أهلا وسهلا بك زائرنا الكريم، اذا كانت هذه زيارتك الأولى للمنتدى، فيرجى التكرم بالاطلاع على القوانين بالضغط هنا. كما يشرفنا أن تقوم بالتسجيل بالضغط هنا إذا رغبت بالمشاركة في المنتدى، أما إذا رغبت بقراءة المواضيع والإطلاع فتفضل بزيارة المواضيع التي ترغب.
موضوع: رد: اعادة احياء قصة السرب777 الإثنين 23 مايو 2011 - 17:58
فتدخل وليد خلف احد الطائرات ومن خلفه احمد لحمايته ، بينما خالد وطارق خلف الطائرة الثانيه ، وانفرد محمد بطائرة ثالثه ، في البدايه أستطاعت الطائرة الاولي الافلات من
متابعه وليد لها فتتبعها احمد ، اما الطائرة الثانيه فقد انطلقت بزاويه شبه رأسيه تجاه السماء ، ثم بنفس الزاويه تجاه الارض ، وبمهارة تامه أنقض طارق مسددا صاروخين
متتاليين نحوها أصابها احدهم ثم تابع بالرشاشات حتي انفجرت الطائرة الي أشلاء وبدون ان يستطيع الطيار ان يقفز منها ، ونظرا لقرب مسافه الاشتباك فلم يستطع طارق ان
يغير اتجاهه ، ليدخل بطائرته وسط كرة النار المتبقيه من انفجار الطائرة المعاديه لتصاب طائرته فورا بأضرار كبيرة ، وينسحب من المعركه تجاه الجنوب وهو يحاول السيطرة
علي طائرته ، وبينما عمر يتابع علي شاشات الرادار ما يحدث فقد رصد أقلاع طائرات معاديه لتعزيز تلك الطائرات ، فأقلعت اربع طائرات من مطار الصالحيه لاعتراضها ،
بينما قرر أحمد الانسحاب من المعركه بعد تعمقه في سيناء خلف الطائرة المعاديه التي افلتت من اربع صواريخ اطلقها احمد ، وفي تلك الفترة كان محمد مازال مطاردا
للطائرة الثالثه وعندما علم من احمد بقرب وصول طائرات معاديه أستكمل مطاردته لها مصرحا بأن الطيار الاسرائيلي جيد جدا وانه لن يتركه يعود حيا ، فًقدر احمد الموقف
مع عمر سريعا واعطي محمد ثلاثين ثانيه اخري ثم ينسحب ، كانت هذه الفسحه من الوقت كافيه جدا لمحمد لكي يطلق عده دفعات علي الطائرة الاسرائيليه ليصيبها فقط ،
ومع انقضاء المهله أصدر احمد أمرة لمحمد بالعوده ، وبنظرة حسرة تابع محمد انسحاب الطائرة الاسرائيليه وهي تجر ورائها ذيلا من الدخان الاسود ، وانتهت المعركه بينما
طارق يستميت في التحكم في طائرته ، وعند أقتراب أحمد منه معاينه حجم الاضرار أمرة باختيار منطقه مناسبه والقفز ، وكان طارق مثله مثل اي طيار ، يحس بأن طائرته لا
يجب ان تفارقه الا بالموت وأنها جزء لا يتجزأ منه ، لكن الوضع لا يتحمل مشاعر وعاطفه هكذا قال احمد ونفذ طارق ، فقفز بمظلته غرب الاسماعيليه .
وفي اليوم التالي حضر الدمنهوري ليشد من أزر الرجال ويبلغهم تحيه القياده لهم وخاصه الرئيس عبد الناصر ، فقام عمر من مكانه فاغرا فاه (( الريس جمال بيحيينا !!؟؟!!))
فتبسم الدمنهوري قائلا (( طبعا – الريس متابع كل صغيرة وكبيرة في الجيش وعارف شغلكم والدور اللي بتقوموا بيه انتوا واخوانكم في الجيش والبحريه والدفاع الجوي ، والريس مقدر جدا التضحيات اللي بتحصل كل يوم )) فنظر الطيارين لبعضهم البعض وقد علت المعنويات وظهرت الابتسامات علي الوجوه سعيده بدعم رئيس الجمهوريه ، وأستطرد الدمنهوري (( انا جاي لكم عشان معايا خبر بمليون جنيه )) فوقف الجميع علي اطراف اصابعهم بينما صاح محمد بحماس (( هنعدي القناه ؟؟؟؟)) الا ان الدمنهوري هز رأسه نافيا وقال بفخر (( من شويه وقعنا اول فانتوم في أشتباك جوي )) قام الجميع من اماكنهم فرحين مصفقين وقد تعالي التكبير ، وأستكمل الدمنهوري(( البيان هيتذاع الساعه 7 ابقوا اسمعوة )) فتساءل محمد(( مين اللي مجبتوش ولاده ده اللي وقعها )) رد الدمنهوري سعيدا(( الملازم اول احمد عاطف)) فهتف وليد وخالد في وقت واحد (( احمد عاطف دفعتنا – ده ممتاز بجد )) اعقب ذلك حديث حماسي طويل بين الرجال وبين الدمنهوري عن كل صغيرة وكبيرة في ظروف الاشتباك وقال الدمنهوري ما يعرفه فقط فهو ليس بطيار ليرد علي اسئله الطيارين الفنيه وفي النهايه وبعينين تشعان بريقا قال احمد ودخان سيجارته يتصاعد من حوله (( يعني الفانتوم ممكن تقع اهي ، اما احنا خايفين منها ليه؟. )) ثم نظر لرجاله قائلا في حماس (( من بكرة ... هنخش ورا الفانتوم في كل اشتباك وهتكون هدفنا الاول، واذا كان احمد عاطف وقعها يبقي اي حد فينا يقدر يوقعها برضه )) وانفض الاجتماع الحماسي قبل التاسعه مساءا بقليل وخلد الطيارين للنوم بينما احمد مستيقظ يفكر في صديق عمرة مدحت المليجي وعن شعورة لو كان متواجد الان ليري ضراوة القتال الجوي ، وطافت ذكرياتهم معا وقتا طويلا حتي نام أحمد من فرط التعب وفي فجر اليوم التالي أستيقظ الرجال أشد حماسه وقوه واضعين الفانتوم نصب اعينهم ، ليس لشئ الا لكسر عقده بدأت تنمو في نفوسهم بأن الفانتوم غير قابله للتدمير ، ويجب القضاء علي تلك العقده بأي شكل، في ذلك الصباح هبط طارق بطائرته الجديده وبدأ الفنيين في فحصها واعاده تجهيزها للاقلاع واجتمع احمد بطياريه مفكرا بصوت عال بأنهم يجب ان يقوموا بعمل كمين للطائرات المعاديه وخاصه الفانتوم قائلا (( لما احنا بنخش في اشتباك ، هما علي طول بيطلعوا طيارات تعزيز ، فا احنا بننسحب علي طول وده صح لان ظروف الاشتباك دايما مش في صالحنا ، طب ازاي نحط نفسنا في ظروف أشتباك احسن ؟؟)) فأطرق الجميع يفكرون بينما الفنيين يجهزون الطائرات للاقلاع ظل الطيارين يتناقشون في اساليب القتال مع العدو ، واضعين في اعتبارهم تفوق اجهزة الرصد والرادارات الاسرائيليه، مما يجعلهم دائما في وضع أفضل ، فالطائرات الاسرائيليه تقلع فور اقلاع اي طائرة مصريه أي انها تكتشف جميع التحركات الجويه المصريه فور وقوعها ، في حين ان الرادارات المصريه لا تكتشف الطائرات الاسرائيليه الا لمدي معين . وبعد فترة أنذر عمر السرب بوجود طائرتين تقتربان من بورسعيد ، فأقلع احمد وطارق لاعتراضها ، وتبعهما محمد بعد فترة للتعزيز ، وقرب القنطرة أفاد عمر باختفاء طائرات العدو من شاشات الرادار مما أربك أحمد فقسم التشكيل في ثلاث اتجاهات لاستطلاع المنطقه ، وبعد دقائق أفاد عمر بظهور الطائرتين شرقا فوق بورفؤاد فتوجه احمد للاشتباك وتجمع التشكيل مرة اخري . كانت الطائرات المصريه قد أستهلكت جزء من الوقود نتيجه البحث عنهما ، وعند اقتراب تشكيل احمد ، تم رصد الطائرتين واتضح انهما فانتوم ، فتعالي الحماس بين الطيارين لظهور الفانتوم . أنطلقت الفانتوم بموازاه القناه الي الجنوب بسرعه عاليه ، فأمر أحمد باقلاع وليد وخالد واعتراض الطائرتين ، في ذلك الوقت نبه عمر التشكيل لوضع الوقود ، كان تشكيل احمد يطبق علي الفانتوم من الخلف بينما خالد ووليد يقطعان الطريق عليها ، لكن احمد أحس بالقلق البالغ ، فهو علي وشك العوده لاعاده الملئ بينما خالد ووليد بمفردهما ، وفجأه ظهرت من العدم طائرتين ميراج خلف تشكيل احمد ، ففزع عمر وهو يري تلك الطائرتين خلف احمد ونبهه لذلك بينما أقلعت طائرتين لتعزيز احمد من ابو صوير وطائرتين من قاعده المنصورة،
لكن المعركه ستنتهي قبل ان تصل اي من طائرات التعزيز تلك ، فناور احمد وهو يطلب التوجيه من عمر وانفصل التشكيل في سماء المعركه بينما أنسحبت الفانتوم شرقا ، كان الموقف جد عصيب فأقترح عمر منفذا للمأزق الصعب ذلك وهو ان ينسحب احمد تجاه ابو صوير تاركا الدفاع الجوي يتكفل بمطارديه ، فأعطي احمد الامر لطارق ومحمد بالاتجاه لابو صوير علي ارتفاع منخفض وبأقصي سرعه بدون الالتحام في التشكيل بينما يطارد خالد ووليد مطارديه ، كانت فكرة جيده لكن وضع الوقود كان حرجا ، كان انسحاب احمد في ذلك التوقيت له نتيجه سلبيه علي طياريه الذين تعودوا علي الاشتباك الدائم ، لكن كان له نتيجه ايجابيه اخري ، فقد اقتربت طائرات التعزيز من تشكيل احمد بأسرع مما توقع وخالد ووليد يطبقان من الخلف بينما هو وتشكيله يناوران الصواريخ الاسرائيليه المنطلقه خلفهم بكثرة ، وسرعان ما ادركت الطائرات الاسرائيليه الكمين المصري فأنسحبت سريعا ، ليتنفس احمد الصعداء ويحمد الله وليلا جلس الرجال يتناقشون في الكمين الاسرائيلي لهم ، وأن مشكله الرادارات المصريه التي لا ترصد الطائرات التي علي ارتفاع منخفض اصبحت تؤرقهم كثيرا ، ففكر الجميع في حل لهذه المشكله ، فتحدث محمد (( دي مشكله عندهم زي عندنا ، الرادارت بتاعتهم مبترصدش طيارتنا برضه يعني احنا ممكن برضه نعمل لهم كمين )) فتساءل وليد عما اذا كان لديه فكرة فأستكمل محمد شارحا علي الخريطه (( احنا دايما بنعترض الطيارات في مناطق محدده ، وهو بيكونوا جاهزين لنا ، طب ما نطلع علي ارتفاع واطي جدا ونعترضهم داخل ارضهم من وراهم قبل ما يضربوا اهدافهم ، وبكده الفانتوم هتكون ثقيله وبطيئه ومش هتكون مستعده )) طالت المناقشات الي ان وصل الجميع الي تصور معين وبدأوا يعدوا له العده . في اليوم التالي وصلت اشارة تحمل تحذيرا من الوقوع في كمائن الطائرات للعدو ، وليلا حضر العقيد فريد وشرح للرجال تكتيك القوات الاسرائيليه في استدراج طائرتنا لمدي ابعد من مدي الوقود واعتراضها بطائرات لا تظهر علي الرادار ، وعندما أبلغه احمد بأنهم شارفوا علي الوقوع في مثل الكمين لكنهم نجوا منه قال لهم العقيد فريد بأن عددا من طيارينا أستشهدوا بسبب هذا الاسلوب . وتحاور الجميع في تغير تكتيك العدو خاصه بعد وصول الفانتوم ، فأخبرهم الرجل بان القياده تنظر للسرب ومتوقعه منه نتائج جيده طوال الوقت . بعد مغادرة العقيد فريد المطار ، عكف احمد في مكتبه يدرس اسلوب العدو وتكتيكاته وكان همه الاساسي عمل كمين لطائرة فانتوم . في تلك الاثناء كانت الغارات الاسرائيليه علي مواقع الدفاع الجوي مستمرة ، وكانت الطائرات الاسرائيليه تستغل تكتيك يكشف عجز الدفاعات المصريه ، فقد كانت تهجم علي ارتفاع منخفض جدا يعجز عن رصدها الدفاع الجوي المصري ، ثم ترتفع بمجرد اقترابها من الهدف لتقصفه وتنسحب عائده مستغله سرعتها العاليه ، متفاديه اي مطارده لطائرات مصريه
