C Fast» ونصدره للإمارات منذ عام 2010 وجار التفاوض على تصديره للسعودية.
بعد هذه الأسئلة بدأت طرح أسئلة أخرى تتعلق بجهاز العلاج «CCD»:
■ لماذا لم يجر شرح طريقة عمل جهاز العلاج بطريقة علمية مفصلة للمختصين؟
- من حقنا كجهة اكتشاف لهذا الاختراع أن نحتفظ بأسرار عمل الجهاز لأنفسنا، وشرحنا بالفعل الفكرة العامة فقط، لكن احتفظنا بالتفاصيل وهذا حقنا.
■ هل إذا جرى استخدام الجهاز على مرضى فيروس الإنفلونزا مثلا ستنتج عنه زيادة نسبة الأحماض الأمينية فى الدم؟
- التقنية التى يعتمد عليها جهاز «CCD» تُمكنه من التعامل مع أى نوع فيروس، وبالتالى النتائج ستبقى واحدة، لكن نسب الشفاء ستختلف حسب قوة كل فيروس، ومن المعروف علميا أن أجسام الفيروسات عبارة عن شفرة وراثية مُحاطة بغلاف خارجى فقط، لا توجد بها أجزاء للتكاثر مثل باقى الخلايا، ولذلك هى تهاجم الخلايا البشرية وتدخل فيها وتجعلها بدلا من العمل كخلية بشرية أخرى، تعمل كفيروس جديد وبأعداد رهيبة. وغلاف الفيروس يكون عبارة عن مواد مربوطة ببعض بأحماض أمينية عندما يجرى تدمير الغلاف تظل الأحماض الأمينية وتنزل فى الدم، وهذا فى حالة أى فيروس سواء «سى» أو الإنفلونزا العادية إذا كان العلاج بجهاز «CCD» وليس بالطرق التقليدية.
■ ما عدد الحالات التى جرى تجريب الجهاز عليها؟
- جربنا العلاج على 30 حالة إيدز HIV و50 حالة فيروس «سى»، وهذا حسب بروتوكول وزارة الصحة لكن جرى علاج حالات أكثر من ذلك.
■ ما نسب النجاح فى الحالات التى جرى علاجها؟
- بالنسبة لفيروس «سى» كانت نسبة نجاح العلاج 95٪، أما بالنسبة للإيدز HIV فكانت تصل 100٪.
■ لماذا كانت نتائج العلاج فى حالات الإيدز أعلى من نتائج العلاج فى حالات «سى»؟
- هذا يعود لطبيعة فيروس الإيدز لأنه أضعف من «سى».
■ كيف جرى اختيار الحالات التى خضعت لتجربة العلاج بالجهاز؟
- اخترنا العينات طبقا للبروتوكول مع وزارة الصحة ووزارة الدفاع، لتجربة جهاز العلاج، وحسب المرحلة العمرية المحددة من الجنسين، مع استبعاد الحالات التى ظهرت عليها مضاعفات المرض مثل «الاستسقاء» فى فيروس «سى» أو دوالى المرىء أو الفشل الكبدى، وهذا لأن الجهاز يُعالج الفيروس، لكنه غير قادر على علاج آثار الفيروس أو المضاعفات التى تسبب فيها الفيروس.
■ ما مراحل العلاج بالتفصيل؟
- أول ما يدخل المريض للعلاج، يخصع لـ«Full Investigation» بمعنى «تحليل وإشعات شاملة: وظائف الكبد وكلى ودلالات الأورام وصور الدم وPCR نسبة الفيروس فى الدم ورسم قلب وأشعة على منطقة البطن والحوض». بعدها يخضع المريض لأولى مراحل العلاج وهى كبسولات خاصة لرفع كفاءة الجهاز المناعى لمدة تتراوح بين 10 و20 يوما حسب كل حالة، ثم يبدأ العلاج بجهاز «CCD» سواء لمرضى فيروس سى أو الإيدز، وقبل الخضوع للجهاز يجرى قياس نسبة الفيروس فى الدم عن طريق الـ PCR لمعرفة نسبة الفيروس تحديدا قبل بدء العلاج.
■ ما مدة رحلة العلاج؟
- متوسط «الكورس» من نصف الساعة إلى ساعة فى اليوم بمعدل من 14 إلى 28 ساعة، حسب كل حالة وتفاعلها مع الجهاز ودرجة ظهور الأعراض الجانبية، وفى أغلب الأوقات من يخضع لعدد ساعات علاج أكثر هم مرضى فيروس «سى» وليس الإيدز «HIV».
■ ما الأعراض الجانبية للعلاج بالجهاز؟
- ارتفاع درجة الحرارة وإسهال نتيجة تفكك الفيروس وزيادة الأحماض الأمينية، وبناء على نسبة الأعراض نحدد إذا كان المريض سيخضع لجلسة «كل يوم» أو «يوم ويوم».
