الظواهر الجوية الكهربائية وآثارها العسكرية
الظواهرالجوية الكهربائية هي ظواهر كهربائية تحدث في الجو ، وتأخذ شكلا مرئيا أومسموعا ، كما في البرق والرعد والشفق القطبي . يحتوي الجو على ساحاتكهربائية قوية ، إذ تكون الأرض ذات شحنة كهربائية موجبة ، وتكون قواعدالغيوم ذات شحنة كهربائية سالبة ، ويقدّر فرق الجهد الكهربائي الوسطي فيالجو 100 فولت في المتر المربع الواحد ، ويزداد هذا الفرق ليصل إلى أكثرمن 1000 فولت / م2 عند حدوث العواصف والأعاصير . ويحسن التعرف على أهم هذهالظواهر .
العواصف الكهربائية electrical storms :
تتألفالعواصف الكهربائية من برق ورعد ، وتترافق في شكلها النموذجي بتساقط مطرغزير وما نحوه . وتتشكل كل عاصفة في غيمة ( سحابة ) مزن ركامي ( ركام مزني) cumulonium المعروفة اختصارا Cb ، ويتراوح قطرها بين ميل واحد ( 1.8 كم) و 5 أميال ( 8 كم ) وبارتفاع نحو 25,000 قدم ( 7,600متر ) .
البرق lightning :
تفريغكهربائي ضمن الغيوم نفسها ، أو من الغيوم إلى الأرض ، وهو يسبق الرعد ،وإن حدث التفريغ بين قاعدة الغيمة وسطح الأرض يسمى صاعقة . وتعتبر غيومالمزن الركامي سابقة الذكر هي الغيوم الملائمة لحدوث البرق والصواعق .ويتحرك البرق بسرعة 300,000 كم / ثانية (186,000 ميل / ث ) لذلك يشاهد فورحدوثه ، وينتقل الصوت بسرعة كم واحد / 3 ثواني ( ميل واحد / 5 ثواني ) ممايوفر طريقة لمعرفة بُعد حدوث البرق ، إذ يمكن عد الثواني فور رؤية ومضةالبرق وحتى سماع صوت الرعد ، وبقسمة عدد الثواني على 3 يكون الناتج هومقدار بعد العاصفة بالكيلومترات. ويمكن مشاهدة البرق ليلا من بعد 80كيلومترا ( 50 ميل) أو أكثر خاصة على المحيط والبحر .
الصاعقة thunderbolt :
تفريغكهربائي بين قاعدة غيمة رعدية ( مزن ركامي ) ذات شحنة كهربائية سالبة وسطحالأرض ذي الشحنة الكهربائية الموجبة . ومن الغريب أن عرض الصاعقة أقل من2.5 سنتيمتر في حين بصل طولها نحو 50 كيلومترا ، وتؤدي عند حدوثها إلى رفعدرجة حرارة الجو الذي تخترقه إلى أكثر من 30,000 درجة مئوية ، مما يؤديإلى تمدد الغاز بشكل هائل محدثا صوتا هائلا مدويا يتردد بين الغيومالمجاورة ، ليتحول إلى رعد . وتختلف الصاعقة عن البرق كما سبق ذكره في أنحدوث التفريغ الكهربائي في الصاعقة يكون على الأرض .
الرعد thunder :
صوتشديد ينتج عن تصادم جبهتان هوائيتان عقب وميض البرق ، فهو صوت التفريغالكهربائي الناتج عن البرق . ويمكن سماع الرعد عادة مسافة كيلومترات ( 5أميال ) .
العاصفة الرعدية thunderstorm :
ظاهرةجوية كهربائية ، إذ أنها تفريغ كهربائي فجائي يظهر بومضة ضوئية هائلة (البرق ) وصوت شديد حاد ( الرعد ) وبسقوط زخات شديدة من المطر ، ويصاحبالعاصفة الرعدية حدوث البَرَد . وتحدث العواصف الرعدية خلال أقل من ساعة ،كما تحدث عادة في الربيع والصيف . وهي وإن كانت مشوقة ومسلية عند مشاهدتهاإلا أنها قاتلة إن تعرض الإنسان لصواعقها . ويمكن لأي غيمة رعدية كبيرةإطلاق بلايين الفولتات من الطاقة الكهربائية ، وهي من القدرة بما يكفيلإشعال حريق كبير . ويمكن القول أن عاصفة رعدية واحدة اعتيادية يمكنها أنتطلق ما يعادل الطاقة التي يطلقها استهلاك 70000 طن من الفحم الحجري .
