يستخدم المسلحون الفلسطينيون الذين يحملون أسلحة بسيطة نسبيا وقنابل تكتيكات عسكرية جديدة لتحقيق سلسلة نجاحات تحرج أقوي جيش في الشرق الأوسط. .
و في تحليل بثته وكالة رويترز قالت فيه : ويقول المحللون الفلسطينيون والإسرائيليون أن الفلسطينيين باتوا اكثر احترافا وتقدما في استخدام تكتيكات حرب العصابات لتحقيق نتائج جيدة رغم أن إسرائيل تستخدم ترسانة أسلحة اكثر تطورا في الصراع الدائر منذ نحو 17 شهرا.
وقال جوزيف الفر المحلل السياسي الإسرائيلي هذا أمر لا مناص منه بمرور الوقت وكلما طال أمد الصراع كلما زاد التطور الذي سنشهده في بعض التكتيكات الفلسطينية .
وأضاف وفي نفس الوقت تشهد تطورا في التكتيكات العسكرية الإسرائيلية.. وإحدى نتائج ذلك هي تزايد خسائر الجانبين .
وشنت معظم الهجمات الأخيرة في الانتفاضة الفلسطينية المندلعة ضد الاحتلال الإسرائيلي كتائب شهداء الأقصى وهي جماعة مسلحة لها صلة بحركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات.
وتشمل النجاحات التي تحققت في الآونة الأخيرة قتل ستة جنود إسرائيليين في هجوم علي نقطة تفتيش إسرائيلية بالضفة الغربية الشهر الماضي وتدمير دبابة إسرائيلية طراز ميركافا في كمين بقطاع غزة قتل فيه أفراد طاقم الدبابة الثلاث.
وفي انتكاسة أخري للجيش الإسرائيلي قتل مسلح من كتائب الأقصى سبعة جنود وثلاثة مستوطنين يهود يوم الأحد عند نقطة تفتيش بالضفة الغربية قبل أن يلوذ بالفرار.
ومعظم المسلحين شبان قادوا الانتفاضة الاولي ضد الاحتلال الاسرائيلي 1978 ـ 1994. وقال احد القادة في كتائب الاقصي لرويترز بتنا افضل تنظيما.. ندرس اهدافنا ونتلقي التدريب. كما ان ردنا سريع .
والاسلحة الرئيسية المستخدمة في الهجمات هي بنادق ورشاشات بعضها مصدره اسرائيل والاخر مهرب من الخارج. وفي جنين ونابلس بالضفة الغربية وفي قطاع غزة تتعاون كتائب الاقصي في صنع العبوات الناسفة مع حركة الجهاد الاسلامي وحركة المقاومة الاسلامية (حماس) رغم انهم يقولون انهم لا ينسقون الهجمات. وتبني الفلسطينيون بدرجة متزايدة اسلوب الكر والفر الذي استخدمه مقاتلو حزب الله ضد الجنود الاسرائيليين علي مدي 22 عاما من الاحتلال الاسرائيلي لجنوب لبنان الذي انتهي قبل عامين بانسحاب اسرائيل. ويقول مسؤولو الامن الاسرائيليون ان بعض الفلسطينيين تدربوا علي ايدي حزب الله وحصلوا منه علي السلاح. ويأتي تدمير الدبابة الاسرائيلية الشهر الماضي مثالا علي اتباع تكتيكات مماثلة لحزب الله عندما اطلق المقاتلون صاروخا مضادا للدبابات علي حافلة لتشتيت الانتباه واغراء الدبابة للتحرك باتجاه ساحة زرعت فيها قنبلة. كما ان استخدام مقاتلي حماس للصاروخ المسمي القسام ـ2 في الاسابيع الاخيرة ذكر الاسرائيليين بصواريخ الكاتيوشا التي كان حزب الله يستخدمها.
وفي بداية الانتفاضة كان مقاتلو فتح يستهدفون مركبات اسرائيلية مدرعة او مستوطنات يهودية من مسافات بعيدة ولا يصيبون هدفهم عادة. وكان الفلسطينيون انذاك يمارسون ضغوطا للمطالبة بدولتهم المستقلة من خلال احتجاجات جماعية اعتمدت اساسا علي رماة الاحجار او مسلحين باسلحة خفيفة في مواجهة الجيش.
وفي المرحلة الثانية من الانتفاضة استخدم الفلسطينيون الاسلحة بمعدل اكبر وقلصوا الاحتجاجات وبدأت حركة حماس تنفيذ هجمات يفجر فيها مقاتلون انفسهم وسط تجماعات اسرائيلية.
وتقول فتح وفصائل اخري انها تعارض شن هجمات خارج الضفة الغربية وقطاع غزة اللذين احتلتهما اسرائيل في حرب 1967 لكنها لجأت ايضا الي اتباع هذا الاسلوب بعد مقتل مدنيين فلسطينيين في هجمات اسرائيلية. وفيما يطلق عليه حاليا المرحلة الثالثة من الانتفاضة ركز مقاتلو فتح هجماتهم علي المستوطنين والمستوطنات اليهودية والجنود ونقاط التفتيش في الضفة الغربية رغم عدم توقف الهجمات التي يفجر فيها فلسطينيون انفسهم داخل اسرائيل.
والهدف من ذلك في جزء منه هو تفادي الانتقادات الدولية التي تعقب شن هجمات علي المدنيين. لكن التكتيكات اكدت ايضا قصور الاستراتيجية العسكرية لاسرائيل التي فشلت في قمع الانتفاضة.
ويقول كل طرف انه يرد في دفاع عن النفس وانتقاما من هجمات شنها الطرف الاخر او لقتل افراد علي ايدي الطرف الاخر