أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، اذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بالاطلاع على القوانين بالضغط هنا. كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة المواضيع التي ترغب.
الـبلد : العمر : 35المزاج : مكبر ال ( G ) و مروق ال ( D )التسجيل : 24/08/2007عدد المساهمات : 575معدل النشاط : 36التقييم : 5الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
موضوع: رد: قصه السرب 77 قتال احد قصص المجد و البطولة للقوات الجوية المصرية الإثنين 24 مارس 2008 - 20:57
الساعه الحاديه عشر ظهرا : مطار فايد مازال الدخان يتصاعد من المطار ، ومازال الجنود ومن تبقي من العمال يجمعون الجثث والاشلاء، بينما تم نقل المصابين الي المستشفي ، وبينما الطيارون مجتمعون بقائدهم في ارض المطار ، هرول جندي الي العقيد تحسين زكي واخبرة بان المشير عامر علي التليفون ، هرول العقيد تحسين ،تاركا طياريه وقد علا الذهول علي وجه الجميع ، فالقائد العام ولاول مرة يخاطب العقيد تحسين مباشره متخطيا التسلسل القيادي،فلابد من انه امر هام جدا ، رفع العقيد تحسين السماعه وعقله غير مصدق ان يكون المشير فعلا علي الخط تحسين “ الو مين ؟؟ “ جاء صوت المشير فعلا عبر الاثير المشير “ أيه الاخبار عندك يا تحسين ؟؟” تحسين “ المطار انضرب يا فندم وباقي 12 طياره سوخوي، الممرات مدمره والمهندسين بيفحصوها ، وهيقولولي أمتي هتكون جاهزة “ المشير “ انت تقديرك أمتي هتكون جاهز ؟؟” تحسين “ ممكن بكرة الصبح يا فندم “ المشير “ كويس أوي يا تحسين ، علشان عايزك تنفذ الخطه فهد بأي تمن “ تحسين وقد علت الدهشه وجهه “ الخطه فهد يا فندم ؟؟!!” المشير متجاهلا السؤال “ هتصل بيك كمان ساعه وتقولي ايه الاخبار “ ثم اقفل المشير الخط تاركا العقيد تحسين غاضبا مندهشا متسائلا خرج القائد لرجاله الذين هرعوا تجاهه متسائلين عن فحوي المحادثه الا ان الرجل اجاب بجمله واحده الجمت الالسنه “ القيادة عايزاني أنفذ الخطه فهد” دارت العقول في سرعه تحاول إيجاد تفسير منطقي لطلب القياده الغريب
فكيف وبماذا سيقومون بتنفيذ الخطه ، فليس لديهم ممرات ولا طائرات وحتي لو توافر ذلك فأين التنسيق بين كل المطارات والقواعد الجويه لتنفيذ الخطه ،فعدد الطائرات لا يمكنها تنفيذ ضربه مؤلمه للعدو بأي شكل.
خرج أحمد عن صمته ، وبينما الجميع في دهشه وأحباط ، صاح أحمد “طيب ليه منستخدمش الشارع اللي بره ونطلع من عليه ؟؟” لمعت عيني المليجي والسمري ، بينما أستدار الجميع لرؤيه الطائرات وقياس مدي امكانيه الخروج بها الي الطريق، وعلي الفور بدأت الاراء والتصريحات من الجميع الا ان صوت القائد تدخل بهدوء وحسم طالبا من السمري أن يدرس هذا الامر الان ، بينما طلب من خميس أن يتوجه الي المهندسين لمعرفه أخر ما توصلوا اليه في امر الممرات . توجه السمري تجاه سيارته ولحقه احمد والمليجي لدراسه امر الاقلاع من الطريق
القاهرة : الساعه الحاديه عشر والنصف ظهرا منزل الحاج أحمد الشاذلي بدأت الاسرة في التجمع بالمنزل لمتابعه اخر الاخبار ، فقد عاد الاب مبكرا من عمله بعد ان دوت صافرات الانذار بالقاهرة ليجد زوجته تلصق اذنها بالمذياع تستمع الي نشرات الاخبار ، وهي تبكي خوفا علي ابنها ، عاد الاب ليجد ان ناديه قد سبقته في الحضور هي الاخري ، صاحت الام فور مشاهدتها لزوجها “الحرب قامت يا ابو عمر ، والولد في الحرب “ كانت تصيح في لوعه وقد ارتمت في احضان زوجها، تاركه ناديه جالسه علي الارض تستمع لمختلف المحطات التي قد تبث خبرا جديدا