موضوع: رد: اعادة احياء قصة السرب777 الإثنين 23 مايو 2011 - 17:59
وطوال نوفمبر وديسمبر 1969 نجحت الطائرات الاسرائيليه في تدمير 36 موقع لصواريخ سام 2 و سام 3 بطول الجبهه وحتي القاهره وأنتكس الدفاع الجوي المصري بصورة رهيبه وظهر عجز القوات الجويه علي منع الطيران الاسرائيلي وبل وعن حمايه سماء مصر وفي أخر ديسمبر ووسط القتال المشتعل في كل ارجاء الجبهه يخرج السرب مرة اخري في دوريه قتال فوق الاسماعيليه ، ويرصد عمر اقتراب طائرتي قرب دوريه السرب ، فيقرر أحمد أطلاق طائرات تعزيزه من المطار 77 وسط بوادر بمعركه جويه وشيكه الا ان الطائرات الاسرائيليه ترصد الطائرات المصريه وتغير مسارها ، ويعود احمد غاضبا من عدم تمكنه من عمل كمين للطائرات الاسرائيليه ، وفي اليوم التالي ومازال الغضب يتملكه تصدر اوامر للسرب بحمايه تشكيل من الميج 17 قادم من مطار قويسنا سيقوم بضربه لموقع رادار اسرائيلي في العمق مقابل للاسماعيليه ، فيضع احمد خطته بأن يكون وليد وخالد في الطلعه الاولي ، بينما يكون هو ومحمد وطارق مستعدين للتعزيز ، وكان ذلك غير مألوف حيث كان احمد مقرر سلفا بأن يكون في كل طلعه جويه والا يترك طياريه بمفردهم بدون ان يكون معهم ، لكن كان هناك مايدور في عقله لم يعلمه احد ، وعليه فقط اعطي الاوامر السالفه الذكر . وفور تنفيذ القاذفات قصف الهدف ،أقلع خالد ووليد لحمايتها شرق الاسماعيليه ، وكانت تعليمات احمد هي الاقلاع بباقي الطائرات فورا وعلي ارتفاع منخفض جدا والاندفاع داخل سيناء من مناطق غير مرصوده من العدو بين تحصيناته الدفاعيه ، كل ذلك تم بالتنسيق مع عمر وفي ظل سيطرة من قيادات القوات الجويه ، وطبقا للمتوقع فقد اقلعت طائرتين من مطار رافديم (المليز سابقا) ومن سرعتها أيقن عمر انها فانتوم ، فقام بتحذير خالد ووليد بصوت مرتبك تحسبا لرصد اشارته ، لكنه في الحقيقه كان يكلم احمد والذي طار مع محمد وطارق علي ارتفاع منخفض جدا بمهارة متجهين شرقا ، وعند بدء الفانتوم الاقتراب من خط القناه لتلحق بالقاذفات الميج وتشتبك مع خالد ووليد ، قام تشكيل أحمد بالدوران علي ارتفاع منخفض جدا واتخذ لنفسه موقع خلف الفانتوم ، وكانت الاشارات من عمر الي وليد في الحقيقه مرسله لاحمد ، حيث عمل وليد علي تردد مفتوح للاستماع فقط ، وهكذا أمكن لاحمد وضع الفانتوم داخل كمين ، علي الفور أطلق الثلاثه صواريخهم تجاه الطائرتين ، والتين بدأتا في أطلاق المشاعل المضلله للصواريخ ونجحتا في ذلك ، فتزايد التحدي لدي الطيارين الخمسه وتحول القتال الي المدافع ، ومع انفصال تشكيل الفانتوم وفي ظل تفوق عددي مصري ، رصد عمر اقلاع اربع طائرات من نفس القاعده الاسرائيليه ،الا ان تعليمات احمد كانت صارمه بالاستمرار في الاشتباك مهما كانت الظروف ، فقد كان شوقه لاسقاط فانتوم كبيرا جدا، وفي نفس الوقت أقلعت ثمان طائرات مصريه من ابو صوير كانت جاهزة لهذا الموقف ، أمسك محمد ومعه خالد بذيل طائرة ، بينما يحاول طارق وخالد الامساك بذيل الاخري ،أما أحمد فقد كان يحلق عاليا معطيا تعليماته لطياريه كصانع العاب كان محمد مصمم أشد التصميم علي أسقاط الفانتوم خاصه ان الطيار لم يستخدم كل امكانيات طائرته في المناورة ، فتم الضرب عليه بالصواريخ من مسافه قريبه ، فأصاب الصاروخ جناح الطائرة ، ثم تحول محمد للمدفع وهو يضرب ويصيح بكل كراهيه (( موت – موت يا ابن الكلب )) حتي أشتعل محرك الفانتوم ، فقام محمد بالدوران حتي تأكد إسقاط الطائرة ، فتهلل عمر طربا للنسر الاصلع ونجاحه ،ورصد محمد مظله لاحد طياري تلك الطائرة ، فتوجه للمظله مطلقا نيران مدفعه في غضب شاهد احمد ما يحدث ولفت انتباهه صوت خالد ينهر محمد عما ينتوي فعله مع الطيار الاسرائيلي ، فتدخل أحمد أمرا محمد بالكف عن مطارده الطيار ، أما طارق فقد اطبق علي الفانتوم الاخري وأطلق عده دفعات من مدفعه أصابت الطائره في ذيلها ، وصاح طارق سعيدا (( اصابت الفانتوم )) ففرح أحمد وأمر طارق بالعوده بعد ان تأكد من انسحاب الطائرة الاخري ... عاد أحمد الي مكتبه بالمطار وأتصل بالقياده سعيدا ،وهو يبلغ ان السرب 77 أسقط طائرة فانتوم واصاب أخري .
كان الجميع في قمه السعاده وهم يقصون علي بعضهم البعض ما تم في الجو بينما اختلي أحمد بمحمد في حوار هادئ بجوار احد الطائرات (( مينفعش يا محمد نعمل معاهم نفس اللي هما بيعملوة معانا )) بدء محمد في الزمجرة معترضا ، فأكمل احمد (( احنا محترمين وبنحترم القوانين ودينا بيقول لنا منقتلش واحد اعزل )) فحاول محمد ان يعترض مرة اخري الا ان أحمد انهي الموضوع بكل هدوء وأدب (( لو سمحت يا محمد ، الموضوع ده ميتكررش وتشيله من دماغك خالص لو عايز تفضل معانا )) أستمرت الغارات الاسرائيليه علي مواقع الصواريخ المصريه مع بدايه عام 1970 وفي يناير قلت الغارات قليلا ، فقد تم تدمير كافه منصات الصواريخ بالجبهه تماما
وكان الرجال في قمه النشاط والحيويه ورغم مرور عام كامل من القتال المستميت دفاعا وهجوما لاثبات الذات ، فقد وصل افراد السرب الي مستوي من الخبرة مع العدو جعلت القياده تطلب منهم التوجه لعمل محاضرات للطيارين حديثي التخرج او تبادل الخبرات مع بقيه الطيارين
موضوع: رد: اعادة احياء قصة السرب777 الإثنين 23 مايو 2011 - 18:01
الفصل التاسع
نهايه حرب وبدايه حرب
وصلت الامور لمستوي خطير جدا في حرب الاستنزاف ، فقد تحمل الجانبين خسائر فادحه وكانت مكاسب المصريين قليله لكن مهمه ، ومكاسب الاسرائيلين قليله وغير مهمه ، فقد أكتسب الطيارين خبرة لا يعادلها سنوات وسنوات أخري من التدريب وهي خبره الاشتباك المتواصل مع العدو، وهو ما أطلق عليه التطعيم بالدم ،ورغم تساقط الشهداء الا ان ذلك لم يمنع الطيارين من فرض سيطرتهم علي القناه ، وأصبحت كل طائرة إسرائيليه تعبر القناه تواجه عددا من الطائرات يعترضها ، ورغم أستغلال العدو للثغرات في نطاقات الرادارات المصريه ونفاذه منها وقصفه للاهداف، الا ان ذلك لم يمنع الطيارين من مواصله الاشتباك في ظل الامكانيات المتاحه ، وكانت الروح المعنويه للطيارين تعلو مع كل أشتباك ، فالطيارين الاسرائيليين ليسوا بمثل هذه المهارة ، نعم هم علي مستوي عال جدا ، لكن من الممكن إسقاطهم ، فهم في النهايه بشر ، وليسوا وحوش لا تقهر كما تصورهم الجنود والضباط بعد النكسه
ومع بدايه عام 1970 كان قد مر عامين ونصف العام من القتال المتواصل مع العدو ، ووقف الجيش المصري علي قدميه مرة اخري وخرج من عثرته ، وأصبح الجميع في شوق وانتظار للحظه العبور وكان كل مقاتل يعمل ويتدرب وذهنه في لحظه التحرير . اما السرب 77 فقد أشترك في عده تدريبات للعبور خلال عامي 69/70 فتدرب علي حمايه القوات وهي تعبر علي احد فروع نهر النيل ،وكانت الاحاديث الجانبيه بين الطيارين لا تكف لحظه عن ذكر العبور واستعاده سيناء . ومع بدء يناير 1970 ضرب الاسرائيلين مصنع أبو زعبل للصناعات وأستشهد 70 عامل في تلك الغارة التي قامت بها الفانتوم مخترقه كافه الدفاعات بدون ان يحس بها أحد ، وكانت ثورة الطيارين عاليه من عدم كشف الطائرات الفانتوم وطالب عدد اخر بالرد بالمثل بقصف هدف مدني ،الا ان القاده وبصعوبه بالغه أستطاعوا كبح جماح الطيارين الصغار . وفي فبراير أستطاع السرب اعتراض تشكيل فانتوم وميراج فوق بحيرة المنزله ،فالقت الفانتوم قنابلها فوق مياه البحيرة وأنسحبت هاربه، واستطاع محمد تدمير طائرة ميراج بينما أصيبت طائرة أحمد وأضطر للقفز منها مرة اخري . وبعد يومين عاد الدمنهوري للظهور مرة اخري بعد فترة غياب ،عاد محملا بكميات من الهدايا للطيارين ، ومبلغا أياهم تحيات الرئيس عبد الناصر والتي كانت بالنسبه لهم اكبر من اي هديه اخري. في تلك الزياره تسأل أحمد عن بقيه المطارات السريه التي قيل انها تعمل ،فرد الدمنهوري بأن اجراءات الامن تحتم عليه الا يخبرهم بمواقعها والا يعلم بمواقعها الا عدد محدود جدا لتظل سريه ، واضاف الدمنهوري بان هذه المطارات حققت المطلوب منها تماما ، فقد شتتت مجهود العدو الذي اصبح يتوقع وجود مطار في كل حقل وفي كل طريق ممر
[b]وساعد علي ذلك وطنيه الاهالي ،وقص عليهم الدمنهوري قصه جاسوس تم القبض عليه يحوم حول احد المطارات ويسأل الاهالي الذين انكروا معرفتهم بأي مطارات او طائرات ، وفي نفس الوقت قاموا بالابلاغ عنه في وطنيه وصدق وتفهم لوضع البلد، وتم القبض عليه
وتساءل محمد (( طب وهنحارب امتي ؟؟ قصدي هنعبر القنال امته ؟؟ احنا علي نار ))
