بدوافع الدولة الوطنية القوية بذلت المملكة العربية السعودية جهوداً كبيرة في اقامة المؤسسات العامة وإنهاض الاقتصاد والتنمية البشرية الشاملة
اضافة الى عنصر شديد الاهمية وهو تشييد صرح الجيش كمؤسسة حديثة قادرة على مجابهة الاخطار والتحديات الاقليمية والدولية
خاصة تلك الممثلة بسياسة اسرائيل التوسعية والعدوانية، الى التحدي الايراني الذي شكل خطراً حقيقياًعلى امن دول الخليج العربي
وعلى الدول العربية الاخرى.
انطلاقاً من هذه الرؤى والتحديات قامت المملكة بقفزة الخروج من التقليدية الى بناء جيش مجهز بأفضل التجهيزات والكفاءات والأسلحة الحديثة
وإقامة الصناعة العسكرية منذ اربعة عقود من الزمن تقريباً، لان شرط التنمية الشاملة في الدولة القوية مرتبط بشرط وجود جيش قوي
وصناعة عسكرية ملائمة. وإذا كانت مكننة الادارة والمؤسسات ومرافق الحياة السعودية من حيث تدريب العاملين والتقنيين في الداخل والخارج
ودعم الابحاث العلمية علامات فارقة، فان التصنيع في بعديه العسكري والمدني كان العلامة الاكثر حضوراً وفاعلية.
كانت المخاطر المحيطة بالعرب والمسلمين عاملاً حاسماً بوعي الدور الملقى على عاتق المملكة وخطط التطوير والتحديث التي طبقتها وأنجزتها.
وفي هذا المسار كان التصنيع العسكري الخطوة الهامة باتجاه تعزيز الجيش وكفاءة وحداته من خلال مؤسسات صناعية عدة تأتي في مقدمها
الهيئة العامة للصناعات الحربية التي انشئت سنة 1982.
ففي اشراف هذه الهيئة أنشأت المملكة مجمعاً ضخماً لإنتاج الاسلحة والذخائر في جنوب مدينة الرياض
ويضم هذا المجمع خمسة مصانع للأسلحة والمعدات الحربية وتقوم كذلك بإنتاج الاسلحة الخفيفة والمتوسطة وذخائرها، وذخائر المدفعية
الى مصنع لتجميع دبابة ليوبارد مع ألمانيا ومصنع لتجميع قطع غيار الطائرات وهياكلها مع شركة بوينغ الاميركية
ومصنع لإنتاج اجهزة الاتصالات.
اللافت في عملية التحديث الصناعي الحربي السعودي تبني مبدأ الحفاظ على الثروة والمال العام في عمليات التصنيع الذاتي
اذ ان المملكة لجأت الى وضع برنامج التوازن الاقتصادي الاستراتيجي (الاوفست) الذي يلزم الشركات الدفاعية العالمية العاملة في المملكة
باستثمار نسبة تتراوح بين 25 و 35 0/0 من قيمة العقود الدفاعية في شركات صناعية أو مشاريع مشتركة مع شركات ذات اصول سعودية خالصة.
على هذا الاساس انطلقت منذ سنة 1985 مؤسسة الصناعات العسكرية التي تتبع لها الشركات الخاصة العاملة في مجال الانتاج الحربي
وقد واكب اطلاقة هذا البرنامج للتوازن الاقتصادي اشتراك القطاع الخاص في عملية الاستثمار وتالياً انشاء شركات صناعية دفاعية ومدنية
لعبت دورها في تعزيز قدرات القوات السعودية المسلحة .
ومن اهم المؤسسات الصناعية العسكرية التي قامت بعد سنة 1985 مصنع المدرعات والمعدات الثقيلة الذي يقوم بتصنيع العربات المدرعة
ويدرع ويطور العربات العسكرية. وفي السياق، أنتج المصنع المذكور العربة المدولبة " الفهد" المخصصة للاستطلاع
وهذا المصنع يخطط لإنتاج قطع تتعلق بالمدفعية وأنظمة صواريخ سطح-سطح و سطح-جو ...
اما شركة الالكترونيات المتقدمة ACE فهي احدى المؤسسات الرائدة في مواكبة احدث النظم الالكترونية الحديثة والحالية
وينقسم نطاق عمل الشركة اربعة مجالات رئيسة ومنها: وحدة الانظمة الصناعية لتلبية حاجات القطاعات الصناعية المتمثلة بالصناعات النفطية
والبتروكيميائية ، والقطاعات الكهربائية والمائية. وتقوم هذه الوحدة ايضاً بتوفير امكانات لرفع كفاءة الاجهزة الالكترونية
وأنظمتها في المجالات الصناعية وإنتاج وتصميم أجهزة مختلفة، وأنظمة ملاحة باستخدام الاقمار الاصطناعية.
أما وحدة الانظمة العسكرية فتحتل مكانة فائقة الاهمية اذ انها تقدم خدمات الفحص وإعادة التأهيل لجميع أجهزة الاتصالات والأجهزة الالكترونية العسكرية
ويضاف الى ما سبق تصنيع أنظمة الكترونية خاصة بدبابات M1A2 السعودية ولوحات الكترونية للقنابل المجهزة بالليزر .
يتقدم أعمال شركة ACE تصنيع وإصلاح ومساندة أجهزة الاتصالات العسكرية التكتيكية والكترونيات الطائرات العسكرية
وتصنيع وإصلاح الكترونيات الدبابات المقاتلة والعربات، وتصنيع أجهزة الحرب الالكترونية.
ويشار في هذا الصدد الى ما أنتجته شركة الالكترونيات من مشاريع مهمة في مجال التصنيع العسكري خاصة تصنيع الكترونيات الدبابات M1A2
والكترونيات طائرات F-15 المقاتلة و F-16وأنظمة الرؤية الليلية وتصنيع الكترونيات القنابل المجهزة بالليزر وغيرها .
من خلال مشروع مشترك مع BOEING تقوم شركة السلام للطائرات منذ سنة 1989 بنقل التقنية المتقدمة في مجال صناعة الطائرات
وتوطينها في المملكة، وتأمين خدمات المساندة لصيانة الطائرات العسكرية وتشغيلها.
وللأهمية أيضاً يمكن التوقف عند المصنع السعودي لأنظمة الأهداف الالكترونية SETS الذي انشئ لرفع المستويات القتالية
للقوات المسلحة السعودية والهيئات الامنية لتحسين أدائها الوظيفي.
بمبادرة من مجموعة رجال اعمال سعوديين وشركة داينامكس كوربوريشن الأميركية نشأت شركة GD التي قامت بانجاز عمليات
تعديل لدبابة القتال الرئيسة M60A1 وتطويرها الى طراز جديد هو M60A3 لصالح القوات البرية.
وقامت الشركة نفسها عبر مشروع "السيف" بأعمال دعم لوجيستي لدبابات M1A2 شملت توفير خدمات الصيانة
وعمليات التجهيز وقطع الغيار.
ما ذكرناه على صعيد التصنيع الحربي في المملكة العربية السعودية انجازات تستوقف وأفق يبشر بالأفضل.
http://sdarabia.com/preview_news.php?id=32033&cat=9#.U7a76fmSySo