الاتفاق علي اجابة هذا السؤال تكاد تكون مستحيلة فلكل طرف من اطراف الصراع (فالجبهة العربية ليست موحدة بشكل كافي فدائما تجد صوت الي ثلاث يغردون خارج السرب كما لو كان هذا قدرنا) وجة نظر
و من وجة النظر التي اؤمن بها
في حرب 1948 كان الفخ مكتمل الاركان و كان الهدف هو دفع العرب الي مواجهه يظنون بها ان الغلبة بالعدد فيندفعون من كل حدب و صوب تجاه عصابات الصهاينة و قد حدث ذلك
و نظرا لركود الجيوش العربية منذ قرون مع الاحتلال العثماني و اضمحلال الدولة الاسلامية القوية و احتلال الانجليز و الفرنسيين للمنطقة
فقد خدع الجميع بلا استثناء و عندما اوشك البعض علي تحقيق مكاسب تظهر قرارات من المفوض السامي او الامم المتحدة تغير الموقف و تدفع الجيوش الي هدنة او تهدئة او حتي انسحاب يستفيد منه الصهاينة
و النتيجة ظهور دولة الاحتلال و اسطورة انها لا تقهر و استقر هذا التصور في عقول العرب باستثناء قلة في بعض المؤسسات العسكرية
و مع ثورة 1952 و تولي عبد الناصر و اعلان الوحدة مع سوريا و انتفاض المنطقة ضد الاستعمار
حاول هذا الكيان تكرار الامر مع الشاب العنيد الذي اشعل الدنيا حماسة
و لكن هذه المرة كانت المعادلة مختلفة في 1956 فالحرب بين المنازل و مع من يدافع عن ارضة و حلمة في الاستقرار ادي الي اطالة الازمة حتي تدخل الروس و الامريكان لفض النزاع فكلاهما لن يسمح بحرب عالمية جديده بلا داعي
و تم التخطيط بعناية لضربة 1967 بنفس سيناريو 1948 بان اقتنع العرب ان الصهاينة قلة و ان دحرهم امر سهل
و لعب الغرب دور بارز في تسكين الجبهة المصرية التي كانت علي اتم استعداد للهجوم بالرغم من امكانتها المحدودة مقارنة باحدث الاسلحة التي متلكها الصهاينة حتي ضرب العدو ضربتة
و نتيجة الفساد فقد انتصر الصهاينة
و لم تسكت الجبهة في مصر او سوريا فقد نفذت عمليات محدودة بعد ايام من اعلان الهزيمة الفعلية حتي بداءت حرب الاستنزاف بكل عملياتها
و هنا يتبين ان الجبهتين المصرية و السورية لم تقاتلا في النكسة
و من المؤكد ان 6 سنوات لا تكفي لتدريب جيش مكون من 1.2 مليون فرد تقريبا في ظل حصار و ازمة اقتصادية و روح معنوية مدمرة
و لكنها لم تكن كذلك بالنسبة لمصر و سوريا و قد ساهمت المواقف العربية بصورة عامة في تسريع التسليح و رفع الروح المعنوية
و خلال هذه الفترة لم يكف العدو عن زرع الفتن فتري فتح تقاتل داخل الاردن !!
و تري سوريا تناوش الاردن !!
و غيرها من الفتن خاصة في الاردن ذات الموقع الحيوي بامتياز و سوريا صاحبت ثاني افضل موقع قتالي
و مع كل هذا استوعب العرب وحدهم الدرس و تخطوا خلافاتهم و حاربوا ( مع ان البعض ذهب الي المعركة يقدم رجل و يؤخر الاخري !!)
و بدات المعركة التي غيرت طريقة تعامل الصهاينة مع العرب تماما
اكتسح العرب الجبهة في 48 ساعة و استتب الامر بعدها بعدة ايام حتي طالب الغرب بهدنة رفضها الجانب المصري و السوري تماما ( الهدنة هنا طلبت كما حدث في 1948)
و هنا لم يكن هناك خيار سوي التدخل المباشر بكل الامكانات الممكنة و بزيادة تدريجية كلما استعدت الضرورة حتي اصبح هناك من يحارب بالوكالة عن الصهاينة في بعض المناطق
و حدثت الثغرة علي الجانب المصري نتيجة هذا التدخل السافر و في الجبهة السورية ادي عدم التنسيق بين الفرق العراقية و اللواء الاردني و الجيش السوري الي اخطاء ادت الي ثغرة مماثلة استطاع من خلالها اعادة احتلال اجزاء استراتيجية من الجولان
و قد صدق السادات عندما قال انه يحارب امريكا فهي من كانت تحارب بسلاحها و اقمارها و مرتزقتها علي الجبهة و اذا استمر القتال قليلا لدخلت مباشرة علي الارض فهي لن تقبل بهزيمة كيان الاحتلال مهما كلف الامر
و منذ حرب اكتوبر و الحرب مستمرة و لكن بصور مختلفة سياسيا و اقتصاديا و تبعاتها هي 1982 و حرب ايران و الخليج و مناوشات مصر و ليبيا
اخي الفاضل الصراع مستمر و كلا الجانبين يقف للاخر بالمرصاد في الخفاء فهناك رجال تترصد حركات العدو
و طالما الدول العربية قائمة و هناك جيوش تنمو و تقوي كل يوم و يحسب لها الف حساب قبل استفزازها فهذا يعني ان العرب بصورة عامة هم المنتصرين
و طالما ضربات العدو لم تؤدي الي قتل العروبة هذا يعني انهم الفاشلون