تبسم الدمنهوري وهو يدخن سيجارته ولم يرد ، ففهم الجميع من معرفتهم بالدمنهوري انه ليس مخول بالكلام في هذا الموضوع فتدخل طارق متسائلا (( بمناسبه الجواسيس ، احنا من فترة شاكين ان في حد مراقب طلعاتنا كل مرة نطلع في دوريه ، نلاقي اليهود مطلعين طيارتين تلاته علي طول )) تبسم الدمنهوري مقاطعا (( فيه جواسيس مش عارفين نعمل لهم حاجه ، الاول فوق جبل او خشيب وده مركز مراقبه وتصنت الكتروني متقدم جدا ، وده راصد الدلتا كلها عندنا لغايه القاهرة ، ومهما ضربناه بالطيارات ، يرجع يشتغل تاني بعد فترة )) وصمت قليلا ليلتقط انفاسه ، فتساءل احمد (( والتاني؟؟؟))
فرد الدمنهوري (( الجاسوس التاني ، دي طيارة ستراتوكروز للاستطلاع الالكتروني ، ودي طياره فيها اجهزة بترصد نبضات الرادار والاتصالات وتقدر تحدد للطيران الاسرائيلي مواقع الصواريخ عندنا بدقه عشان يضربوها وبترصد الاتصالات اللاسلكيه وبتتصنت عليها ، ودي مش عارفين نوصل لها بالصواريخ ، ولانها بتطير علي مسافه داخل سيناء وبالليل معظم الوقت فمش عارفين نصطادها )) عمر (( احنا فعلا متابعين طيرانها وعاملين جدول لتحركاتها )) خالد ((وايه خطورتها دي ؟؟)) الدمنهوري منفثا دخان سيجارته (( المعلومات اللي عندنا انها بتتصنت علي المكالمات التليفونيه للخطوط العسكريه وبتسجلها ، ودي لوحدها مصيبه ، وكمان زي ما قلت لكم بترصد نبضات الرادار ، فبسهوله تقدر تعرف مواقع الصواريخ عندنا وتفرقها عن الهيكلي )) أحمد (( وهتعملوا ايه معاها دي ، ومع مركز جبل ام خشيب ؟؟؟))
الدمنهوري (( الموضع متصعد لاعلي مستويات في القياده لاتخاذ القرار ))
[b]بعد هذا اللقاء بعده أيام عاد عمر للتدريب استعدادا للطيران مرة اخري بعد ان أكد الطبيب جاهزيته للطيران والتئام العظام مرة أخري ، فبدأ في عمل الاختبارات اللازمه لكي يعود ،وبالفعل عاد للطيران مع سربه في منتصف مارس ، في نفس الليله حضر الدمنهوري مرة اخري وكان الطيارين منهكين من تعدد الاشتباكات والطلعات المستمرة ، وجلس الرجل وحوله الطيارين والفنيين كالعاده يرتشفون الشاي بين الطائرات ، بدء الرجل حديثه ليخبر الرجال ببدء وصول وحدات سوفيتيه للدفاع عن العمق المصري فأنتفض الجميع مستغريبين من هذا الامر ، فهل تورطت مصر في استعمار أخر ؟؟ لكن الرجل بكل هدوء امتص غضبهم المتصاعد واخبرهم بأن ذلك بناء علي طلب الرئيس عبد الناصر فتزايدت دهشه الجميع وخاصه عمر غير مصدق دعوة الرئيس لاستعمار جديد فضحك الدمنهوري قائلا (( لا متخفوش خالص – القوات دي لها قواعد مش هتتحرك خارجها ، لها دور محدد وصريح الا وهو الدفاع عن العمق عشان انتوا تعرفوا تركزوا علي الجبهه بس )) محمد غاضبا (( واحنا مكناش عارفين ندافع عن بلدنا ؟؟؟؟!!)) الدمنهوري (( لازم تعرفوا ان عددكم كطيارين قليل جدا مقارنه بمساحه العمليات المطلوبه ، وكان لازم احنا نعمل تصرف يمنع الاختراق الاسرائيلي المستمر للعمق من نجح حمادي لابو زعبل وطبعا انتوا عارفين ان الطيار اللي بيستشهد بنعوضه بعدها بعد كام سنه مش أقل من تلات سنين ،يبقي هنعرف نتفرغ للتدريب علي العبور إزاي )) أحمد بصوت قلق (( وحجم القوات دي أيه ؟؟)) الدمنهوري (( الاتفاق علي 95 طيارة ميج 21 معدله بطياريها وكتائب سام 3 المطورة لحمايه السد والعمق ، وكمان عدد من الطيارات الميج 25 المتطورة جدا ودي للاستطلاع ، اما الحاجه اللي هيجيبوها معاهم وانتوا محتاجينها هي معدات حرب الكترونيه تحمي الرادارات من شوشرة الطيارات وبكده نحقق لكم رصد وتوجيه ممتاز لاهدافكم )) صمت الرجال قليلا يفكرون فيما قاله الرجل ،
فتساءل طارق (( اماكن تمركز الطيارات فين ؟؟)) الدمنهوري (( هيكونوا في القواعد الخلفيه للعمق زي كوم اوشيم بالفيوم وجناكليس قرب اسكندريه وقاعده بني سويف ، والتعليمات انهم يشتغلوا للحمايه والدفاع الجوي فقط ، وقريبا جدا هتروحوا زيارة لسرب سوفيتي لتبادل الخبرات ))
وبالفعل بعد عده أيام كانت طائرة هليكوبتر تهبط في قاعد بني سويف ليلا حامله طياري السرب 77 وعدد من الفنيين ، وتمت مشاهده عدد من الطائرات الميج 21 يتم دهانها بالالوان المصريه ، وتحاور الفنيين مع نظرائهم السوفيت في امور الصيانه ، وعقد الطيارين اجتماع مع الطيارين وعدد من المستشارين السوفيت في حضور العقيد فريد وكعاده تلك الاجتماعات ، فقد كان حوارا عصبيا من الجانبين ، فقد أصر السوفيت علي ان الطيارين المصريين دون مستوي القتال المطلوب حتي بعد تطوير الميج والسوخوي بناء علي طلبهم ، وان الطيارين المصريين ينقصهم الجرأه في الاشتباكات ، وان الروح الانهزاميه تملئهم ويجب ان يكونوا اقوي واصلب لكي يكسبوا الحرب المقبله . [b] وبينما المترجم يترجم كلمات المستشارين والطيارين السوفيت ، أحتقن وجه جميع الطيارين وتعالي الغضب داخل النفوس ، وأحس احمد بأن هذ الاجتماع من الممكن ان ينتهي بكارثه ، فمال علي العقيد فريد وتمتم ببضع كلمات ثم أشار لطياريه ، وغادر طياري السرب غرفه الاجتماعات في هدوء تاركين العقيد فريد يشرح للمستشار السوفيتي ان ما قاله يتعدي حدود الواقع ويشيع الاحباط في الرجال وانصرف غاضبا هو الاخر ، تاركا الدهشه تعلو وجوه الفريق السوفيتي . وفي طريق العوده انطلق الغضب المكتوم من الطيارين علي اسلوب السوفيت المتعجرف المغرور وكانت التعليقات من الجميع غاضبه عدا أحمد الذي جلس مبتسما وعندما تسائل محمد عن سبب تبسمه رد احمد (( بحمد ربنا ان السوفيت ميعرفوش حاجه عننا ولا عن مطارنا ، والا كان زماني مموتهم كلهم )) فتغير مسار الحوار بالتندر علي رد فعل كل منهم لو كان السوفيت يقبعون في مطارهم ، كما يقبعون في كافه المطارات الاخري وأستكمل أحمد سائلا عمر (( الموجهه اللي استلم مكانك مستواه كويس ؟؟)) عمر (( دربنا عدد من الضباط المؤهلات ودول كويسين جدا ، وفي عدد من الطيارن المصابين برضه ماسكين التوجيه ، لا تقلق نهائيا من الموضوع ده )) فأعتدل أحمد في مقعده وأغمض عينيه فترة ، تبعه عمر حتي غاص الاثنان في نوم عميق ، فمال طارق ناحيه وليد (( مش قلت لك إن عمر ممكن ينام في أي مكان )) وضحك الاثنان مرت عده أيام علي تلك الواقعه ، وبدأت بشاير المعدات الالكترونيه السوفيتبه الجديده في الظهور ، فبدأت البلاغات باقتراب طائرات معاديه تتم مبكرا ، مما أعطي وقتا كافيا لاعتراض الطائرات المعاديه قبل دخولها لاهدافها ، ثم صدرت الاوامر في الرابع من ابريل بعمل مظله لحمايه تشكيل ميج 17 عائد من قصف مركز أم خشيب الحيوي ، فأقلع احمد وعمر ومحمد وظل الباقي في وضع الاستعداد بالمطار هاجمت القاذفات هدفها وبدأت في خط العوده ، وأفاد الموجهه بوجود طائرات مطارده للقاذفات ، اعطي احمد اوامرة لمحمد وعمر بالانخفاض لعمل كمين للطائرات المطارده ، وبدء تنفيذ خطه تم وضعها مسبقا ، فطار احمد منفردا ، ثم انحرف بعد مرور القاذفات ، فتتبعته مقاتلتين ميراج ، فأنخفض بطائرته مناورا مبتعدا عن الميراج ، بينما انحرف عمر ومحمد بهدوء خلف الطائرات المطارده التي لن ترصد وجودهم بعد ، وبدؤا في اتخاذ وضع الضرب
[b]أنتبهت احدي الطائرات الميراج للكمين فانفصلت عن المطارده فتابعها محمد بينما عمر يقترب من الاخري التي تناور خلف احمد بكل مهاره ، وفي لحظه أطلق عمر دفاعات مكثفه من مدفعه ليصيب الطائرة في محركها وتشتعل فيها النيران ، ويكبر عمر فرحا بتدميرة لطائرة العدو ، بينما أحمد يتنفس الصعداء من تخلصه من مطارده والذي كان علي مستوي جيد جدا في المطاردة ، يتساءل احمد من محمد علي وضعه ، فيرد الاخير بانه يركب ذيل الميراج الاخري ، لكن طيارها علي درجه كبيرة من الكفاءة ، ولا يستطيع ان يدخله في دائرة الضرب بسهوله ، يصل عمر ومن بعده احمد لسماء المعركه فوق القنطرة غرب ، ويساعدان محمد في تطويق الميراج ، افاد موجه ابو صوير باقتراب طائرات معاديه ، وجاء الامر من القياده بالتخلص من الاشتباك سريعا ، فيتعجل محمد في اطلاق صاروخين يضلان الطريق ، بينما أحمد وعمر يساعدانه والطيار الاسرائيلي يقوم بمناورات حاده للتخلص من الاشتباك بمهارة ، ثم يأتي امر اخر من القياده بالتخلص من الاشتباك حالا فينفذ الجميع ذلك ، وفور اتجاههم غربا يرصد احمد صاروخين أنطلقا من خلف قواتنا غرب القناه ، ليطاردا الميراج الاسرائيليه ، لكنها تتمكن ايضا من الافلات منهم . وبعد العوده للمطار ، يقف محمد يدخن سيجارته مع عمر واحمد ويقول (( انا نفسي اقابل الطيار الاسرائيلي ده تاني )) فيتساءل عمر عن السبب ويجيب محمد (( ده طيار ممتاز ، وعندي احساس اني لو شفته علي الارض هاسلم عليه )) فنظر أحمد مستغربا من مشاعر محمد (( غريبه ...صح ؟؟؟ بس ده الاحساس اللي جوايا ناحيته ، حاولت معاه كل المناورات الممكنه واللي اتعلمتها ، وفي كل مرة بيخرج قبل ما أقدر أضرب عليه طلقه واحده، عشان كده انا مش زعلان اني مقدرتش اوقعه )) أجاب محمد كانت مشاعر الطيارين غريبه جدا بعد كل اشتباك ، فهم في معركه إما يقتلوا فيها او يقتلوا العدو ، لكن الاحساس بالاعجاب من كفاءه طيار معادي او عدم كفاءته فقد كانت موجوده لكنها نادره الحدوث في وسط كم الموت والدمار المشتعل في السماء . بعد عده أيام وبينما الرجال قابعين في طائراتهم منتظرين الامر بالاقلاع لاي مهمه ، مرت فوقهم طائرات فانتوم علي ارتفاع منخفض جدا هز الارض من تحتهم وهي تتجه غربا ، وبدون انتظار اي أوامر بدأت الطائرات في الاقلاع سريعا وبينما أحمد يبلغ بالاختراق المعادي أقلع وأتخذ أتجاه الغرب ، لكنه لم يعد يري تلك الطائرات ، فطلب من مطار ابو صوير توجيهه ، لكن الموجهه افاد بان الرادار لا يري اي شئ .
