بسم الله الرحمان الرحيم
الحرب هي استمرار للسياسة باستعمال السلاح كما قال المنظر العسكري البروسي كلاوزفتز و هي وسيلة لفرض الارادة السياسية على الخصم فهي صراع ارادات اولا و قبل كل شيء بتناسي هذه الحقيقة البسيطة يرتكب الجنرالات خاصة في الجيوش القوية و القوى العظمى خطأ فادحا اذ ينظرون الى موازين القوى المادية من رجال و سلاح و تجهيزات و مال و اعلام و يرون تفوقون على اعدائهم في ذلك فيعتقدون بحتمية النصر و يغضون الطرف عن العوامل الاجتماعية و الثقافية و الدينية و العرقية التي تشكل بنية الانسان النفسية و انها هي العوامل الحاسمة لان انسانا مهزوزا لا يستطيع الضغط على الزناد لذلك كانت الحرب النفسية ذات اهمية قصوى و كان الاعلام نصف المعركة و كانت العقيدة القتالية اول ما يدرس للجندي و كان المقاتل العقائدي و لو كان ضعيفا بسيط الامكانيات ينتصر دائما و لو بعد حين على المقاتل المرتزق و لو كان خارق التدريب اسطوري الامكانيات كما في جيش التخمة التكنولوجية (الجيش الامريكي)
مرت الحروب منذ فجر التاريخ بخمسة اجيال:
- الجيل الاول الحروب التقليدية الكلاسيكية و هي الحروب المألوفة منذ فجر التاريخ مواجهات مباشرة بين جيشين تعتمد اساليب الهجوم و الدفاع و الحصار و الالتفاف و الكمائن و الاغارة و المبارزة و المواحهات البحرية و القصف المدفعي حروب مباشرة الصديق فيها معروف و العدو فيها معروف قد تمتد شهرا و قد تمتد مائة عام و لكن مجالها المكاني و هو ساحة القتال التي تتحدد على ارضها نتيجة المعركة و نتائج هذه الحرب اما ابادة العدو او استسلامه او فراره او الصلح ليس للمدنيين العزل فيها ناقة و لا جمل الا ان هزم الجيش الذي يحميهم و اراد العدو ابادتهم ارادة سياسية لا علاقة لها بالمعارك كما في هجمات التتار و هجمات الاوروبيين على الازتيك و الانكا و الهنود الحمر حروب قبل تكون بين طرفين او اكثر لكنها لا تؤثر على بقية دول العالم
يتبع