العميد متقاعد سعد زايد الحارس السابق
للرئيس المخلوع: مبارك انفعل على قيادة أمنية كبيرة بسبب فاروق حسنى وقال:
«بعد ما حلف اليمين جايبين التقرير» الخميس، 12 مايو 2011 - 23:29
العميد متقاعد سعد زايد الحارس السابق للرئيس المخلوع
حوار: حسام الشقويرى - تصوير : محمد نبيل
◄◄ الرئيس السابق كان على علم بدخول صدام الكويت.. واستمعتُ لحوار بينه وبين صدام فى المترو
كشف العميد متقاعد سعد زايد، قائد بقوات الحرس الجمهورى، أن الرئيس السابق
حسنى مبارك كان على علم بدخول الرئيس العراقى الراحل صدام حسين الكويت، على
عكس ما هو معلن، مشيرا إلى أنه استمع لحديث بين مبارك وصدام أثناء افتتاح
مترو الأنفاق حول الموضوع، طالب فيه مبارك صدام بالإسراع فى «إنهاء
الموضوع».
زايد كان يرافق الرئيس السابق فى تحركاته، وأيضا فى ملعب الجولف، حيث كان
مبارك يقضى وقتا طويلا، وفى حواره مع «اليوم السابع» قال زايد إن ضباط
الحرس الجمهورى كانوا يبتعدون عن حراسة سوزان ثابت، حرم الرئيس السابق،
لأنها كانت حادة الطباع، ومن الممكن أن تضر بعضهم. كما روى بعض المواقف عن
اختيار الوزراء.
◄◄ كنت قائدا بالحرس الجمهورى.. هل كانت لك علاقة بتأمين أسرة الرئيس السابق حسنى مبارك؟- فى فترة السادات كان تأمين الرئيس ونائبه، أما فى عصر مبارك فلم يكن هناك
نائب لذا انصبت الحراسة على أسرته، وبالنسبة لحرم الرئيس السابق والملقبة
بالهانم، لم يكن يقبلها أحد من الحرس، وكنا كضباط نحاول أن نبتعد عن
حراستها، لأنها لم تكن مريحة فى التعامل ولا ترغب فى وجود الحرس معها فى
نفس المكان، وأن يكونوا خارج مجلسها حتى فى الزيارات الخاصة، بالإضافة إلى
أنها كانت حادة الطباع، ومن الممكن أن تضرهم، على سبيل المثال لا الحصر ما
عرف بمذبحة الشرطة فى رئاسة الجمهورية، حيث أقالت 10 ضباط شرطة دفعة واحدة
عندما أخل أحدهم ببعض مراسم الضيافة مع أحد ضيوفها، فأمرت باستبعادهم
جميعا.
◄◄ كنت حاضرا فى الصورة أثناء افتتاح مترو الأنفاق مع أربعة من الرؤساء العرب فى كابينة السائق.. ما قصة هذه الصورة؟- كنت متواجدا معهم بغرض التأمين والحراسة فى افتتاح المترو، وأثناء الركوب
كنت ملاصقا للسائق، وكان معى الرئيس السابق مبارك، وعلى عبدالله صالح رئيس
اليمن، والرئيس العراقى صدام حسين، والملك حسين ملك الأردن، بعد إعلان
اتحادهم فى مجلس التعاون العربى، وكان اللقاء سابقا لغزو العراق للكويت
بفترة قصيرة.. يومها كان مبارك يتحدث مع صدام ويقول له: «يا أبو عدى عايز
الموضوع يخلص بسرعة وتاخد حقك وترجع المياه لمجاريها»، ولكن حاولت عدم
الاستماع لأن الكلام كان خطيرا جدا، وعرفت أن مبارك كان على علم بالغزو،
على عكس ما قيل بعد ذلك.
◄◄ كنت ترافق مبارك فى ملعب الإسكواش.. هل كانت هناك مواقف تتذكرها؟- فى الملعب اتخذ مبارك قرارات ترقيات القوات المسلحة والتعيينات، ومن أشهر
المحافظين اللى كانوا بيسألوا دائما عن حركة المحافظين د. عبدالمنعم
عمارة.
وهناك موقف عجيب لكن مش فى الاسكواش ويتعلق بأحد الوزراء، ووقتها كانت
خدمتى على باب مكتب الريس بمقر الرئاسة بروكسى لتأمين الدخول والخروج، وكان
فيه تغيير وزارى والوزراء بيدخلوا لحلف اليمين، ومنهم الوزير الأسبق فاروق
حسنى، وبعد خروجه فوجئت بأحد القيادات الأمنية يدخل مسرعا على الريس ومعاه
ظرف، وسمعت الريس بيزعق وبيقول «إزاى الكلام ده إنتوا بتهرجوا بعد ما حلف
اليمين جايبين الصور والتقرير»، وعرفت بعد كده إنه تقرير خاص بوزير
الثقافة، وقلنا هيمشى فى أول تعديل، ولكنه استمر 23 سنة.