أستكملت الام في لوعه “ هوا كان لازم يخش الطيران ، ماهو كان زمانه قاعد جنبا دلوقتي وكنت أطمنت عليه ، لكن هوا اللي حكم راسه ، يارب رجعه هوا واللي معاه بالسلامه يا رب … يارب انا مليش غيرة “ كانت لوعتها وصوتها يقطع القلوب فبكت ناديه مرة أخري ، وترقرقت الدموع في عيني الاب ، الا ان طمئنها بكلمات لا تطفئ شوق ام أبنها في الحرب فأتجه الاب نحو ناديه متسائلا “ فيه أخبار جديدة يا بنتي ؟؟؟”
مسحت ناديه دموعها وبصوت باكي أردفت “ الاخبار بتقول انهم هاجموا مطاراتنا وان طيرانا تصدي لهم واننا وقعنا لهم 45 طيارة لغايه دلوقت ، وأن الجيش اشتبك بطول الجبهه ، وبدأت قواتنا في التقدم حسب الخطه” انحني الاب علي رأس ناديه وقبلها مردفا “ ربنا يبارك فيكي ،اهي دي الاخبار ولا بلاش – أكيد أحنا دلوقتي بنديهم علقه سخنه “ نظرت ناديه تجاة الاب متسائلا “ تفتكر عمر بخير يا عمي ؟؟” أستدار الاب وهو ينظر لصورة الرئيس جمال عبد الناصر “ ربنا ينصرة هوا وكل ولادنا “
الساعه الثانيه عشر ظهرا مطار السر ما زال الوجوم يحيط بالرجال بعد ان جمعوا رفات زملائهم تمهيدا لدفنها ، وتعالي الغضب علي وجوه البقيه الباقيه من الطيارين وهم يرون الطائرات الاسرائيليه تغير علي المطار مره تلو الاخري وتعيد قصف الممر بدون ان تتصدي لها قواتنا ، وزاد من السخط والحنق لدي الطيارين هو عدم رؤيه اي طائرات مصريه في السماء .
فظل الرجال متخذين سواتر لهم للاحتماء من الاغارات المتكررة والاعين تتعلق بالرائد مرعي مطالبه اياه باتخاذ قرار ما ، لكن ماذا يفعل الرجل سوي انتظار نجده القدر ، فأذا ارسل جنديا سيرا علي الاقدام لطلب النجده ، فأن هذا الجندي هالك لا محاله ، فأقرب موقع به قواتنا يقرب عشره كيلو مترات علي الاقل تتخللها جبال شاهقه وهضاب ، كان الرائد مرعي يتصبب عرقا غزيرا وهو يجلس داخل حفرة ، كان عقله لا يتوقف عن الحركه بينما عينيه تتجنب نظرات الرجال المطالبه بأيجاد حل في هذا المأزق لكنه عقد العزم في ذهنه علي التحرك بالرجال ليلا سيرا علي الاقدام لو لم تأت أي نجده
وفي حفره اخري صنعتها احد القنابل ، أحتمي عمر هو الاخر مثل باقي الرجال ، توقف عقله عن التفكير بعد أن أٌرهق تماما ، فقد نفذت طلقات مسدسه بعد ان اطلقها في غضب ضد الطائرات المهاجمه بلا جدوي ، ونفذت معها ايضا كل السجائر التي طالتها يده ، فقد دخن في الثلاث ساعات الماضيه أكثر مما دخن في عمرة كله ، لكن احساسه بالوقت كان منعدما تماما ، فكر في مصر التي تقاتل الان بينما هو محتمي في حفرة
وتمني لو استطاع القتال ، أخذه تفكيرة الي طارق متسائلا عن حاله الان ، وهل مازال حيا ؟ لكن يقينه أخبرة بأن طارق لابد وانه بخير الان .
وبينما جميع الرجال قي صمت كصمت الشهداء المجمعين بجوارهم ، ظهر صوت بوق سيارة من بعيد ، علي الفور اطلت رؤوس الرجال من الحفر والاعين تتساءل عن مصدر الصوت ،ومن بين الدخان ظهرت سيارة نقل عسكريه تجاه بوابه المطار ، فهلل الجنود فرحا بالنجده ، بينما تهلل وجه الرائد مرعي بالسعاده.
