هل تعتقدين انه من الممكن ان تتدخل مصر عسكريا امام هذا التهديد ؟
-
نرجوا الا يحدث ذلك ...ونتمني الا تدفع الظروف مصر الي الدرجه التي تتدخل
فيها عسكريا في السودان ...لكن الممكن حدوثه هو التدخل العسكري غيرالمباشر
عن طريق بعض العمليات ضد العصابات التي بدأت تظهر الان في دارفور وضد بعض
الفصائل التي من الممكن ان تمثل تهديدا لمصر في المستقبل ...وايضا تهريب
هؤلاء للاسلحه يستوجب تدخل فرق من الجيش لوقف هذا التهريب
*كيف
يمكن الا تتدخل مصر عسكريا والسودان علي وشك الانقسام ...وكل جزء سينقسم
سيكون له بلا شك تهديدا خاص به ...او سيكون هناك تأثيرا مباشرا بسبب
الانقسام ؟
- التأثيرات وارده جدا ...ولكن ان كان لدينا
علاقات جيده مع الجنوب فالمياه التي ستأتي الينا ستمر عبر الشمال ...فلابد
ان تكون المنطقه الشماليه مؤمنه جيدا وانا اقول انه لابد ان تكون العلاقات
المصريه السودانيه جيده سواء كان سودان واحد او عدة سودانات ...فلابد من
وجود حد ادني من التواصل بين مصر والسودان فلابد ان تكون العلاقات جيده
جدا ولا تقل عن حد معين وذلك عكس اثيوبيا التي لابد ان يكون معها نوع من
التوازن لانها يأتينا منها 85في المئة من مياه النيل وهي اهم من الجنوب
...وبالطبع لابد ان يدار كل ذلك بشكل فني وبشكل فيه تعاون وليس عن طريق
الصراع او تبادل المصالح وانا اظن ان مدرسة الري المصري علي الأقل حتي
استقالة محمود ابو زيد او اقالته ...كانت لديها رؤي فنيه ورؤيه سياسية
وكانت تسير في مبادرة حوض النيل بشكل مقبول جدا ...وشخصية الوزير ابو زيد
كانت مقبوله جدا في دول حوض النيل ...واثيوبيا فأثيوبيا دائما تقوم بمشاكل
معنا حول المياه ...وابوزيد كان يدعو دائما الي تبادل المصلحة والتعاون
بين دول حوض النيل ...وكان دائم القول ان الخلاف حول 5في المئه فقط من
مياه النيل بينما هناك 95في المئه مهدرة ...فأن عملنا علي استغلال ال95
المهدره فكل واحد منا سيصبح لديه مياه كثيرة جدا ...لكن ان دخلنا في صراع
فالخمسهة في المئه لن تصل الي احد
*هناك رأي يردده السودانيون دائما بقولهم ان مصر ادارت ظهرها للسودان ...وانها لولا ادارت ظهرها ما حدث ذلك في السودان؟
-
نعم فمصر ادارت ظهرها للسودان منذ استقلالها ...فنحن ظللنا فتره طويله جدا
غير مهتمين بالسودان وبشئونه ...وذلك بدليل ان العلاقات المصريه السودانيه
الان مفككه ومتباعده ...وذلك لانها علاقات حكومات ...لكن الشعوب فيما
بينها لم تنفصل اطلاقا ..فالسودانيون يـأتون الي مصر للعلاج والسياحه وغير
ذلك بشكل عادي ولم يتوقف ...والعلاقات منذ الاستقلال كانت عند الادني الي
ان اتي النميري ...وخلال فترة حكمه جرت محاولات لعمل نوع من التكامل
والتعاون بين مصر والسودان ...لكن كان هناك جانبا من السودانين غير راضين
عن تلك العلاقات ...فالسودانيون دائما تجد بينهم من هو راضي ومن هو رافض
...فالشعب السوداني شعب مسيس ...وهذا شئ غير سيء لكن اظن انه مع ازدياد
حيز الازمه في السودان ... اعتقد ان مصر ادركت حجم التهديد ...وبالتالي
بدأت تتحرك ...ولكن بصوره متأخرة نوعا ما ...ففي الجنوب بدأت تتحرك بعد
اتفاقية نيفاشا ...فحين توقيع الاتفاقيه غضبت مصر وانسحبت بسبب احتوائها
علي حق تقرير المصير ...ومصر بذلك خسرت لانها بوجودها في الاتفاقيه كانت
ستقوم بنوع من التوازن بين الحكومه السودانيه وتشدد الجنوب والمفاوضين
معهم ...وكان سيعطي صوره علابيه للاجتماعات وللاتفاقيه بالاضافه الي ايصال
وجهة النظر العربيه في الحل ولكن مصر بدأت في الدخول الي دارفور بعد تلك
الاحداث بشكل سلمي ...وذلك في اتفاقات ابوجا والغريب ان مصر لم تؤثر في
نيفاشا ولا في ابوجا وانا اعتقد ان مصر لها موقف مختلف حول مسالة اعتقال
البشير عن موقف الحكومه السودانيه ومن الممكن ان تكون االغضبه الاخيره
بسبب ذلك الموقف
* كيف تنظرين الي الموقف المصري من قضية اعتقال البشير ؟
-
الموقف المعلن انهم مع البشير لكنهم يريدون منه ان يتعامل مع المحكمه
الجنائيه الدوليه ....ويطلبون منه اقامة محكامات لمجرمي الحرب في دارفور
...وذلك مثلما صرح وزير الخارجيه المصري في الفتره الاخيره بانه لابد ان
يحاسب المسئولين مباشرة عن الجرائم التي ارتكبت في دارفور
*اخيرا ماذا تريد اميركا من السودان ...بعد دارفور ومن قبله الجنوب ؟
-
الولايات المتحده تسعي لمصلحتها حتي تستطيع ان تستفيد من مشكله دارفور حتي
تؤكد مصالحها في السودان ...ولاشك من وجود حرب بين الصين واميركا حول
النفوذ في السودان ...فاميركا هي من اكتشفت البترول في السودان وذلك في
الجنوب ...وحين اكتشفوه لم يكونوا يريدون وقتها استخراجه وقاموا بردم
البئر ....ولكن حكومه الانقاذ منذ ان اتت اتجهت الي الصينين والي
الماليزيين ...وبالطبع اميركا لم تكن مبسوطه من اتجاه نظام الانقاذ الي
الصين انها قامت بعمل شبكه بترول افريقيه كبديل لبترول الشرق الاوسط وذلك
كمنقذ من احوال الشرق الاوسط ...من معارك وتفجيرات وقرصنه لذلك قامت بعمل
شبكة بترول من انجولا وفي خليج غانا
وتنزانيا يتم ضخه عن طريق انابيب الي المحيط الاطلنطي ومنه الي الولايات
المتحده ...وهذا اسهل لها بعيدا عن الشرق الاوسط وما يمثله من قلق
وبالتالي السودان تمثل للولايات المتحده مشكله ...فهي تريد اخذ بترولها
حتي تقوم باكمال الشبكه التي انشاتها وبالتالي فالولايات المتحده علي
استعداد لفعل أي شيء للاستيلاء علي بترول السودان