فأغتاظ احمد جدا وطلب من خالد ووليد ان يمسحوا السماء بحثا عن أهداف ، لكنهم لم يروا اي اهداف معاديه ، وظل الاتصال مفتوحا مع القياده بحثا عن تلك الطائرات التي اختفت
موضوع: رد: اعادة احياء قصة السرب777 الإثنين 23 مايو 2011 - 18:03
وبعد قليل تم رصدهم فوق القنطرة عائدتين الي الشرق بسرعه كبيرة ، وضاعت فرصه اعتراضهم ، فعاد احمد وطياريه يجرون اذيل الخيبه ، وهم لا يعلمون ماذا قصفت تلك الطائرات اللعينه وما الحقته من دمار ، وفي المساء جاء الخبر من الراديو ببيان للقوات المسلحه ،وعم الوجوم ارجاء المطار وهم يستمعون لصوت المذيع يختنق وهو يزف الي الامه أستشهاد 31 تلميذ من مدرسه بحر البقر الابتدائيه في محافظه الشرقيه جراء قصف طائرات الفانتوم لها ، فتعالي الغضب الي السماء من احمد ومحمد ، بينما وضع عمر رأسه بين يديه في ذهول غير مصدق الخبر ، أما طارق فظل يردد في غضب كلمه واحده ( حرام – حرام )..........اما وليد وخالد فقد تساقطت الدموع من اعينهم علي أستحياء في صمت ، وقد هبط الخبر عليهم كالصاعقه ، أفاق محمد من غضبه وبدأ يتكلم عاليا (( طب دول عيال ، ذنبهم ايه بس ، عيال في مدرستهم ينضربوا ليه؟ عملتهلم ايه اخلاق الحرب وكانوا هما اصلا عملوا ايه في دنيتهم ؟؟)) تمالك احمد اعصابه بسرعه بعد ان وجد ان الجميع قد فقد اعصابه ، فوقف بينهم والدموع تملئ مقلتيه قائلا (( يا رجاله – دي الحرب ودي ضريبه الحرب، ومش متوقع من عدو كافر زي ده اقل من كده ، المهم نمسك اعصابنا ونحط الولاد دول في دماغنا في كل اشتباك جاي ، لازم ناخذ بتارهم برضه زي ما بنحاول ناخذ بتار زملائنا واهلنا في كل حته في مصر )) فيرد وليد (( بس دول عيال يا فندم )) أحمد (( عيال مش عيال – احنا في حرب والناس كلها لازم تستحمل ، والجدع اللي يصمد للنهايه ، ولازم نخليهم يدفعوا التمن ...........لازم ))
مرت الليله كئيبه علي الرجال بكل ما تحمله من معاني ، وأمر احمد رجاله بفحص طائراتهم في محاوله منه لاشغالهم بعيدا عن التفكير في ذلك الحدث المؤلم . في اليوم التالي جاءت تعليمات بتخصيص طائرتين فقط كحاله اولي مع الثبات علي الاستعداد العالي ، وعندما سأل احمد في مقابله بالقياده ، كان الرد بأن الدفاع الجوي سيتكفل بدور الاعتراض الجوي تدريجيا ، ولحين اكتمال انساق الدفاع الجوي سيظل السرب جاهزا . مر يومين بدون قتال ، وتم السماح بفتح الاجازات بمعدل طيار واحد للسرب ، فنزل خالد وتلاه وليد ثم عمر وتلاه طارق ،أما احمد و محمد فكانا لا يرون ضروره للاجازة لان كل منهم مشتاق لقتال جديد مثلهم مثل باقي الطيارين ومر شهر أبريل وقبل ان ينتهي شهر مايو حضر الدمنهوري سعيدا ، وعلموا منه بأنه منذ قليل تم التخلص من احد الجواسيس المزعجين لقواتنا ، وأستكمل قبل ان يسأله احد (( وقعنا الستراتوكروز)) فتهلل الجميع فرحا ، فقد كان اسعد خبر سمعه الرجال منذ أيام كثيرة ، وتساءل احمد (( ازاي ؟؟)) ورد الدمنهوري (( عملنا لها كمين – قائد الدفاع الجوي كان مركز جدا مع الطيارة دي ، الرجاله قدروا يرصدوا حركتها خصوصا برة مدي الصواريخ بتاعتنا ، فتم التنسيق مع رئيس الاركان ، انه يتعمل لها كمين محكم ، وفعلا من ساعه بس جت اشارة ان الكمين نجح والطيارة ولعت السما بمن فيها )) تساءل عمر فرحا (( ووقعناها ازاي؟)) فرد الدمنهوري (( بطاريه صواريخ سام 3 أتحركت مع اخر ضوء لقرب شاطئ القناه في سكون تام وفي مكان مش متوقع ، ولما جت الطيارة طايرة بأمان لانها راصده مواقع صواريخنا وعارفه انها خارج المدي مسبقا ، ضربنا عليها صاروخين ، والاتنين ضربوها ))
فتهلل الجميع طربا وأمضوا ليله سعيده ، أبعدت عنهم احزان ليالي ماضيه في اليوم التالي صدرت الاوامر للسرب ، بحمايه تشكيل قاذفات ميج 17 متجهه لقصف مركز ام خشيب ، فتندر الجميع بأن الجاسوس الثاني في طريقه للسقوط ،فأقلع احمد وطارق وخالد وطارا في موازاه القناه انتظار لعوده تشكيل القاذفات او للتدخل لحمايتهم ، وكان ذلك الذي حدث بالفعل ، فقد تم الابلاغ عن اقلاع اربع طائرات معاديه ، فتوجه احمد للاشتباك معهم ، واقلع عمر ومحمد ووليد للتعزيز ، كانت الطائرات المطارده تقترب بسرعه كبيرة فأبلغ الموجهه انها أحتمال كبير تكون فانتوم ، فرد أحمد بالعلم وذكر طياريه بمذبحه بحر البقر ، وان وقت الرد قد حان . عاد تشكيل القاذفات للغرب بعد ان خسر طائرتين وعبر ما تبقي من التشكيل قناه السويس في الوقت الذي كان تشكيل عمر يطير شرقا علي ارتفاع منخفض ، وفور تأمين القاذفات بدأ احمد ينسحب غربا هو الاخر عائدا وساحبا الطائرات المطارده له الي مدي وحده صواريخ قريبه، لكن الفانتوم ادركت الطعم جيدا ، وغيرت من خط سيرها لتصطدم بتشكيل عمر المقابل لها ، في نفس الوقت عدل احمد اتجاه تشكيله والتحم في المعركه ، أطلقت الفانتوم عده صواريخ تجاه طائرات تشكيل عمر ، فأصيبت طائرة وليد لكنه قفز منها قبل ان ترتطم بمياه القناه ، أما عمر فقد أشتبك مع الفانتوم ، ولدهشته البالغه فلم يقوم طيارها بمناورات قويه مستغلا امكانيات طائرته ليقع في دائرة نيران عمر الذي اطلق صاروخا ،أنفجر داخل محرك الفانتوم مشعلا أياها ، وفوق الساتر الترابي شرق القناه هبطت مظلتين تحملان الطيار والملاح ، وبذعر بالغ انسحبت الطائرة الاخري بسرعه كبيرة تاركه سماء المعركه لطائرات السرب التي عادت للمطار وقبع الجميع منظرين اخبار عن وليد . وصل وليد للمطار قرب الفجر في سيارة عسكريه ، وكان واضحا عليه الانهاك الكبير ، فتهافت عليه الطيارون بعد ان أستيقظوا للاطمئنان عليه ، وبعد جرعه مياه سريعه جلس وليد يقص علي زملائه ما حدث قائلا (( نزلت فوق كتيبه مشاه مصري ، وعلي حظي الاسود الكتيبه دي كانت مشتبكه مع العدو ، فأخدني نقيب بسرعه وشدني داخل حفرة وقايه )) ثم اردف ضاحكا (( تعرفوا انهم في الجبهه بيسموا الدشم وملاجئ الوقايه بأسم – قفص القرود )) فضحك من حوله الا ان محمد رد بجديه (( فعلا في المشاه والصاعقه بيسموا الخندق قفص القرود – لان العسكري محشور جواة ومش شايف حاجه من الضرب اللي نازل علي نافوخه من اليهود ، بس قاعد مقرفص جواة زي القرد منتظر الفرج ))، فعلق احمد (( ده شعور فظيع للعسكري من دول )) عاد خالد لصلب الموضوع متسائلا في فضول (( وبعدين ايه اللي حصل)) فآستكمل وليد ((لما الضرب وقف بعد ربع ساعه ، قدرت اطلع من القفص ده ، وبصيت علي الناحيه التانيه من القناه ، لقيت اليهود بيسحبوا طيارينهم اللي وقعوا علي الساتر بتاعهم ، وكان واضح جدا ان فيه منهم واحد مصاب جامد ، لدرجه ان هيلكوبتر جت بعد ربع ساعه من توقف الضرب وسحبت الطيارين بسرعه )) ثم أضاف مندهشا (( بس ايه الساتر ده ، دي حيطه علي القنال منشوفش من وراها حاجه خالص !)) فأضاف عمر (( ولا يقاتلونكم الا من خلف جدر – صدق الله العظيم )) فصدق الجميع أيجابا .
[b]في عصر اليوم التالي هبط وليد بطائرة جديده، ليعود للسرب قوته الكامله مرة أخري ، وفي تلك الليله ووسط السكون والظلام المحيط ، خرج أحمد كعادته يتجول بين الطائرات والفنيين والجنود ، يطمئن عليهم ويحل اي مشكلات تحتاج لتدخله ، فوجد محمد يقبع في كابينه طائرته مفكرا وسارحا في همومه ‘ فأثر احمد الا يقاطع تفكيرة ومضي هو في سيرة الي ان جلس علي جذع شجرة وهام بتفكيرة في احداث عامين من القتال والموت ، وتذكر حواراته مع السمري والمليجي فتبسم ، وتذكر قائده السابق العميد تحسين ذكي والذي انقطعت اخبارة بعد ايام من النكسه وتساءل عما حل به الان ، وتجول بتفكيرة في أيام النكسه العصيبه وتذكر مشهد قتل الاسري قرب القناه ، ومدي حزنه من عدم تمكنه انقاذهم فبعد عامين مازال غير متأكد من صواب ما قام به ومازال الشعور بالذنب يلح عليه علي فترات ،وتبسم عندما تذكر تدريبات مطار القطاميه مع المقدم محمد السيد وكذلك هجمات منتصف يوليو التي اعادت له الثقه مرة اخري، وبينما هو يشعل سيجارة اخري طاف علي مخيلته طابور طويل من صور الشهداء الذين سقطوا حوله ، وتساءل عما يحس به كل منهم وهو يقابل الموت بصدر رحب ، هل يحس الجندي بالرضا عما اداه او يحس بالحزن لعدم تأديته واجبه كما يفترض؟؟ هاجس غريب لم يفارقه يوما منذ يوم 5 يونيو ، الا وهو ذلك الموت ، فمتي موعده ومتي سيحين دورة لكي يموت ، وهل سيكون قد أدي دورة كما ينبغي ؟ من المؤكد ان كل جندي وطيار بالمطار يتوقع الموت في اي لحظه ويحسب له الف حساب ، لكن من منهم يفكر في حساب النفس ؟ فهل اديت دوري كما ينبغي ام لا ؟ هل ارضيت نفسي من الثأر ام لا ؟
هاجس غريب لكنه واقعي في تلك الفترة العصيبه من عمر الفرد ، فالفرق بين الموت والحياه أصبح أرفع من الشعرة ، وفي اوقات كثيرة كان الموت اقرب اليه من اي شئ اخر في الدنيا ، فكم من مرة اصيبت طائرته وهوت وهو بداخلها ويده تمسك رافعه ستقذف به الي خارج الطائرة ، وكم من مرة سمع ان تلك الرافعه تتعطل ويقتل الطيار بسبب تلك الرافعه اللعينه ، ناهيك عن الشعور القاسي بالتخلي عن طائرة أعتبرها في وقت ما جزء لا يتجزأ منه وحارب بها ، يا الله من تلك الهواجس والافكار التي تعصف بالمقاتل علي الجبهه ،
في وقت ما تدفعه تلك الهواجس الي حب الحياه والتمسك بها والاندفاع الي امتصاص كل ما بها من ملذات ، وتاره اخري تجده زاهد في تلك الحياه مقبل علي الموت بكل سرعه كما هو الحال مع زميله محمد والذي سلم نفسه روحا وجسدا للموت ، فعندما يراقبه احمد اثناء الاشتباكات يجده كطياري الكاميكازي الانتحاريين اليابانيين في الحرب العالميه الثانيه ، فطيرانه اقرب ما يكون من الانتحاري وهي نقطه تميز واضحه له ، ففي مرات كثيرة يقوم محمد بمناورة تخالف المنطق والعقل لا لشئ الا لضرب العدو معرضا حياته لخطر كبير، هذه المناورات المجنونه تجعل العدو مرتبك وتضع محمد في وضع مناسب جدا للضرب
[b]أما عمر فهو يؤدي عمله باتقان وتفان مثله مثل باقي الطيارين ومن مميزاته انه ينسي حياته وزوجته بمجرد دخوله المطار ، فقلما يتحدث عن المستقبل أو سعاده الحياه الزوجيه فكل تركيزة منصب علي القتال ، أما طارق فهمه الاساسي والذي يؤرقه منذ النكسه هو إيجاد حل للخروج من تلك الحرب منتصرا ، وكم من مرة دار النقاش بينهم عن حل لهذه الازمه وللتفوق الاسرائيلي في الطائرات كما وكيفا ، وكان رد احمد دائما ان التدريب الجاد الشاق هو الحل الوحيد للنصر في المعركه المنتظرة ، اما وليد وخالد فقد صقلتهم الاشتباكات الجويه الكثيرة التي خاضوها واكتسبوا خبرات أكبر بكثير من كثيري ممن هم في سنهم علي مستوي العالم وليس مصر فقط ، فرغم تخرجهم من ثلاث اعوام تقريبا ، الا ان خبرتهم القتاليه تزيد عن خبرة قاده الويه واسراب جويه في دول عديده ، وأنعكس ذلك علي تصرفاتهم خاصه بعد استشهاد رفاقهم جمال وشريف ، أنعكس ذلك بحاله من النضج والهدوء والجديه قلما تجدها في شباب لم يتعدوا منتصف العشرينات من عمرهم، طافت كل هذه الافكار في عقل احمد ، وبينما هو ينظر لتلك الطائرات الواقفه بين الاشجار تغسل تعبها بندي الليل، طاف بذهنه في اليوم الذي ستعبر فيه تلك الطائرات لقناه السويس متجهه نحو قلب العدو ومسدده ضرباتها لقواته ، حاميه جيش مصر وهو يعبر محررا نفسه ومصر والعرب من عار هزيمه نكراء لا يد له فيها ، معيدا للامه كلها كرامه سلبت منه علي حين غرة .
