الصراع بين الشمال والجنوب
5ثُمَّ تَنْمُو قُوَّةُ الْجَنُوبِ غَيْرَ أَنَّ وَاحِداً مِنْ قُوَّادِ مَلِكِ الْيُونَانِ الْمُنْقَرِضِ يُصْبِحُ أَكْثَرَ قُوَّةً مِنْهُ، وَيَتَّسِعُ نُفُوذُهُ وَسُلْطَانُهُ. 6وَبَعْدَ سَنَوَاتٍ يَعْقِدُ الْمَلِكَانِ مُعَاهَدَةَ سَلاَمٍ، تُصْبِحُ فِيهَا ابْنَةُ مَلِكِ الْجَنُوبِ زَوْجَةً لِمَلِكِ الشِّمَالِ، وَلَكِنَّهَا تَفْقِدُ تَأْثِيرَهَا عَلَيْهِ، فَلاَ تَتَحَقَّقُ لَهَا وَلاَ لأَبِيهَا وَلاَ لاِبْنِهَا وَلاَ لِمَنْ آزَرَهَا فِي تِلْكَ الأَوْقَاتِ آمَالٌ. 7وَيَتَوَلَّى مِنْ فَرْعِ أُصُولِهَا (أَيْ أَخُوهَا) الْمُلْكَ، فَيَزْحَفُ عَلَى رَأْسِ جَيْشٍ وَيَقْتَحِمُ حِصْنَ مَلِكِ الشِّمَالِ وَيُنَكِّلُ بِهِمْ وَيَقْهَرُهُمْ. 8وَيَسْبِي إِلَى مِصْرَ آلِهَتَهُمْ مَعَ أَصْنَامِهِمْ وَالآنِيَةِ النَّفِيسَةِ مِنَ الْفِضَّةِ وَالذَّهَبِ. ثُمَّ يَتَوَقَّفُ عَنْ مُحَارَبَةِ مَلِكِ الشِّمَالِ لِعِدَّةِ سَنَوَاتٍ. 9ثُمَّ يَغْزُو مَلِكُ الشِّمَالِ أَرْضَ مَلِكِ الْجَنُوبِ وَلَكِنَّهُ يَرْجِعُ إِلَى أَرْضِهِ فَاشِلاً.
10إِلاَ أَنَّ بَنِي مَلِكِ الشِّمَالِ يَثُورُونَ وَيَحْشِدُونَ جُيُوشاً عَظِيمَةً، تَتَقَدَّمُ كَالطُّوفَانِ عَبْرَ أَرْضِ إِسْرَائِيلَ، وَتَهْجُمُ عَلَى أَرْضِ مَلِكِ الْجَنُوبِ حَتَّى تَبْلُغَ الْعَاصِمَةَ. 11فَيَنْفَجِرُ مَلِكُ الْجَنُوبِ غَيْظاً، فَيُجَنِّدُ جُيُوشاً هَائِلَةً وَيَخْرُجُ وَيُحَارِبُ مَلِكَ الشِّمَالِ وَيَقْهَرُ جُيُوشَهُ 12وَيَقْضِي عَلَيْهَا، وَيُفْنِي عَشَرَاتِ الأُلُوفِ، وَيَشْمَخُ قَلْبُهُ. غَيْرَ أَنَّ 13مَلِكَ الشِّمَالِ لاَ يَلْبَثُ أَنْ يُجَنِّدَ جَيْشاً عَرَمْرَماً أَضْخَمَ مِنَ الْجَيْشِ السَّابِقِ، وَبَعْدَ سَنَوَاتٍ يَزْحَفُ بِقُوَّاتِهِ الْكَبِيرَةِ وَعُدَّتِهِ الْعَظِيمَةِ. 