اعلن مسؤول اسرائيلي سابق ان الطبيب النازي جوزف منغيلي افلت مرتين من قبضة الموساد قبل ان يموت غرقا في حادث عرضي، بخلاف النازي ادولف ايخمان الذي يتباهى جهاز التجسس بالقبض عليه.
ومنغيلي ضابط "اس اس" كان يطلق عليه لقب "ملاك الموت"، لانه كطبيب كان يجري اختبارات علمية على اسرى خصوصا من الاطفال في معسكر الابادة اوشفيتز.
وكان يقرر باشارة بسيطة من يده من يجب ان يرسلوا من اليهود للاعدام في الأفران. ولاحقه جهاز الموساد لاعوام طويلة، حيث كان الاسرائيليون يعتبرونه احد اكثر النازيين الذين يتحملون مسؤولية الابادة بحق اليهود.
واعلن الجاسوس الاسرائيلي السابق رافي ايتان الثلاثاء في تصريح صحفي انه خلال مطاردة ايخمان تم تحديد مكان اختباء منغيلي.
وايتان كان رئيس مجموعة الكوماندوس التي خطفت في الارجنتين عام 1960 ادولف ايخمان ابرز المسؤولين عن تنفيذ "الحل النهائي" بحق اليهود. وقال ايتان البالغ اليوم التسعين من العمر في تصريح للاذاعة الاسرائيلية العامة بمناسبة رفع السرية هذا الاسبوع عن ملف الموساد بشأن منغيلي،
"عندما قبضنا على ايخمان، كان منغيلي يعيش في بوينس ايرس، وقد وجدنا شقته وبدأنا بمراقبته".
واضاف ايتان انه بعد القبض على ايخمان ونقله الى اسرائيل في عملية غاية في التعقيد، امر ايسر هاريل رئيس جهاز الموساد في تلك الفترة ايتان باغتنام المناسبة واعتقال منغيلي ايضا. واوضح ايتان انه اعترض على هذه الخطة قائلا "لم ارغب في القيام بعمليتين في الوقت نفسه (...) لقد نجحنا في الاولى، وحسب خبرتي عندما تحاول القيام بعملية ثانية فانك تعرض للخطر العمليتين".
والخطة التي تم التوافق عليها قضت بان يبقى رافي ايتان في الارجنتين لاقتفاء اثر منغيلي، في حين كان افراد الكوماندوس الاخرون من الموساد يقومون بنقل ايخمان الى اسرائيل حيث حكم عليه بالموت وشنق عام 1962. وتابع ايتان "الا ان منغيلي غادر منزله واكد جيرانه بانه سيعود خلال اسبوع". واضاف "انتظرنا اسبوعا. الا ان اعتقال ايخمان اعلن في العالم اجمع خلال الفترة نفسها، ولم يعد منغيلي الى شقته في بوينس ايرس مطلقا".
واوضح ايتان "في اواخر العام 1962 حدد مكان منغيلي في مزرعة قرب ساو باولو". الا ان رئيس الموساد هاريل كان استقال ولم يعط من خلفه الضوء الاخضر للقيام بعملية جديدة للقبض على منغيلي، متذرعين باولويات اخرى.
وكتبت صحيفة يديعوت احرونوت تفاصيل حول فشل محاولات اخرى للقبض على منغيلي في الباراغواي بينما كان الاخير في البرازيل. ونشرت الصحيفة تفاصيل عن خطة للتنصت على رولف ابن منغيلي الذي كان يعيش في برلين على امل الوصول الى معلومات تحدد مكان والده. الا انه تبين لاحقا ان منغيلي كان قد توفي. وجند الموساد جاسوسة حسناء تقربت من رولف للعمل كسكرتيرة معه، املا في الحصول منه على معلومات تكشف مكان والده. الا انه تأكد لاحقا ان منغيلي توفي غرقا بشكل عرضي عام 1979 في البرازيل. وتأكدت وفاته عام 1985 بعد نبش رفاته وفحصها.
مصدر