ففي ذلك اليوم بالضبط منذ ثلاثه اعوام مضت كان اليأس والاحباط والذل يملئ جوانب احمد وكل رفاقه بعد ان تجرعوا هزيمه قاسيه بكل معاني الكلمه من قسوة ومرارة ، وحتي الان لا ينكر احمد انه لم يكن يري نورا في نهايه النفق المظلم ولم يكن لديه امل بالمرة ، لكنه صمد كما صمد كل جندي وضابط اخر في الجيش ، وقاتل كما قاتلوا جميعا ، وتقبل التضحيات وذاق طعم هزيمه العدو في معارك لكنه لم يذق بعد حلاوة النصر في حرب .
[b]في تلك الايام يصل الدمنهوري حاملا اخبارا جديده ، فهنالك حائط منيع من الصواريخ يبني الان بطول الجبهه ، ورغم القصف المعادي المستمر الا ان العمل يتقدم ، وهو ما يعني وجود غطاء صاروخي كامل لقواتنا وقواعدنا الجويه ، وأستمر الرجل شارحا الموقف العسكري ، واردف ان الاخترقات الاسرائيليه للعمق قد توقفت عندما تم رصد الطيارين السوفيت عندما اعترضوا الفانتوم قرب منطقه السخنه جنوب السويس ، وعلي الفور زمجر محمد معترضا مبديا امله في ان يشتبك السوفيت مرة مع الاسرائيليين الا ان الدمنهوري شدد علي ان الوجود السوفيتي لمصر لحمايه العمق وليس استعمار واحتلال ، وتابع الرجل تحليله للموقف العام ، بان قواتنا البريه أصبحت علي درجه جيده من الكفاءه يمكنها من تنفيذ اي عمليات هجوميه ٌتطلب منها . ثم أردف الرجل بأن الوقت قد أقترب لكي ينالوا قسطا من الراحه، بعد ان يتولي الدفاع الجوي مهمه التصدي للطائرات المغيرة ، وبالفعل وبعد عده أيام يعقد مؤتمر بقاعده ابو صوير يجمع الطيارين والموجهيين الارضيين وعدد من قاده سلاح الدفاع الجوي ، وكان غرض المؤتمر تنظيم التعاون بين القوتين وتنظيم الممرات الامنه التي يمكن لطائراتنا استخدامها بأمان وحتي لا تتعرض لخطر صواريخ الدفاع الجوي . وبعد عده ساعات من المحاورات والتعليمات عاد الرجال الي مطارهم يدرسون التعليمات الجديده وفي الايام التالي وبدون اي اثارة لشكوك الاسرائيليين ، قام السرب بعده دوريات مستخدمين طرق الاقتراب والتقدم الامنه وسط منظومه الرادار المصريه وفي اخر أيام شهر يوينو عام 1970 أعلن الدفاع الجوي المصري عن وجود في الساحه ، ففي ظل تأهب كامل من السرب تابع طياروة أقتراب طائرات العدو كالعاده ، وانتظروا الامر بالاقلاع لكن الامر لم يصدر ، انما توالت بلاغات الدفاع الجوي بإسقاط طائرات العدو وقتل وأسر طياريها حتي وصل العدد بنهايه اليوم الي ثمان طائرات ما بين سكاي هوك وفانتوم، بينما لم يصدر الامر للطائرات بالاعتراض
موضوع: رد: اعادة احياء قصة السرب777 الإثنين 23 مايو 2011 - 18:05
ووسط تهليل وتكبير الطيارين والفنيين من أسقاط هذا العدد من الطائرات مرة واحده ، وسط تلك الفرحه أعلن الدفاع الجوي عن مولده الفعلي كقوة مستقله يٌعتمد عليها ، وفي اليوم التالي لاحظ الجميع شيئا غريبا جدا ، فلم تقترب طائرة إسرائيليه واحده من خط القناه ، وكان هذا يعني للرجال شئ واحد الا وهو ان إسرائيل تعد العده لشئ ما ، فتوقعوا ان يكون اليوم التالي حافلا . في اليوم التالي تم أستمرار النجاح فتم إسقاط طائرتين سكاي هوك وطائرتين فانتوم في اليوم الذي يليه وحتي العشرين من يوليو كان الرجال قد أحصوا إسقاط 13 طائرة إسرائيليه وأسر عدد كبير من طياري تلك الطائرات وجاءت صرخات جولدا مائير من اسرائيل لامريكا قائله في الصحف (( انهم (اي المصريين) يسقطون طائرات بملايين الدولارات بصواريخ بالاف الجنيهات ))
في نفس الليله حضر الدمنهوري حاملا عدد من الافلام السينمائيه واله عرض علي غير العاده ، وعلي الفور تم تجهيز غرفه الطيارين لعرض ما بجعبه الدمنهوري الذي قال (( ده اول استجواب لطيار فانتوم اسرائيلي ولازم تشوفوه بتركيز كبير ))
وعلي الفور اتخذ الرجال اماكنهم في حماسه وشوق بدأ الفيلم في غرفه رماديه الحوائط يتوسط ارضيتها ثلاث كراسي فقط حول طاوله، بينما خلت الحوائط من اي نافذه ودخل ضابط مصري برتبه عقيد ويليه ضابط اخر برتبه نقيب وتلاهم طيار الاسرائيلي بملابس الطيران مقيد الايدي و معصوب العينين يقوده جندي من الشرطه العسكريه ،
لا يتعدي عمر الطيار الاسرائيلي اثنان وعشرون عاما بأي حال ، وعند نزع الغطاء عن عينيه علت عينيه نظرات رعب ،فأجلسه الجندي علي الكرسي المقابل للعقيد الذي بدأ في طرح الاسئله بينما يترجم النقيب الحديث الي العبريه وبالعكس العقيد – هل عاملك المصريون جيدا حتي الان ؟ الطيار – نعم العقيد – هل تحتاج شيئا ؟ الطيار – سجائر فقط فأمر العقيد شخصا يقف بعيدا عن الكاميرا بأحضار سجائر وعلي الفور كان احد الجنود يشعل سيجارة للطيار ، بينما تهكم محمد بصوت عال قائلا (( ناقص كمان نقول له تحب تروح بيتكم أمته ؟؟)) فنظر اليه احمد بحده مشيرا اليه بعدم الحديث ،وأستكمل الطيارون متابعه الفيلم في تركيز وقد علا الرؤوس سحابه من دخان السجائر ، ووضح علي الطيار الاسرائيلي الهدوء بعد تلبيه طلبه .
العقيد – أسمك ورتبتك ؟ الطيار – ملازم أول رامي هاربيز العقيد – سربك ؟ الطيار – سرب بايت شيم من قاعده رافديم العقيد – ماذا كانت مهمتك ؟ الطيار – لا اريد الاجابه عن هذا السؤال العقيد – لماذا ؟ الطيار – طبقا لاتفاقيه جنيف لا يحق لك سؤالي عن ذلك العقيد – اذن ماذا يحق لي ؟ الطيار – ان تسالني عن اسمي ورتبتي ورقمي فقط وقد اجبتك بالفعل
تعالي التوتر بين الطيارين وهم يتابعون عجرفه الطيار الاسرائيلي في الرد بينما كان غضب محمد مكبوتا من المعامله الحسنه لاسير حرب وتذكر ما حدث معه في الاسر فعلت المرارة في حلقه
العقيد بهدوء – انت متهم بأرتكاب جرائم حرب وقتل مدنيين وهذا ضد اتفاقيه جنيف مما يعني انه يحق لنا أن نحاكمك ونعدمك طبقا للاعراف الدوليه الطيار برعب وقد سقطت السيجارة من فمه – .أ.أ..أنا لم ارتكب اي جرائم حرب العقيد منفعلا – اذن ماذا تسمي ضرب مصنع مدني وقتل 70 عامل ثم ضرب مدرسه اطفال وقتل 31 طفل في مدرستهم، ما الذي صنعه هؤلاء الاطفال لكم لكي تقتلوهم الطيار وقد علا الرعب وجهه – سيدي انا لم اشترك في مثل هذه الغارات العقيد مواصلا انفعاله – لدينا معلومات مؤكده برقم طائرتك ، لن تفلت من الاعدام ولن تعود حيا الطيار متوسلا – ارجوك سيدي صدقني ، انا لم أشترك في تلك الغارة إنما زملاء لي العقيد ضاحكا – كيف أصدقك فزميلك النقيب عاموس زامير والذي يقبع في زنزانه مجاورة قد اعترف عليك من فترة الطيار برعب – عاموس يكذب ارجوك سيدي صدقني العقيد مبتسما – حسنا سنحاكمك علي أي حال من الاحوال ،لكن بعد ان تتعرف علي أساليبنا في نزع اعترافاتك ،فلدينا أساليب تفوق ما لدي الاتحاد السوفيتي من تعذيب
خر الطيار علي الارض باكيا محاولا التماس عطف العقيد بالا يعرضه لتعذيب ،قائلا بانه سمع عن اساليب التعذيب السوفيتيه القاسيه ، وانه علي أستعداد للاجابه علي اي سؤال يسأله العقيد ،ثم توقف الفيلم لعطل في اله العرض.وبينما احد الجنود يصلحها ، تساءل احمد (( بسهوله كده عنده أستعداد يعترف ؟؟)) الدمنهوري (( اللي اكتشفناه إن الاسرائيلي بدون سلاح بيكون جبان جدا وبأقل وسيله ضغط بيعترف، دول ناس ميعرفوش معني الانتماء و الدين ، ولعلمكم الطيار الاسير التاني اعترف فعلا علي كل زملائه )) عادت اله العرض للعمل وبدأت علي مشهد حيث جفف الطيار الاسرائيلي دموعه وتم فك قيوده فأمسك بسيجارة وعاد العقيد يسأل العقيد –مرة اخري ما هي مهمتك؟ الطيار – مهمتي كانت ضرب مواقع صواريخ سام العقيد – وكيف أصيبت طائرتك ؟ الطيار – كانت معلوماتنا ان المصريين لا يعرفون تشغيل معظم انظمه الصواريخ ، وان اجهزتنا بالطائرة ستحذرنا من اي صاروخ قادم نحونا بل انها تحذرنا من لحظه بدء رصد الرادار لطائرتنا ، لكني فوجئت بصاروخ يندفع نحوي بدون انذار ، فقمت بمناورة للابتعاد لكنه اصاب الطائرة فأندفعت قافزا من الطائرة بسرعه ، بينما لم يستطع الملاح القفز معي ، وهبطت فوق وحده مدفعيه مصريه وهم من أسرني والباقي أكيد سيادتك تعرفه . العقيد – أخبرني بالمزيد عن اجهزة الانذار بطائرتك الطيار بعد لحظه تردد – لدينا في الفانتوم جهاز نطلق عليه أغنيه سام (( SamSong)) وهو يطلق انذار فور بدء رصد راداراتكم لنا، ثم يختلف الصوت فور أطلاق صاروخ ، وعند بدء رصد كمبيوتر الطائرة للصاروخ يقوم تلقائيا بأطلاق مشاعل خداعيه والمناورة للابتعاد عن الصاروخ . وقف محمد مندهشا (( عشان كده مكناش قادرين نوقعها بالصواريخ ، انا مش قلت لكم ))
