يختلف تعريف العقيدة العسكرية من دولة لاخرى لكن في المجمل هي فلسفة شاملة حول الجيش و كل ماله علاقة به  او هي المقاربة التي تنتجها الدول كمنهجية لتسيير جيشها و تعيين اهدافه على المدى البعيد للاستعداد للحرب ومعرفة طبيعتها اهدافها كيفية خوضها الوسائل التي يجب استعمالها لتنتهي في الاخير الى خطوط عامة موحدة و اسلوب يسهل اداء و معرفة الجيش لمهامه. يعتمد تكوين العقيدة على دراسة عسكرية تاريخية و جغرافية و سياسية و اقتصادية و اجتماعية للبلاد و تؤخذ بالاعتبار قدرات التصنيع لحربي و دراسة النظريات العسكرية  و دراسة نموذج العدو المحتمل و قدراته.
 تؤثر العقيدة على اسلوب ادارة المعارك فكل جيش له اسلوب في التعاطي مع المعركة  من طريقة المناورات و التدريب القتالي الى نوع السلاح و التجهيز و نوع القوات المقحمة و هذه كلها عوامل تمليها العقيدة العسكرية بل حتى مصانع السلاح تخضع لها
بالنسبة للسؤال الاخير طبيعة الارض هي من اهم العوامل التي تقوم عليها العقيدة العسكرية فمثلا اسرائيل بسبب ضيق عمقها الاستراتيجي تنتهج عقيدة هجومية استباقية خارج حدودها لتحييد التهديدات المحتملة و تعتمد على التفوق النوعي على جيرانها و لاحقا بالردع النووي و روسيا نظرا لشساعة عمقها الجغرافي و اتصاله بريا بمحيطها تعتمد على القوة العددية للسلاح البري و حمايته بمظلة الدفاع الجوي و القوة الصاروخية و على العكس امريكا بسبب انفصالها البحري عن مراكز مصالحها الحيوية بسبب طبيعتها الامبريالية فهي تعتمد على اليد الطويلة البحرية و حاملاتها و القوات الجوية و استعمال القواعد العسكرية في الاراضي الاخرى لنقل يدها الضاربة.

احمد الشريف كتب:

بارك الله فيك على هذا التوضيح
ما هي عقيدة جميع جيوش الدول العربية ؟؟؟
وهل توجد دوله منهم تتبع عقيدة الجيوش الإسلامية في عهد الخلافة الإسلامية الأولى التي تمكنة من توسيع مساحة الدولة الإسلامية ؟!

عقيدة كل دولة هي حسب مصادر التدريب و التسليح و الموقف الاستراتيجي. و الذي سميته "عقيدة" انتهى موديله مع ترسيم حدود الدول و تشكيل الامم المتحدة. يمنع العدوان على اي بلد و احتلالها.

احمد الشريف كتب:

بارك الله فيك على هذا التوضيح
ما هي عقيدة جميع جيوش الدول العربية ؟؟؟
وهل توجد دوله منهم تتبع عقيدة الجيوش الإسلامية في عهد الخلافة الإسلامية الأولى التي تمكنة من توسيع مساحة الدولة الإسلامية ؟!

عقيدة الجيوش العربية تختلف لاكنها مؤسسة بشكل كبير (مع بعض التعديل) على النماذج السوفياتية و الامريكية و البريطانية و الفرنسية لكونها المصدر الاساسي للاسلحة و المدارس الرئيسية لتكوين نوات الجيوش لعربية بالاضافة الى التركة الاستعمارية.
مع ان الجانب التاريخي و عامل الهوية الوطنية يؤخذ في عين الاعتبار في العقيدة العسكرية الا ان عقيدة جيوش الخلافة لا وجود لها حقا في الجيوش العربية بسبب عدة تحولات و عوامل ابرزها انكفاء و انحسار قوة العالم الاسلامي و دوره الوظيفي عالميا فلا يمكنك تبني عقيدة امبريالية توسعية و انت تفتقد للمؤهلات و التوجه السياسي . يوجد بعض الاستثناء في المنطقة بشكل طفيف و مؤقت كمصر في حقبة الحروب الاسرائيلية و هناك ايضا النموذج الايراني الذي يتبنى عقيدة عسكرية بخلفيات دينية قومية للهيمنة الاقليمية (نزعة توسعية ناعمة بما يناسب قدراتها) و تقابله بشكل اقل السعودية.