14وَفِي ذَلِكَ الْحِينِ يَتَمَرَّدُ كَثِيرُونَ عَلَى مَلِكِ الْجَنُوبِ، وَيَثُورُ الْمُتَمَرِّدُونَ مِنْ أَبْنَاءِ شَعْبِكَ، وَلَكِنَّهُمْ يُخْفِقُونَ، وَذَلِكَ لإِتْمَامِ الرُّؤْيَا. 15وَيُقْبِلُ مَلِكُ الشِّمَالِ وَيُقِيمُ مَتَارِيسَ الْحِصَارِ، وَيَسْتَوْلِي عَلَى مَدِينَةٍ مُحَصَّنَةٍ، وَتَعْجِزُ قُوَّاتُ مَلِكِ الْجَنُوبِ وَفِرَقُهُ الْمُنْتَخَبَةُ عَنْ صَدِّهِ، لأَنَّهَا تَفْقِدُ كُلَّ قُوَّةٍ. 16أَمَّا الْمَلِكُ الْغَازِي فَيَفْعَلُ مَا يَطِيبُ لَهُ، ولاَ أَحَدَ يَقْدِرُ عَلَى مُقَاوَمَتِهِ. وَيَسْتَوْلِي عَلَى الأَرْضِ الْبَهِيَّةِ وَيُخْضِعُهَا لِسُلْطَانِهِ. 17وَيُوَطِّدُ الْعَزْمَ عَلَى دُخُولِ أَرْضِ مَلِكِ الْجَنُوبِ بِكُلِّ جُيُوشِهِ، إِلاَّ أَنَّهُ يَحْمِلُ مَعَهُ شُرُوطَ صُلْحٍ. وَيُزَوِّجُ مَلِكَ الْجَنُوبِ مِنِ ابْنَتِهِ لِتَكُونَ لَهُ عَيْناً علَيْهِ. وَلَكِنَّ خُطَّتَهُ لاَ يُحَالِفُهَا النَّجَاحُ. 18فَيَتَحَوَّلُ نَحْوَ مُدُنِ سَاحِلِ الْبَحْرِ وَيَسْتَوْلِي عَلَى كَثِيرٍ مِنْهَا، غَيْرَ أَنَّ قَائِداً يَرُدُّهُ عَنْهَا وَيُلْحِقُ بِهِ عَارَ الْهَزِيمَةِ. 19فَيَرْجِعُ إِلَى حُصُونِ أَرْضِهِ، فَتَعْتَرِضُهُ الْعَقَبَاتُ فِي أَثْنَاءِ عَوْدَتِهِ فَيَتَعَثَّرُ وَيَخْتَفِي ذِكْرُهُ.
ـــــــ
{ السجال العسكري بين الشمال و الجنوب هو سجال بين الدولة الرومانية وريثة عرش الأسكندر و بين دولة فارس صراع محموم على الشام حتى ظهور الدولة الإسلامية و التي تقضي على طموح الدولتين في الشام و خروج هرقل منها مهزوما على يد المسلمين و هو ما أشارة إليه النبوءة بالقائد الذي يرد ملك الشمال إلى حصونه ثم بعد ذلك يختفي ذكره و بالفعل أختفى هرقل أسم هرقل و تشتت الإمبراطورية و لا يغيب عن بالنا أن هذا السفر قد حذف و بدل فيه الكثير و لو أطلعنا على السفر الحقيقي لوجدناه يصف دولة الإسلام بالاسم }
ثم تنتقل النبوءة إلى العصر الذي نهضت فيه أوربا من جديد و صارت لها الكلمة الأولى بعد ضعف الخلافة العثمانية و تقلصها أواخر الحرب العالمية الأولى }
نهب الأرض
20ثُمَّ يَعْتَلِي الْعَرْشَ بَعْدَهُ مَنْ يَبْعَثُ جُبَاةَ الْجِزْيَةِ إِلَى أَرْضِ إِسْرَائِيلَ، وَلَكِنَّهُ فِي غُضُونِ أَيَّامٍ قَلِيلَةٍ تُصِيبُهُ الْهَزِيمَةُ مِنْ غَيْرِ فِتْنَةٍ وَلاَ حَرْبٍ.