الدمنهوري الفيلم نظرا لبدأ حوار فني بين الطيارين حول تلك المعلومات التي ادلي بها ذلك الاسير فالجميع بدأ يربط بين كلامه وبين ما حدث في اشتباكات جويه مع الفانتوم وكان اكثرهم حماسا محمد والذي فشل لعده مرات في اسقاط الفانتوم، كان الحوار بين الرجال يتأرجح بين مشاعر الاندهاش من التقدم التكنولوجي في الفانتوم وبين الثقه في انهم بالفعل اسقطوها حتي ان عمر قال متفاخرا (( ادي أي طيار مصري الفانتوم وشوف هيعمل ايه )) وأستكمل خالد (( ده الكمبيوتر بتاعهم بيعمل كل حاجه للطيار ، امال ناقص ايه تاني؟؟)) ووافق طارق (( مؤكد انهم كده حاسين بأمان تام في الطيارة )) عمر (( المهم ان مفيش ولا كتاب من اللي قرأتهم جاب سيرة جهاز اغنيه سام ده ؟؟)) فتدخل الدمنهوري (( من المهم انكم تركزوا مع كل كلمه قالها الاسير ده ، عشان تستفيدوا منها )) ثم عاد الفيلم للعرض مرة اخري العقيد – هل أشتركت في معارك جويه ؟ الطيار – نعم عده مرات فوق القناه والجولان العقيد – ما تقدير زملائك للطيارين المصريين ؟ الطيار – لقد تكلمنا مع قادتنا عده مرات عن تقدم مستوي الطيارين المصريين بإطراد واضح وانهم أصبحوا قادرين فعليا علي تهديدنا العقيد – وماذا قال لكم القاده ؟ الطيار – لقد قللوا من شأن الطيارين المصريين جدا وكذلك قللوا من شأن منصات الصواريخ سام لاننا لدينا وسائل الخداع لها العقيد – وما رأيك وانت أسير الان ؟ الطيار – انا مندهش ، فأجهزة طائرتي لم تنذرني برصد الرادارات لي او بأقتراب صاروخ سام ، و مازلت حتي الان مندهشا ،فقد كان لدي شعور تام بالامان داخل طائرتي العقيد – ماذا حدث يوم 20 نوفمبر الماضي ؟ الطيار – لا افهم سؤالك العقيد – ماذاحدث للمقدم دان في ذلك اليوم؟ الطيار – اه ، انها ذكري سيئه العقيد –لا عليلك فقط اخبرني الطيار – لقد كان المقدم دان في مهمه فوق بورسعيد ، واعترضه هؤلاء الاشباح واستطاع احدهم اصابه المقدم دان في جناح طائرته لكنه تمكن من العوده وطائرته مصابه ،وكانت اصابه طائرته بالغه بحق لدرجه اننا تجمعنا قرب الممر نراقب هبوطه علي الممر ، لكن قرب اقترابه من الممر ، تمزق جزء من الجناح فجأه وهوت الطائرة فوق الممر محترقه لقد كانت تجربه سيئه جدا فالمقدم دان من طيارينا المتمرسين . ضجت غرفه الطيارين بالتصفيق بينما نظر الدمنهوري لاحمد مفتخرا (( انت اللي وقعت دان يا أحمد)) فرد احمد بكل تواضع (( الحمد لله )) وعاد متابعا الفيلم وقد لمعت عينيه سعاده العقيد – من تقصد بالاشباح ؟ الطيار – نحن نطلق لفظ الاشباح علي عدد من الطائرات في القطاع الشمالي والذين يقلعون من احد الحقول تقريبا ،فنحن لا نعلم من اين يقلعون ،وكلما أقتربنا من القناه يظهر لنا هؤلاء الاشباح علي الرادار فورا، وقد قمنا بقصف حقل يعتقد انهم يقلعون منه لكن من الواضح ان معلومات الاستطلاع عندنا غير جيده فقد ظلوا يظهرون بأستمرار ، وللحق فكل طيارينا يكنون كل احترام لهؤلاء الطيارين ، فهم ممتازين ويختلفون عن بقيه الطيارين علي الجبهه في مهاراتهم وشجاعتهم . يتدخل طارق معلقا (( ييجي المستشار السوفيتي يسمع اللي بيتقال )) وتضج الغرفه بالضحك
موضوع: رد: اعادة احياء قصة السرب777 الإثنين 23 مايو 2011 - 18:07
وانتهي الفيلم الذي يصور الاستجواب والذي دام اكثر من ساعتين ، ومع انتهاء الفيلم وقف جميع الطيارين في نشوة وسعاده ينظرون لبعضهم البعض في فخر وسعاده ، فقد حصلوا من متابعه هذا الاستجواب علي معلومات قيمه جدا . وتساءل عمر (( ليه اجهزة الانذار في الفانتوم لم ترصد الصاروخ ؟؟)) الدمنهوري (( يا جماعه احنا دلوقت في وسط اول حرب الكترونيه في العالم ، امريكا بتدي اسرائيل اجهزة شوشرة علي رادارتنا وعلي الصواريخ وأحنا بدورنا إما بنحصل علي السلاح المضاد للسلاح ده من الاتحاد السوفيتي او بنطور سلاحنا بنفسنا ، فيه رجاله قاعده في شغلها تطور لكم اجهزة هدفها الشوشرة علي جهاز الشوشرة الاسرائيلي )) طارق ممازحا ((تقوم امريكا تعمل جهاز شوشرة علي جهاز الشوشرة بتاعنا المضاد لجهازالشوشرة بتاعهم)) الدمنهوري بجديه (( ده بيحصل فعلا ، ودي دائرة مستمرة لا نهايه لها لاننا لو توقفنا عن التطوير والدراسه فده معناه انهم هيضربونا من غير ما نأخذ بالنا لانهم مشوشرين علينا )) أحمد (( انا عقلي تعبني من مجرد التفكير في السباق ده )) ثم تم عرض الفيلم مرة اخري بناء علي طلب احمد وطياريه حيث دونوا ملاحظات اكثر واكثر .
وليلا وبعد ان عم الهدوء جنبات المطار مرة اخري عكف احمد في دراسه كل ملاحظاته التي دونها ، بينما عكف باقي الطيارين في غرفهم كلا منهم في عالمه الخاص . كانت شهاده الطيار الاسرائيلي اكبر شهاده علي المجهود الذي قام به السرب طوال عامين من القتال والدم والعرق في قتال عدو متفوق تقنيا بفارق كبير جدا ، فقد كان شرح الطيار لمعدات طائرته مفزعا لاحمد ، بينما هو وطياريه يعملون علي البوصله حتي الان وليس بالطائرة اي اجهزة انذار او امان فقد زاده ذلك احساسا بكف البصر مقارنه بما لدي الفانتوم من اجهزة رؤيه وكانت تعليمات القياده المستمرة (( اعمل بما لديك ولا تنتظر اي طائرات جديده )) ردا علي تساؤلات الطيارين بانواع جديده من المقاتلات اكثر حداثه ومدي وتسليح .
كان صباح اليوم التالي مختلفا بين الطيارين جميعهم ، فنظرات الاعين قد اختلفت ، فقد ظهر بريق جديد بالثقه والكرامه ، فشهاده ذلك الاسير قد اعطت الطيارين احساس كبير بالثقه أقلق أحمد كثيرا ، الفارق بين الثقه والغرور يكاد لا يري ، والغرور هو عدو الطيار الاول في عالم الطيران ، فالطيار المغرور لابد له من أن يغفل تأمين نفسه وسربه في الجو ولابد له من أن يصاب او يموت نتيجه أستهانته بعدوة . فبدأ احمد في شحذ همم الرجال علي فترات مذكرهم بمذابح العدو وشهدائنا ، وكان يقوم بالقاء تلك العبارات وسط احاديث عاديه ليذكر الرجال بمهمتهم التي لم تبدأ بعد الا وهي تحرير الارض وفي 25 يوليو ووسط قيظ الصيف، صدرت الاوامر بأعتراض تشكيل من اربع طائرات يقترب من بورسعيد من ناحيه البحر ، فأقلع السرب كاملا وأتخذ ارتفاع منخفض فوق قمم الاشجار مستعينا بتوجيه الموجهه الارضي لاعتراض الهدف فوق البحر المتوسط ، وقرب القنطرة أمر احمد – طارق ووليد وخالد بالارتفاع والقيام بدور الطعم لتشكيل العدو ، طار السرب في طرق الطيران الامن طبقا لخطط الطيران الجديده ، وعند وصولهم فوق بورسعيد كانت بطاريه الصواريخ في بورسعيد قد أطلقت صاروخين ضلا هدفيهما ، وتٌرٍك المجال للسرب 77 في الاشتباك ، لكن ضرب الصواريخ المضادة أربك حسابات تشكيل العدو ، فالقي قنابله فوق البحر واتجه غربا هاربا ،فأمر احمد بالقاء خزانات الوقود الاضافيه وفتح الحارق اللاحق لزياده السرعه للقصوي ومطارده طائرات العدو قبل ان تهرب .
