(
قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين .)
التوبة : 14 .حرب أكتوبر هي الحرب العربية الإسرائيلية الرابعة التي شنتها كل من مصر وسوريا على إسرائيل عام 1973م.
بدأت الحرب في يوم السبت 6 أكتوبر 1973 الموافق ليوم 10 رمضان 1393 هـ بهجوم مفاجئ من قبل الجيش المصري والجيش السوري على القوات الإسرائيلية التي كانت مرابطة في شبه جزيرة سيناء المصريه وهضبة الجولان السوريه.
وساهم في الحرب بعض الدول العربية سواء عسكريا او اقتصاديا .
تعرف الحرب باسم حرب أكتوبر أو حرب العاشر من رمضان في مصر فيما تعرف في سورية باسم حرب تشرين التحريرية اما إسرائيل فتطلق عليها اسم حرب عيد الغفران (كيبور).
وفي هذا الموضوع سنتناول كافة أحداث ومجريات الحرب على الساحة المصرية فقط (الثغره على وجه خاص).
وسنكتب موضوعا آخر خاصا عما حدث في الجبهة السورية لاحقا إن شاء الله .
البدايه :
أولا يجب أن نشير الى أن أي حرب من الحروب التي جرت على مر التأريخ لا بد وأن تصيب الجانبين المتقاتلين عدة أخطاء وربما تحدد هذه الأخطاء نتيجة المعركه أو تؤثر بحسب ما تم إتخاذه من قرارات وفعاليات على سير تلك المعركة .
وكما قال الفريق أركان حرب سعد الدين الشاذلي :
إذا كانت هنالك أخطاءا في إدارة هذه الحرب فهذا لا يعني بأننا خسرنا الحرب أبدا !
ولكن لولا هذه الأخطاء لكان من الممكن اننا نحقق نتائج أفضل مما حققناه . ولم يكن الهدف من عملية العبور التحرير الشامل لأرض سيناء . ولأن ذلك فوق طاقات الجيش المصري في ذلك الظرف الراهن
ولكن تم ألأخذ بالإعتبار بأنه لسوف يتم تحرير باقي أراضي سيناء مرحلة بعد مرحله .
وكان توجيه الرئيس السادات للجيش المصري وقبل يوم واحد من العبور بإن الغرض من هذه العملية هو :
1- إزاله الجمود العسكري وكسر وقف اطلاق النار ،2-تكبيد العدو اكبر كم من الخسائر ،3-تحرير الارض على مراحل متتاليه حسب قدرات القوات المسلحه .الموقف العام:
في الساعة الثانية من بعد الظهر يوم السادس من إكتوبر عام 1973 إنطلقت قوات الرئيس المصري أنور السادات لإستعادة أرض سيناء التي خسروها في حرب عام 1967. والتي أسمرت بحدود 19 يوما .
وكانت هذه المرة الأولى التي تتحدى في دولا عربية إسطورة الجيش الإسرائيلي الذي إشيع عنه على مستوى العالم من بعد حرب عام 1967 على أنه الجيش الذي لا يقهر!
ولكن كان من الممكن تجنب قيام تلك الحرب فيما لوعرفنا لما قام الرئيس المصري بشن الحرب ولما رفضت غولدا مائير رئيسة الحكومة الإسرائيلية الحوار حول الأنسحاب من أرض سيناء !
من حرب عام 1967:
في 5/يونيو/1967 شنت إسرائيل حربا خاطفة من بعد تهديدات الرئيس جمال عبد الناصر لها .
وما هي إلا ستة أيام حتى إحتلت إسرائيل كامل أرض سيناء وغزة والضفة الغربية والقدس الشرقيه وهضبة الجولان أيضا !!!
وكانت هزيمة ساحقه تعرض لها العالم العربي أجمع !
القاهره :
1/أكتوبر /1970 تم إنتخاب أنور السادات وفق إستفتاء رئيسا لجمهورية مصر العربية خلفا للرئيس جمال عبد الناصر الذي توفي إثر أزمة قلبيه .
القدس :
في نفس اليوم الذي إنتخب فيه السادات رئيسا لمصر عقدت الحكومة الإسرائيلية إجتماع عاجلا ضم كلا من رئيسة الوزراء الإسرائيلية غولدا مائير وباقي المسؤولين والمستشارين ومدراء أقسام جهاز الموساد الإسرائيلي .
