حذر الرئيس حسنى مبارك من تدخلات قوى إقليمية تعادى السلام وتدفع المنطقة إلى حافة الهاوية.
وقال: "لا نسمح بتدخلات قوى إقليمية تعادى السلام وتدفع المنطقة إلى حافة الهاوية تسعى لبسط نفوذها وأجندتها على عالمنا العربي، تغذى الخلافات على الساحتين العربية والفلسطينية، وتدفع بعملائها إلى المنطقة لتهديد أمن مصر القومي، واستباحة حدودها وزعزعة استقرارها".
وأضاف: "إننا واعون تماما لمخططاتكم، سنكشف تآمركم ونرد كيدكم في نحوركم، كفاكم تمسحا بالقضية الفلسطينية، واحذروا غضب مصر وشعبها.
جاء ذلك في كلمة للرئيس مبارك الخميس في ذكرى تحرير سيناء، الذي يوافق 25 أبريل من كل عام ،خلال احتفال الرئيس بهذه الذكرى مع أبناء الجيش الثاني الميداني بالإسماعيلية.
ونبه الرئيس مبارك إلى أن السلام فى حاجة مستمرة إلى درع يحميه..وقال"قواتنا المسلحة هى هذا الدرع،وهى حصن الوطن وسيفه، سيظل الدفاع عن أرض مصر وأمنها القومى واجبها المقدس..إننا نعيش فى منطقة صعبة تموج بأزمات والتحديات والمخاطر ،ولانملك الإنعزال عن قضاياه أو تجاهل إنعكاساتها على الأمن القومى للوطن ".
شاهد الفيديومبارك في ذكرى تحرير سيناء
ولفت الى ارتباط أمن مصر القومى بأمن وإستقرار الشرق الأوسط،وأمن الخليج والبحر الأحمر ومنطقة المتوسط والوضع فى السودان ودول حوض النيل وأفريقيا..مؤكداً إنحياز مصر للهوية العربية .
وشدد على أن قضية فلسطين ستبقى على رأس الأولويات العربية، وعلى مواصلة جهود مصر من أجل تحقيق المصالحة الفلسطينية والوفاق الوطني، لإستعادة التأييد الدولي للقضية الفلسطينية وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.
وأضاف"إننا فى مصر لم نفقد الأمل فى السلام العادل والشامل،نعبر عن مواقفنا بقوة ووضوح،نعارض محاولات تكريس الإنقسام بين الأراضى المحتلة فى (الضفة الغربية) و (غزة).. نرفض محاولات الترويج لأفكار تبادل الأراضى،ونقول لمروجيها إن سيناء أرض مصرية، ولامساس بشبر واحد من حدودها.
وأدان الرئيس مبارك الإستيطان والإجراءات الإسرائيلية لتهويد القدس، وقال "إن تلك الإجراءات لن تضفى الشرعية على الإحتلال،ولن تغير من حقيقة أن المستوطنات تقوم على أراض فلسطينية محتلة .
وأكد على استمار مصر فى جهود السلام وفق حل الدولتين،دون إنطباعات مسبقة عن الحكومة الإسرائيلية الجديدة ، لأن الحكم عليها سيكون بقدر إلتزامها بالسعى للسلام والوفاء بإستحقاقاته.
وأشار إلى أن مصر تعاملت مع حكومات إسرائيلية متعاقبة.. متمنياً أن تختار الحكومة الإسرائيلية الجديدة طريق السلام ، وأن تلتزم بأفق سياسىيستأنف مفاوضات السلام من حيث إنتهت دون تلكؤ أو إبطاء ، وصولاً لسلام عادل يعيد الحقوق المشروعة لأصحابها.. يضع نهاية للمواجهة المكلفة للجميع ولحلقات العنف والعنف المضاد وإزهاق الأرواح وإراقة الدماء.
وأكد مبارك أنه لم يزر الولايات المتحدة الأمريكية منذ أبريل 2004 بسبب مواقف الإدارة الامريكية السابقة .
وقال - فى رده على سؤال لأحد ضباط الجيش الثانى الميدانى بعد الانتهاء من إلقاء كلمته - أن الرئيس الأمريكى الجديد باراك أوباما اتصل به فور توليه مهام منصبه ، وقال نحن نتطلع لصفحة جديدة للعلاقات المصرية والأمريكية سواء القضايا الإقليمية أو التعاون الثنائى .
وأشار الرئيس مبارك إلى أن الرئيس أوباما وجه الدعوة أيضاً إلى الرئيس الفلسطينى محمود عباس" أبو مازن " ورئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو لزيارة الولايات المتحدة الأمريكية "كل على حدة" لإيجاد حل للقضية الفلسطينية .
وقال الرئيس مبارك " إننى سأكون فى لقائى مع أوباما منفرداً ، وسنعمل بقدر استطاعتنا لشرح الوضع الحقيقى فى المنطقة للرئيس والإدارة الأمريكية الجديدة .
واضاف "إننى سأقول لهم أنه باستمرار بناء المستوطنات وبناء المساكن على الأرض الفلسطينية لن يكون هناك استقرار أبداً ، ولذلك أنا اتكلم كثيراً فى هذا الموضوع ، ولا يمكن لإسرائيل أن تعيش إلى مدى طويل بطريقة عدم التنازل واعطاء الفلسطينيين حقهم ،لأن ذلك سيجعل الصراع والمقاومة مستمرين إلى ما شاء الله.
وتساءل الرئيس هل هم يريدون من المنطقة، وفى إسرائيل المحاطة بدول عربية وإسلامية، أن تبقى كما هى للقتال والعنف إلى مدى طويل؟!
وقال الرئيس مبارك إننى سأشرح ذلك للرئيس الأمريكى ولرئيس الوزراء الإسرائيلى "الذي سيزور مصر قريباً".
المصدر: وكالة أنباء الشرق الأوسط.