أعلن مسؤولو مجموعة "رونو" بالمغرب أنها تنوي مستقبلا تصنيع محركات السيارات، على غرار ما تقوم به في رومانيا ودول أخرى.
وقال جاك بروست، المدير العام لمجموعة رونو المغرب، في مؤتمر صحفي عقده يوم الخميس، بمصنع رونو نيسان بملوسة جنوب طنجة لتقديم الخطوط العريضة للرؤية الإستراتيجية الجديدة 2016، إن الشروع في تصنيع محركات السيارات بالمغرب وارد.
وأوضح المسؤول الفرنسي عن مجموعة رونو، التي تضم الفرع التجاري لتسويق سيارات رونو وداسيا، ومصنعي طنجة المتوسط وصوماكا، إلى جانب شركة لتمويل عمليات السيارات الفردية والموجهة للمقاولات، أن إطلاق عمليات تصنيع المحركات أمر حتمي.
وقال بروست "مسألة تصنيع المحركات في المغرب مؤكد، وهذا مرتبط بتوسع الإنتاج في وحدتنا الصناعية في طنجة والدار البيضاء،"، قبل أن يستطرد قائلا "لا يوجد أي قرار في هذا الاتجاه في الوقت الراهن، لكن التوجه قائم وأكيد".
رونو شريك استراتيجي للمغربوأضاف المدير العام، الذي أطلق إستراتيجية رونو 2016 تحت شعار "رونو المغرب، تميز بلاحدود"، أن رونو تجد نفسها شريكا مميزا للمملكة المغربية في مجال تطوير صناعة السيارات، بتناسق تام مع المخطط الصناعي 2014-2020.
ويرمي المخطط الصناعي 2014 ـ 2020 إلى تجميع الرواد الصناعيين أو المقاولات الصغرى والمتوسطة حول مقاولة تكون بمثابة قاطرة لتطوير قطاع صناعي حقيقي في مجال صناعات السيارات.
وقال بروست "المجموعة تنوي المحافظة على ريادتها، وتعزيز دورها كمحرك لتنمية صناعة السيارات في المغرب، وتحسين معدل الاندماج المحلي الذي يصل الآن إلى 45 في المائة، والذي سيصل إلى 55 في المائة، بفضل العمل المشترك مع وزارة الصناعة والجمعية المغربية لمصنعي ومسوقي السيارات سنة 2016".
منصة تصديرية لرونو نيسانواعتبر بروست أن رونو المغرب ساهمت في تحسين الميزان التجاري من المغرب منذ سنة 2012، "لقد ساهمت رونو في رفع صادرات السيارات بنسبة 48 في المائة في نهاية أبريل 2014، مقارنة مع نفس الفترة من سنة 2013، وصادرات رونو تمثل الآن 21.5 في المائة من إجمالي الصادرات المغربية.
وأكد المتحدث أن هناك توجه مع السلطات المغربية لتحويل ميناء طنجة المتوسط إلى منصة لتصدير سيارات تحالف رونو ونيسان نحو إفريقيا.
وقال بروست "يدخل النشاط التصديري لمجموعة رونو المغرب في إطار مربح للطرفين مع طنجة المتوسط، بفضل تميز علاقتها مع وكالة طنجة المتوسط التي تعمل معها المجموعة من أجل تعزيز وزيادة نشاط التصدير في إطار تحالف رونو ونيسان".
وأضاف بأن هذا المشروع، الذي يوجد قيد الدراسة مع وكالة طنجة المتوسط، يهدف إلى استخدام ميناء طنجة المتوسط كمركز للعمليات اللوجستية في إفريقيا، ليصبح التالي منصة مينائية لعبور سيارات تحالف رونو ونيسان نحو الأسواق الإفريقية".
تعزيز الريادةوتسعى "رونو المغرب" إلى تعزيز ريادتها في السوق المغربي، حيث شرعت المجموعة في تجديد معارضها التجارية، حتى ترقى بها إلى نفس المعايير المعمول بها على صعيد المجموعة، بهدف ضمان أعلى درجات إرضاء زبنائها.
وتواصل رونو المغرب توسيع شبكتها التسويقية عبر تراب المملكة المغربية، من خلال افتتاح 12 وكيلا مع نهاية 2014، وإنشاء أربعة فروع جديدة في الدار البيضاء، 3 منها شرعت بالفعل في العمل، وسيتواصل توسيع التغطية الترابية للمجموعة إلى غاية 2016.
وتعتبر مجموعة رونو المغرب المجموعة الوحيدة في المغرب التي تتوفر على قطب صناعي مكون من مصنعين: صوماكا بالدار البيضاء، ومصنع رونو ونيسان في طنجة، واللذان ينتجان أربعة نماذج من السيارات: داسيا لودجي، داسيا دوكر.
وقرر جاك بروست إنشاء مديرية للجودة تهدف إلى استقطاب الزبون إلى المقاولة وإعطائه كل الاهتمام الذي يستحقه، فنجاح رونو المغرب يقوم على النتائج المحققة والنجاحات المنجزة تعود أساسا إلى العمل الحثيث المنجز على صعيد إرضاء الزبناء من خلال المنتجات والخدمات التي تقدمها المجموعة.
رؤية 2016 لمجموعة رونووأكد بروست أن شعار "رونو المغرب، تميز بلا حدود" يلخص رؤية مجموعة رونو المغرب، التي تقوم على تميز مجموعة حاضرة منذ أزيد من 80 سنة في المغرب، والتي تمتلك اليوم حصص سوقية هامة، كما تمتلك وحدات صناعية منتجات ذات جودة عالية.
وأضاف "تقوم الرؤية أيضا على تميز النساء والرجال، الذين لا تذخر رونو في حقهم أي مجهود لتنمية قدراتها ومهاراتها وتطويرها، وتميز منتجات وخدمات رونو، التي تشكل مركز اهتمامات وانشغالات الشركة لإرضاء زبنائها".
واستطرد المسؤول بأن تميز العلاقة التي تجمع بين المملكة المغربية والمجموعة، هو الذي يجعل من رونو فاعلا ملتزما في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والرياضية للمملكة".
وقال المدير العام لرونو المغرب إن مفهوم " بلا حدود" يأتي "لتعزيز شعار صنع في المغرب، من خلال السيارات التي تنتج في المصانع المغربية، والتي يتم تسويقها في كل من موسكو وباريس و برلين ومدريد، وغيرها من عشرات عواصم العالم، وهو ما يشكل مصدر فخر أكيد لكل المغاربة".
بكالوريا مهنية في مجال صناعة السياراتوأشار المدير العام، في معرض تطرقه لمساهمة رونو في تشغيل اليد العاملة المؤهلة، إلى أن مجموعة رونو المغرب تقوم بتشغيل نحو 8 آلاف متعاون موزعين على "صوماكا"، وقطب رونو للتسويق، ومصنع طنجة الذي يضم لوحده 5 آلاف شخص.
وأوضح جاك بروست أن مجيء رونو إلى طنجة نقل خبراتها في مجالات لم تكن متوفرة في المغرب من قبل، وذلك بفضل الجهود التي بذلتها رونو في مجال التكوين، حيث إنه تم تخصيص أزيد من مليون ساعة تكوين بمعهد التكوين المهني لصناعات السيارات في طنجة، وهو المعهد الذي انفتح على المقاولات الخارجية ليتحول إلى مرجع في مجال مهن صناعات السيارات".
وزاد المدير العام لرونو المغرب أن المجموعة تعمل مع وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني، من أجل إنشاء بكالوريا مهنية في مجال صناعة السيارات.
http://www.hespress.com/economie/220901.html