the order
عريـــف
الـبلد : التسجيل : 16/04/2015 عدد المساهمات : 58 معدل النشاط : 61 التقييم : 3 الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
| موضوع: أسرار قضية الصديق بن يحي بين صدام والشاذلي الأحد 19 أبريل 2015 - 0:31 | | | كشف الدكتور والإعلامي عبد العزيز بوباكير عن حقائق مثيرة، تنشر لأول مرة عن حادث الرحيل المأساوي لعميد الدبلوماسية الجزائرية محمد الصادق بن يحيى، الذي شغل منصب وزير للخارجية في عهد الرئيس الشاذلي بن جديد- رحمه الله-. وأكد عبد العزيز بوباكير في حوار أدلى به لجريدة "الشروق"، أن التحقيق الذي أمر به رئيس الجمهورية في ذلك الوقت، أكد أن الصاروخ الذي أسقط طائرة محمد الصديق بن يحيى عراقي. كما تحدث بوباكير بحسب معلومات استقاها من الرئيس الراحل الشاذلي بن جديد. [rtl] تحل الشهر القادم الذكرى الثالثة والثلاثون لوفاة وزير الخارجية الأسبق محمد الصديق بن يحيى.. هل سبق أن حدثك الرئيس الشاذلي بن جديد عن هذا الأمر؟[/rtl]
[rtl]الرجل كان من بين أهم الشخصيات المقربة من الرئيس الشاذلي بن جديد حتى عندما كان رئيسا للجمهورية، قال لي الشاذلي بن جديد إنه حزن حزنا شديدا عند وفاته وبكاه بدموع حارة. وذكر أنه قال لوالدته لالا خلاّفة عندما قصد منزله رفقة حرمه لتقديم واجب العزاء: "إذا كنت أنت قد فقدت ابنا عزيزا، فأنا فقدت أخا وفيا وساعدي الأيمن". [/rtl]
[rtl]اتهم الرجل من طرف المحيطين به بالملحد، هل هذا صحيح؟ [/rtl]
[rtl]يقول الشاذلي إن الرجل أثبت مهاراته الفائقة، خبيرا في محادثات "مولان" سنة 1961، وفي الجلسات العاصفة التي مر بها المجلس الوطني للثورة الجزائرية في طرابلس، وترك بصماته في كل مناصب المسؤولية التي تبوأها بعد الاستقلال "الإعلام، التعليم العالي، المالية، الخارجية"، غير أن هذه الخصال جعلته عرضة للكثير من العداوات من زملائه الذين وجهوا إليه العديد من الطعنات والاتهامات الباطلة، لكن حماية الشاذلي له كانت تطمئنه. [/rtl]
[rtl]ربما أخطرها أنه كان ملحدا، ما مدى صحة هذه الإشاعة؟ [/rtl]
[rtl]هذا صحيح، أشيع عنه أنه ملحد، غير أن الرجل أدى مناسك الحج مع الرئيس الشاذلي بن جديد، الذي أكد لي أنه رآه يجهش بالبكاء، وهو يطوف حول الكعبة الشريفة، كما أنه كان يحب زيارة بيت الله الحرام بشكل متواصل، ويروي الشاذلي أنهم عندما كانوا عائدين من أديس أبابا بعد اختتام إحدى القمم الإفريقية، أخذ يترجاه بإلحاح قائلا: "سيادة الرئيس هل يمكن أن نحوّل مسار الطائرة لأداء العمرة؟" فلم يعارض الشاذلي ذلك". [/rtl]
[rtl]نعود إلى الحادث المأساوي الذي خلف مقتل بن يحيى وكل من كان معه، هل حدثك الشاذلي عن تفاصيل ما وقع بما أنه كان هو من أرسله في مهمة؟ [/rtl]
[rtl]حادث وفاة الوزير محمد الصديق بن يحيى كان مأساويا.. ففي شهر ماي 1980 ذكر لي الشاذلي أنه أوفد بن يحي إلى "فريتاون"، للمشاركة مع نظرائه الأفارقة في تحضير القمة الإفريقية. [/rtl]
[rtl]ماذا حدث بعدها؟ [/rtl]