منجاوي كتب:

عقيدة كل دولة هي حسب مصادر التدريب و التسليح و الموقف الاستراتيجي. و الذي سميته "عقيدة" انتهى موديله مع ترسيم حدود الدول و تشكيل الامم المتحدة. يمنع العدوان على اي بلد و احتلالها.

هل تعني ان مفهوم العقيدة العسكرية بشكل عام انتهى بتشكيل الامم المتحدة ام المقصود هو العقيدة العسكرية الاسلامية؟

المقصود هو عقيدة التوسع العسكري و الغزو تحت اي مبرر ديني.

switchblade كتب:

هل تعني ان مفهوم العقيدة العسكرية بشكل عام انتهى بتشكيل الامم المتحدة ام المقصود هو العقيدة العسكرية الاسلامية؟

احمد الشريف كتب:

كللامك اخي يعني ان جميع الدول العربية تابعه في عقائدها العسكرية للدول التي تصدر لها السلاح 

مما يعني ان جميع العقائد تجتمع في دوله واحده بسبب مفهوم تنوع مصادر السلاح

فجميع الدول العربية تستورد سلاحها من جميع انحاء العالم مما يفقدها حرية اختيار العقيدة التي تتناسب مع هويتها وتاريخها وبيئتها

يعني اننا لا نملك عقيدة عربية واحدة رغم ان جامعة الدول العربية تجمعنا تحت راية واحده

العقيدة العسكرية لا تعني "لماذا تقاتل" بل تعني "كيف تقاتل". و كل دولة عربية او غير عربية عندها متطلبات دفاع و هجوم مختلفة حسب الجغرافيا، القدرات، الظرف السياسي.

دول الخليج مثلا لا يوجد لديها عنصر بشري كاف لعمل جيوش جرارة. و بالتالي كانت تكتفي بالانفاق المرتفع على السلاح و بعمل تحالفات مع دول كبرى للدفاع عنها. عكس العراق الذي كان يستطيع بناء جيش كبير و الانفاق عليه.

ايران تعتمد اكثر على العنصر البشري في حروبها و استخدام الامواج البشرية و تكتيكات حروب المشاة اكثر من استخدام الاسلحة الثقيلة و المعقدة. و هذا بسبب نقص السلاح بسبب العقوبات.

مصر تملك سلاح كبير من كلا المعسكرين. و تحاول او تمزج بين الطرفين في اساليب الاستخدام. 

سوريا تعتمد على روسيا بشكل شبه كامل في السلاح و التدريب و التقنيات. و مستوى التعاون و الثقة بين الروس و السوريين اكبر بكثير من المصريين. و كان السوريون دائما يحصلون على احدث سلاح ممكن من الروس بدون مشاكل و في المقابل كانت سوريا تسمح للروس بالقواعد العسكرية على اراضيها (و هو خط احمر للمصريين).

الامن القومي العربي كان ايام ما كان عندنا دول عربية قادرة على النظر خارج نطاقها القطري و تعمل بقوة في هذا المجال (مصر عبد الناصر مثلا، كان عندها مشروع سياسي و جندت له الكثير من السياسيين في الدول العربية). لكن هذه الايام انكفأ هذا الدور بشكل كبير خصوصا بعد تسلم السعودية الزعامة العربية. فالسعودية سياستها الخارجية متحفظة و لا تحب - بشكل عام - التدخل في غيرها من الدول.

احمد الشريف كتب:

كللامك اخي يعني ان جميع الدول العربية تابعه في عقائدها العسكرية للدول التي تصدر لها السلاح 

مما يعني ان جميع العقائد تجتمع في دوله واحده بسبب مفهوم تنوع مصادر السلاح

فجميع الدول العربية تستورد سلاحها من جميع انحاء العالم مما يفقدها حرية اختيار العقيدة التي تتناسب مع هويتها وتاريخها وبيئتها

يعني اننا لا نملك عقيدة عربية واحدة رغم ان جامعة الدول العربية تجمعنا تحت راية واحده