{ أظن أن المقصود هنا و الله أعلم بريطانية و الهزيمة التي أصابتهم هي خروج أمريكا كقوة عالمية و توليها لرعاية إسرائيل و بالتالي فقد تبدلت المقاييس و آل السلطان لغيرها حتى أنها أصبحت تابعا ذليلا لها
أي أن الإشراف الحقيقي على تنفيذ المشروع الصهيوني أنتقل من يد الإنكليز و الذين بذلوا الكثير عبر السنوات الماضية لجعله مشروع حقيقي و قائم هذا المشروع و بكل يسر أنتقل من حضانة الإنكليز إلى حضانة الأمريكان فاليهود لا يعرفون إلا المصلحة و دليلهم في ذلك ( كلما نفق حمار ركبنا حمارا آخر و الحمار البريطاني خرج من بعد الحرب العالمية الثانية ضعيفا و مهزوزا على العكس من الحمار الأمريكي فكان لا بد من استبداله }
21وَيَخْلِفُهُ حَقِيرٌ لَمْ يُنْعَمْ عَلَيْهِ بِجَلاَلِ الْمُلْكِ، إِنَّمَا يُحْرِزُ الْعَرْشَ فَجْأَةً، وَيَتَوَلَّى زِمَامَ الْمَمْلَكَةِ بِالْمُدَاهَنَةِ. 22وَيَمْحَقُ جُيُوشاً بِأَسْرِهَا فَتَنْدَحِرُ أَمَامَهُ، وَمِنْ جُمْلَتِهِمْ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ.
{ أما الحقير الذي يتولى السلطة بالخداع و المداهنة فهي أمريكا التي برزت كسيدة للعالم من خلال تدميرها لليابان دون أن تبذل أي خسارة تذكر }
23وَمُنْذُ اللَّحْظَةِ الَّتِي يُبْرِمُ فِيهَا عَهْداً يَتَصَرَّفُ بِمَكْرٍ، وَيُحْرِزُ قُوَّةً وَعَظَمَةً بِنَفَرٍ قَلِيلٍ،
{ بعد الحرب العالمية استطاعت أمريكا و إسرائيل التحايل على العالم و نهب ثروات الدول الفقيرة بأوراق نقدية لا رصيد لها سوى القوة و الجبروت }
24يَقْتَحِمُ فَجْأَةً أَخْصَبَ الْبِلاَدِ، وَيَرْتَكِبُ مِنَ الْمُوبِقَاتِ مَا لَمْ يَرْتَكِبْهُ آبَاؤُهُ وَلاَ أَسْلاَفُهُ. وَيُغْدِقُ الثَّرَاءَ عَلَى أَعْوَانِهِ مِمَّا نَهَبَهُ وَغَنِمَهُ، وَيَرْسِمُ خُطَطاً لِلاسْتِيلاَءِ عَلَى الْحُصُونِ، إِنَّمَا يَحْدُثُ هَذَا إِلَى أَمَدٍ وَجِيزٍ.
25وَيَسْتَثِيرُ هِمَّتَهُ وَيُجَنِّدُ قُوَّاتِهِ لِمُحَارَبَةِ مَلِكِ الْجَنُوبِ بِجَيْشٍ عَظِيمٍ وَيَتَأَهَّبُ مَلِكُ الْجَنُوبِ لِلْقِتَالِ بِجَيْشٍ ضَخْمٍ وَقَوِيٍّ جِدّاً، وَلَكِنَّهُ لاَ يَصْمُدُ، لأَنَّ أَعْدَاءَهُ يَتَآمَرُونَ عَلَيْهِ. 26وَيَخُونُهُ الآكِلُونَ مِنْ طَعَامِهِ الشَّهِيِّ، وَيَنْدَحِرُ جَيْشُهُ وَيُصْرَعُ كَثِيرُونَ. 27وَيُضْمِرُ هَذَانِ الْمَلِكَانِ ارْتِكَابَ الْمَكَائِدِ، وَيَنْطِقَانِ بِالْكَذِبِ وَهُمَا يَجْلِسَانِ عَلَى مَائِدَةٍ وَاحِدَةٍ، وَلاَ يُفْلِحَانِ لأَنَّ مَوْعِدَ حُلُولِ قَضَاءِ اللهِ بَاتَ وَشِيكاً.