[rtl]حدث ما لم يكن في الحسبان، يقول الشاذلي - رحمه الله- إنهم فقدوا الاتصال بالطائرة التي كان من المفروض أن تتزود بالوقود في مطار باماكو، ثم تواصل الرحلة نحو فريتاون. وأشار إلى أنه فور إبلاغه بالخبر انتقل إلى الرئاسة وكلّف مولود حمروش، بالتنسيق مع وزارة الخارجية، لمتابعة الأمر واتخاذ الإجراءات الضرورية في مثل هذه الظروف، وبعد تأكدهم من المعلومات، التي كانت تصل من بعض السفارات ومن أبراج المراقبة، التي تفيد أن الطائرة تحطمت بالفعل قرب مطار "باماكو"، حيث اغتنم الشاذلي فرصة انعقاد مجلس الوزراء ليطلع الطاقم الحكومي بما توفر لديه من معلومات عن الحادثة. وطلب الاستعداد لإعلان الحداد الوطني، ورفع الجلسة دون التطرق إلى جدول الأعمال. وفي ذلك الوقت تلقى هذا الأخير معلومات من وزارة الخارجية تقول إن محمد بن يحيى نجا بأعجوبة، لكن حالته خطيرة، حيث نقل إلى أرض الوطن، ثم سافر للعلاج في الخارج، وأسند إلى الدكتور أحمد طالب الإبراهيمي مهمة الإشراف على ملفات العلاقات الخارجية، ريثما يتماثل بن يحيى للشفاء، لكن يبدو أن الموت كان قد ضرب له موعدا بعد سنة وفي نفس الشهر، حيث فارق الحياة. [/rtl]
[rtl]نعود إلى موضوعنا، ما الداعي لعقد هذه القمة في ذلك الوقت تحديدا؟ [/rtl]
[rtl]في سبتمبر من سنة 1980 اندلعت الحرب بين العراق وإيران، كانت حربا عبثية بكل المعاني، استنزفت مقدرات البلدين، وأدخلت المنطقة كلّها في دوامة من اللااستقرار، منذرة بالامتداد إلى مناطق أخرى، وإلهاب الشرق الأوسط كلّه، ولم تكن الأيادي الأجنبية بعيدة عما حدث. [/rtl]
[rtl]لا إيران ولا العراق تملك حدودا مع الجزائر، فلماذا تصر على لعب دور الوساطة؟ [/rtl]
[rtl]كان موقف الجزائر واضحا منذ البداية، بحسب الشاذلي، حيث عبرت عن قناعة القائمين على السلطة، بأن العالم الإسلامي وخاصة إيران يمثل عمقا استراتيجيا للأمة العربية ومكسبا مهما في محاربة الصهيونية، ومن الخطإ ترك هذا المكسب ينهار، وأن الحل يتم حتما عن طريق المفاوضات. وقد أبلغ الشاذلي الطرفين باستعداد الجزائر لوقف هذا النزيف، لكن ما جعله يصاب بالدهشة هو قول صدام حسين إن "من واجب الجزائر أن تقف إلى جانب العراق باسم الأخوة العربية". ولما ذكره بالاتفاق الذي وقعه مع شاه إيران في الجزائر سنة 1975 تحت رعاية الرئيس هواري بومدين وسوي بموجبه مشكل "شط العرب"، أجابه قائلا: "لقد مزقته". [/rtl]
[rtl]ماذا فعل الشاذلي بن جديد بعدها؟ [/rtl]
[rtl]كلف وزير الخارجية وعضو المكتب السياسي محمد الصديق بن يحيى بالشروع في وساطة بين البلدين، وكان واثقا من قدرته على حل أعقد المشاكل في أسوإ الظروف، وقال له: "لقد نجحت في إطلاق سراح الرهائن الأمريكيين العام الماضي، ولا أنتظر منك الفشل هذه المرة، الإيرانيون يثقون فيك، وعليك أن تقنع صدام بالعودة إلى اتفاق الجزائر في 1975". وكان قبل ذلك بشهر قد كلفه بتسليم رسالة إلى صدام حسين أبدى فيها استعداد الجزائر للوساطة لوقف هذه الحرب التي لا تخدم كلا الطرفين، حيث أخبره بن يحيى بعد عودته أن صدام أبدى استعداده للتفاوض. [/rtl]
[rtl]يقال إن بن يحيى دفع ضريبة مساعي الجزائر لإطفاء الصراع الذي نشب بين إيران والعراق؟ [/rtl]
[rtl]عشية الرابع من ماي 1982 أبلغ أن طائرة "غرومان" الرئاسية فقدت الاتصال مع برج المراقبة بعد تزودها بالوقود وإقلاعها من مطار "لارناكا" باتجاه طهران، شكل الشاذلي بن جديد خلية أزمة في رئاسة الجمهورية لمتابعة هذه القضية، وخيم الغموض على الحادث اللغز الذي ظل قائما، حيث طرحت كل الاحتمالات، من بينها احتمال تحويل الطائرة عن مسارها من قبل أطراف ليس من مصلحتهم إيقاف نزيف الحرب، احتمال تعرضها لخلل تقني ونزولها في مطار آخر واحتمال عودتها إلى الجزائر، قامت خلية الأزمة التي تم تنصيبها بالاتصال بالإيرانيين والأتراك والسوفييت والسوريين لكن كل المعلومات التي استقتها منهم