29.06.2015
انتهت الحرب العالمية الثانية بصور و أدلة مروعة لما يمكن أن يحصل في حرب نووية واقعية فقد سمحت الولايات المتحد لنفسها باستعمال القنابل النووية في مدينتي هيروشيما و ناكازاكي في جريمة لم يشهد مثيلها في العصر الحديث .
لكن بعد أسابيع فقط من نهاية الحرب وزارة الدفاع الأمريكية تعد خطة تفترض بالفعل أن هجوم شامل بالأسلحة النووية على عدو خارجي يمكن تحقيقه، فقد كانت أمريكا أول دولة تملك السلاح الذري و السؤال الذي كان يدور في ذهن الساسة الأمريكان كم عد القنابل النووية التي نحتاجها لنكون في أمان حيث "آمان" يعني هنا "التأكد من لا أحد يريد أن يشن علينا الضربة النووية أولا"، أي الردع .
خطط متواصلة لإبادة الشعب الروسي
إن أول خطة لهجوم الولايات المتحدة على الاتحاد السوفييتي مع إستخدام أسلحة الابادة الجماعية قد أعدت بعد شهرين فقط من إنتهاء الحرب العالمية الثانية ، و روسيا تدرك جيدا ان محاولات انكلترا ومن ثم الحلف الاطلسي بزعامة امريكا للقضاء على روسيا كدولة، وابادة الروس كشعب بدأت في القرن 18، ومازالت مستمرة حتى الآن. لتحقيق هذا الهدف، وضع المعسكر المضاد لروسيا في السبعين سنة الماضية الكثير من الخطط حيث اعطوا لانفسهم الحق باستخدام حتى الاسلحة النووية لتدمير روسيا سنورد في هذا الوضوع على عجالة أحد الأمثلة عن الخطط الاجرامية التي وضعها الغرب لابادة الشعب الروسي واحتلال بلادهم.
وجاء في مخطط الدفاع الأمريكي " متطلبات القنابل التقديرية لتدمير المناطق الاستراتيجية الروسية " في شهر سبتمبر لعام 1945 :حيث اتفق على أن مقدار قوة النيران اللازمة لتدمير كل نطاقات المدن المستهدفة من ثلاثة إلى ستة قنابل ذرية ، وهذا يتوقف على حجم الهدف. و ثيقة ترومان الخطيرة
حددت أمريكا موقفها من الاتحاد السوفييتي والذي صادق علية الرئيس ترومان في أيلول عام 1946 بوصفه وثيقة رسمية رئيسية (( يجب على الولايات المتحدة الأمريكية أن تكون مستعدة لشن حرب ذرية وجرثومية ضد الاتحاد السوفييتي ….إن الحرب ضده ستكون" كلية " اي أرهب بكثير من أية حرب سابقة ، ولهذا يجب على الدوام إبتكار أنواع الاسلحة الهجومية والدفاعية سواءاً بسواء )).
66 مدينة سوفياتية ستمحى من وجه الأرض
حددت الخطة 66 مدينة و منطقة حيوية سوفياتية لإلقاء قنابل نووية عليها و هذه لائحة من الأهداف 15 ذات الأولوية، في ترتيب الأولويات : موسكو ، باكو، نوفوسيبيرسك، غوركي ، سفيردلوفسك ، تشيليابينسك ، أومسك ، Kuybyshev ، كازان، ساراتوف ، مولوتوف ، مانايتاغورسك ، غروزني ، ستالينسك ، و نيجني تاجيل .
قد نتساءل لماذا باكو على اللائحة و لينينغراد ليست كذلك. وتستند هذه الأهداف ذات الأولوية إلى حد كبير على الناتج الصناعي الهام . كون أن باكو كانت مسؤولة عن 61 ٪ من انتاج النفط الخام السوفياتي و 49٪ من تكرير النفط و 15٪ من انتاج الصلب أما لينينغراد في تلك المرحلة فلم تكن ذات شأن اقتصادي و عسكري كبير .