توقفت السيارة بجوار أحد السيارات المحترقه ليحجبها الدخان مرة اخري عن اعين الرجال ، فتوجس الرائد مرعي خيفه من هذا التصرف ، فأمر الرجال بالبقاء في الحفر ، وأخرج مسدسه موجهها فوهته نحو السياره ، كذلك فعل باقي الضباط عندما فهموا تصرفهم قائدهم الغريب
وتعلقت الاعين تجاه مقدمه السيارة التي تظهر من بين الدخان ، مرت ثوان كالدهر علي الرجال حتي ظهر شبح من بين الدخان يتحرك تجاههم ، في البدايه لم تكن معالمه واضحه ، الا ان الجميع ميزوا زي الطيران الواضح ، لكن غموض ملامحه وجهه جعلهم محتاطين منه ، وفجأه وجد الرائد مرعي عمر يجري تجاه هذا الشخص ثم يحتضنه ، أنه طارق هكذا صاح عمر فيهم ، فهب الجميع فرحين بالنجده والتفوا حوله في سرعه فرحين بنجاته
وبعد ثوان انزوي طارق بالرائد مرعي وبالضباط مبلغهم التعليمات التي جاء بها من العريش، وتجنب عن عمد الاشاره الي المحادثات اللاسلكيه التي سمعها عندما كان بالعريش وسرعان ما عاد الدم يتدفق في وجهه الرائد مرعي وهو يلقي بالتعليمات سريعا في رجاله لاخلاء المطار سريعا .
كان عدد الناجين من المطار يقارب الاربعين من مختلف الرتب وكان لابد للسيارة ان تتحملهم جميعا ، فوضعت الاولويه للمصابين ثم الضباط ثم الجنود . وبعد دقائق قليله تم دفن جميع الشهداء بدون صلاه ، فالوقت يسابق الرجال بلا هواده
كان الرجال مسرعين لاسباب مختلفه ، فمنهم من يريد الهرب قبل اي غارة أخري قد تقتلهم وتدمر تلك السيارة الثمينه التي ستخرجهم من الجحيم ، بينما اسرع الضباط للانتقال الي مطار اخر حيث يقاتلون منه العدو ، ويذيقوه مما اذاقهم نارا ودمارا فالحرب مازالت في بدايتها والنصر أكيد . وبعد أقل من نصف ساعه من قدوم طارق ، كانت السياره تغادر بوابه المطار متجهه غربا تجاه وادي المليز حيث تقبع اكبر قاعده جويه لقواتنا في سيناء .
ومن فوق السيارة جلس طارق وعمر يشاهدان مطارهم يبتعد شيئا فشيئا وهو غارق في الدخان، كانت سعاده عمر وحماسته كبيره ، لكن طارق لم يشاركه في ذلك فظل صامتا حاول عمر ان يداعبه بأن الموقف ليس سيئا لهذه الدرجه وان الحرب مازالت مستمرة وانه واثق من النصر ، رد طارق بأيماءه مصطنعه ، وأخرج سيجاره يدخنها ، ودهش عندما وجد يد عمر تمتد له مطالبه بسيجارة ، فتبسم من موقف زميله الغريب ،وسأله عمر وهو يشعل السيجاره “ عملت ايه بعد ما سحبت اليهود وراك ؟؟” فقص طارق ما دار خلال قتاله واضطراه للقفز فوق مطار العريش ثم استكمل قصته وهو عائد بالسياره من العريش “كان صوت المدفعيه في كل حته وانا جاي لكم ، انا عديت علي كذا موقع لقواتنا وبصراحه كان منظر رهيب ، مدفعيتنا بتضرب بكل طاقتها ،والرجاله شغالين”
ازدادت سعاده عمر من حديث طارق وصاح في سعادة “ انا مش قلت لك اننا هندي ولاد الكلاب دول علقه سخنه “ فأعتصر طارق سيجارته بشفتيه ولم يرد خرجت السيارة من الطريق الفرعي الي طريق ترابي ممهد بعد نصف ساعه تقريبا واستمرت في اتجاها غربا كانت الشمس تلهب رؤوس الجميع حرا وتزيد من معاناه الجرحي الذين ازدادت الامهم مع مرور الوقت ووعوره الطريق
بعد عده كيلومترات فوجئ الجميع بعدد من السيارات العسكريه المحترقه علي الطريق ، كان منظرا غريبا ، فلا يوجد جرحي او قتلي حول السيارات ،أذن فمن المؤكد ان هذه السيارت هوجمت بطائرات العدو واستطاع الرجال النجاه بنجاح ، سارت السيارة ببطء بجوار هذه السيارات ثم توقفت فجأه ، ليهبط بسرعه السائق والرائد مرعي واحد الضباط الذين يركبون في المقدمه جريا تجاه احد السيارات التي لم تحترق بالكامل ، تابعت اعين الرجال من فوق صندوق السيارة ما يجري وتساؤلوا عما يجري ، وجاء صوت الرائد مرعي بهدوء يجيب بانهم يبحثون عن وقود ، فقد شارف وقود سيارتهم علي النفاذ ، وقبل ان يتسرب الفزع والقلق الي اذهان الرجال جاء صوت السائق فرحا بانه وجد وقودا بهذه السيارة ، وبدون أي اوامر هبط الرجال من الصندوق يساعدون في اخماد النيران حتي لا تتسرب لخزان الوقود ، كان حماس الرجال اقوي من النيران التي اختفت في دقائق .
