ليبيا: المعارضة تستعيد البريقة والجنائية الدولية تفتح تحقيقاً استعاد المقاتلون المعارضون للزعيم الليبي معمر
للقذافي السيطرة على مدينة البريقة الاستراتيجية الغنية بالنفط بعد
اشتباكات ضارية مع القوات المؤيدة للحكومة. يأتي ذلك بعد أن تمكنت القوات
الحكومية من الدخول إلى هذه المنطقة الفاصلة بين شرق ليبيا غربها الذي لا
يزال تحت سيطرة القذافي.
في هذه الأثناء، اعلنت المحكمة الجنائية الدولية
أنها ستفتح تحقيقا رسميا في جرائم ضد الإنسانية من المحتمل أن تكون ارتكبت
في ليبيا. وقال مكتب مدعي المحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو اوكامبو
انه سيعلن الخميس اسماء الاشخاص الذي يمكن ان يكونوا موضع تحقيق بشأن
ارتكاب جرائم ضد الانسانية في ليبيا.
اشتباكات البريقة
وتأتي التطورات الحاصلة في البريقة بعد اشتباكات
أدت إلى سقوط 5 قتلى و11 جريحا وفق المصادر الطبية داخل مستشفى البريقة.
واندلعت الاشتباكات عندما حاول المؤيديون للقذافي السيطرة على مقر شركة
سرت لانتاج وتوزيع النفط والغا
وشاركت مجموعة من المقاتلين المسلحين بأسلحة خفيفة في عن البلدة في وجه القوات الموالية للعقيد للقذافي.
واندلعت الاشتباكات عندما حاول المؤيديون للقذافي السيطرة على مقر شركة سرت لانتاج وتوزيع النفط والغاز.
وكانت التقارير الواردة من ليبيا صباحاً قد أشارت
بأن القوات الموالية للعقيد معمَّر القذافي بدأت زحفها باتجاه المناطق
الشرقية من البلاد، والتي يسيطر عليها المتمردون على سلطته، إذ تمكنت من
إعادة بسط سيطرتها على بلدة بريقة.
المحكمة الجنائية الدولية واوضح البيان الصادر عن مكتب اوكامبو ان مدعي
المحكمة الجنائية الدولية سيعلن الخميس في مؤتمر صحافي في لاهاي "فتح تحقيق
في ليبيا"، و"سيكشف المعلومات الاولية التي تم جمعها عن الكيانات والاشخاص
المحتمل ملاحقتهم".
وكان مجلس الامن الدولي رفع قضية ليبيا الى مدعي
المحكمة الجنائية الدولية منذ 15 شباط/فبراير, معتبرا "ان الهجمات
الممنهجة" على السكان المدنيين في ليبيا "يمكن اعتبارها جرائم ضد
الانسانية".
وكان مورينو اوكامبو اعلن الاثنين انه يجري تحقيقا
اوليا في اعمال العنف في ليبيا وهي مرحلة تسبق اي تحقيق محتمل بهدف التأكد
من وجود "اساس معقول للاعتقاد بان جريمة قد ارتكبت او ترتكب تندرج في
اختصاص المحكمة".
يذكر أنه هذه هي المرة الثانية في تاريخ المحكمة
الجنائية الدولية التي بدأت عملها في 2002 التي يلجأ فيها مجلس الامن
الدولي مباشرة اليها.
ففي 2005 طلب مجلس الامن من مورينو اوكامبو
التحقيق في اعمال عنف ارتكبت في دارفور ما ادى الى اصدار مذكرتي توقيف بحق
الرئيس السوداني عمر البشير بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الانسانية
وابادة, في اذار/مارس 2009 وتموز/يوليو 2010.
أجدابيا
وفي منطقة أجدابيا الواقعة جنوب بنغازي قال مراسل
بي بي سي إنه يُتوقع وصول قافلة مكونة من 100 عربة عسكرية باتجاه المدينة
التي قصفت فيها القوات الموالية للقذافي مستودعا كبيرا للذخيرة.
وأضاف المراسل أ ن المدافعين عن المدينة بدوا في حالة قصوى من التعبئة والاستنفار تحسبا للهجوم المتوقع على مدينتهم.