■ وكيف يجرى التعامل مع الأعراض الجانبية للعلاج بالجهاز؟
- أولاً لا بد أن يفهم الناس أن ارتفاع درجة الحرارة هنا نتيجة زيادة الأحماض الأمينية فى الدم وليس لوجود عدوى فى الجسم، وبالتالى يكفى أن يمارس المريض رياضة المشى، حتى يساعد الجسم على امتصاص الأحماض الأمينية، فتنخفض درجة الحرارة، وفى بعض الحالات كنا نرشد المرضى إلى الخضوع لحمام بارد، للمساعدة فى خفض الحرارة أو نزيد مدة ممارسة رياضة المشى، أما فيما يتعلق بالإسهال، فحسب شدة الحالة يكون التعامل معها، بعض الحالات كانت تُصاب بمجرد ليونة والبعض الآخر كان يصل للإسهال وكنا نكتفى بتأجيل جلسة العلاج يوماً أو أكثر.
■ كيف يتحدد مدى استجابة المريض للعلاج بالجهاز؟
- نعمل تحليلا وأشعة بصورة أسبوعية وأهمها الـ PCR لكى نتابع نسبة الفيروس فى الدم، ونتابع تحسن وظائف الكبد ونسبة الصفراء، وبصورة يومية كنا نكشف على المريض باستخدام جهاز الكشف «C Fast».
- اقتباس :
- صممنا جهازاً للكشف عن فيروس «HIV» ونطور حالياً أجهزة كشف تلوث الأدوات.. ولدينا آخر للكشف عن «سوس النخيل» بنفس التقنية
■ هل العلاج سيكون متوافراً فى كل المستشفيات أم سيقتصر على مستشفيات القوات المسلحة؟
- العلاج بجهاز «CCD» حاليا فى مستشفى تابع للقوات المسلحة، سيجرى افتتاحه فى 30 يونيو المقبل، وسيكون متخصصاً فى علاج الفيروسات باستخدام الجهاز.
■ كيف يتقدم المرضى للحصول على العلاج باستخدام جهاز «CCD»؟
- حالياً يمكن التقدم عن طريق الدخول على موقع «الهيئة الهندسية» واستيفاء طلب العلاج.
■ ما الرسالة التى تودون كفريق عمل توجيهها للناس؟
- أولاً يؤسفنا حالة التشويه التى تعرض لها بعض أفراد الفريق، وما زال يتعرض لها، ثانياً نحن نتفهم أن البعض يدفعه فضوله العلمى والأكاديمى لمحاولة فهم السر فى طريقة عمل الجهاز، لكن المفروض أن هؤلاء يعرفون أن كبرى شركات الأدوية بالعالم تحتفظ بالتركيبة السرية للأدوية ونحن نطبق نفس الأمر على جهاز علاج الفيروسات. ثالثاً نحن نرحب بأى أكاديمى يطلب زيارتنا والاطلاع على نتائج التجارب فى كافة مراحلها من بدايتها إلى حد التطبيق العملى على المرضى، مع حقنا فى الاحتفاظ بسرية التقنية المستخدمة.
إلى هنا، انتهت المقابلة. وأعتقد أن الحكم على اختراع من هذا النوع وبهذه الأهمية، يجب أن يكون من جانب علماء متخصصين، ولا يكون مبنياً على تحليل كلام فى المطلق العام قاله أحد أعضاء فريق الجهاز على شاشات الفضائيات، فالموضوع أكبر وأعقد من ذلك بمراحل، وقد حاول أعضاء الفريق أن تكون إجاباتهم بسيطة ليفهمها المواطن العادى، ومحاولة الحكم على الاختراع بطريقة سطحية هى نوع من التسطيح له.
- اقتباس :
- نرحب بأى أكاديمى يطلب الاطلاع على نتائج التجارب مع حقنا فى الاحتفاظ بسرية التقنية المستخدمة.. ونسبة العلاج بجهاز «CCD» 95٪ لفيروس «سى» و100% للإيدز
أما التساؤل العلمى والأكاديمى لدى البعض فهو حق مكفول وطبيعى لكن ما يهم المواطن العادى ليس طريقة عمل الجهاز قدر ما يهمه الجهاز نفسه وكيفية الوصول لمرحلة العلاج به.
وفى النهاية، حاولت أعرف حقيقة الجهاز وسعيدة بنتيجة بحثى التى كان غرضها معرفة إمكانية العلاج به من عدمه ونصيحتى «حاولوا تتعلموا وتثقوا وتفرحوا بالأمل. مصر تستاهل».
جريدة الوطن