وبعد ربع ساعه كانت السيارة تواصل تحركها بعد ان أمتلئ خزانها وما فاض منه وضع في خزان حمل هو الاخر بجوار الجنود ، فالوقود ثمين جدا لانه ما سيقودهم لمطار المليز ، حيث الحرب والنصر وواصلت السيارة سيرها تاره بسرعه وتارة اخري ببطء لرداءه الطريق.
الفدائي المصري
مســـاعد أول
الـبلد : العمر : 35المزاج : مكبر ال ( G ) و مروق ال ( D )التسجيل : 24/08/2007عدد المساهمات : 575معدل النشاط : 36التقييم : 5الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
موضوع: رد: قصه السرب 77 قتال احد قصص المجد و البطولة للقوات الجوية المصرية الإثنين 24 مارس 2008 - 21:00
الساعه الثانيه ظهرا مطار فايد فشلت محاوله الرجال في اخراج الطائرات الي الطريق نظرا لصغر الطريق مقارنه بحجم الطائرات السوخوي الكبيره ، ووجد العقيد تحسين نفسه مجبرا علي انتظار المهندسين في اصلاح الممر الفرعي وازاله حطام طائره نائب رئيس الجمهوريه فقد أبلغه قائد سريه المهندسين أن الممر الرئيسي يحتاج ليومين حتي يتم اصلاحه وأن الممر الفرعي هو الاقرب للاستخدام نظرا لعدم قذفه بالقنابل.
وكان المهندس مندهشا جدا وهو يحدث العقيد تحسين ، فهو لم ير في حياته قنابل تخلق هذا الدمار بأرضيه الممرات ، لم يكن العقيد تحسين مهتما بحديث المهندس بقدرأهتمامه في كيفيه أعاده الحياه لمطاره وذلك بتجهيز ممر للاقلاع والهبوط.
كان القلق يعتري الرجل من عدم تمكنه من الاستعداد لتنفيذ الاوامر ، وكمن فاق من شروده ، تدخل العقيد تحسين في حديث المهندس مقاطعا وسائلا “ أمتي الممر الفرعي هيكون جاهز ؟” كانت نظراته في عيني المهندس حاده صارمه تطلب أجابه محدده. فأجاب الرجل بعد ثوان من التفكير “ بكره مع اول ضوء يا فندم يكون الممر جاهز إن شاء الله “ أرتاحت اعصاب العقيد تحسين قليلا من اجابه الرجل والتي كانت تنم عن ثقه وأقتدار فالأن يمكنه ان يجهز طياريه وطائراته المتبقيه للعمل من الغد فأستدار طالبا من السمري ، عودة جميع الطيارين للراحه والمبيت ثم العوده قبل اول ضوء ، أنصرف السمري يبلغ الطيارين وبعد نقاش وجدل رضخ الطيارين صاغرين للاوامر ، اما السمري فتوجه لمكتب قائده يطلب بالالحاح البقاء ومساعدته ووافق القائد ، وبعد دقائق كانت سيارة الطيارين تغادر المطار ، وأعين من بها لا تفارق المطار حتي غاب عن الانظار . كان الصمت هو القاسم المشترك بين الطيارين في السياره ، لكن كل من فيهم يفكر بطريقته الخاصه فيما حدث اليوم ،فمدحت المليجي ساخط وغاضب مما حدث ومن تقصيره الشخصي ، فكان يجب ان يطير بأي شكل، فوجوده بالجو كان سيخلق وضعا مختلفا غير ما حدث .
اما احمد فقد كان متحمسا أشد ما يكون علي الرغم من تدمير كل الطائرات التي يمكن ان يطير بها ، لكن سبب حماسه هو ان الحرب قد قامت وان لديه فرصه للمشاركه في دق عظام اليهود ، فما قيمه تدمير طائرته علي الارض مقابل بقاءه حيا ليطير بأخري وأخري لتنفيذ مهامه ، وكان لديه يقين بان القياده ستمدهم بطائرات جديدة سريعا خاصه عندما نما الي علمه وجود طائرات تحت التركيب بمطار غرب القاهره .
