تعد حرب السادس من اكتوبر 1973م من اهم معارك العصر الحديث حيث تسببت فى تغيير مفاهيم الحرب على مستوى العالم فى بعض النواحى العسكرية
واليوم اسلط الضوء على بعض من هذه النقاط لطرحها للنقاش مع جميع الاعضاء الكرام فى ذكرى هذا الانتصار
" صواريخ ساغر "
م يكن القادة العسكريون يولون أهمية كبيرة للصواريخ المضادة للدروع قبل حرب أكتوبر، بل أن بعض القادة – ومنهم الإسرائيليون- كانوا ينظرون لهذا النوع من الأسلحة باحتقار، وكانت القاعدة تقول أن الدبابة لا تواجه إلا بدبابة، وعندما تظهر الدبابات فإن جنود المشاة يفرون مهما كان تسليحهم، لكن ما حدث فى حرب أكتوبر كان عكس هذا تماما، حيث كانت الدبابات الإسرائيلية تفر من جنود المشاة المصريين، ولقد أصدر القادة الإسرائيليون أوامرهم لأطقم الدبابات بالبعد مسافة آمنة عن أطقم صيد الدبابات المصرية المسلحة بهذه الصواريخ، وكتبت الصحافة الغربية وقتها أن "صواريخ ساجر المصرية تغتصب الدبابات الإسرائيلية على طول القناة"
بدأ العمل على تطوير هذا السلاح فى شهر يوليو من العام 1960 فى مكتب التصميم الهندسى Kolomna واستند على نسخ غربية من الصواريخ المضادة للدروع الموجهة، مثل الفرنسىEntac والألمانى Cobra . الاختبارات الأولية أكملت فى 20 ديسمبر من العام 1962، ودخل الصاروخ الخدمة فى 16 سبتمبر من العام 1963
ويزن الصاروخ 12 كيلوجراما ويحمل في حقيبة صلبة المدى الاقصى للصاروخ 4000 متر والمدى الادنى 800 متر وهذا كان شئ كارثى بالنسبة للقوات البرية الاسرائيلية وقد احاط بهم جنود المشاه المصريون على المدى البعيد والمدى القريب فقرر القاده الاسرائيليون اعطاء اوامر لاطقم الدبابات الابتعاد عن خطوط المصريين مسافة تزيد عن 4000 متر وكلما كانت تتراجع الدبابات الاسرائيلية كان يتقدم قوات المشاه المصرية وبعدها تم تغيير استرتيجية القرار الاسرائيلى وهو ان تستخدم الدبابات الاسرائيلية السرعة الكبيرة وتقترب من الخطوط المصرية مسافة اقل من 800 متر فيعجز صاروخ ساغر عن مهاجمتها وتقدمو بالفعل وكان يدور قتال عنيف بينهم وبين هذا الصاروخ والدبابات التى كانت تفلت من انياب ( ساغر ) كانت تجد المشاه المصريون بالصواريخ المحمولة على الاكتاف من طراز ( الآر بى جى 7 )
وتقول المصادر الروسية أنه تم تدمير 800 دبابة اسرائيلية بواسطة هذا الصاروخ من إجمالى 1100 دبابة دمرت خلال الحرب، وأدى هذا النجاح الباهر إلى إنتاج واسع للصواريخ المضادة للدروع على مستوى العالم، ولعل أحدثها الآن هى صواريخ "كورنت" الروسى – والذى تشمله الصفقة الروسية الأخيرة، و"ميلان" الفرنسى، و"سبايك" الإسرائيلى، و"جافلين" الأمريكى الذى يصوب بتقنية "اضرب وانسى" أى أنه لا يحتاج مهارة كبيرة من الرامى فما عليه إلا أن يصوب على الهدف ثم يطلق وبعد ذلك يوجه الصاروخ نفسه حتى الوصول لهدفه .
"T 62.. القطط المفترسة"
كانت الدبابات الإسرائيلية تملك تفوقا واضحا على الدبابات المصرية إبان حرب أكتوبر حيث كانت أغلبها – والمشكلة أساسا من نوع إم 48- مسلحة بمدفع من عيار 105 مم بينما كانت أغلب دباباتنا – وعمادها دبابة تى 55- مسلحة بمدفع من عيار 100 مم، لذلك لجأ المخطط المصرى مرة أخرى لحلول غير تقليدية حيث استخدمها كمدافع ذاتية الحركة أكثر من استخدامها كدبابات بحتة، واستخدم مدافعها مع نيران الأسلحة الأخرى فى تكوين ساتر حديدى من النيران كان نعم العون لأطقم المشاة التى خصص لها مهمات التصدى المباشر للهجمات المضادة الإسرائيلية المدرعة .