{ يتأهب لغزوا ملك الجنوب و كأنه في المرة الأولى لم يغزوه و هذا ما حصل فعلا و في مهلة وجزية عاد ليغزوه فعليا و قد تجهز العراق بجيش كبير لكنه و نتيجة لخيانة القادة و رشوتهم من قبل أعدائهم فقد سقط العراق دون خسائر تذكر لأمريكا أما الملكان فهم الرئيس البريطاني و الأمريكي }
28وَيَرْجِعُ مَلِكُ الشِّمَالِ إِلَى بِلاَدِهِ بِغِنًى جَزِيلٍ، وَفِي قَلْبِهِ أَنْ يُدَمِّرَ أَرْضَ إِسْرَائِيلَ، فَيَفْعَلُ ذَلِكَ ثُمَّ يَعُودُ إِلَى أَرْضِهِ.
{ النبوءة تشير إلى أن القوات الأمريكية ستنسحب من العراق مضمرتا العودة لدمار ما بقي من الدول العربية بعد أن تحدث في العراق دمارا لا يعرف كنهه و قد تنسحب لأمور تكتيكية محضة تعود بعدها لإكمال ما بدأته }
29وَفِي الْمَوْعِدِ الْمُقَرَّرِ يَعُودُ وَيَقْتَحِمُ أَرْضَ الْجَنُوبِ، وَلَكِنَّ حَمْلَتَهُ فِي هَذِهِ الْمَرَّةِ لاَ تَكُونُ مُمَاثِلَةً لِلْحَمْلَتَيْنِ السَّابِقَتَيْنِ 30إِذْ تَنْقَضُّ عَلَيْهِ سُفُنٌ حَرْبِيَّةٌ مِنْ قُبْرُصَ، فَيَعْتَرِيهِ يَأْسٌ وَيَغْلِي غَيْظاً عَلَى أَرْضِ إِسْرَائِيلَ، وَيَصْغَى إِلَى مَشُورَةِ رَافِضِي الْعَهْدِ الْمُقَدَّسِ. 31فَتُهَاجِمُ بَعْضُ قُوَّاتِهِ حِصْنَ الْهَيْكَلِ وَتُنَجِّسُهُ، وَتُزِيلُ الْمُحْرَ قَةَ الدَّائِمَةَ، وَتَنْصِبُ الرِّجْسَ الْمُخَرِّبَ (أَيِ الْوَثَنَ).
حيث تكون قد وافقت قبل ذلك و بزمن ما على هدم المسجد الأقصى و قيام هيكل العجل مكانه }
ذكر اليهودي نوسترا داموس في رباعياته المشهورة و التي هي بلا ريب مأخوذة من كتب اليهود مثل هذه الحادثة التي نحن بصددها
ــــــ
( 9 , 43 )
عندما يكون جيش الصليب مستعد للإنزال
سيقوم الأسماعليون بمراقبته
و لما كان قد ضرب من كل الجوانب من قبل السفينة رافيير
تهاجمه سفن القادس العشرة المنتخبة بسرعة
ـــــــــــــ
قوات عربية تراقب أسطول صليبي يستعد للإنزال
عشر سفن تهاجم الأسطول في عملية إستشهادية
و في رباعية أخرى يصف مشهد الهجوم
( 10 , 2 )
شراع السفينة سيخفي سفينة القادس المبحرة
و سيتسبب الأسطول العظيم في إخراج الأصغر
و قرابة عشر سفن ستلتفت إلى صدره
العظيم المقهور يتحدى من أجل الدخول في الإيمان
ــــــ
عشر سفن ستنتبه لحركة سفينة مسلمة صغيرة تخفي حركتها باعتمادها على الأشرعة , هذا المركب الصغير في حجمه و العظيم في عمله يتحدى السفن العشرة و يدخل في الإيمان ( عملية إستشهادية )