في غياب معلومات من السلطات المغربية، لا تزال ملابسات الهجوم وموقعه بطائرة مسيرة والذي أودى بحياة قائد عسكري في جبهة البوليساريو الخميس الماضي غير واضحة. ويرى خبراء في النزاع بالصحراء الغربية أنه إذا ثبت استخدام المغرب لطائرة مسيرة في هذه العملية فيكون ذلك نقطة تحول في الصراع المستمر منذ عدة عقود في إقليم الصحراء الغربية الذي استقل عن إسبانيا عام 1975.
يرى خبراء أن إعلان جبهة البوليساريو مؤخرا عن توجيه المغرب ضربة بطائرة مسيّرة قتلت أحد قادتهم العسكريين سيكون، إذا تأكد، نقطة تحول في النزاع الممتد منذ عقود في الصحراء الغربية. وقدّر الباحث السياسي المغربي محمد شيكر المختص في شؤون القوات المسلحة المغربية أنه رغم "صعوبة إثبات" استعمال طائرة مسيّرة إلاّ أن حجم العمليّة التي نُفذت الأربعاء "غير مسبوق منذ وقف إطلاق النار" المبرم عام 1991 برعاية الأمم المتحدة.
وفي غياب معلومات من السلطات المغربية، لا تزال ملابسات الهجوم وموقعه وأسلوبه غير واضحة. يوجد أمر واحد مؤكد، هو مقتل قائد "سلاح الدرك الوطني" في جبهة البوليساريو الداه البندير الأربعاء خلال عملية للقوات المسلحة المغربية إثر توغّل لقوات الجبهة، وفق مصادر متطابقة. لكن لا نعلم طريقة ومكان مقتله، هل حصل ذلك في الصحراء الغربية أم جنوب المغرب؟ بضربة لطائرة مسيّرة أم بطريقة أخرى؟
اعتبر موقع "لوديسك" الإعلامي المغربي أن اللجوء إلى الطائرات المسيّرة "يعني أن المغرب بدأ ضربات موجّهة مثل الولايات المتحدة وإسرائيل في منطق انتقامي لمحاولات توغل البوليساريو".
تحدّث الموقع الإلكتروني المغربي عن "عمليّة مركّبة بواسطة طائرة مسيّرة غير مسلحة من طراز هارفانغ، إسرائيلية التصميم" حدّدت الهدف بواسطة "محدّد مدى ليزري" ثم تولت طائرة مقاتلة "تنفيذ الضربة". ودان موقع "ألجيري باتريوتيك" (الجزائر الوطنيّة)، نقلا عن معلومات لجبهة البوليساريو، استعمال "طائرات مسيّرة قاتلة" و"المساعدة التقنية" الإسرائيلية.
من جهته، أكد الخبير العسكري المغربي عبد الحميد حريفي أن "المغرب لا يملك رسميا طائرات مسيّرة مسلّحة" لكنه "يحوز مجموعة من الطائرات المسيّرة غير المسلحة تحوي أحدث تكنولوجيا". وأضاف "في المنطقة، المغرب رائد في استعمال الطائرات المسيّرة لجمع المعلومات وتحديد الأهداف". لذلك يعتبر الخبير أنه "من الممكن أن يكون الجيش قد استعمل طائرة مسيّرة مماثلة لرصد التحركات المشبوهة في المنطقة العازلة" الأربعاء.
تشير معلومات تناقلها الإعلام المغربي إلى تسلم ثلاث طائرات مسيّرة من طراز هارفانغ نهاية 2020، إضافة إلى تقديم طلبيات للحصول على طائرات مسيّرة إسرائيلية من طراز بلوبيرد وأخرى أمريكية من طراز "إم كيو-9 بي سكاي غارديان" يبدو أنها لم تُسلّم حتى الآن. تزامنت تلك المعلومات مع إعلان إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب نهاية 2020 الاعتراف بسيادة المغرب على المستعمرة الإسبانية السابقة وتطبيع العلاقات بين المملكة وإسرائيل.
يشدد محمد شيكر على أنه بوجود طائرات مسيّرة أو من دونها، فإن المغرب "يسيطر عسكريا على جميع مناطق الصحراء ولديه ترسانة أسلحة قادرة على ضرب أي تحرك لجبهة البوليساريو".
france24.