لقد قرات عن محاوله ضرب المصريين للعمق الاسرائيلي في حرب 73 ولم يهنئ لي بال الي ان جائت بالروايه الصحيحه بعد الاطلاع علي اكثر من كتاب ووددت لو اشاركهم فيه
فكان اكثر كتاب تكلم عنه باستفاضه هو كتاب اسرار اخر الحروب للمؤلف توحيد مجدي والذي نشر في دار اخبار اليوم .والذي جاء في الفصل الثاني به هو كالاتي
..كانت وسوف تظل احداث ومعارك حرب اكتوبر 73 عظيمه وثريه ومليئه بالروايات الموثقه سيتوالي ظهورها والكشف عنها بين الحين والاخر .بدات المعارك الجويه المصريه في تمام الساعه1.55 بعد ظهر السادس من الكتوبر1973.وفي خضم الاف المشاهد البطوليه التي نفزها وعاشها علي ارض واقع المعارك الحقيقيه جنودنا وضباطنا الابطال وبينما دموع النصر تختلط بالعرق والدماء كان هناك مشهد مصري بطولي جرت احداثه في السماء امام سواحل تل ابيب الاسرائيلي التي مثلت وقتها عمق العمق بالنسبه للعدو الاسرائيلي.
هذا المشهد سر من اسرار المعارك الحربيه الجويه خلال حرب 73 وجدت تفاصليل بياناته كما حدثت وكما سجلت بدقه بدايه من الصفحه 451 في كتاب سجلات حرب القوات الجويه الاسرائيليه.
يثبت ان القوات الجويه المصريه وصلت احدي طائراتها القازفه حتي المجال الجوي لمدينه تل ابيب اكبر واهم المدن الاسرائليه علي الاطلاق .
حيث كانت تلك الطائره المصريه في مهمه شديده الخطوره لم يعلن عنها نهائيا ولم توثق من قبل في مصر خطط لها الرئيس السادات بنفسه لقصف مبني وزاره الدفاع الاسرائليه في تل ابيب حيث مقر القياده العسكريه العبريه في ظهر ذلك اليوم العظيم 6 اكتوبر في الواقع تعدد المهام الجويه التي اسندت لطائرات القوات الجويه المصريه متعدده الطرازات معظمها روسيه الصنع التي شاركت في العمليات العسكريه اثناء معارك اكتوبر المجيد ضد الاهداف الاسرائليه في عمق سيناء.
بينما قاذفه استراتيجيه بعينها ثقيله الوزن روسيه الصنع من طراز توبولوف تي يو 16 مصريه الهويه كلفت ضمن طائرات النسق الثالث للهجوم الجوي المصري يوم 6 اكتوبر بمهمه غايه في الخطوره والاهميه في قلب مدينه تل ابيب الاسرائليه.
الجدير بالزكر ان القازفه الاستراتيجيه الروسيه الصنع توبوبوف تي يو 16 ثنائيه المحرك قامت باول رحله طيران رسميه صباح 27 ابريل 1952. وقد دخلت الخدمه لحساب سلاح الجو الروسي في بدايه عام 1954وظلت في الخدمه الي عام 1993. تلك القاذفه الاستراتيجيه ثقيله الوزنتم تصنيع منها عدد 1509 طائره منها وهي اول قاذفه استراتيجيه لمهام القصف في العمق روسيه الصنع يتم صنعها بغرض حمل قنبله نوويه وقد دخلت لحساب القوات الجويه المصريه في نهايه الخمسينيات بينما خرج اخر جيل منها في عام 2000. وامتلكت مصر منها علي مدي خدمتها عدد كبيرا من الطرازات منها تي يو 16 كيه اس..و تي يو كيه اس ار-2-11..وتي يو 16 ار. وقد كان اخر طراز عامل لدي مصر هو اتش6.
