.السلام عليكم
المتتبع لأسلوب القيادة السياسية المصرية في معالجة أمور البلاد الخارجية
وعلاقاتها بدول المحيط سواء العربية أو الدولة العبرية سيجد انه موروثا من
نظم وقواعد جديدة وضعها الرئيس السالف السادات وتم تهذيبها من بعض
القرارات الانفعالية وردة الفعل على أفعال دول المحيط التي كان يحافظ
عليها السادات سواء كتصريحات أو تحركات عملية على الأرض ثم تم اتباع
أساليب اكثر خوفا وتحفظا هذا مع المحافظة على الخط الرئيسي من الاقتران
بالقوة والنفوذ المسيطران على كوكبنا الأرضي وهى أمريكا ( والتي تحركها
مصالح الدولة العبرية ) والاستماع إليها وتنفيذ أوامرها واملاءاتها دون
تعقيب ، ومن ثم نجد أن التفكك والانفصال الذي يسيطر على العرب كان له
مفعول السحر في اتباع تلك العقيدة .
على الجانب الشعبي الداخلي نجد رفضا يشبه العقيدة الشعبية لتلك الأساسيات
المخزونة في عقل النظام الحاكم ، وساعد هذا الرفض الحالة الاقتصادية
والأوضاع الاجتماعية السيئة والمزرية التي يمر بها الشعب المصري من زمن
الارتباط المصري الأمريكي .
وما يحيرني فعلا هو عدم الانفصال الشعبي المصري عن القضايا العربية ( رغم
ما هو حادث من الحكام العرب وتنامي الرفض والكراهية من فئات كثيرة من
الشعوب العربية للاقتران بنظرائهم المصريين والاتحاد معهم لتغيير الأوضاع
القائمة ) ، لذا تجد اللعنات تنصب على راس النظام الحاكم الذي لا يتفاعل
مع القضايا الشعبية ولكنه يهتم بقضايا التوازنات السياسية واستقرار
الأوضاع والتي بالتالي تؤدى لاستقرار النظام وبقائه على رأس الأمر لاطول
فترة ممكنة .
لذا أرى أن هناك مشكلة كبيرة في التفاهم والوصول لحلول وسط بين النظام
الحاكم والكيان الشعبي القائم حول نقاط معروفة ومحددة توضح أهدافنا
وعقيدتنا السياسية وما نريد الوصول إليه ، لذا يجب علينا الإجابة عن
الأسئلة التالية حتى نستطيع استخدام بوصلتنا وتوجيهها إلى أن يقضى الله
امرا كان مفعولا .
فالنظام الحاكم مطالب من الشعب بتبني مشكلات العرب المحيطين بنا في
نفس الوقت الذي يرفضنا فيه هؤلاء العرب رسميا وشعبيا ، والنظام الحاكم لا
يستطيع ولا يجرؤ ( لمصالح محددة مع أقرانهم الحكام العرب ) على إعلان موت
خرافة الوحدة العربية والاخوة ( والدعوة إلى نقل ما تسمى بجامعة الدول
العربية خارج الحدود المصرية ) وهى حقيقة واقعة وبالتالي الالتفات التام
إلى مصالحنا المباشرة وحتى حين .
هل نحن في حاجة إلى وضع دستور كامل يحدد بقوة وجرأة علاقتنا ومصالحنا
مباشرة مع أنفسنا ثم مع أي دولة عربية أو غربية دون استخدام التخدير
والكلمات غير المفهومة التي يتضمنها الدستور الحالي وبالتالي قوانين تحدد
سياسة مصر الخارجية ووضع مصالحها وشعبها مباشرة محل القلب من الجسد وكفانا
ما تعرضنا له على مدار سنين الخذلان والتعمية ، دستورا يكفل لنا كرامتنا
وحقوقنا وواجباتنا تجاه أنفسنا وتجاه الآخر ويأخذ حقنا من فم الأسد أيا
كان عربيا أم غربيا ، دستورا وقوانينا تحمى أولادنا من القنص على الحدود
مع الدولة العبرية والقتل والطرد من العرب في دولهم واستعبادنا .
رجاءا على ذوى الخبرة وممن يجدون في أنفسهم قلوبا تحمل كرامة حرة وتخاف
على أبناء نيلنا وارضنا المساهمة في وضع تصورات لخطوط عريضة لدستور يعيد
لنا أدميتنا المسلوبة أيا كانت تلك الأفكار شاذة في نظر البعض .
شكرا لكم والسلام عليكم