ومن بين أكثر من ألف دبابة امتلكتها مصر فى ذلك الوقت كان هناك دبابة حديثة للغاية تخدم بأعداد محدودة – 200 دبابة فقط، إنها أحد أشهر الدبابات فى التاريخ التى 62 ذات المدفع الجبار من عيار 115 مم والمزودة بأجهزة رؤية ليلية تعمل بالأشعة تحت الحمراء وبسببها سماها الجنود الاسرائيليون خلال الحرب بـ"أعين القطط" حيث كانت الأجهزة تطلق ومضات خلال القتال الليلى بطريقة تجعل الدبابة تشبه القطة عندما تلمع عيناها ليلا .
وظهرت التى 62 فى عام 1961 كانت أحد أفضل دبابات العالم وحملت أول مدفع دبابة أملس فى التاريخ فكان مدفعها عيار 115 مم هو علامتها المميزة
مصر اشترت ما يزيد قليلا عن 200 دبابة من هذا الطراز فى الفترة من 1971 وحتى 1973 وكانت هذه الدبابات هى رأس حربة سلاح المدرعات المصرى فى حرب أكتوبر حيث كانت أول دبابات تعبر القناة وتميزت التى 62 بخفة حركتها كما أنها فأجأت الإسرائيليين والأمريكان بتفوقها فى القتال الليلى.
شاركت التى 62 فى معارك الدبابات الكبرى فى سيناء وكانت صاحبة نسبة قتل عالية فى مواجهة الدبابات الإسرائيلية ونجحت فى تثبيت وضعها على الجبهة رغم الخسائر التى لم تكن صغيرة وشهد الإسرائيليين بكفاءة أطقم التى 62 المصرية
--
دعونا نذكر شئ مهم جداً هو ليس تابع لقسم القوات البرية ولاكن هو مكمل للموضوع وخصوصاً فكرة الاشياء التى ابتدعها المصرييون فى الحرب وغيرت المفهوم العالمى لاستخدام الاسلحة
" لنشات الصواريخ و اغراق المدمرة ايلات" وشبه تأكيد على اغراق المدمرة يافا فى نفس اليوم
فى 21 اكتوبر 1967م اى بعد النكسة بـ 4 اشهر تقريباً
حدث شئ كان بمثابة المفاجأه ليس لاسرائيل فحسب ولاكن للعالم اجمع عندما اقتربت المدمرة ايلات من سواحل مدينة بورسعيد وقامت بأجرائات التشويش والتجسس
وعندما علمت القياده المصرية اصدرت اوامر بضرب المدمرة بأى شكل من الاشكال
ولاكن ان الفكر العسكرى السائد فى جميع انحاء العالم هو ان المدمرات الحربية يجب ضربها اما من الجو او بمواجهه مدمرة مثلها
ولاكن القياده المصرية صنعت المعجزة التى غيرت فكر العالم اجمع وهى ان لنشات الصواريخ التى كانت فى ذلك الوقت ذو فائده قليلة للغاية قادرة على اغراق اكبر القطع الحربية
وتم بالفعل اغراق المدمرة ايلات بواسطة لنش طواريخ مصرى
ولاكن بعد ضرب المدمرة وعوده طاقم اللنش لقاعده بورسعيد وجدو شئ غريب وهو ان الهدف ماذال متواجداً على الرادار الخاص بالقاعده ورغم اصرار قائد اللنش الاول انهو شاعد المدمرة ايلات وهى تغرق وقد ابتلعت المياه اكثر من نصفها لا ان القيادة اصدرت اوامرها بخروج قطعه اخرى من لنشات الشواريخ لضرب الهدف وعندما ذهب الانش المكلف بالعملية وجد الهدف المتواجد فى المكان المحدد هو قطعة حربية بحالة جيده جداً وظن ان الانش الاول قد اخطء الهدف وضرب شئ اخر وقام بأطلاق صاروخين على الهدف من ما تسبب فى اغراقة وبعدها اعترفت اسرائيل بأغراق المدمرة ايلات وصدرت فى ذلك الوقت بعض التقارير التى تتحدث عن اختفاء المدمرة يافا وبالفعل لم تظهر المدمرة يافا منذ ذلك اليوم
وقد اثبت المقاتل المصرى نظرية جديدة وهى امكانية ضرب القطع الكبيرة بواسطة اللنشات الصاروخية من ما تسبب فى لجوء القوة الكبرى مثل امريكا وروسيا والدول الاوروبيه المصنعة الى انشاء لنشات الصواريخ بكميات كبيرة جداً لكثرة الطلب عليها من جميع دول العالم وكان هذا بفضل المقاتل المصرى
مصدر على صحة الحديث : مصدر