وفي المطار كان العمل علي قدم وساق بين المهندسين والجنود وبين هؤلاء العمال المدنيين العظماء الذين واصلوا عملهم رغم كل الموت المحيق بهم لازاله الدمار من الممر وتجهيزة للعمل وفي الثالثه عصرا ، تلقي العقيد تحسين مكالمه تليفونيه أخري من المشير عامر المشير “ أيه الاخبار عندك يا تحسين دلوقتي ؟؟” العقيد تحسين “ أنا أسف يا فندم مش هنقدر نطلع من الطريق،وبأذن الله بكره الصبح هنبدأ الطيران لتنفيذ الاوامر “ تمر ثوان صمت يعقبها صوت المشير “ طيب يا تحسين ، شدوا حيلكم “
وأغلق المشير الخط ، تاركا العقيد تحسين في حيره شديدة ، فصوت الرجل تغير كثيرا عما كان في الصباح ، فأسرع الرجل الي غرفه الاتصالات فقد حان موعد ارسال البلاغات وبدلا من ان يترك جندي اللاسلكي يقوم بأبلاغها أثر ان يتعرف بنفسه علي بلاغات المطارات الاخري فجلس جوار جندي اللاسلكي ووضع السماعات علي أذنيه ، وبيده سيجاره مشتعله ووسط الدخان أستمع الرجل علي الموجه المفتوحه الي بلاغات المطارات الاخري، منتظر النداء عليه ليقدم بلاغه في حينه “” مطار بني سويف للقياده تدمير كل الطائرات علي الارض،الممرات أنضربت،المطار غير صالح للعمليات “ “مطار كبريت –للقياده- المطار أنضرب خسرنا 12 طيارة ميج 21 علي الارض وثلاثه طيارات في قتال جوي – تم تأكيد أسقاط طيارتين للعدو – المطار خارج العمليات حاليا “ “مطار ابو صوير – عشرين طيارة أنضربت علي الارض – خسرنا 4 طيارات ميج 21 في قتال جوي – تأكيد أسقاط طيارتين للعدو- المطار خارج العمليات مؤقتا “
كان الفاصل الزمني بين كل تقرير والاخر لا يتعدي ثوان ، ومع كل تقرير كان اليأس يتسرب للعقيد تحسين ، فليس مطاره هو الوحيد الذي تعرض للقصف إذن ، لكنهم وصلوا الي بني سويف في شمال الصعيد ، أذن فالضربه اقصي مما كان يتخيل ، فأستجمع كل مشاعرة في أمتصاص دخان السجائر القاتل وهو يستقبل البلاغات والتقارير “ مطار إنشاص – أحنا بنتهاجم من الصبح لغايه دلوقتي ، كل طيارتنا انضربت ، الممرات مدمره – المطار خارج العمليات ، ننتظر دعم سريع “ ثم وقف العقيد تحسين فجأه وكأن مسا كهربائيا سرا في جسده عندما سمع البلاغ التالي “ مطار الاقصر ينادي القياده – أحنا أنضربنا يا فندم ، ثمان طائرات تيبولوف16 انضربت علي الارض بعد نزولها ، المطار مولع ، نعمل ايه يا فندم معندناش دفاع جوي ولا قوة حمايه “
كان صوت المتحدث فزعا ، فبالتأكيد لم يكن اي فرد بالقوات المسلحه المصريه جميعها يتوقع وصول الطائرات الاسرائيليه الي مطار الاقصر، فهو لم يكن مجهزا لان يكون مطارا عسكريا ولم يكن به أسراب جويه ، فكيف وصلوا اليه علي هذه المسافه البعيده؟
قفز كتيب أحمد الذي أوصله الي قائد القوات الجويه الي ذهن العقيد تحسين فجأه ، فضرب بيده بقوة علي الطاوله لاعنا تخاذل قيادته في تقدير اهميه هذه المعلومه الهامه ثم سمع القياده تنادي مطار فايد ، فأجاب مبلغا تقريرة “مطار فايد ، تعرضنا لخمس ضربات من الصباح ، كل تشكيلات الميج 19 والميج 21 دمرت تماما ، باق أثني عشر طياره سوخوي ، هنشتغل مع اول ضوء غدا بأذن الله “ ثم صمت الرجل بعد ان أستمع لتأكيد بوصول تقريرة وقام مهموما من مقعدة تكاد أعصابه أن تخونه ويسقط من هول ما سمع .
