الاقتصاد يعيد رسم ملامح العلاقات التركية المصرية
في مقال نشرته صحيفة “العرب” اللندنية، تناول الكاتب “محمد حماد”، دلالات زيارة وفد اتحاد الغرف والبورصات التركية لمصر حاليا، والتي اقتصاديون بأنها بداية مرتقبة لعودة حركة التجارة والاستثمار بين القاهرة وأنقرة، بعد أن شهدت حالة من الجمود خلال السنوات الماضية.
ويشير الكاتب إلى أن تلك الزيارة جاءت بعد أيام من مشاركة مصر في المؤتمر الدولي للسياحة بإسطنبول والذي افتتحه وزير الثقافة والسياحة التركي، حيث أبدى اهتماما بالجناح المصري، في إشارة ربما تعكس التمهيد لتطور العلاقات السياسية مستقبلاً.
ويلفت الكاتب إلى أن حجم الاستثمارات التركية في مصر بلغ نحو ملياري دولار، بما فيها المنطقة الصناعية التي أسستها شركة “بولاروس” في نطاق مدينة السادس من أكتوبر الصناعية والتي يزور رئيسها القاهرة ضمن الوفد التركي.
وجاءت زيارة الوفد التركي بدعوة من الاتحاد العام للغرف التجارية المصرية، والذي نظم منتدى اقتصاديا للشركات المصرية والتركية الاثنين، وتم التأكيد خلاله على عودة الاستثمارات المتوقفة وضخ أخرى جديدة في قطاعات الغزل والنسيج والنقل النهري.
ويصف الكاتب هذه الزيارة بأنها اقتصادية بطعم السياسة، وهو ما ألمح إليه رئيس الوفد التركي، رفعت حصار جيكلي أوغلو، حيث أكد خلال فعاليات المؤتمر ضرورة تطور العلاقات بين البلدين بشكل ملموس على الصعيد الاقتصادي.
وينقل الكاتب عن عادل اللمعي رئيس الجانب المصري في مجلس الأعمال، أن زيارة الوفد التركي تعد الزيارة الرسمية الأولى لمنظمة أعمال تركية لمصر عام 2013.
مشيراً إلى أن المجلس ناقش في آخر زيارة له لتركيا عام 2012 إمكانية تأسيس مصانع تركية جديدة في بورسعيد المطلة على البحر المتوسط وسفاجا على البحر الأحمر، لتعظيم الاستفادة من مرور خطوط “رو- رو” وتوطين الاستثمارات التركية هناك لزيادة حركة التجارة بين البلدين.
وضم الوفد التركي أكبر 10 شركات تركية في مختلف القطاعات الاستثمارية، في مقدمتها الصناعات الهندسية والكيميائية والنسيجية والصناعات المغذية للسيارات والطاقة والزراعة والسياحة والخدمات والتشييد والاستثمار العقاري.
وذكر الكاتب تصريحات أدلى بها “أتيلا اتاسيفين” رئيس جمعية رجال الأعمال الأتراك والمصريين، بأن رجال أعمال أتراكا مستعدون لضخ استثمارات جديدة في مصر بقيمة 5 مليارات دولار في الفترة المقبلة، في حال توافر “الظروف المناسبة”.
وأوضح “اتاسيفين” أن الاستثمارات لن تكون تركية فقط، وإنما امتداد لشركات متعددة الجنسيات. وأكد أن تركيا، تحولت إلى مكان آمن لجذب الاستثمارات العالمية، وبالتالي في حال توافر مناخ “مناسب” داخل مصر، يمكن أن تتدفق الاستثمارات بوتيرة أسرع.
وتراجعت الصادرات التركية للسوق المصرية خلال عام 2014 بنحو 13 بالمئة، بينما زادت خلال العام 2015 بنحو 3.1 بالمئة وفق بيانات جمعية رجال الأعمال الأتراك والمصريين.
وأوضح أحمد الوكيل، رئيس الاتحاد العام للغرف التجارية أن العلاقات الاقتصادية بين القاهرة وأنقرة لم تتوقف خلال السنوات الماضية رغم اختلاف المواقف السياسية.
ويصل عدد المصانع التركية العاملة في مصر إلى نحو 230 مصنعا يعمل فيها قرابة 75 ألف عامل.
وقال أتيللا أتاسيفين رئيس جمعية رجال الأعمال الأتراك والمصريين، في وقت سابق، إن البعض تبنى رؤى وتصورات حادت غالبيتها عن الصواب، وإن الاستثمارات التركية لم تنقطع لساعة واحدة عن مصر.
ولفت أتاسيفين إلى أن هذه المغالطات هدفها التأثير على علاقات الأخوة بين الجانبين التركي والمصري.
http://www.turkey-post.net/p-186010/