كانت شحيحة ومتضاربة، تأكدوا بعدها أن الطائرة لم تصل طهران وأنها ربما تحطمت على التراب الإيراني، وأفاد الإيرانيون أن الطائرة تعرضت لهجوم جوي من طائرتين مجهولتين، بالإضافة إلى المعلومات التي وصلت أعضاء الخلية والتي تشير إلى وجود طائرتين عراقيتين في الأجواء التي كانت طائرة بن يحيى بها ومعلومة أخرى مهمة هي أن القذافي لما علم بالوساطة الجزائرية أوفد إلى طهران عبد السلام جلود على متن طائرة من نفس النوع "غرومان" لإفشال الوساطة. ويشير الشاذلي إلى أن السوريين أكدوا لهم أن طائرة من نوع "غرومان" حطت بالفعل في مطار دمشق قبل أن تقلع باتجاه طهران. [/rtl]
[rtl]ماذا فعل الشاذلي بن جديد بعدها؟ [/rtl]
[rtl]شكل لجنة تحقيق برئاسة صالح قوجيل، الذي كان يشغل منصب وزير النقل في ذلك الوقت وطلب من محمد الشريف مساعدية كتابة خطاب التأبين لقراءته في المقبرة، حيث فقدت الجزائر في ذلك الحادث المفجع 14 من خيرة أبنائها، وعمت الشارع الجزائري موجة من الغضب والغليان بسبب ما حدث، لماذا تكافأ الجزائر بهذه الطريقة وهي تعمل على إحلال السلم في منطقة لا مصلحة لها فيها؟ بعضهم يتهم العراق، وبعضهم الآخر إيران نفسها، وآخرون سوريا، وحتى إسرائيل التي لم يكن من مصلحتها أن يتوقف هذا النزيف وكانت متهمة آنذاك بتزويد إيران بالأسلحة. [/rtl]
[rtl]وفي السابع من ماي دفن بن يحيى في مقبرة العالية، وقبل ذلك بيوم أعيد دفن رفاة العقيدين عميروش والحواس في مربع الشهداء بنفس المقبرة، وفي اليوم الموالي عيّن الشاذلي الدكتور أحمد طالب الإبراهيمي على رأس وزارة الخارجية وطلب منه أن يكون على رأس اهتماماته، بالإضافة إلى الملفات الحساسة لسياسة الجزائر الخارجية، متابعة ملف إسقاط طائرة بن يحيى. وتعهد أمام أعضاء اللجنة المركزية لحزب جبهة التحرير الوطني بكشف ملابسات حادث الطائرة والمسؤولين عنه. [/rtl]
[rtl]ماذا حدث بعدها؟ [/rtl]
[rtl]أوفدت اللجنة التي يرأسها صالح قوجيل والمكونة من مدنيين وعسكريين إلى مكان الحادث لإجراء تحقيق ميداني تجمع حطام الطائرة والصاروخ الذي أسقطها واستطاعت اللجنة أن تحصل على رقم الصاروخ وهو صاروخ روسي الصنع، بعد ذلك سافرت اللجنة إلى الاتحاد السوفييتي مكلفة بمهمة لتحصل من هذا البلد على الجهة التي بيع لها الصاروخ. [/rtl]
[rtl]كيف كان موقف السوفييت؟ [/rtl]
[rtl]بدأ السوفييت يماطلون ووقعوا في حرج كبير، قلت لأعضاء اللجنة أن يخبروا السوفييت أن المسألة متعلقة بمستقبل علاقاتنا إن كنتم أصدقاء سلموا لنا اسم البلد الذي بيع له الصاروخ ونعدكم أننا لن نذكر مصدر المعلومة وإن رفضتم فإننا سنقطع العلاقات الدبلوماسية معكم. كانت مصالح الاتحاد السوفييتي كبيرة مع الجزائر فاضطروا في النهاية إلى إخبارنا أن الصاروخ بيع للعراقيين، واتضح أن الصاروخ الذي أسقط طائرة بن يحيى عراقي. [/rtl]
[rtl]هل واصلت الجزائر مساعيها لإحلال السلام في منطقة الخليج؟ [/rtl]
[rtl]نعم واصلت الجزائر مساعيها الحميدة من أجل إحلال السلم في منطقة الخليج، حيث كلفت الدكتور أحمد طالب الإبراهيمي بمتابعة ملف إسقاط طائرة بن يحيى والتقى صدام وقال للشاذلي بعد عودته إنه لأول مرة يرى صدام مهزوزا يتحدث من موقع ضعف وطلب منه عقد اجتماع في الجزائر بين التقنيين الجزائريين والعراقيين لدراسة كافة جوانب الملف، وطلب منه تبليغي ثقته في إعلان نتائج التحقيق. [/rtl]
[rtl]هل اعترف صدام حسين أن العراق هو من أسقط الطائرة؟ [/rtl]
