العقال ربطة رأس العرب القدماء:
#العقال لدى العرب هو عبارة عن حبل منسوج بشكل دائري والذي يستخدم من قبل الرجال وحتى في الحضارات القديمة من قبل النساء لتثبيت غطاء الرأس أو بشكل منفرد وللزينة، على الرغم من ذالك يستخدم العقال في الوقت الحاضر فقط لتثبيت غطاء الرأس من قبل الرجال
الموطن الأصلي للعقال هي المنطقة السامية بأكملها من الجزيرة العربية وایضاً موطن الحضارات السامية القديمة المعروفة بمنطقة الهلال الخصيب (Fertile Crescent) من السيناء المصرية امتداداً إلى منطقة عيلام التاريخية الواقعة في إقليم
#الأحواز_العربية والتي تغلب عليها الحرارة و الجفاف حيث من الضروري أن يكون هنالك غطاء واقي للرأس وربطة لتثبيته لإجتناب الإضرار الملحقة بسبب الأجواء القاسية من البرودة الشديدة في اليل و حرارات المرتفعة في النهار و العواصف الترابية والرملية
مفردة العقال تأتي من جذر الآرامي ܥܩܠ (النطق : ql' ؛ عَقَل) والتي تعني الربط، الشد، التوى، كَتَف، عوّج، إعوجاج و جميعا تحمل معنى الربط والإلتوى فالعقال من ܥܩܠ: عَقَل في حالة الإسم على وزن فِعال تدل الى ربطة مشدودة بشكل دائري. من جذر ܥܩܠ: عَقَل في الآرامية اشتقت مفردات كثيرة بنفس المعاني ك الإنحناء الوادي، تشابّك الكلام، التوآء الامعاء، رباط، معقل و....مثلاً مفردة ܥܩܘܠ\ في الآرامية:
Aramaic: \ܥܩܘܠ
'oqula : عقولا : النطق
The bending of valley : انحناء_الوادي# :المعنى
يقول العالم الآثار الآلماني بروفسور إرنست هرزفلد المختص بالحضارة الإيرانية في كتابه Iran in the ancient East صفحة رقم ٢٧١ عن نفش الجنود العيلاميين في قلعة سوس في الأحواز :
"هولاء الجنود السوسين (العيلاميين) الذين يتميزون بالبسهم الخاص عن الجنود الميديين، ويتميزون بربطة رأسهم الخاصة من الفرس والتي هي نوع من
#العقال_العربي"
وأيضاً يعقب على كلامه عالم الآثار بروفسور Walther Hinz المختص بالحضارة العيلامية عن نقش الجنود العيلاميين في كتابه The Lost world of Elam صفحة ٢٠-٢١:
«هؤلاء هم العيلاميو الأودية، حتى يومنا هذا اصحاب البشرة الداكنة الذين ليس من الزنوج البته، يتم مشاهدتهم في خوزستان (
#الأحواز)، هؤلاء يعتبرون أنفسهم
#عرب ويتكلمون في مابينهم
#بالعربية، يعتقد أن التركيبة السكانية في عيلام كانت مركبة، من اصحاب البشرة الداكنة من عرق غير معروف و
#الساميين الذين هاجروا من بين النهرين من عصر الأكدي و سكنوا هناك»
یتکرر هذا اللبس في النقوش العیلامیة الأخری کالوحة الملك العيلامي Ada-Hamiti و مسكوكات ملوك عيلام، جاء في وصف غطاء الرأس الملك العيلامي Ada-Hamiti في متحف Pen Museum الأمريكي:
" هذة لوحة للملك العيلامي ادا حميتي اينشوشيناك ٦٥٠ق.م تشابهه الآخر لهذه اللوحة العيلامية مع آثار عيلامية أخرى هو الغطاء الرأس لهذا الملك والذي له نقطة امامية و يربط من الخلف، حقيقة هذا الأمر كونه مربوطاً من الخلف يثبت انه مصنوع من قطعة قماش، ربما تم خياطته معاً بطريقة يترك حاجب في الأمام، استخدام قطعة قماش للرأس، وربما مع رفرف على جانبين، التي يمكن ربطها في الخلف"
هذا الوصف، وصف واضح للشماغ و ربطة لتثبيته على الرأس و نلاحظ تكرار هذا نوع من اللبس وغطاء الرأس في المسكوكات العيلامية ايضاً
و حتى عن الشماغ العربي و نشأته، تقول الدكتورة Nancy Lindisfarne في كتابها language of dress in the middle East صفحة رقم ٨:
"يتواجد الكوفية غالباً في المناطق القاحلة حيث يوفر حماية ضد اشعة الشمس والغبار و الرمال، تصميمها الشطرنجي المميز على الأرجح نشاء من بلاد ما بين النهرين القديم، ويمثل شباك الصيد او السنابل القمح"
ونلاحظ الأثار العيلامية التي تحمل نفس النقوش، التي تشير الى شباك الصيد وأيضا غطاء الرأس بنفس النقوش الذي كان يستخدمه العيلاميون
اللبس الشماغ و العقال على ما يبدو لم يكن خاص بمنطقه بل كان اللبس المتحد للشعوب السامية في ارجاء المنطقة العربية منذ القدم، فتمثال الرجل البابلي من العراق و التمثال الرجل اللحياني من السعودية والتمثال الرجل البازلتي الذي عثر عليه في وادي سحاب الابيض في
#الأردن خير دليل على ذالك:
تمثال الرجل البابلي، متحف متروبوليتن نيويورك
------
التمثال التمثال الرجل البازلتي في الاردن ، يقول الدكتور Hans George من جامعة برلين في آلمانيا عن الرجل البازلتي الذي عثر عليه في وادي سحاب الابيض في الاردن:
"هذا التمثال محفوظ بالكامل من الرأس حتى البطن، طول هذا التمثال البازلتي ٣٤ سانتي متر الذي يظهر على الأرجح رجل ذوشفاه او لحية سميكة، أنف طويل واذان منحنية وعيون معبرة، والميزة الأكثر إثارة للاهتمام هي اثنين من الاخاليد حول جبهة الرأس والجوانب، و خط العنق الشبية بقميص او ثوب على الصدر وربما يرجع تاريخ لباس الدشداشة، والعقال ٣٥٠٠ الى ٤٠٠٠ سنة، هذا الاكتشاف بطريقة ما وحرفياً يزيل الستار عن ثقافة بدوية غير معروفة"
وبنفس اللبس و الاوصاف نجد هذا النوع من اللبس والغطاء الرأس على تماثيل العيلاميين في الأحواز و أيضا تماثيل من حضارة اللحيان في السعودية
هذا اللبس نموذج جلي من استمرار عنصر ثقافي في المنطقة العربية منذ العصور القديمة لأن هذا اللبس ايضا موصوف في نصوص المسيحية كلباس المعتمد في فترة حياة سيدنا عيسى بن مريم ﷺ والذي يتم لبسه في اعياد و مناسبات النصارى تشبهاً بملابس الأيام حياة سيدنا عيسى بن مريم ﷺ
أطفال النصارى باللبس المعتمد في ايام سيدنا عيسى بن مريم ﷺ، وأيضاً لوحة قديمة من رجل في ايام سيدنا عيسى بن مريم ﷺ