و يقول المؤرخ و المؤلف بول هام في كتابه -هيروشيما ناغازاكي- وجدت دراسة لقوات سلاح الجو الأميركي أن القنابل سوف " تبيد معظم سكان روسيا و تطمس الصناعة الروسية وعلى رأسها قدرتها على تكرير النفط وإنتاج الطائرات والدبابات. "
الولايات المتحدة بحاجة لـ 204 انفجار نووي لإتمام المهمة
وثيقة عد الإحتياجات من القنابل النووية لتنفيذ الضربة الشاملة
[rtl]
قام البنتاغون بحساب عدد الأسلحة النووية التي ستلقى على المدن السوفياتية ،وحدد بـ 123 قنبلة على الأقل و 466 قنبلة كحد أقصى
و تم في النهاية الإتفاق على 204 قنابل كحل وسط ،تم تحديد ستة وستين مدينة في المجموع، و تقرر أن الامر سيتطلب 204 قنبلة ذرية لوضع كل هذه المدن خارج مجرى التاريخ .
الباحث اليكس ويليستن Wellerstein الذي يدون عن تاريخ الأسلحة النووية و السرية يوضح بعض جوانب هذه الخطة ففي عام 1945 دعا البنتاغون فعلا لتجهيز 204 سلاح نووي أي أكثر بكثير من العدد الفعلي للأهداف لسبب بسيط هو أن العديد من القنابل المرسلة في هذا السيناريو سوف تفشل في تدمير أهدافها .واضاف مبررا الزيادة الكبيرة في أعداد القنابل" نفترض استنادا الى ارقام الحرب العالمية الثانية، أن عددا معينا من القنابل سوف تحصل لها عند اسقاطها مشاكل فنية و لن تنفجر و قد ويغيب الهدف ببساطة و لن يتم إسقاط القنابل "
وكتب ويليستن . "لذلك هم يحسبون معدل الخطأ و أن من كل تلك القنابل ستكون فقط 48 ٪ فعالة على أي حال، و بالتالي فإننا سوف نحتاج قطعا إلى ضعف العدد الكلي . ولذلك فبدلا من حوالي ثلاث قنابل في المدينة الواحدة تم تخصيص ستة لكل مدينة . "وبعبارة أخرى اعتبرت 204 قنابل ذرية ضرورية للقضاء التام على الاتحاد السوفياتي ،و في صياغة نائب رئيس هيئة الاركان الجوية الخاصة Lauris Norstad قال ربما تكون هناك حاجة إلى وابل من 204 قنبلة نووية " لضمان أمننا القومي ".
أسباب إلغاء الخطة
الولايات المتحدة ربما لم تخطط جيدا لتسلسل الهجوم النووي ، و يبدو أن الدراسة التي أعدت سنة 1945 كانت خطة طارئة و سيئة جدا فالمشكلة التي اعاقت تنفيذ العملية كانت غياب التقنيات اللازمة لايصال القنابل الى اهدافها، فالصواريخ العابرة للقارات لم تكن قد اخترعت بعد و القاذفات الأمريكية لا تستطيع الوصول للأهداف المحددة فالقاذفة بي 17 مداها لا يزيد عن 3200 كم و 4300 كم بالنسبة لـ بي 29 أما استعمال الغواصات في إيصال شحنة نووية فكان يعتبر ضرب من الخيال في ذلك الوقت .
وهنا لاحت لصقور أمريكا فكرة أنه لابد لنا من قواعد عسكرية برية في دول قريبة من روسيا يكمن استعمالها في توجه الضربة النهائية للإتحاد السوفياتي لذلك تم تشكيل حلف الناتو في أفريل 1949 و تم إعداد خطة ثانية قابلة للتنفيذ بناء على المعطيات الجديدة و تم تجهيزها حيث لا يكمن للروس النجاة هذه المرة من المذبحة الأمريكية .
تم
مصادر 1 2 3 4 5