كما سبق و ان ذكرت ان العقيدة تحددها عدة عوامل و من بينها مصدر السلاح و هذا لا يعني ان مصدر السلاح وحده من يقرر العقيدة العسكرية و لا يعني ان تطبق عقيدة الدول المصدرة بحذافيرها فكل دولة تختلف ظروفها الجيوستراتيجية ههذا يستلزم تعديلات تراعي هاته الظروف و قد تدمج اكثرمن عقيدة لانتاج عقيدة خاصة النقطة الاخرى هي ان ليس تنوع مصادر اي سلاح ولو كان بندقية يستلزم استيراد عقيدة منتجه بل التأثير يكون في الاسلحة الاستراتيجية فقط فاذا اخذنا نماذج من الجيوش العربية ستجد ان اسلحتها الاستراتيجية ترجح كفة سلاح من جهة معينة ليكون عمودها الفقري
بالنسبة للسؤالين الاخيرين العقيدة العسكرية في اغلبها ليست محظ اختيار بل تمليها الظروف و هي ليست سوى تأقلما مع هذه الظروف لتكوين جيش فعال مثلا الدول التي لا تملك عمق جغرافيا ستظطر لتبني عقيدة تتكيف مع هذا الوضع نفس الامر بالنسبة للدول المحاصرة اقتصاديا......و صحيح ان الدول العربية بحكم انها لا تنتج سلاحا على مقاسها بل لا تنتج السلاح اصلا فهي تفتقد لهامش حرية كبير في تكوين عقيدة خاصة و هذه مشكلة كبيرة و لهذا تجد مثلا ان اسرائيل مع كل الدعم العسكري الامريكي اللا مشروط فهي تنتج الكثير من اسلحتها على مقاسها لتقاتل بعقيدتها الخاصة.اما ذكرته عن جامعة الدول فللاسف لم يعد لها اي قيمة و الدول العربية ليست كيان واحد و لا تملك حتى استراتيجية اقتصادية موحدة بل هناك دول منها التبادل الاقتصادي بينها شبه معدوم فمابالك بتوحد التوجه السياسي و العقيدة العسكرية.

منجاوي كتب:

العقيدة العسكرية لا تعني "لماذا تقاتل" بل تعني "كيف تقاتل". و كل دولة عربية او غير عربية عندها متطلبات دفاع و هجوم مختلفة حسب الجغرافيا، القدرات، الظرف السياسي.

دول الخليج مثلا لا يوجد لديها عنصر بشري كاف لعمل جيوش جرارة. و بالتالي كانت تكتفي بالانفاق المرتفع على السلاح و بعمل تحالفات مع دول كبرى للدفاع عنها. عكس العراق الذي كان يستطيع بناء جيش كبير و الانفاق عليه.

ايران تعتمد اكثر على العنصر البشري في حروبها و استخدام الامواج البشرية و تكتيكات حروب المشاة اكثر من استخدام الاسلحة الثقيلة و المعقدة. و هذا بسبب نقص السلاح بسبب العقوبات.

مصر تملك سلاح كبير من كلا المعسكرين. و تحاول او تمزج بين الطرفين في اساليب الاستخدام. 

سوريا تعتمد على روسيا بشكل شبه كامل في السلاح و التدريب و التقنيات. و مستوى التعاون و الثقة بين الروس و السوريين اكبر بكثير من المصريين. و كان السوريون دائما يحصلون على احدث سلاح ممكن من الروس بدون مشاكل و في المقابل كانت سوريا تسمح للروس بالقواعد العسكرية على اراضيها (و هو خط احمر للمصريين).

الامن القومي العربي كان ايام ما كان عندنا دول عربية قادرة على النظر خارج نطاقها القطري و تعمل بقوة في هذا المجال (مصر عبد الناصر مثلا، كان عندها مشروع سياسي و جندت له الكثير من السياسيين في الدول العربية). لكن هذه الايام انكفأ هذا الدور بشكل كبير خصوصا بعد تسلم السعودية الزعامة العربية. فالسعودية سياستها الخارجية متحفظة و لا تحب - بشكل عام - التدخل في غيرها من الدول.

اختلف معك في الملون بالاحمر" لماذا نقاتل" يعد من النقاط الاساسية في تكوين العقيدة "لماذا نقاتل؟" يستلزم سلسلة من الاسئلة من نحن ؟ما هو دورنا ؟ ماهو وضعنا الجيوستراتيجي و من هو عدونا المحتمل؟الاجابة عن هذه الاسئلة تقع في صميم العقيدة العسكرية فعندما تقول "العقيدة العسكرية لا تعني "لماذا تقاتل" بل تعني "كيف تقاتل" فهنا خلط بين مفهومين بين مفهوم العقيدة العسكرية و بين الاستراتيجية فالاستراتيجية تهتم "بكيف نقاتل" لكن العقيدة تكون اشمل و اوسع من الاستراتيجية

السعودية تدخلاتها قليلة جدا و دائما ما تكون اخر خيار بسبب استشعار الخطر. قارن ذلك بالتدخل المصري في اليمن، في العراق، سوريا، لبنان، الجزائر (ثورة الجزائر للتحرير) ايام عبد الناصر.