خرج الرجل من غرفه الاتصالات كمن كبر دهرا كاملا ، فالضربه اقوي بكثير مما كان الرئيس يتوقع ، وخسائرنا في الطيران فادحه ، فتوجه بخطي بطيئه نحو مكتبه ولحقه السمري وهو ممسك براديو صغير وعلي وجهه امارات السعاده قائلا” قواتنا بتتقدم علي طول الجبهه ، بيقولوا اننا وقعنا لهم تسعين طياره لغايه دلوقت “ ثم صمت السمري فجأه عندما رأي قائده مهموما بصورة لم يراها في حياته فاغلق باب المكتب خلفه متسائلا “ مالك يا فندم ؟؟ انت تعبان ؟؟؟” العقيد تحسين بحزن “ لا يا سمري ، مصر هي اللي تعبانه “ السمري “ خير يا فندم ، فيه أخبار جديدة ؟؟؟” جلس الرجل علي مكتبه وأخفي وجهه بين يديه “مش أحنا بس اللي أنضربنا ، دي كل المطارات أنضربت” السمري مخففا “مش مهم يا فندم ، احنا لسه عندنا مطارات الدلتا والصعيد ، ودول فيهم اكتر الطيارات” العقيد تحسين بعنف “ بقولك كل المطارات ، انت مش سامعني ؟؟ دول وصلوا الاقصر” سقط السمري علي كرسيه فاغرا فاه من الدهشه والصدمه وهو يردد في ذهول “ كل المطارات ؟؟ ازاي ؟؟ أكيد امريكا دخلت الحرب معاهم ….ايوه أكيد امريكا دخلت الحرب “ العقيد تحسين “ أمريكا ايه بس ، مفيش ولا بلاغ من أي مطار جاب سيره طيارات امريكاني ، انت بتقول ايه يا سمري” السمري معترضا “ ما هو مش ممكن يا فندم …طيب جابوا طيارات منين ، دول محتاجين ثلاثمائه طياره علي الاقل علشان يعملوا كده، وكمان معندهمش طيارات توصل للعمق ده “ العقيد تحسين “ أو ممكن يكونوا بيرجعوا يحَملوا ويمَونوا ويطيروا تاني مش دة برضه أحتمال وارد ؟؟” السمري وقد الجمته الدهشه عن التفكير “ وخسايرنا ؟؟” العقيد تحسين بأسي “ مبقاش فاضل طيارات تقريبا من اللي سمعته “
وضع السمري يديه علي وجهه وأنخرط في بكاء مرير من هول الصدمه والمفاجأه ولم يستطع قائده ان يمنعه من البكاء المكتوم فالصدمه تفوق تصور اي مصري تركه الرجل قليلا ليفرج عن همه ثم واصل حديثه بصوت هادئ ممتزج بدموع قليله تطفو علي مقلتيه “أنا مش هنفذ اللي المشير عاوزه ، احنا بكره نطلع بطيارتين نضرب لهم أي مطار ، ونبلغ القياده ان باقي الطيارات مش جاهزة “ السمرى متعجب “وليه منهاجمش بكل اللي عندنا ؟؟” العقيد تحسن غاضبا “ انا معنديش أستعداد أخسر الولاد ، دول دلوقتي أغلي عندي من كنوز الدنيا علشان نقدر نكمل ، المشير عاوزني أهاجم ، طيب الطيارات الفاضله ممكن يعملوا ايه في أسرائيل ؟؟ طبعا ولا حاجه ، في ستين داهيه الطيارات بس ممكن اخاطر و أخسر الطيارين كمان “ السمري وقد أستجمع جزء من رباطه جأشه “بس انت كده بتخالف الاوامر يا فندم ودة خطر عليك أحنا في حرب دلوقت يعني ممكن محاكمه عسكريه “
العقيد تحسين منفجرا “ وهو اللي اعطي الامر بأننا نندبح كدة علي الارض مش هوا اللي لازم يتحاكم ، ولا اللي اعطي اوامر بوقف المظلات اللي بتحمي المطارات ، ولا اللي اعطي اوامر بتقييد نيران الدفاع الجوي؟ ، كل واحد من دول لازم يتعدم في ميدان التحرير مش أنا اللي بحاول أحمي الباقي من الطيارين” ووضع الرجل رأسه علي المكتب مخفيا وجهه بعد أن اشار للسمري بالانصراف، وقبل ان يصل السمري الي الباب خرج صوت القائد بصعوبه “ يا سمري ، مش عايز الولاد يعرفوا حاجه عن ضرب المطارات ، انا مقدرش اجازف بمعنوياتهم كمان ، خلي عندهم امل “
