السلام عليكم
سألخص تعليقي في عدة نقاط رئيسية :
1- التمويل :
قد يبدوا للعيان أن تونس لا تملك القدرة الشرائية الكافية لتحديث جيشها بعديد المعدات الحديثة ,
فعندما ننظر للجيش التونسي نرى دبابات لم تعد ذات وزن عسكري هام كذلك بالنسبة لسلاح الطيران الذي لا يكاد يكفي لتلبية الإحتياجات الداخلية في ما يخص القدرة الهجومية و الدفاعية , أما عن البحرية فرغم أنها لا تعتبر من الأحدث لكنها تفي بالغرض في الوقت الراهن.
و يرى الكثير أن المشكل هو ضعف الإقتصاد التونسي و عدم وجود إمكانية الترفيع في الميزانية العسكرية لعدة عوامل أهمها كون الجيش يلعب دور دفاعي بحت و لا يتدخل في الشأن الداخلي إلا في حالات الطوارئ على عكس عديد الدول التي تستخدم الجيش كالشرطة و لحراسة الحدود.
لكن المشكل الحقيقي هو عزل الدولة التام للقطاع العسكري مما أغلق كامل أبواب الإستثمار في هذا المجال, فيمكن لعدة رجال أعمال تونسيين في قالب مساعدات تزويد الجيش التونسي بمعدات تصل قيمتها لعدة مليارات من الدولارات. لكنها ستكون هباة و أموال ضائعة لا يغامر بها رجال الأعمال و لا الدولة.
أي في ملخص للحديث الأموال موجودة لكن لا وجود للعزيمة و لا الدافع و لا الإمكانية.
2-التسليح:
كما ذكرنا سابقا , الجيش التونسي على عكس معظم جيوش العالم هو جيش لا يملك عقيدة هجومية تدفعه لتطوير قدراته بشكل دوري , بل إن الجيش التونسي فقط مهامه لا تتعدى الشؤون الدفاعية , لذلك و منذ الإستقلال ركزت الدولة على تطوير القدرة الدفاعية للجيش بما يتناسب مع ميزانية الدولة و المتغيرات الدولية. و لدراست هذه النقطة لابد من الإشارة إلى الجغرافيا التونسية, و مكان تركز الخدمات و المدن , فنكتشف أن تسليح الجيش يتلائم و بشدة مع الواقع التونسي: فتونس تضم مناطق صحراوية شبه خالية أوقليلة السكان , كذلك المناطق الحدودية في معظمها جبلية وعرة , أما عن المناطق السكنية فمعظمها على السواحل و أو في سهول محدودة أو مناطق غابية تتناسب أكثر مع حرب العصابات أكثر من حرب نظامية , لذلك كز الجيش التونسي على عدم التزود بعد كبير من الدبابات (فقط 300) كذلك الطائرات ( طائرات للقصف البري و الإسناد ) و كذلك في الدفاع ( منظومة الشابرال بمدى 9 كم للحماية من الأهداف القريبة ) أي لو وضعنا هذه الأسلحة في مناطق مدنية أو مناطق ضيقة فإنها ستوفر حماية كبيرة جدا و إسناد قوي و لا ننسى الأسلحة الموجهة التي تمتلك منها تونس أعداد جيدة و أنظمة متطورة ( تاو , ميلان ...)
فالجيش التونسي مهيأ لحماية المناطق الحيوية و بنجاعة كبيرة جدا.
لذلك في إختير التسليح لابد من التركيز حول هذه النقاط الحساسة.
3- التسليح في المستقبل لتطوير الجيش:
بعد أن قام بن علي بإضعاف الجيش و إستهداف قياداته و توجيه الميزانية لتسليح الشرطة و حمايتها الخاصة , لابد من تونس في المستقبل من مراجعة تكتيكاتها الدفاعية و إيجاد حلول بديلة لتطوير القدرة على حماية التراب الوطني.
و أنا من منظور شخصي أقترح في هذه الحالة أن تشمل التطويرات كل من :
- العربات المدرعة و الدبابات : تحتاج تونس لإضافة من 50 إلى 100 دبابة حديثة تتميز بالرشاقة و إنخفاض تكلفة الصيانة و أقترح الليوبارد عميد الدبابات في العالم كذلك بالنسبة للمدرعات الخفيفة أو المزودة بمدافع.
-المروحيات : إضافة عدد من المروحيات ذات القدرة الهجومية لتدعيم القدرة على القصف البري و الإسناد .
-الطائرات : توفير طائرات هجومية تملك قدرة على القصف الأرضي و أقترح ال ف-16 بنسخها الحديثة بلوك 42 +)
-أنظمة الدفاع الجوي : أقترح إستخدام أنظمة حديثة مثل البانتسير أو ما يتوافق معه و رما أقول ربما إدخال أنظمة متوسطة المدى حوالي 50 كم و أكثر لتوفير تغطية للمناطق الصحراوية و الجبلية.
4- سلاح البحرية:
عزلت هذه الفئة لأنها بحد ذاتها تلعب دور حيوي في تونس , فتونس تطل على واحد من أهم المضيقات في العالم و هو مضيق صقلية التي تمر منه يوميا عشرات الآلاف من السفن بعرض 180 كم+ و طول أكثر من 100 كم.
و قد حاولت عديد الدول مثل إيطاليا و فرنسا السيطرة على المناطق المطلة على هذا المضيق البحري الذي يقسم البحر المتوسط إلى نصفين و الكل يعرف ما كيف إنسحبت فرنسا من كامل تونس و لكن رفضت الخروج من بنزرت ( فيريفيل سابقا ) و سقوط حوالي 6000 شهيد في حرب الجلاء.
بالنسبة لسلاح البحرية التونسية فهو يضم حوالي 50 قطعة من بينها 25 قارب دورية و 13 قارب صاروخي أو كورفيت تعمل مع سلاح البحرية العسكرية و عدد غير معلوم يعمل مع حرس الحدود كذلك أعداد غير معلومات من كاسحات الألغام و زوارق الدورية لكل من الجيش و الحرس.
ما تحتاجه البحرية التونسية هو توفير أنظمة حماية مضادة للسفن مثل الصواريخ بر بحر و ربما غواصة أو إثنين و هذه الطلبات لن تسمح بها إيطاليا على الأرجح نظرا لحساسية المكان و لا ننسى أن إيطاليا حليف إستراتيجي لتونس.
تحياتي