وذكر أن المتمردين مصممون على القتال دفاعا عن
أجدابيا، وإن كان من غير الواضح بعد ما إذا كان ذلك سيُترجم ذلك إلى دفاع
منظَّم عن المدينة أم لا.
يقاوم القذافي الضغوط المحلية والدولية التي تطالبه بالتنحي
إلا أن أجدابيا تُعتبر هدفا أكثر أهمية، إذ يوجد
في المدينة مستودع كبير للذخيرة كانت القوات الموالية للقذافي قد قصفته
مرات عدة خلال الأيام الماضية.
وذكر المدافعون عن أجدابيا إن القوات الموالية للقذافي أصبحت على بعد حوالي عدة كيلومترات فقط من المدينة.
يُشار إلى ان القذافي فقد سيطرته على أجزاء واسعة من البلاد منذ بدء الانتفاضة الشعبية ضد نظامه في السابع عشر من الشهر الماضي.
ظهور القذافي وظهر القذافي، مرة أخرى، على شاشة التلفزيون الرسمي لإلقاء كلمة بمناسبة إعلان نظام اللجان الشعبية.
وكرر القذافي قوله بأنه انه لم تعد له أي علاقة بأي منصب في السلطة "إطلاقا" منذ قيام نظام الجماهيرية في 1977.
وطالب القذافي، في خطابه الذي اذاعه التلفزيون الليبي كاملاً، الأمم المتحدة بتشكيل لجنة تقصي الحقائق لمعرفة ما حدث في ليبيا.
وجدد اتهامه لتنظيم القاعدة بالوقوف وراء أعمال العنف التي تشهدها ليبيا، مؤكدا ان خلايا نائمة تابعة للقاعدة تسللت من الخارج.
وقال أن أفراد القاعدة تسللوا من بنغازي،
والزاوية، والبيضاء، واستولوا على أسلحة وهاجموا القوات النظامية. وقال
أنهم يقاتلون ولا يخرجون في مظاهرات، مشدداً على سيطرتهم على بنغازي،
ودرنة، والبيضاء، فارضيت حظر التجول فيها.
وقال القذافي أن ليبيا رفعت دعوى في محكمة العدل الدولية ضد قرار مجلس الأمن في الأمم المتحدة رقم 1970 الذي يدين ليبيا.
وأكد القذافي أن ليبيا ليست بحاجة إلى المساعدات
الخارجية لأنها ستفتح الباب أمام الاستعمار، وقال: "يريدون ليبيا أن تصبح
كدارفور أو العراق. أي شخص يفتح الباب للمساعدات الخارجية هو خائن".
وقال القذافي: أن على أصدقائنا في الغرب أن يفهموا
أن ليبيا المستقرة تلعب دوراً أساسياً كضامن للأمن في حوض البحر الأبيض
المتوسط. وخاصة بوقف الهجرة من أفريقيا إلى أوروبا وفي مواجهة القاعدة.
وأضاف بأن عدم استقرار ليبيا ليس في مصلحة الغرب، وقال بأن القرصنة والجهاد سيعودان إلى حوض المتوسط إذا اختل الاستقرار في ليبيا.
وعرض القذافي أيضاً العفو على من يلقي السلاح من "الشباب الضال"، كما وصفهم.
سفن أمريكية في غضون ذلك، تحرَّكت سفن حربية أمريكية باتجاه
السواحل الليبية، فيما ذكر وزير الدفاع الأمريكي، روبرت جيتس، أن الولايات
المتحدة تنظر في خيارات مختلفة بشأن ليبيا.
وقال جيتس للصحفين إن وزارة الدفاع الأمريكية
(البنتاجون) أمرت بإرسال سفينتي إنزال برمائي ومئات العناصر من مشاة
البحرية إلى البحر الأبيض المتوسط، إذ قد يساعدون في عمليات الإجلاء
والإغاثة الإنسانية إاذا دعت الضرورة.
وأضاف الوزير الأمريكي أن واشنطن لم تتخذ قرارات
بعد بشأن الوضع في ليبيا، مع العلم أنها تكثف الضغط على العقيد الليبي
معمر القذافي كي يتنحى عن الحكم.