◄◄ كانت لكم حادثة شهيرة مع الرئيس السابق بحضور قيادات الحرس وتحدثت إليه وجها لوجه؟- حدث ذلك أثناء افتتاحه لنادى الحرس الجمهورى، وبعد الإفطار الجماعى مع
قوات الحرس تحدث معنا عن أحوال البلد، وقال «عايز أعرف الدنيا ماشيه إزاى
والناس بتتكلم فى إيه» وبدأ يشرح الموقف الدولى واقتصاد البلد، ثم طلب
الاستماع لنا، طلبت الأذن بالحديث، قلت له: «سيادتك فى شرحك للموقف الدولى
اتكلمت عن القوانين الدولية اللى بتقف عقبة أمامنا مع إننا عندنا قانون
أسمى وهو الشريعة الإسلامية، وهو قانون إلهى يصلح لنا كل حاجة»، وكان رده
«إحنا لو طبقنا أحكام الشريعة الإسلامية مش هيدونا معونات»، ورديت عليه
بأننا مش محتاجين لمعوناتهم، وساعتها شعرت أننى دخلت فى منطقة محظورة وسط
ذهول الحاضرين، وكان رده سريعا وقال «كويس إنك اتكلمت فى هذا الموضوع» وبدأ
يشرح مخاطر تطبيق الشريعة الإسلامية، وسألنى: «أنت متجوز؟» قلت له لا،
وقال: «تعرف إزاى بيتم إثبات جريمة الزنا؟» قلت بأربعة شهود، قال ندخل على
السرقة، وجزاؤها قطع اليد، قلت له لكن بشروط، ثم تابع قائلا: «لو واحد
بيكرهك وجاب شهود على إن ابنك سرق وقطع إيده»، وكان ردى عليه لابد من إجراء
تحقيق، وجاء رده مفاجئا بقوله: «لو عملنا كده هنقطع أيادى البلد كلها، لأن
كله مرتشى»، وأشار إلى مؤسسة مهمة، والردود كلها مسجلة فى الرئاسة،
والحكاية شهيرة جدا ومش مستخبية، وأثناء مغادرته سمعته بيقول لقائد الحرس
«شوفوا لى الواد بتاع الشريعة الإسلامية ده إيه حكايته».
وبعد هذه القصة أمر بعمل تحريات أمنية خاصة عنى استمرت لمدة 6 أشهر وأخبرنى
بها اللواء على سليم، رئيس مجموعة الحرس الجمهورى فى ذاك الوقت، ولولاه
كنت اترميت فى السجن، ولم يكتف الرئيس السابق بذلك بل أمر بطلوعى معه يوميا
خدمة اسكواش من 12 ظهرا لـ6 مساء، حيث كان يستقبل أصدقاءه من المقربين،
واستمر هذا الحال لمدة 6 أشهر وبعدها أبلغنى اللواء رضا سالم، قائد الحراسة
الخاصة، أن التقرير بتاعى اتعرض على الريس ولم يسفر عن شىء، وانتهت القصة
على كده، ولكنها أصبحت فى ملفى، وعلى أثرها تم التخلص منى على رتبة عميد،
وإخراجى من الخدمة فى سن مبكرة دون أسباب معلومة.
◄◄ هل كان رد فعلك تجاه حديث مبارك ومطالبته بتطبيق الشريعة راجعا لانتمائك لأحد التيارات أو الجماعات الدينية؟- إطلاقا، ولكن بحكم انتمائى لأصول ريفية، فأنا ابن قرية كفر سلمون حمادة
بالبحيرة، وما يعرف عن الريف بالتربية والنزعة الدينية، خاصة أن والدى من
رجال الأزهر، وحفظت القرآن فى كتّاب القرية، وكلها نوازع دينية فطرية، وفى
لحظة صراحة دعانا إليها الرئيس وكل ما كان يعنينى هو قول الحق، مع اعتبار
حداثة السن والثقة الكبيرة بالنفس التى حصلنا عليها بعد انتصارنا فى حرب
أكتوبر، والحرس الجمهورى كله شاهد على ما حدث، ومنهم اللواء نبيل
عبدالموجود قائد المنصة وقت اغتيال السادات، واللواء حمزة التونى وكيل
وزارة التموين حاليا، واللواء جلال سليم، واللواء عزت كيلانى، وبالطبع
اللواء على سليم رئيس مجموعة الحرس، وقد عمل بعدها فى عدة مناصب مدنية،
منها رئاسة حى الزيتون، وسكرتير عام محافظة بنى سويف، واللواء جمال
عبدالصادق مساعد وزير الإسكان السابق وكان عميدا فى ذلك الوقت، وقال لى:
«ينصر دينك إنت قلت اللى إحنا عايزين نقوله»، وانصرف مسرعا.
◄◄ البعض تحدث مؤخرا عن ضلوع مبارك فى حادث المنصة واغتيال الرئيس السادات؟- هذا الكلام عار تمام من الصحة، فهو أقرب واحد للسادات، ولا يفصل بينهما
فى الجلوس أكثر من عدة سنتيمترات، والرشاش بيضرب من فوق العربة الكراز،
والقنابل بتترمى على المنصة، ومهما كان مستوى الضارب فمن الوارد إصابته.
◄◄ ما أشهر الشخصيات التى قمت بتأمينها أثناء فترة السادات؟- بعد قيام الثورة الإيرانية تم اختيارى لتأمين الشاه وأسرته أثناء فترة
تواجدهم فى مصر، وقاموا بتأجير قصر القبة كمكان لإقامتهم، وكان هذا شيئا
غريبا بالنسبة لنا.
http://www.akhbarak.net/article/2497469