الخامسه عصرا وسط صحراء سيناء مازالت السيارة تتحرك غربا حامله الرجال تجاه مطار المليز ، الحر يعصف بالجميع والطريق غير ممهد ، والرجال ينتظرون ان تصل السيارة للطريق الاوسط الممهد لكي يقل عذابهم قليلا ، قدر أحد ضباط الصف ان امامهم اربع ساعات أخري للوصول الي المليز بهذه السرعه ، رد أخر أن حلول الليل سيجعل الامر أسهل أستند عمر علي كتف طارق وأستسلم للنوم ، رغم كل ما مر به طارق في هذا اليوم الا ان الابتسامه وجدت طريقها لشفتيه من تصرف عمر والذي أستطاع ان ينام وسط هذه الحرارة ووعوره الطريق ، وبدون أي مقدمات توقفت السياره فجأه ، فأخرج الجنود رؤوسهم من صندوق السياره مستفسرين عما حدث ، فوجدوا السائق ينزل من الكابينه ويفتح غطاء المحرك ويختفي تحته، وجد الجميع انها فرصه لكي يترجلوا قليلا ويهنأوا بفرد ارجلهم المكورة من فترة من جراء حشرهم في الصندوق ، بينما وجد أغلبهم انها فرصه لقضاء حاجتهم في الصحراء الشاسعه حولهم ، فأنتشر الرجال حول السيارة ، بينما أيقظ طارق عمر لكي يترجلوا من السيارة وبعد ربع ساعه أعلن السائق ان السيارة قد تعطلت وانها تحتاج لقطع غيار غير متوافره معه، فصاح فيه الرائد مرعي غضبا عن اهماله، وتواصلت لعنات الرجل علي السائق المسكين والذي ظهرت دموعه سريعا الا أن الجميع تدخل لانقاذ هذا الجندي الشاب من يدي الرائد مرعي والذي تصرف بانفعال مبالغ ،وبعد دقائق من النقاش بين الضباط ، اتفق الرأي علي الانتشار حول الطريق انتظارا لاي سياره ماره بينما يترك المصابون بالسيارة لراحتهم.
وأسدل الليل ستاره علي الرجال في الصحراء الجرداء، ومن بين الصمت المحيط ، خرج انين الجرحي علي فترات. يتبع
الفدائي المصري
مســـاعد أول
الـبلد : العمر : 35المزاج : مكبر ال ( G ) و مروق ال ( D )التسجيل : 24/08/2007عدد المساهمات : 575معدل النشاط : 36التقييم : 5الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
موضوع: رد: قصه السرب 77 قتال احد قصص المجد و البطولة للقوات الجوية المصرية الإثنين 24 مارس 2008 - 21:18
موضوع: رد: قصه السرب 77 قتال احد قصص المجد و البطولة للقوات الجوية المصرية الثلاثاء 25 مارس 2008 - 6:58
Vondeyaz كتب:
علي موقع المؤرخ تم نشر اجزاء من قصه السرب 77 قتال ولم يريد من المشرفين او المديرين يمكنكم الاقتباس منها علي الرابط التالي http://almoarekh.com/index.php?option=com_content&task=view&id=186&Itemid=26&limit=1&limitstart=0
ويمكن نشرها في هذا المنتدي المحترم لكي يعرف الجميع ماذا قدم الطيارين المصريين لمصر وللعرب
اهلا بك اخي وصديقي احمد نشكرك لموافقتك علي نشر قصه السرب 77 قتال بمنتدانا ونحن متشوقون الي مشاركاتك المتميزه معنا لك خالص التحيه
Vondeyaz
عريـــف أول
الـبلد : العمر : 49المزاج : من سئ الي اسوأالتسجيل : 26/08/2007عدد المساهمات : 143معدل النشاط : 67التقييم : 7الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
موضوع: رد: قصه السرب 77 قتال احد قصص المجد و البطولة للقوات الجوية المصرية الثلاثاء 8 يوليو 2008 - 18:38
فين بقيه الاجزاء يا اخي :)
gooda
مـــلازم
الـبلد : المهنة : نفسى اشتغل محاسب زى ما درست 7 سنين فى الكليةالمزاج : انسان مصرى عادىالتسجيل : 17/09/2007عدد المساهمات : 696معدل النشاط : 20التقييم : 4الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
موضوع: رد: قصه السرب 77 قتال احد قصص المجد و البطولة للقوات الجوية المصرية الثلاثاء 8 يوليو 2008 - 19:11
على فكرة القصة كلها عندى وضبطتها على ملف pdf اللى عاوزها يقولى ارفعها ازاى وانا تحت امره طبعا ده بعد موافقة مؤلفها أ/ احمد VONDEYAZ
f-16 block62
عريـــف
الـبلد : العمر : 35المهنة : طالب بكليه الشرطهالمزاج : وطني ولكن.......التسجيل : 21/06/2008عدد المساهمات : 44معدل النشاط : 4التقييم : 0الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