طوال هذا الوقت دار احمد من تجاه البحر بينما اتجه طارق مباشرة تجاه طائرات العدو مطلقا صاروخا بدون ان يصيب اي طائرة لكنه ادي لارتباك تشكيل العدو مرة اخري ودورانه للاشتباك ، كان دوران طائرات العدو في ذلك التوقيت مفيدا جدا ، فقد ظلت قرب القناه وقريبا من قواتنا وبعيدا عن قواعدها ، وايضا مكنت احمد من الانقضاض عليها من تجاه البحر في موقف مثالي . ودارت دائرة القتال قبل ان يصل احمد ، وسرعان ما أصيبت طائرة خالد ببعض الشظايا من صاروخ ضال ، لكن تدخل محمد في التوقيت المناسب مطلقا صاروخا علي الطائرة التي تطارد خالد ، انقذ الاخير نظرا لتباطئ سرعه طائرته نتيجه اصابه محرك طائرته ، وعلي الفور أنسحب خالد عائدا لمطارة ، بينما محمد يمسك بذيل طائرة سكاي هوك ولحق به عمر لمساعدته ، في الوقت الذي تابع البقيه دائرة القتال ، ووصلت اشارة بأنطلاق طائرات تعزيز من الصالحيه وابوصوير ، فأستبشر احمد خيرا ، فطائراتنا تقلع للتعزيز قبل طائرات العدو
وكالعاده رصد الاسرائيلين طائرتنا تقترب فأمرت طياريها بالانسحاب ونجحت طائراتهم في ذلك وسط خيبه امل من احمد ، بينما محمد مازال مطبقا علي الطائرة الاخري لا يترك لها فرصه للهرب ويعاونه عمر بتعليماته ومناوراته ، ويطلق محمد صاروخا بدقه لتصاب الطائرة المعاديه في محركها ويتصاعد الدخان الاسود وتتباطأ سرعتها ، وبلا رحمه يطلق صاروخين متتالين ينفجران أيضا بها محولين الطائرة الي قطع صغيره من الحديد والنار ، ويهلل محمد مبلغا أحمد علي موجه مفتوحه متعمدا رصد الاسرائييلين لها (( النسر الاصلع دمر طائرة معاديه سكاي هوك – الطائرة انفجرت بالطيار وتحولت الي قطع صغيرة)) ففهم أحمد ما يقوم به محمد ، أنه يبعث برساله ارهاب للاسرائيلين لكي يسمعوها ، وتجاوب احمد معه (( من قائد الاشباح الي النسر الاصلع، مبروك – أنضم للتشكيل فورا )) وبداخل كل طائرة كانت النشوة سيده الموقف هنا ، فالثقه دفعت الدم دفعا الي كل خلايا الجسد في قوة غريبه . ثم عاد احمد علي تردد أمن سائلا عن مصير خالد الذي مازال في طريقه للهبوط ،فأبلغه الاخير بأنه في طريقه للهبوط الاضطراري، تابع الفنيين في المطار أقتراب طائرة خالد والدخان يتصاعد منها ، وهم علي اتم استعداد للاخلاء الطيار فورا والسيطره علي النيران . ومن شرفه منزله وقف عمده كفر نور يتابع في خوف ، هبوط طائرة خالد وذيل الدخان الاسود خلفها ، وقلبه ينبض بالدعاء مع كل نبضه داعيا له بالسلامه ، ويتابع الفنيين ملامسه الطائرة لارض الطريق وسرعان ما تتوقف ليهرعوا لاطفاء النيران المشتعله من مؤخرتها ، بينما هرع خالد مبتعدا عن الطائرة. وبعد وقت قليل تم السيطرة علي الحريق سريعا واثناء ذلك هبطت طائرات السرب الواحده تلو الاخري علي الممر الاخر . وليلا عكف خالد مع فنيي طائرته في اصلاح الطائرة ، بينما بقيه الطيارين في غرفه الطيارين يتناقشون في إشتباك والدروس المستفاده منه (( دي حرب نفسيه اللي هما بستعملوها معانا ، فقلت أرد لهم نفس النوع )) قال محمد مبررا الاشارة المفتوحه التي بثها بعد الاشتباك مباشرة ، ودار الحوار بعدها عن الاخبار التي تتوارد بطول الجبهه عما يقوم به الاسرائيلين من بثه بمكبرات الصوت من أغاني ونداءات بالاستسلام لكي يسمعها الجنود علي الطرف الاخر من القناه بهدف كسر روحنا المعنويه ، وأن ما قام به محمد من المحتمل ان يخفض في روح العدو المعنويه ، وهو أسلوب محمود طالما ظل في نطاق السيطرة ثم تطرق احمد الي مساعي وزير الخارجيه الامريكيه لوقف إطلاق النار قريبا والانتقال بالحرب الي اروقه السياسيه فهتف عمر (( الريس مش ممكن يقبل وقف إطلاق النار ابدا )) وتابع طارق (( بس وقف إطلاق النار ده معناه اننا خرجنا اقوي من الاول )) فتهكم محمد (( فاكرين تصريحات ديان بعد النكسه لما قال انه منتظر مكالمه عبد الناصر له واللي هيستسلم فيها عبد الناصر ؟؟)) فطاف بمخيله الرجال في وقت واحد تلك الاوقات السوداء من تاريخ مصر ، حيث تعالت صور الاذلال لمصر بكل صورها في مختلف انحاء العالم ، وظهر الوجه الحقيقي للاصدقاء ، وقتها وقفت مصر عاريه تتحمل سياط الذل والشماته من كل من هب ودب نكايه في مواقف عبد الناصر التحرريه والتي دفعت معظم الشعوب والافريقيه للتحرر من نير الاستعمار . وقتها لم يكن ليجرؤ مصري بأن يجاهر بمصريته في اي مكان بالعالم ، وزاد من ذلك تصريحات موشي ديان وزير الدفاع الاسرائيلي ومن حوله بأنه ينتظر من عبد الناصر مكالمه أستسلام ،ولولا انه الشعب المصري ، ولولا ان حضارة الالاف السنين تملئ خلايا جسده وما فيها من صمود وكبرياء وشمم
موضوع: رد: اعادة احياء قصة السرب777 الإثنين 23 مايو 2011 - 18:08
ولولا عودته للتمسك بالدين والعقيده مرة اخري ، فلولا كل ذلك ما نجحت مصر ان تقف علي قدميها مرة اخري متحمله سياط وسهام الاعداء التي أسالت من دم الشهداء انهار روت رمال الجبهه وعاد الحديث مرة اخري لمبادرة السلام الامريكيه ورغم عدم علم الجميع بمحتواها ، الا أن الجميع أجمعوا علي رفض اي وقف لاطلاق النار بصورة قاطعه . في اليوم التالي والذي يوافق 30 يوليو 1970 وبينما الرجال في طائراتهم منتظرين اي تعليمات ، أبلغ ايهاب الرجال بتغيير التردد اللاسلكي ومتابعه أشتباك بين طيارين سوفيت واسرائيلين قرب خليج السويس ، فأنتقل الرجال بسرعه للتردد الاخر وتابعوا احاديث باللغه الروسيه غير مفهومه، وفي شغف بالغ أستمع الرجال لوقائع اول اشتباك سوفيتي اسرائيلي لكن احمد لاحظ ان نبرة الطيارين السوفيت بها رعب كبير وصياح علي غير عادتهم ، و تلاشت الاصوات الواحد تلو الاخر حتي تلاشت جميع الاصوات ، فطلب احمد من ايهاب تقصي ما حدث مع بقيه المطارات وليلا جاء الخبر (( الاسرائيلين وقعوا 5 طيارات ميج 21 بطيارين سوفيت وكل الطيارين ماتوا )) تبسم محمد قائلا (( في ستين داهيه ، عشان دلوقت يعرفوا إن العيب مش فينا )) أحمد متسائلا (( نفسي دلوقت اشوف وش المستشار السوفيتي في قاعده بني سويف )) عمر (( هاتقوله ايه يا فندم ؟)) أحمد (( ولا كلمه – انا بس عايز اعرف هيعلق علي اللي حصل هيقول ايه ؟؟)) إيهاب (( التعليمات اللي صدرت بتقول ان المعركه دي لم تحدث واننا لا نعرف عنها اي شئ )) وليد (( انت عايز تقول ان اسرائيل مش هتعلن عنها ؟)) إيهاب (( والله دي التعليمات )) وبالفعل مر يوم ثم أسبوع بدون ان يعلن اي طرف عن تلك المعركه ،لكن الاحاديث الجانبيه بين الطيارين وقادتهم في كل القواعد الجويه كانت لا تكف عن التعليق والتشفي في السوفيت ، فرغم مساعدتهم لنا التي لا تقدر ، فأن غرورهم واشاعتهم روح الاحباط بين صفوف قواتنا ، جعل الجنود والضباط يكرهونهم كرها شديدا
وفي السابع من أغسطس ،أعلنت مصر ان قبلت وقف اطلاق النار لمده تسعين يوما ، لمحاوله حل القضيه دبلوماسيا ، وأشعل ذلك شرارة الغضب داخل النفوس بينما تعالي صياح عمر منتقدا ورافضا ((أزاي الريس يقبل وقف إطلاق النار ؟؟ ازاي ؟؟ بعد كل اللي وصلنا له ))وبناء علي وقف اطلاق النار فأنه سيتوقف وقف أطلاق النار من منتصف الليل تماما. ومع حلول الليل سمع الرجال هدير عربات مختلفه تتحرك علي الطرق بجوارهم ، فخرج الجميع يشاهدون ما يجري ، فوقعت أعينهم علي العشرات من عربات سلاح الدفاع الجوي تتحرك تجاه الشرق ، عشرات منصات الصواريخ المحمله بصواريخها وعشرات العربات الحامله لصواريخ سام 3 تتحرك في سرعه ، بينما وقف ضابط برتبه كبيرة بجوار عربته امام مدخل كفر نور ينظم المرور لرجاله ويبث الحماس فيهم ، بينما وقف أهالي الكفر يحيون المقاتلين، فتقدم الطيارين من الضابط علي استحياء مدفوعين بفضول لمعرفه ما يجري ، وقام احمد بتعريف نفسه للرجل مظهرا تعريف الشخصيه الخاص به ،فتساءل الرجل عما تفعل القوات الجويه في هذا المكان البعيد عن اي مطار حربي يعرفه ، فصمت الجميع مرتبكين الا ان احمد رد بثقه ومخبرا الرجل بأنه سر ولا يجب ان يعرفه الكثيرين ، فرد الرجل بانه يتفهم ، فأستكمل أحمد مخبرا الرجل بالسر الخطير ،وهو أن اماكن مبيت الطيارين في مطاري ابوصوير والصالحيه قد أستهدفت ، فرأت القياده ان ينام الطيارين ليلا بعيدا عن اي خطر قد يتعرضون له ، ويبدو ان ملامح احمد الجاده قد أقنعت الرجل ، بينما وليد يكاد لا يستطيع ان يكتم ضحكه لكن الرجل لم يلاحظ تعبيرات وجه وليد بسبب الظلام ، وتساءل احمد محولا الموضوع ومتسائلا عن وجهه تلك الصواريخ ، فرد الرجل بأن قرار وقف اطلاق النار سيسري بعد ساعات ،وان الاوامر قد صدرت بدفع النسق الاول من الصواريخ لحافه الجبهه قبل منتصف الليل ، فتمتم محمد متسائلا عن سبب السرعه ؟ فأجاب الرجل بأن شروط وقف اطلاق النار هي عدم تحريك او وحدات للامام ، وهذا يسري أيضا علي أسرائيل ، مما يعني اننا لو لم ننجح في تحقيق هذا التحرك قبل الساعات المتبقيه من الموعد ، فأننا سنواجه مشاكل سياسيه كبيرة، وكانت تعليمات القياده صريحه بسرعه التحرك والانتهاء قبل منتصف الليل، فتفهم احمد سبب السرعه .،وأثناء حديث الرجل والذي تطوع بشرحه المثير من المعلومات لاطمئنانه لاحمد ورفاقه ، واثناء الحوار الجاد سمع الرجال صوت ارتطام قوي ،
فقد سقطت احد عربات الرادار في الترعه التي تغذي كفر نور بمياه الري ، ومالت العربه داخل المياه ، فهرع الرجال والاهالي نحو العربه ، قفز بعض رجال الكفر في المياه لاخراج من بالعربيه من جنود ، وبالفعل اخرجوا اثنين من الجنود مصابين ، بينما أستشهد السائق وفي وسط ذلك خرج صوت الضابط صائحا في رجاله بسرعه التحرك لانهم (( في عرض دقيقه)) وان المسأله لا تحتمل أغلاق الطريق الضيق لوقت كبير ، فأحس الجميع بحساسيه الموقف وتعقيده فعرض عمده الكفر المساعده التي رحب بها الضابط ، وعلي الفور تحولت القريه الي خليه نحل تتحرك بسرعه نظر أحمد الي رتل العربات المتوقفه والتي تحمل صواريخ ورادارات وهوائيات ومولدات كهرباء ، فوجد انها هدف ثمين وسهل للطيران الاسرائيلي والذي ينشط ليلا علي فترات ، فأمر الفنيين بالمساعده في اخفاء تلك العربات وسط الاشجار بواسطه شباك التمويه، فالتف الضابط مندهشا ومتسائلا(( شباك تمويه بتعمل ايه في مبيت الطيارين ؟!)) لكن احمد لم يلتفت اليه ، انما هرع مع بقيه الطيارين والضباط ينظمون إخفاء رتل السيارات ، بينما وصل عدد كبير من الاهالي مصطحبين الدواب والماشيه حيث قاموا بحماس شديد ، بربط السيارةالمنكوبه بحبال وجرها ببطء من داخل الترعه ، وبعد عده محاولات فاشله تكاتف فيها الجميع من ضباط وجنود والاهالي، تم إخراج السيارة من المياه وإخلاء الطريق امام باقي السيارات التي اندفعت بسرعه كبيرة نحو مواقعها وسط تكبير الاهالي وفرحتهم .
