hussambik
جــندي
الـبلد : العمر : 51 المهنة : ضابط المزاج : هادئ التسجيل : 20/10/2007 عدد المساهمات : 7 معدل النشاط : 10 التقييم : 0 الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
| موضوع: المخابرات السرية الأحد 24 فبراير 2008 - 17:00 | | | إن المخابرات السرية هي مجال للنشاط الانساني يبدو فيه – كما هو الحال غالبا – أن الوضوح ليس سوى ظاهرة يكتنفها الغموض .وليس هذا فقط شيئا متأصلا في أعمال المخابرات ولكنه غالبا شئ متعمد , وليس من النادر أن يئول إلى الفشل , ولنأخذ لذلك مثالا بسيطا عن " الشبيط " وهو نوع من السمك الرخو الذي يفرز من جسمه سائلا أسود اللون , لإخفاء اتجاه تحركه عن عدو كامن متربص له .. فالذي يحدث هو أن عدو الشبيط لن يحاول فقط إختراق تلك السحابه المظلمه ( وهي محاوله من المحتمل أن تؤدي إلى الفشل ) بل أنه أيضا سوف يحسب , من خلال معلوماته عن التيارات المائيه , والتكوين الصخري تحت الماء , وما إلى ذلك , اتجاه النجاة المحتمل أن يسلكه عدوه أو فريسته .وفي غضون ذلك قد يصاب الشبيط نفسه بالارتباك , ويضل طريقه في المتاهة السرية التي خلقها بنفسه , بل وربما لازمه سوء الحظ , فما أن يبرز من تلك السحابة السوداء حتى يجد نفسه مباشرة بين فكي عدوه .وثمة مثال آخر للمخابرات السرية , يتمثل في الخداع " البلف " الذي يمارسه لاعب البوكر . ذلك أن أي لاعب بوكر يعرف طبيعة هذا النوع من الحيل الخادعة . فهو ببساطة يستطيع بحركة بارعة يبديها اثناء المقامره , اقناع لاعب أو أكثر من خصومه بأن لديه أوراقا أفضل مما لديهم , فينسحبون رغم أن أوراقهم هي الافضل , وعندئذ يكسب اللاعب الماهر نقودهم , دون ان يكشف لهم أوراقه " السرية " .وثمة حيلة أخرى أكثر تعقيدا تعتمد على سلسلة من أعمال " البلف " لاقناع الخصوم , بأنه يخدعهم فعلا مرة أخرى ( وعندئذ يحسبون انه ليست لديه أوراق تتفوق على ما لديهم بينما هو في الحقيقة يملك أوراقا ممتازة تكسب ما لديهم ) .والحق ان الجمع بين أعمال الخداع " البلف " واللا خداع والخداع المضاد , تكاد أن تكون بلا حدود . ولاعب البوكر الماهر يمكنه أن يكسب الكثير من المال وبذا يتيسر له أن يدفع لزوجته أو لعشيقته ما يمكنها من التعامل مع أفضل صانعي الأزياء !ومن أنواع الخداع ايضا ما يعتبر لونا من العبث , مثل المكالمات التليفونية المجهولة , عن وجود قنبلة في مكان ما كمحطة سكة حديد كبرى مما يؤدي إلى اخلائها من الناس .ان هذه الأمثلة السابقة المأخوذة من الحياة اليومية العادية , هي مجرد نوعين من بين آلاف غيرها , مما يمكن أن نقابلها كثيرا , وان لم يكن بصفة مستمرة .بيد انه يجمع بينهما جميعا صفة مشتركة , وهي التنافس بين القدرات العقلية , مما يعني وجود علاقة قائمة على التعارض بين طرفين . وهذا قد يتراوح من المنافسة الودية بين المقامرين أو الرياضيين إلى العداء القاتل بين الدول أو الاديان أو الأيديولوجيات . وهذا النوع يهمنا بالدرجة الأولى , كما يهمنا بدرجة أقل ما يتفرع منها من أعمال الدعاية والتخريب . على أن معظم أعمال المخابرات ليست سرية مطلقا . وهذا صحيح – بصفة خاصة – في المجتمعات العصرية المفتوحة , التي يمكن أن يشار اليها هنا – لملاءمة الواقع – بالدول الديموقراطية , أي الدول التي تملك – في زمن السلم – صحافة حره وحدودا مفتوحه , وتتبادل فيما بينها بعثات دبلوماسية وأنشطة تجارية , وتتبع أنماطا متشابهة في الأخلاقيات السياسية. |
|