موضوع: رد: قصه السرب 77 قتال احد قصص المجد و البطولة للقوات الجوية المصرية الخميس 10 يوليو 2008 - 11:04
يالا فدائي مستنينك
tiger117
عريـــف أول
الـبلد : العمر : 43المزاج : اشداء على الكفار رحماء بينهمالتسجيل : 30/04/2008عدد المساهمات : 192معدل النشاط : 10التقييم : 2الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
موضوع: رد: قصه السرب 77 قتال احد قصص المجد و البطولة للقوات الجوية المصرية الخميس 10 يوليو 2008 - 11:46
القصة بالكامل موجودة فى قسم الوثائق العسكرية بالمنتدى تحت اسم السر 77 قتال سرب الاشباح وانا حملتها وقراتها كلها
Danger fox
جــندي
الـبلد : العمر : 30المهنة : طالبالمزاج : عصبي جداً وأتوقع الأسوء دائماًالتسجيل : 26/07/2008عدد المساهمات : 18معدل النشاط : 0التقييم : 0الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
موضوع: رد: قصه السرب 77 قتال احد قصص المجد و البطولة للقوات الجوية المصرية الثلاثاء 19 أغسطس 2008 - 15:49
جزاك الله خيراً ولككني أريد بعض المعلومات عن الخطة الجوية في حرب 73 وشكراً
موضوع: رد: قصه السرب 77 قتال احد قصص المجد و البطولة للقوات الجوية المصرية الثلاثاء 19 أغسطس 2008 - 16:22
Danger fox كتب:
جزاك الله خيراً ولككني أريد بعض المعلومات عن الخطة الجوية في حرب 73 وشكراً
اولا نرحب بالاخ العزيز Danger Fox
ثانيا
بالنسبه للخطه الجوية في حرب اكتوبر كانت علي اساس ان يتم الهجوم بكامل عدد الطائرات في نفس الوقت علي ارتفاع منخفض جدا لا يزيد عن 20 مترا لتجنب بطاريات الهوك والتي كانت لا تستطيع التهامل مع الطائرات التي علي ارتفاع اقل من 30 مترا ........ويتم الهجوم المتزامن علي كلا الجبهتين المصريه والسوريه .....وذلك لضرب
مراكز القياده والتشويش ( مثل ام مرجم وام خشيب) بطاريات الدفاع الجوي المطارات في سيناء والجولان تجمعات الاحتياطيات القريبة
علي ان تعود الطائرات الي قواعدها وقد قدر لهذه الضربه خسائر 25% ........ولكن سقطت فقط 5 طائرات ...اي اقل من 4% (علي ما اتذكر) وكانت نتائج الضربه الجوية تدمير الاتي
1- مطارات المليز و بيرتمادا و رأس نصراني تحولت إلي حطام .
2- تدمير عشرة مواقع صواريخ ارض جو طراز هوك .
3- تدمير 6 مواقع مدفعية بعيدة المدى .
4- تدمير ثلاثة مواقع رادار و مراكز توجيه و إنذار .
5- محطتا أم خشيب و أم مرجم للإعاقة و الشوشرة دمروا .
6- تدمير ثلاثة مناطق شئون إدارية للعدو .
7- قصف النقطة القوية شرق بور فؤاد ( بودابست ) .
ثم اوكل مهمه الدفاع الجوي علي عاتق قوات الدفاع الجوي وحائط الصواريخ والذي امن مظله جويه تقدر ب 15 كيلو مترا شرق القناه مما ادي الي اسقاط اعداد كبيره من الطائرات الاسرائيليه في اول ايام الحرب حتي تم تدارك الامر منهم ومنعوا طياريهم من الاقتراب اقل من 15 كيلو شرق القناه
وطبعا لا نغفل معركه المنصوره الجويه والتي دفع فيها العدو بعدد كبير من الطائرات لضرب العمق المصري وقد دفع فيها العدو 160 طائره من طراز اف 4 وسكاي هوك مقابل 65 طائره مصريه ميج 21 وقد استطاعت الطائرات المصريه بفضل الله اسقاط حوالي 17 طائره اسرائيليه مقابل 6 طائرات مصريه 3 منها بسبب نفاذ الوقود
Vondeyaz
عريـــف أول
الـبلد : العمر : 49المزاج : من سئ الي اسوأالتسجيل : 26/08/2007عدد المساهمات : 143معدل النشاط : 67التقييم : 7الدبـــابة : الطـــائرة : المروحية :
موضوع: رد: قصه السرب 77 قتال احد قصص المجد و البطولة للقوات الجوية المصرية الخميس 25 ديسمبر 2008 - 10:38
هو مش الواحد يستاهل وسام من الادارة بالمشاركات دي ولا ايه ؟؟؟ :) طبعا انا مش بتكلم جد