الآثار العسكرية
قد لايكون من الأمور الهامة بالنسبة للعسكريين معرفة كيفية حدوث العواصفالكهربائية بالقدر الذي يعنيهم معرفة آثارها وكيفية التعامل معها ومعآثارها ، ويمكن أن تبدو بعض هذه الآثار كما يلي :
* عمليات الدفاع الجوي :
تؤثرالعواصف الكهربائية على فاعلية المنظومات الإلكترونية . وتتأثر أنظمةالاتصالات والرادار ، وكما تؤثر على خزن وحماية منظومات الصواريخ .
* عمليات المدفعية :
تؤثر العواصف الكهربائية والرعد بالحدّ من التعامل مع نقل وتوزيع ومناولة الذخائر .
* عمليات الطيران والهجوم الجوي :
تؤثرالعواصف الكهربائية والرعد في كونها تشكل خطرا على عمليات الطيران على فيداخل الطائرة وخارجها ، ويعتبر أي حدوث للعواصف الكهربائية والبرق منأسباب تأثر أداء الطائرات ، ويحد من تزويدها بالوقود كونه مادة قابلة بلسريعة الاشتعال ومقدار ما يعول عليه من أنظمة اتصالات ، وكذلك عملية إعادةتسليح الطائرات ، ولأنواع بعينها من الذخائر ، إضافة لأمور السلامةبالنسبة للأفراد .
* معدات الاتصالات والإلكترونيات :
تؤثرالعواصف الكهربائية والرعد بما تسببه من تداخل مع أجهزة اللاسلكي (الراديو ) والاتصالات السلكية ، وأكثر ما يكون التداخل في شارات عاليةالتردد HF إن وقعت ضمن 4.8 كم ( 3 أميال ) كما قد تعطل التوافق والمزامنةلبيانات وسائط الاتصال . كما قد يلحق تلفا أو عطبا في بعض الأجهزة .
* عمليات الاستخبارات :
تؤثرالعواصف الكهربائية والرعد على فاعلية المنظومات الإلكترونية ، كما تؤثرعلى البث عبر اللاسلكي ( الراديو ) والاتصالات السلكية . كما يؤدي أي حدوثللعواصف الكهربائية والبرق في مدى 4.8 كم ( 3 أميال ) إلى تعرض سلامةالأفراد ومعداتهم للخطر ، وتنطلق إنذارات غير صحيحة ، وتعطى قراءات غيرصحيحة أيضا لبعض الأجهزة .
* العمليات اللوجستية :
تعرض العواصف الكهربائية والرعد للخطر المخزون والتعامل معه من نقل للذخائر والوقود .
* عمليات الحرب النفسية :
تنقص العواصف الكهربائية والرعد من مسموعية ( قابلية السمع ) مكبرات الصوت . كما تؤدي للتداخل مع بث اللاسلكي .
* عمليات القوات الخاصة :
يؤدي حدوث العواصف الكهربائية والبرق ضمن 5 كم ( 3.1 ميل ) إلى تناقص قوة الاتصالات ، وإلى تعرض سلامة الأفراد ومعداتهم للخطر .
* الأفراد :
ُيرجعالعلماء التأثيرات الكهربائية الجوية على جسم الإنسان إلى زيادة دخولالشوارد الكهربائية إلى جسمه ، ومشاركتها في العمليات الإستقلابية التيتحدث فيه . ومن الجدير بالذكر أن لكل الشحنات الموجبة والسالبة تأثيراتهاالخاصة ، فالشوارد الموجبة تظهر تأثيرا سيئا على صحة الإنسان من صداع وضيقفي التنفس ، وتخريش في مخاطيات الحلق والبلعوم وبحة بالصوت ، وتؤديزيادتها في الجو إلى شعور الإنسان بالضيق والضجر، هذا إضافة لما سبق ذكرهفي السطور السابقة .