الزمان يوم من اعظم وامجد ايام التاريخ المكان المجال الجوي فوق البحر المتوسط وسواحل اسرائيل قد بدات في الظهور بوضوح لقائد القاذفه الثقيه المصريه ومدينه العريش اصبحت في ذيل القاذفه الاستراتيجيه توبولوف تي يو16. كانت هذه القازفه تمثل الرعب بكل معاني الكلمه الفنيه والتقنيه والاستراتجيه بالنسبه لتل ابيب وكان ظهور تلك القازفه الثقيله علي الرادارات العبريه في هذا اليوم باذات يعني انها في مهمه كارثيه لقصف عمق الاراضي الاسرائليه. لكي نستوعب معا المشهد فالقاذفه الروسيه تي يو 16 طاقمها مكون من 7 افراد يبلغ طول عرض اجنحتها 165 متر بينما يبلغ طولها القاذفه 34 متر حمولتها القصوي 79 الف كيلو جرام سرعتها القصوي 1050 كيلو متر في الساعه مداها النهائي 7200 كيلو متر في العمق مع القدره علي الارتفاع لمستوي يقارب 42 الف قدم فوق سطح البحر.
المثير ان القاذفه الاستراتيجيه تي يو 16 كن معروف يومها انها تحمل قنبله ز نه 9 طن ولم يخف علي احد فنيا امكانيه تزويدها بقنبله نوويه يصل مداها الي 4800 كيو متر في العمق. اي بالفعل يم تبالغ سجلات حرب القوات الاسرائليه عندما سجلوا ان ظهور القاذفه الاستراتيجيه المصريه تي يو 16 اما السواحل الاسرائليه في ظهر السادس من اكتوبر كان بمثابه كارثه تقترب من التحقق
الحقيقه ان من يطالع اسرار تلك الواقعه سيدرك علي الفور ان معني الكارثه لديهم كان اولا في كيفيه هروب تلك القاذفه المصريه الاستراتيجيه الثقيله للغايه من كافه الرادارات الامريكيه الصنع والاحدث بالعالم يومها بين التي خدمت القوات الارضيه الاسرائيليه علي طول خط المواجهه وفي كل ارجاء شبه جزيره سيناء المحتله.
ربما كانت الاجابه بسيطه فقد شلت القوات الجويه المصريه قدرة الرادرات الامريكيه تماما بعد دقائق من بدء الضريه الجويه الاولي بينما اكملت المقاتلات المصريه تدمير افضليه رصد الرادارات الاسرائيليه في هجوم النسق الثاني والثالث . والدليل الرسمي علي لك هو هروب القاذفه المصريه الاستراتيجيه ثقيله الوزن من الرادرات الامريكيه وظهورها فجاة امام السواحل الاسرائليه فوق البحر المتوسط في عمق الدوله العبريه.
كان الامر عند التحقق من بيانات الرادار الاسرائيلي يعني انها مساله حياه او موت لالاف السكان في قلب مدينه تل ابيب ناهيك عن امكانيه تدمير اي هدف عسكري ارضي اسرائيلي بقدرة تدميريه بالغه التاثير.
علي الفور كان اللواء طيار(بيني ميلد)ثامن قائد لسلاح الجو الاسرائيلي .. شغل منصبه من مايو1973 وحتي اكتوبر 1977 اول من يعلم بدخول القاذفه المصريه المجال الجوي الاسرائيلي لكن الامر كان يتعدي صلاحيات بيلد العسكريه والاستراتيجيه. ابلغ اللواءبيني بيلد قائد القوات الجويه الاسرائليه فور علمه بالموضوع كل اركان الدوله في اسرائيل وقد وصل خبر القاذفه المصريه في نفس اللحظه لكل من . موشيه ديان .و دافيد اليعازر.فامر وزير الدفاع موشيه ديان بضروره اعلان حاله الطواري داخل مدينه تل ابيل اثناء اليوم الاول للحرب فانطلقت صفارات الانذار لاول مره في تاريخ تل ابيل معلنه عن ضربه جويه مصريه وشيكه علي المدينه فهرع السكان للمخابي. في نفس التوقيت طلب موشيه من جولد مائير اخلاء مكتبها فورا والنزول لمخابئ الطواري فبدات عمليه الاخلاء في هدوء ورئيسه الوزراء غير مصدقه لما يحدث. نفس الامر ابلغه وزير الدفاع الي مقر اقامه افرايم قاتصير. الرئيس الرابع لدوله اسرائيل فتم اخلائه واسرته في دقائق..