وتسائلت غولدا في ذلك الإجتماع عن:
من هو السادات ذاك ؟
ماذا يريد؟
هل يخطط لإسترجاع سيناء بالقوه؟
وتم القرار على أن السادات عبارة عن شخص ليس له أهمية وأتفق وكلاء دوائر الإستخبارات الإسرائيلية على أمر واحد وهو:
السادات ضعيف ولا أفكار كثيرة لديه ومن المتوقع أن سرعان ما سيقوم المصريون بإستبداله بشخص أكثر قوة منه !!!
ولم يساور غولدا أي شك بخصوص شخصية السادات . فهي ترى أن السادات ليس بقوة عبد الناصر!
وكانت غولدا في الثالثة والسبعين من العمر وقد بلغت شعبيتها الذروة وهي تحكم إسرائيل التي بلغت مساحتها كل هذا الحجم من بعد النصر الإسرائيلي الذي تحقق في حرب عام 1967.
السادات والموقف المصري الراهن :
أستلم السادات الحكم في مصر وهو يعلم جيدا ما يواجهه من تحديات .
فالوضع الإقتصادي كان كارثيا وكان الشارع المصري يغلي من خسارة سيناء .
وبدوره السادات كان لا يتحمل أن تصبح قناة السويس الحدود المصرية الجديدة مع إسرائيل .
وكان تفكيره محصورا بأمر واحد وهو:
عبور القناة وإستعادة سيادة مصر في سيناء !!!
تلميح السادات بالحرب :
كان الرئيس السادات قد صرح الى مجلة نيوزويك الأميركية بما قاله :
(ان لا احد يذعن في هذه البلاد . وأنني لست مستعدا الى التخلي أو التنازل عن شبرا واحد او أية حبة رمل من أرضنا) .
نيويورك 8/فيبراير 1971:
أستمع مندوب دبلوماسي للأمم المتحدة في نيويورك ويدعى (كونار يارينك) وهوممثل الأمم المتحدة في الشرق الأوسط لخطاب السادات بقلق الى خطابات السادات والذي يبدو فيه ان الرئيس المصري مستعدا لإستخدام السلاح من أجل إستعادة سيناء !
وعلم ذلك المندوب الدبلوماسي (كونار يارينك) بان أي تحرك عسكري بين مصر وإسرائيل سوف يشعل المنطقة بأسرها مرة أخرى . وقام على إثر ذلك بإرسال رسالة الى البلدين (مصر وإسرائيل ) تتضمن إقتراحات :
على إسرائيل الإنسحاب من سيناء .
وعلى مصر بالمقابل:1- ضمان حرية الملاحة في قناة السويس .2-تقديم كافة الضمانات في عدم شن أي حرب.3- الشروع في مفاوضات سلام جديه .
القاهرة :
تسلم الرئيس السادات تلك الإقتراحات بإهتمام ولعلمه بان أي مغامرة عسكرية لإستعادة سيناء سيكون بمثابة عمى إنتحاؤيا لكون أن جيشه لم يكن مستعدا بعد . لذا فأن عليه التفاوض !شهادة مستشار الأمن القومي لرئيس الجمهورية السادات إثناء الحرب ( أحمد أبو الغيط):
لقد كانت فلسفة الموقف المصري هي :
دعونا نقوم بتسوية يقبل بها الإسرائيليون بالإنسحاب من سيناء على شكل مراحل . وبالمقابل تقرر ان تقدم مصر لإسرائيل ميثاق عدم إعتداء.