وكان مسؤول مصري قد أكد في وقت سابق أن سفينتي
إنزال أمريكيتين، هما "كيرسارج"، التي تحمل 2000 عنصر من مشاة البحرية،
و"بونس"، ستعبران قناة السويس صباح الأربعاء.
وقال المسؤول المصري إن السفينتين ستدخلان القناة الساعة 0330 بتوقيت جرينتش، وهما في طريقهما إلى البحر الأبيض المتوسط.
الناتو وحول موقف حلف شمال الأطلسي "الناتو" من الوضع في
ليبيا، قال جيتس إنه ليس هناك في الوقت الحاضر إجماع في الحلف على تدخل
عسكري، وأن إقامة منطقة حظر جوي فوق هذا البلد سيكون أمرا على قدر
"استثنائي" من التعقيد.
وكان وزير الخارجية الفرنسي، ألان جوبيه، قد قال
إن تدخلا عسكريا للناتو في ليبيا أمر ينبغي دراسته بإمعان، محذرا من أن من
ذلك قد يأتي بنتائج عكسية تماما لدى الرأي العام العربي.
من ناحية أخرى، أعلن مسؤولون في المعارضة الليبية
بشرق البلاد أنهم لا يستبعدون الطلب من دول أجنبية توجيه ضربات جوية إلى
القوات الموالية للقذافي في حال وجدوا أنفسهم عاجزين بمفردهم عن إسقاط
نظامه.
والتقى مسؤولون من المعارضة في بنغازي، الواقعة
على بعد 1000 كلم شرق طرابلس، لمناقشة الإجراءات الواجب اتخاذها بعد
الإعلان عن قيام مجلس عسكري.
وأعلنت سلوى بوجايجي، العضو في ائتلاف يضم محامين
وناشطين معارضن للقذافي، أن القوات الحكومية في غرب البلاد تشكل خطرا كبيرا
على المعارضة.
وأضافت: "لا يوجد توازن بين القوات التي نملكها
وقوات القذافي"، موضحة أن قادة المعارضة منقسمون حول من هم مع "الحل
الدولي" ومن هم ضده.
وقالت إن الائتلاف الذي تنتمي إليه يطالب باقامة منطقة حظر جوي لمنع القذافي من تعزيز قواته في طرابلس وسرت بشكل خاص.
من جهتها، قررت الجمعية العامة للأمم المتحدة
بالإجماع تعليق عضوية ليبيا في مجلس حقوق الإنسان التابع لها، وذلك بسبب
القمع الذي تمارسه قوات الامن الليبية ضد المحتجين.
لوكربي وفي غضون ذلك، اعلنت وزيرة الخارجية الامريكية
هيلاري كلينتون انها تؤيد اجراء تحقيق جديد حول الدور الذي لعبه الزعيم
الليبي معمر القذافي في اعتداء لوكربي الذي اوقع 270 قتيلا في اسكتلندا في
عام 1988.
واعلنت كلينتون في الكونجرس الامريكي انها ستتابع
طلبا برلمانيا بان تقوم واشنطن بجمع الادلة وملاحقة القذافي وجميع الذين
تآمروا معه في اطار هذا الاعتداء.
وقالت كلينتون امام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب ان رئيسة اللجنة ايليانا روس لتينن سلمتها رسالة تقترح فيها فتح تحقيق.
واوضحت كلينتون ان الجزء الاساسي في عمل التحقيق
الذي اشير اليه في هذا الطلب سيعود الى الوكالات الامريكية المكلفة بالامن
وانها ستطلب على الفور من مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي "اف بي اي" روبرت
مولر ووزير العدل اريك هولدر واخرين "دراسة
كيفية التقدم في هذا الملف".
واشارت الى وجود ضرورة ملحة للتحرك لان "تصريحات
عديدة قد صدرت منذ عدة ايام عن اعضاء سابقين في الحكومة الليبية تشير الى
القذافي وتظهر بوضوح ان الاوامر صدرت من القمة".
- توزيع السكان
- منشآت النفط
- القواعد العسكرية
- خريطة طرابلس
http://www.akhbarak.net/article/2361781