[rtl]الناصرة-“رأي اليوم”- من زهير أندراوس:
نشرت رئيسة قسم الإعلام في الجامعة العبريّة في القدس تحقيقًا مهمًا تحت عنوان على مَنْ راهن الأمير أبو مالك التلة وما سر الحياد الإسرائيليّ في معركة جرود عرسال التي تجري حاليًا رحاها بين حزب الله وجبهة تحرير الشام فرع القلمون. وردّت قائلةً في المقال عينه، والذي نُشر في موقع (ISRAEL TIMES): لقد تيقنّ أبو مالك التلة منذ شهر أيار (مايو) أنّ هنالك مشروع حرب يعد لها حزب الله للقضاء على تواجد جبهة تحرير الشام في منطقة انتشارها في القلمون السوريّ واللبنانيّ، وبالأخص في مدينة عرسال اللبنانيّة التي تعتبر الحاضنة الأساسيّة لجبهة تحرير الشام، وكذلك قوات “الدولة الإسلاميّة”.
وتابعت أنّه منذ ذلك التاريخ تحرك أبو مالك التله القائد لجبهة تحرير الشام وهذه الجبهة محسوبة على قطر وممولة من قطر فقد استعان بالقيادة الأساسية لجبهة تحرير الشام حيث اتصل بالأمين العام لجبهة تحرير الشام أبو محمد الجولاني الذي هبّ لدعم أبو مالك التلة بالرجال المدربين جيدًا من خلال البادية السورية التي تقع تحت سيطرة “الدولة الإسلامية”.
ولفتت إلى أنّ أبو مالك التلة لم يترك الأمر عند هذا الحد، بل اتصل بالحكومة الإسرائيليّة عن طريق مكتبه في الأردن حيث قام يوسف البشوي مسؤول مكتب جبهة تحرير الشام في الأردن بالاتصال بشخصية أردنية، التي قامت بزيارةٍ سريّةٍ إلى إسرائيل حاملة رسالة أبو مالك التلة التي يطلب فيها قيام سلاح الجو الإسرائيليّ بتوجيه ضرباتٍ مدمرة لحزب الله فور قيام الحزب بشن حرب على جبهة تحرير الشام في عرسال، وبهذا تكون إسرائيل قد انتقمت من حرب تموز 2006 وقد حصل الدكتور المبعوث الأردنيّ على ردٍّ ايجابيٍّ من قبل وزير الأمن الإسرائيليّ أفيغدور ليبرمان والذي أكّد على أنّ إسرائيل سوف تقوم بدعم حركة تحرير الشام.
وأردفت قائلةً إنّه في يوم السبت 8 تموز (يوليو) الجاري، وهو يوم عطلة في إسرائيل طلب السفير الألمانيّ في تل أبيب مقابلة وزير الأمن الإسرائيليّ على عجل، ووصل السفير إلى بيت ليبرمان وسلّمه رسالةً من وزير الخارجية الألماني زيجمار جابرييل، والرسالة هي رسالة تحذيرية من السفير الألماني في بيروت بعد أنْ اجتمع مع احد أعضاء قيادة حزب الله، والذي حذّر السفير الألماني في بيروت من أنّ حزب الله مقدم على عملية اقتلاع الإرهاب من القلمون وعرسال، وأنّ أيّ تدخلٍ من إسرائيل لصالح الإرهابيين فمعنى ذلك إعلان حرب من إسرائيل على حزب الله، وأنّ الحزب سوف يفتح جميع الجبهات بوجه إسرائيل ولن يوجد هنالك هدف في إسرائيل ممنوع على حزب الله، كما شدّدّت الرسالة على أنّ إسرائيل سوف تتحمل نتائج ما تقدم عليه.
ولفتت كاتبة المقال إلى أنّ القياديّ في حزب الله أضاف قائلاً في رسالته: نحن نقوم بتطهير أرضنا من الإرهاب ولن نتأخر عن تنفيذ هذه العملية، ولا يوجد في العالم من يمنعنا من ذلك، نحن نحارب الإرهاب فإذا كانت إسرائيل تنوي القيام بأيّ عملٍ ضد حزب الله فإنها سوف تجني ما لم تتوقعه من حزب الله، مُشدّدًا على أننّا “ونحن في عام 2017 وأكيد نتائج حرب تموز في 2006 يعرفوها الإسرائيليون جيدًا، وكذلك المعادلة تغيرت كثيرا نحن في شهر تموز 2017 وأنّ كل كيلومتر مربع في إسرائيل هو في مرمى صواريخ حزب الله. وبحسبها خلُص القياديّ في حزب الله إلى القول: يا سعادة السفير نحن نحترمك كثيرًا، قم بواجبك قبل فوات الأوان وترتكب إسرائيل حماقة لا تعرف نتائجها إطلاقًا وسوف تكون كارثية عليها، هذا تحذير ولا كلام آخر عند حزب الله، قال القياديّ للسفير الألمانيّ في بيروت.
وقالت الأستاذة الإسرائيليّة أيضًا في تحقيقها الخّاص والحصريّ إنّه بعد تسلم وزير الأمن الإسرائيليّ الرسالة اتصل برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وطلب لقائه على الفور لأمر خطير جدًا وتوجه ليبرمان إلى بيت نتنياهو وسلّمه الرسالة، وفي اليوم التالي نهار الأحد 9 تموز (يوليو)، وخلال الاجتماع الاعتياديّ لمجلس الوزراء الإسرائيليّ اطلع رئيس الوزراء المجلس على رسالة وزير الخارجية الألماني وخصصت جلسة مجلس الوزراء لمناقشة الرسالة واخذ القرار واقر مجلس الوزراء بالإجماع إنهاء مخطط دعم جبهة تحرير الشام وسقط رهان أبو مالك التلة، على حدّ تعبيرها.
[/rtl]