http://ar.rian.ru/analytics/articles/20070416/63749852.html
بقلم فكتور ليتوفكين، معلق عسكري مستقل خصيصا لنوفوستي
أتاحت زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى الجزائر في العام الماضي لموسكو تحقيق انطلاقة مثيرة في سوق هذا البلد الواقع في شمال أفريقيا. فقد تجاوزت قيمة العقود التي وقعت وقتئذ وفقا لأخبار وكالات الأنباء مبلغ 5ر7 مليار دولار. وأصبحت الجزائر كما جرى التأكيد في الصحافة ثالث بلد بعد الصين والهند من ناحية الأهمية في مجال مشتريات السلاح الروسي. وقد ترتقي في السنوات القادمة بحجوم مشترياتها العسكرية إلى الموقع الأول.
وفي الحقيقة فإن قائمة الأسلحة والمعدات الحربية التي تنوي الجزائر شراءها من روسيا مدهشة. فهي تشمل 36 طائرة "ميغ ـ 29 س م ت" الخفيفة، و28 طائرة "سوخوي ـ30 م ك آ" الثقيلة، و16 طائرة "ياك ـ 130" الحربية للتدريب، وعشرات الدبابات من طراز "تي ـ 90 س". وستقوم مؤسسات الصناعة الدفاعية الروسية علاوة على ذلك بتحديث المقاتلات الروسية من طراز "ميغ ـ 29" التي يتسلح الجيش الجزائري بها.
ومن المقرر أن يقوم الاختصاصيون الروس ومؤسسات الصناعة الدفاعية الروسية أيضا بتحديث وتطوير 500 دبابة من طراز "تي ـ 72" سبق أن اشترتها الجزائر في ثمانينات القرن الماضي وكذلك غواصتي ديزل من فئة "فارشافيانكا". وستبيع روسيا إلى الجزائر بالإضافة إلى ذلك المجمعات الصاروخية الموجهة المضادة للدبابات "ميتيس" و"كورفيت" وأسلحة نارية وخاصة لمكافحة الإرهابيين.
إن كافة هذه الأسلحة لن تورد إلى الجزائر بالطبع مرة واحدة وليس خلال سنة واحدة، إذ أن العقود محسوبة لعدة سنوات، وتذكر الصحافة الرقم 4 سنوات وبشرط أن تبدأ الجزائر بتسديد الديون الروسية المتراكمة بذمتها والتي تشكل 7ر4 مليار دولار.
لكن "تسديد الديون" ليس تعبيرا صحيحا. ذلك أن روسيا تنازلت رسميا في إطار نادي باريس عن هذه الديون. وفي الحقيقة بشرط "صغير". ويتلخص جوهره في أن تشتري الجزائر من روسيا بمبلغ مساو سلعا صناعية جديدة عالية التكنولوجيا وبالتحديد المقاتلات والمجمعات الصاروخية المضادة للجو والدبابات.
وتتوفر لدى الجزائر حاليا كما هو معروف الأموال اللازمة، إذ يحتل هذا البلد الموقع السابع في العالم باحتياطي الغاز والرابع بعد روسيا وكندا والنرويج في مجال تصديره ـ 60 مليار متر مكعب في السنة.
وفي الوقت نفسه تجري في الجزائر حرب ضارية ضد الإرهابيين والمتطرفين. وقد وجهت المنظمة الإسلامية المحلية "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" الذي تطلق على نفسها اسم تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي عند مقر عمل رئيس الوزراء في مركز العاصمة وعلى مقربة من مركز شرطة في الضاحية الشرقية في 11 أبريل (نيسان) الجاري ضربة مريعة بقوتها بحيث لقي 33 شخصا مصرعهم كما أصيب بجراح 222 شخصا آخر.
وكان الإسلاميون قبل ذلك يهاجمون المدارس وفرق المهندسين والفنيين الأجانب الذين يعملون في حقول النفط ومعامل الغاز. كما فجروا عددا من الأوتوبيسات وأطلقوا النيران على سيارات ركاب.
وتصبح السوق الجزائرية للسلاح والمعدات الحربية في هذه الحالة، إذا، لا مجرد بزنس بل وجبهة حقيقية لمكافحة الإرهاب الدولي.