وأرسل الرئيس السادات رده الى يارينغ .وكان الرد إيجابيا .وهكذا يكون الرئيس المصري قد خطا خطوة تأريخية فهذه هي المرة الاولى التي يقدم فيها زعيم عربي على إبرام إتفاق سلام مع إسرائيل !إسرائيل :
تفاجأت غولدا مائير بموافقة السادات والتي لم تتوقع منه ذلك الرد .ودعت للإجتماع الى بيتها كلا من مستشارها الوفي إسرائيل جليلي وموشي دايان الفائز الأكبر في حرب 67 ووزير الدفاع في تلك الحقبة وتم القرار على رفض تلك المبادرة ولأنهم قرروا على عدم الإنسحاب الى حدود ما قبل حرب 67.وكانوا يعبرون عن ان سيناء عبارة عن منطقة عازلة لتجنب التوتر مع مصر ولا شيء آخر .وأصبح للرئيس السادات الدافع الاكيد على المضي قدما بعملية تحرير سيناء بعد رفض إسرائيل لمبادرة السلام وإصرارها على الإحتفاظ بسيناء .الموقف الأمريكي والإسرائيلي :كان الأمريكيون والإسرائيليون ينظرون للعرب عموما ولمصر بشكل خاص على أنهم لا يشكلون أية خطورة على إسرائيل . وكانوا يظنون أن التاريخ يعيد نفسه فيما إذا قام العرب بشن أي حرب فستكون النتيجة كحرب 67 !!!.السادات يبحث عن شريك له في الحرب:كانت فكرة السادات الاولى للحرب هي العبور ومن ثم الإحتفاظ بالمواقع ومن دون تعريض القوات المصرية الى الخطر . وقد أراد السادات بهذا العمل على تغيير المعادلة على الأرض .ولتبدأ بأسرع وقت ممكن المفاوضات !وكان السادات مدركا أنه غير قادر على إحداث تلك الصدمة التي تحدث عنها الى مجلة نيوزويك الامريكية ومن انه بحاجة الى شريك في تلك الحرب على إسرائيل .
وهذا الشريك لا بد ان يكون سوريا وهو حافظ الاسد !
الرئيس الأسد في مصر:في حرب 67 كان حافظ الأسد وزيرا للدفاع وقد أعتبر خسارة هضبة الجولان ذلا شخصيا له . وهو مستعد الآن لأن يفعل المستحيل من أجل إستعادتها .
وفي 23أبريل 1973حطت طائرة الرئيس الأسد في مطار الإسكندريه على إثر دعوة كانت قد قدمها إليه الرئيس السادات لغرض التباحث في المشاركة في الحرب على إسرائيل .
إلا أن السادات حرص على أن لا يعلن لحليفه الجديد عن أهدافه الحقيقيه !وهي التقدم المحدود على أرض سيناء لأجل إجبار إسرائيل على الدخول في المفاوضات ! مستشار السادات للأمن القومي أحمد أبو الغيط يقول :
لقد فهمنا كمصريين بشكل جيد الخطة السوريه . كانت خطة بسيطة للغايه .
كانت إستعادت مرتفعات الجولان بأكملها !!!
ويكمل أبو الغيط شهادته :
ومن جهتي لا أعتقد أننا في ذلك الوقت قد شرحنا للسوريين بشكل كاف الى أين سيغوص الجيش المصري داخل سيناء !!!المصدر :الدقيقة https://www.youtube.com/watch?v=FGFm5JAWRcw 38:29
لم يكشف السادات للرئيس الأسد بأنه يخطط الى هجوم محدود في الجانب الآخرمن القناة ولأجل إجبار الإسرائيليين على أستئناف مفاوضات سلام !!!
لذا ولأجل إقناع الرئيس الأسد بتصميمه أمر الشاذلي بوضع خطة حرب أخرى تتضمن تحريرأرض سيناء الكامل .
وفي مذكراته كتب الشاذلي :
أذهلتني هذه الإزدواجيه !!!
لكن وبسبب كوني ضابطا نفذت الأوامر وأحتفظت بالسر!الدقيقة 38:50 https://www.youtube.com/watch?v=FGFm5JAWRcw
-------------------------------------------------------
ومن هنا يتضح خداع الرئيس السادات للرئيس الأسد حول كتمانه عنه الخطة الحقيقية للهجوم .بينما الخطة التي تم تنفيذها لم تكن كذلك أبدا! https://www.youtube.com/watch?v=FGFm5JAWRcw
---------------------------------------------------------------------.
وفي الحلقة القادمه سوف نتناول موضوع الإستعداد للحرب.
المصادر: https://www.youtube.com/watch?v=cdX2yxD4L-w
https://www.youtube.com/watch?v=2iUNcmqo9bs