نفس الكلام بالنسبة للعراق او بالنسبة لسوريا. قارن التدخل بالتدخل الايراني! امثلة بسيطة. طبعا هذا اخر ما سأقوله في هذا المجال لأنه ليس موضوع النقاش.

ذيب يماني كتب:

الجزء الملون في كلامك
كيف يا اخي منجاوي السعودية لاتحب التدخل في غيرها من الدول وضح ذلك اكثر ؟
وماذا عن تدخلها بشكل مباشر في الشأن اليمني وتدخلها في سوريا والعراق وغيرها مااذا تسميه ؟؟

انا افهم سبب الاختلاف. المشكلة اننا في اللغة العربية نخلط مصطلحين عسكريين:

military creed و هي عقيدة الفرد المقاتل. و تتصل بالملامح العامة لشخصية المقاتل العسكرية. مثلا في القوات المسلحة الامريكية، فكل فرع له عقيدة خاصة به. اذكر هنا نص عقيدة الجيش:

The Soldier's Creed

I am an American Soldier.
I am a Warrior and a member of a team. I serve the people of the United States and live the Army Values.

I will always place the mission first.
I will never accept defeat.
I will never quit.
I will never leave a fallen comrade.

I am disciplined, physically and mentally tough, trained and proficient in my warrior tasks and drills. I always maintain my arms, my equipment and myself.
I am an expert and I am a professional.
I stand ready to deploy, engage, and destroy the enemies of the United States of America in close combat.
I am a guardian of freedom and the American way of life.
I am an American Soldier.

ترجمة بسيطة:

انا جندي امريكي،

انا عضو في فريق، اخدم شعب الولايات المتحدة و اتحلى بأخلاق الجيش.

سأضع تنفيذ المهمة دائما في المرتبة الاولى في اولوياتي. و لن اقبل الهزيمة، و لن استسلم و لن اترك جنديا جريحا خلفي.

انا فرد منضبض، قوي جسديا و عقليا، جيد التدريب و قادر على تنفيذ المهام العسكرية و التمارين. سأحافظ دائما على سلاحي و على معداتي و على نفسي.

انا محترف و خبير في عملي.

انا دائما جاهز للانتشار، و للقتال، و لتدمير اعداء الولايات المتحدة

انا حارس للحرية و للأسلوب الامريكي في الحياة.


و المصطلح الثاني هو Military Doctrine: و هو ما يخص اساس التخطيط و التنفيذ للعمليات العسكرية لكل جيش. ارجو ان تكون وضحت الصورة

switchblade كتب:

اختلف معك في الملون بالاحمر" لماذا نقاتل" يعد من النقاط الاساسية في تكوين العقيدة "لماذا نقاتل؟" يستلزم سلسلة من الاسئلة من نحن ؟ما هو دورنا ؟ ماهو وضعنا الجيوستراتيجي و من هو عدونا المحتمل؟الاجابة عن هذه الاسئلة تقع في صميم العقيدة العسكرية فعندما تقول "العقيدة العسكرية لا تعني "لماذا تقاتل" بل تعني "كيف تقاتل" فهنا خلط بين مفهومين بين مفهوم العقيدة العسكرية و بين الاستراتيجية فالاستراتيجية تهتم "بكيف نقاتل" لكن العقيدة تكون اشمل و اوسع من الاستراتيجية

منجاوي كتب:

السعودية تدخلاتها قليلة جدا و دائما ما تكون اخر خيار بسبب استشعار الخطر. قارن ذلك بالتدخل المصري في اليمن، في العراق، سوريا، لبنان، الجزائر (ثورة الجزائر للتحرير) ايام عبد الناصر.

نفس الكلام بالنسبة للعراق او بالنسبة لسوريا. قارن التدخل بالتدخل الايراني! امثلة بسيطة. طبعا هذا اخر ما سأقوله في هذا المجال لأنه ليس موضوع النقاش.

صدقت

أتمنى تجاهل الأستفسارات المغلوطه التي يراد منها تشتيت صلب الموضوع

استرسالك في سرد المعلومات والأفكار جميل

تحياتي