في الحقيقه كانت كل الاهداف العسركريه والسياسيه او حتي المدنيه داخل مدينه تل ابيب قد اصبحت هدفا محتملا منذ لحظه رصد دخول القاذفه المصريه العملاقه الاجواء الاسرائيليه وكانت تلك هي المره الاولي في تاريخ اسرائيل التي تصل فيها طائره معاديه اي ما كانت الي الوصول الي تل ابيب. بينما كانت اجراءات الطوارئ تسير بسرعه غير مبسوقه كان الجميع في ذهول تام فحتي التدريبات علي صد الضربات الجويه لم تكن قد حسبت انه سوف ياتي اليوم التي تتمكن فيه الطائرات المصريه الي عتبه وزاره الدفاع في قلب تل ابيب. حتي كينيث برنارد كاتينج السفير الامريكي في تل ابيب قد اخليت بطلب من القياده الاسرائيليه لان هدف الطائره غير واضح وهناك احتمال ان تسقط فوق مبني السفاره نفسه وذلك نظرا لوجود مبني السفاره الامريكيه علي شاطي البحر المتوسط مباشره في تل ابيب علي بعد بلوكات قليه من مبني وزاره الدفاع الاسرائيليه .. وقبل ان يترك مكتبه السفير الامريكي ابلغ وزاره الخارجيه الامريكيه لكن طاقم الحراسه رفضوا السماح له بالبقاء دقيقه واحده اخري داخل مكتبه بينما صفاره الانذار تدوي بقوه في كل ارجاء تل ابيب..
في مخبا الطواري داخل مبني السفاره الامريكيه بتل ابيب المعد لتحمل حتي القصف النووي نجح السفير الامريكي في الاتصال عبر هاتف الطواري بوزير الخارجيه الامريكي الجديد هنري كسنجر ليطلعه علي تطور الاوضاع ويخبره ان القوات الجويه المصريه في طريقها الي تل ابيب الان ... وفي نفس الوقت تقريبا تلقي وزير الخارجيه الامريكي اتصالا من ظيره ابا ايبان وصلتلحد الاستغاثه الدبلوماسيه...
كما تلقي الوزير الامريكي اتصالين من كل من اسحاق رابين السفير الاسرائلي في امريكا المنتهي ولايته والسفير الحالي سمحا دينيس والكل يطلب منه التصرف سريعا لمساعده اسرائيل ..فلم يجد كسينجر امامه سوي ابلاغ الرئيس الامريكي نيكسون طالبا منه التصرف لانقاذ مدينه تل ابيب من القصف الجوي المصري المحتمل. فقام نيكسون فورا بالاتصال بالسكرتير العام للامم المتحده وقتها وطلب منه التدخل لدي الرئيس المصري فورا حتي تبقي مدن العمق في الدولتين المتحاربتين مصر واسرائيل بعيده عن المعارك والصراع معلاا ذلك لحمايه المدنيين..
وافق فالدهاير وقام بالاتصال بالسادات لكنه لم يتمكن من الوصول اليه حيث كان في غرفه عمليات ولكن السادات طلب من معاونيه ان يبلغوه ان مصر تحترم الاتفاقيات الدوليه ولن تهدد حياه المدنيين مهما كلف الامر
علي مسار سياسي اخر اتصل الرئيس الامريكي بنظيره السوفيتي وتحدث هاتفيا وفي المكالمه تزرع الرئيس الامريكي ان روسيا هي المسؤله عما يمكن ان يحدث من كوارث اذا القت القازفه الروسيه حمولتها الثقيله فوق تل ابيب .فرد عليه الزعيم السوفيتي ساخرا بان روسيا عندما تبيع الاسلحتها لاي دوله في العالم لا تسليم تلك الدوله قائمه بالاهداف المسموح بقصفها في الحروب من عدمه وان مصر حره في اختيار اهدافها لان الاتحاد السوفيتي ليس طرفا في النزاع فتغير نبره صوت الرئيس الامريكي لدرجه انه هدد بتدخل القوات الجويه الامريكيه لو تطلب الامر..
داخل مقرالقياده الجويه الاسرائيليه بتل ابيب كانت الثواني تمر وكانها ساعاتبينما اصدر قائد القوات الجويه الاسرائيليه لطيار اسرائيلي يدعي مايك واخر يدعي ايتان كانا ضمن افضل الطياريين الاسرائيلين علي الطائرات المقاتله الفرنسيه ميراج بالاقلاع فورا في مهمه اعتراض القاذفه المصريه ومحاوله اسقاطها مهما كلف الامر وقد ابلغها بيلد وهما يستعدان للاقلاع صراحه ان مصير الالاف مع كل الاهداف الحيويه التي يمكنهما التفكير فيها داخل تل ابيب قد اصبحت بين ايديهم.