[rtl]كان صدام حسين كعادته يراوغ ويسعى إلى التملص من مسؤوليته رغم أنه كان يعرف أن الصاروخ الذي أسقط الطائرة عراقي وذلك حتى لا يظهر في أعين الرأي العام العالمي أنه يريد مواصلة الحرب في وقت كان يعتقد أن كفتها مالت إليه. [/rtl]
[rtl]وهل التقاه الشاذلي بن جديد من أجل الحديث عن الموضوع؟ [/rtl]
[rtl]أكد لي الشاذلي بن جديد أنه التقى بعد ذلك صدام وطلب منه أن يلتقيا على انفراد للتطرق إلى الأمر، وقال له في بداية اللقاء الذي جمعهما إن الشعب الجزائري مازال إلى اليوم متأثرا لحادث موت بن يحيى ومستاء لأنكم أنتم من طلب الوساطة ووقعتم في الجزائر أثناء انعقاد مؤتمر عدم الانحياز على اتفاق الجزائر بخصوص "شط العرب" ثم أعلنتم الحرب وتطلبون منا أن نقف إلى جانبكم نحن لا نؤمن بالتضامن العرقي وشعارنا البادئ بالظلم أظلم. [/rtl]
[rtl]وهل حدثه الشاذلي بن جديد عن الحقيقة المرة التي كشف عنها التحقيق؟ [/rtl]
[rtl]دعيني أكمل حديثي، وبعدها واجهه الشاذلي بالحقائق التي توصلت إليها نتائج التحقيق الذي كان قد أمر به، وأخبره قائلا: "أنتم من أسقط الطائرة وأنا أملك الدليل على ذلك، وأعرف أيضا أنكم لم تكونوا تقصدون ذلك، كنتم تريدون إسقاط طائرة عبد السلام جلود، الذي كان يسعى بأمر من القذافي إلى التشويش على الوساطة الجزائرية، أطلب منكم فقط الاعتراف بذلك، والاعتراف فضيلة حتى في السياسة، أرجوكم ألاّ تضعوني في حرج أمام الشعب الجزائري، لأني التزمت أمامه أن أكشف له الحقيقة. [/rtl]
[rtl]ماذا كانت ردة فعل الرئيس العراقي صدام حسين؟ [/rtl]
[rtl]قال لي إن صدام حسين صمت مطأطأ رأسه وهي دلالة على الاعتراف، ثم طلب من الرئيس الجزائري مواصلة الوساطة، لأنه لا يرى بلدا آخر أقدر وأجدر بذلك من الجزائر. [/rtl]
[rtl] هل كشف الرئيس الشاذلي بن جديد عن الحقائق التي توصل إليها التحقيق كما سبق أن وعد الشعب؟ [/rtl]
[rtl]كان الشاذلي قد تعهد أمام أعضاء اللجنة المركزية بكشف حقيقة موت بن يحيى للشعب الجزائري، ولكنه لم يفعل. [/rtl]
[rtl]لماذا؟ وما هي المستجدات التي حالت دون ذلك؟ [/rtl]
[rtl]لا، لا، لم يكشف الشاذلي عن الحقائق التي توصل إليها أمام الشعب، خشية إذكاء المشاعر الانعزالية المعادية للعرب التي بدأت تنتشر في الشارع الجزائري بعد أحداث الربيع البربري وحادث الطائرة، الأمر الذي عرضه للملامة وغضب الشعب عليه. [/rtl]
[rtl]من هو محمد الصديق بن يحي؟[/rtl]
[rtl]لقّب محمد الصديق بن يحيى بمهندس السياسة الخارجية الجزائرية في الثمانينيات. عرف الرجل بكونه إنسانا طيّب السريرة، ومضرب المثل في التواضع. أما نزاهته، فلا يرقى إليها شك. حاد الذكاء، وصاحب قدرة مبدعة على الخيال.[/rtl]
كلّه حيوية ونشاط، يتمتع بحس نقدي جعله يشرح أعقد القضايا بأبسط العبارات، كان يصل الليل بالنهار منكبا على دراسة ملّفات دقيقة يكلفه بها الرئيس الشاذلي. عرف بن يحيى في العالم بـ "رجل الوساطات". كان محبوبا من الجميع، وحتى الزعماء والدبلوماسيون العرب كانوا يحترمونه.
http://www.echoroukonline.com/ara/articles/240243.html
|
|
mi-17
المدير وزيــر الدفــاع
الـبلد : المزاج : الحمد لله التسجيل : 23/02/2013 عدد المساهمات : 43829 معدل النشاط : 58579 التقييم : 2418 الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
| موضوع: رد: أسرار قضية الصديق بن يحي بين صدام والشاذلي الإثنين 6 يونيو 2022 - 20:05 | | | |
|