بعدها بثواني قليله كان الطائراتان الميراج الاسرائيليتان في الجو في طريقهما لاعترا ض الهدف المصري الذي طهر بوضوح علي شاشات الرادارات وهو يتقدم بثقه غير مسبوقه من سواحل مدينه تل ابيب وكانها مهمه انتحاريه بلا رجعه.
لكن قبل ان تصل الطائرتان الاسرائليان لاعتراض القاذفه المصريه الثقيله حدثت المفاجاه التي كانت متوقعه منذ ظهور القاذفه علي الشاشات فقد اطلقت ال تي يو 16 صاروخ جو ارض احدثت بياناته حاله من الرعب والهلع داخل غرفه العمليات الرئيسيه في مقر قياده القوات الجويه الاسرائيليه . الخطير ان قراءات الصاروخ المصري التي ظهرت يومها علي الرادارات الاسرائيليه جاءت غير اعتياديه خاصه حجم الصاروخ وشكله الذي لم يفهمه احد في القياده الاسرائيليه وقتها اتضح انهم لم يرصدوا هذا النوع من قبل ولم يكن مدرجا علي قائمه انواع الصواريخ التي يصنعها لا الشرق ولا حتي الغرب..
وبات السؤال الخطير الذي طرح نفسه بقوه في تلك اللحظات هل هو صاروخ يحمل راسا نوويه مصريه حصل عليخا السادات بطريقه او باخري من الدول الشسوعيه الشرقيه وراء ظهور الاتحاد السوفيتي..
هل قرر السادات تدميراسرائيل بواسطه ذلك الصاروخ مره واحده ليحل كل مشاكل الشرق الاوسط في هذا اليوم وللابد؟ . خاصه ان الرئيس السادات كان قد هدد قبلها اكثر من مره بقدرته علي قصف العمق الاسرائيلي؟
لذلك كان اول امر صدر لطائرات الاعتراض الميراج اللتين كلفتا بمهمه مطارده القاذفه المصريه وحمولتها التحقق من ذلك الصاروخ المصري الغريب والابلاغ فورا عن بياناته عقب الاتصال البصري معه.
في السماء امام سواحل اسرائيل علي بعد كيلوا مترات قليله من مدينه تل ابيب كانت القصه بالنسبه لطائرات الاعتراض الاسرائليين مختلفه ففي حقيقه الامر اصبح الهدف المصري في ذلك التوقيت هدفيين الاول القاذفه الروسيه والثاني فهو ذلك الصاروخ الغريب النوع والشكل.. كان امام الطيارين الاسرائليين المقاتلين الاختيار في ثواني بين الهدفين وتحديد الاكثر خطوره بينهما لمطاردته فكان بالقطع ذلك الصاروخ الكبير الغريب الحركه وقد بدا وكانه طائره كبيره بدون طيار وليس صاروخ موجهها بمعني الكلمه الفنيه. هنا هبطت فجاءه القاذه المصريه تي يو 16 لمستوي جديد علي قدره تلك القازفات المعروفه لاسرائيل وقتها وربما كان ذلك كما سجل كتاب الحرب الخاص بالقوات الجويه الاسرائليه بسبب تمكن قائدها وتدريبه العالي الذي فاق التصورات العلميه والفنيه ليطير بها فوق سطح مياه البحر المتوسط تقريبا فبدات القاذفه الروسيه الثقيله وكانها سفينه طائره.
وفي حركه ثانيه مباغته نجح قائد القاذفه المصريه الثقيله من عمل مناوره اخري هرب فيها من الطائرتين الميراج بل هرب من الرادار الاسرائيلي نفسه تاركا للطيارين الاسرائيلين الهدف الاصلي والاخطر الصاروخ جو ارض
الذي اطلق لتوه في اتجاه مدينه تل ابيب ليهتما به وليعود هو بقاذفته سليمه لقاعدتها المصريه بعد ان زار ساحل تل ابيب وشاهد لدقائق تاريخيه سجلها الحرب التابع للقوات الجويه الاسائيليه بدايه من الصفحه 451 بشكل رسمي عن معاك ظهر يوم 6 اكنوبر 1973 يتبع