موضوع: رد: اعادة احياء قصة السرب777 الإثنين 23 مايو 2011 - 18:15
وفي الصباح التالي كان الهدوء الحذر قد عم أنحاء الجبهه ، لكن دوريات الطيران لم تتوقف ،وبعد عدم أيام جاءت الاوامر بخفض درجه استعداد السرب للحاله العاديه ، وبعد يومين أخرين حضر الدمنهوري ليلا وطلب من الرجال الاستعداد في الليله التاليه لحضور مقابله مهمه جدا. وبالفعل أستعد الطيارون الست لهذه المقابله الغامضه والتي رفض الدمنهوري الافصاح عن تفاصيلها وأختلفت التنبؤات بين الطيارين عن أهميه المقابله والشخص الذي سيقابلهم ، وكان ذلك حدثا اخرج الرجال من حاله الملل التي مروا فيها في اليومين الماضيين ، وزاد من فضول الجميع هو تأكيد الدمنهوري لهم بألاناقه الكامله . وفي المساء حضرت سيارتين مدنيتين من قياده القوات الجويه أقلت الرجال ، الذين أضفت عليهم البدل الرسميه وسامه كبيرة افتقدوها كثيرا من قله الاهتمام بالمظهر في ظل عامين من القتال الضاري ، وصلت السيارات الي ضاحيه مصر الجديده حيث تقبع قياده الطيران ، فأيقن الطيارين ان اللقاء سيكون مع رئيس الاركان (اللواء مبارك) او الفريق البغدادي قائد الطيران ، لكن السيارات مرت بجوار البوابه وأستمرت في السير نحو منشيه البكري ، تعالت ضربات قلب عمر كثيرا ، فهو يعرف تلك المنطقه جيدا ، ثم توقفت السيارات عند عده نقاط تفتيش للحرس الجمهوري وسط دهشه الرجال ، الا ان عمر كان قد تأكد ، فتسارعت دقات قلبه وتسارع تنفسه وعجز عن الكلام . دخلت السيارتين لساحه فيلا متوسطه المستوي وذات طابق واحد ونزل الطيارون من السيارات التي غادرت المدخل ،وطلب منهم احد ضباط الحرس الجمهوري الانتظار دقائق ، ريثما يسمح لهم بالدخول. فتساءل وليد بصوت عال وبدهشه (( بيت مين ده؟؟)) فلم يرد احد ، غير ان صوت متحشرج صدر من عمر قال كلمات لم يميزها احد ، فسأل طارق (( بتقول ايه ))، فحاول عمر الكلام مرة اخري لكنه تحشرج وكان وجهه محتقن جدا وانفاسه متسارعه ، فأعاد طارق السؤال ورد عمر بصوت متحشرج لكنه اكثر وضوحا (( بيت الريس )) ، فتهكم أحمد (( ريس مين يا عمر ؟؟)) فاجاب عمر (( جمال عبد الناصر )) فصدم الجميع وتعالت نظرات الذهول وعدم التصديق ، فتساءل محمد بدهشه ورجاء (( عمر ، انت بتتكلم بجد ؟؟))، الا ان ضابط الحرس الجمهوري خرج مرة اخري ودعاهم للدخول قبل ان يجيب عمر (( الريس نازل حالا – اتفضلوا )) سمع الجميع كلمه (الريس ) من الضابط فتأكدوا ان كلام عمر صحيح ، فعم الذهول والصدمه خلايا جسدهم . وبعد ثوان من دخولهم صالون منزل الرئيس ، ظل الرجال واقفين ينظرون حولهم الي الاثاث العادي الذي لا ينم علي اي فخامه او عظمه ، وانفاسهم تتسارع من هول مفاجأه مقابله الزعيم وبعد دقائق دخل الرئيس بقامته الطويله وكتفيه العريضين وأبتسامته المحبوبه، وبلا استثناء فغر الجميع افواههم من الدهشه ، فهم امام أسطوريه حيه ورمز للامه والشعوب واكبر أماني الملايين من البشر هي مشاهده الرئيس عن بعد فما بالك بهؤلاء الطيارين وهم يقفون وجها لوجه معه ، لاحظ احمد دهشه الرئيس من حاله التسمر التي أضحي عليها الطيارين ، فنادي علي طياريه (( انتباه )) وقتها صدق الجميع ما يحدث وانهم امام القائد الاعلي للقوات المسلحه وجهها لوجه ، فوقف الجميع انتباه مؤديين التحيه العسكريه بكل انضباط .
رد الرئيس التحيه ومد يده مصافحا أحمد الذي عرف نفسه وأستكمل معرفا طياريه ، وعندما توقف أمام عمر ، سأله عن ساقه وهل عادت لطبيعتها فدهش عمر من السؤال ، واجاب بعسكريه صرفه بأنها أصبحت كما كانت وشكر الرئيس علي سؤاله ، أما محمد فقد شمله الرئيس بدعابه قائلا (( انت بقي النسر الاصلع ؟)) فرد محمد بالايجاب بكل جديه ، بينما أستكمل الرئيس مصافحه طارق ووليد وخالد مداعبهم بكلمات مشجعه ، ثم جلس الرئيس بينما نظرات الاعجاب وعدم التصديق مما يحدث تفضح الطيارين . فبدأ الرئيس حديثه بعد ان أشعل سيجارة (( انا حبيت اقابل الاشباح اللي مجنيين اليهود )) فتبسم الطيارين علي استحياء من مجامله الرئيس الذي استكمل (( المفروض اني كنت اقابلكم في ديسمبر الجاي ،لكن من اسبوع كنت بتفرج علي التحقيق مع الطيارين الاسري اللي اتكلموا عنكم بكل احترام )) ثم سكت فجأه وقال (( انتوا مش بتدخنوا ليه ؟؟؟ دا انتوا حريقه سجاير زي ما سمعت )) فنظر الطيارين لبعضهم البعض ، وسرعان ما أشعل احمد سيجارة وتبعه الاخرون ، بينما أستكمل الرئيس حديثه ((لما شفت فيلم الاسري قلت لازم أشوفكم في اقرب فرصه عشان احييكم علي دوركم الكبير)) وبينما الطيارين صامتين يتابعون في شغف وإعجاب كل كلمه من كلامات الرئيس ، واصل الرجل حديثه بهدوء (( الايام دي الفريق بغدادي حاطط جدول عشان اقابل قاده الاسراب والطيارين وزي ما قلت كان دوركم زي ما أتقال لي في ديسمبر لكن انا أستعجلت اللقاء ده ، وبصراحه يا ولاد – مصر فخورة بكم وبكل ما تقدمونه للبلد )) فرد احمد (( ده واجبنا يا فندم ، واحنا مستعدين نموت واحنا بنقوم بواجبنا )) فتبسم الرئيس قائلا (( هيه دي الروح اللي لازم تكون موجوده في كل واحد في الجيش )) ثم غير الرئيس مسار الحوار متسائلا (( اخبار الميج 21 بعد التعديل ايه ؟؟)) فرد أحمد (( كويسه يا فندم – كله كويس )) فظهر نظرات عتاب علي وجه الرئيس (( الكلام ده يا احمد كان زمان قبل النكسه – مش دلوقت ...... انا عارف انكم شاركتم بالافكار في تطوير الميج ، فعايز اعرف رأيكم الصريح فيها بعد التعديلات دي ، وارجوكم ... مش عايز كلام مدح وخلاص ..... عايز كلام ناس فاهمه ومجربه واشتبكت مع العدو كتير )) فطلب احمد من طارق ومحمد الاجابه عن هذا التساؤل ، وطال النقاش بين الطيارين والرئيس حول امور فنيه بحته تدخل فيها الرئيس، فظهر للرجال ان لدي الرئيس خلفيه كبيرة وكامله عن كل خطوه من خطوات التطوير،وفي لحظه صمت لالتقاط الانفاس قال الرئيس(( يعني من كلامكم كده اننا ممكن نخش الحرب بالميج ونحقق نتائج كويسه ؟)) فرد الجميع ايجابا ، ثم عرض الرئيس الاجابه عن اي تساؤلات خاصه بالطيارين ، وبعد ان وضع احد الخدم اكواب العصير امام الطيارين وانصرف ،
تساءل محمد بصوت قلق ((أحنا هنحارب بجد يا ريس ؟؟ يعني هنعبر القناه ونحرر سينا ؟؟؟)) [b] الرئيس مبتسما (( طبعا بأذن الله )) فتساءل عمر محرجا (( طب ليه يا ريس قبلت وقف اطلاق النار؟)) فتبسم الرئيس (( الموضوع ده أخذ مني وقت كبير جدا في الدراسه وعمل حسابات مختلفه ، فلما سألت القاده ،هل أستمرار حرب الاستنزاف هيحقق اهدافنا أختلفت ارائهم ، ومحدش اداني رأي محدد – فعلشان نخش مرحله التحرير لازم اولا نقدر ندخل الصواريخ للجبهه عشان تحمي القوات اللي هتعبر ،انا مقبلتش وقف اطلاق النار الا عشان نستعد لمرحله التحرير والفريق فوزي جهز الخطط ، فاضل اختيار التوقيت وده مش هيكون بعد فترة كبيرة )) فتحمس الطيارين من كلام الرئيس وتساءل عمر مرة اخري (( يعني وقف اطلاق النار كان عشان ناخذ نفسنا بس ؟)) الرئيس (( لا يا عمر مش كده بس ، عشان اقدر ادخل الصواريخ للجبهه عشان الجيش يقدر يعبر في حمايتها كمان وده مهم جدا لنجاح التحرير )) ثم تطرق الرئيس بعد ذلك لامور اجتماعيه وانسانيه تخص الطيارين مبتعدا في حديثه عن الحرب وويلاتها ، وفي نهايه الحوار أخبرهم الرئيس بأنه قرر منح السرب نوط الواجب العسكري تقديرا من مصر لاداء طياري السرب 77 قتال وقبل منتصف الليل بقليل انصرف الرجال في نشوة كبيرة تاركين الرئيس ليقرأ عده تقارير وردت اليه .
وعند ركوبهم السيارات أعطي السائق لاحمد مظروفا وجد بداخله أمرا باجازة اسبوع ساريه المفعول من نفس الليله لكل طياري السرب . كانت اول اجازة فعليه يستمتع بها الرجال منذ 14 مايو 1967 ، فبالنسبه لاحمد فقد أحس بالراحه والحاجه للنوم ، نظرا لوقف اطلاق النار والهدوء علي الجبهه مما ساعد عقله علي الاسترخاء التام وليتواصل مره اخري مع عائلته التي غابت عن تفكيرة طوال فترة حرب الاستنزاف ، حتي الاجازات الخاطفه التي قام بها ، فكان ذهنه مشغولا بالسرب ورفاقه والحرب الدائرة اما عمر وطارق فقد انطلق كل منهم الي الاسكندريه، فعمر أصطحب زوجته ناديه سريعا الي الاسكندريه للاستجمام والراحه ، اما طارق فقد لحق بعائلته في المعموره ، ليعود لنفس الشاطئ ، ويلتقي بأصدقائه القدامي مرة اخري وينسي لفترة ما الحرب والقتلي والاشتباكات والموت الذي يحيط به في كل لحظه . كذلك عاد وليد وخالد لعائلاتهم لا يطمعون في شئ أكثر من الخلود للراحه النفسيه والجسمانيه بعد ان اعطي لقاء الرئيس لمعنوياتهم دفعه كبيرة جدا ، فقد خرجوا من تلك المعارك اشخاص مختلفين تماما ، فقد أصبحوا ذوي خبرة كبيرة في القتال الجوي ، وأصبح الموت لهم لايعني شئ نظرا لتواجده معه دائما سواء علي الارض او في السماء ، فقد أصبح صديقا لهم لا يخافونه بقدر ما يخافون من تأخر الحرب ، فقد كان النصر أهم لهم من أي شئ أخر علي وجه الارض ، ومحو عار الهزيمه وعوده الكرامه للشعب وجيشه وقواتهم الجويه، وكان ذلك يضغط عليهم جدا ، فرغم مرور سنوات الا ان احدا لم ينسي الهزيمه واثاراها الشخصيه والعامه ، فقد أختلف الشعب بعد الهزيمه عن قبلها ، وكان كل طيار يري ذلك في ساعات الاجازة القليله بوضوح تام ، فكان للهزيمه أثار عجيب جدا علي افراد الشعب بكل طبقاته، فبينما رفض أغلب الشعب الهزيمه واعلن الصمود ، الا ان هنالك الكثيرين ممن رفضوا الهزيمه عادوا واعلنوا الاستسلام والهرب خارج البلد الي اوروبا للعمل او التسول هروبا من واقع مر في مصر ، وهناك وقعوا فريسه سهله جدا جدا في يد المخابرات الاسرائيليه وعصابات التهريب المنظم ، وعاد منهم عددا لمصر كأعداء هدفهم قلب مصر وظهر الجيش المصري يحفرون تحت اقدامه لاخلال توازنه ، ومنهم من لم يعد ولم يعرف مصيرة ، كان هذا ما حل بالذين اختاروا الهروب من الواقع المرير في مصر الي اوروبا طمعا في مستقبل أفضل ، أما الفئه التي أستسلمت للهزيمه وظلت في مصر ، فقد أتخذت كل الطرق الغير مشروعه للهروب من الواقع من مخدرات وفساد اخلاقي ، مما جعلها هي الاخري تحفر تحت اقدام الجيش لتخل بتوازنه بعدما تعالت اصوات تلك الفئه مطالبه بعدم الحرب لعدم جدواها وبالتسليم بأن اسرائيل قوة لا تقهر ، ويجب التنازل عن سيناء مقابل ان نعيش في أمان .
موضوع: رد: اعادة احياء قصة السرب777 الإثنين 23 مايو 2011 - 18:16
من أستسلموا للهزيمه لم يروا اي جانب مشرق في المستقبل ولم يروا الرجال يعملون ليل نهار لدرء العدوان والدفاع عن مصر ، بل لم تري تلك الفئه النجاحات العسكريه طوال ثلاث اعوام من القتال المستمر ، لم تسمع عن تضحيات الرجال بطول القناه وداخل سيناء وفي كل شبر بمصر لكي يثبتوا للعالم ولانفسهم انهم يحق لهم الحياه في كرامه وشمم .
تلك الفئه المهزومه من المجتمع شاهدها عمر وناديه علي شواطئ العجمي بالاسكندريه وشاهدها طارق بالمعمورة في وسط موسم المصيف ، وكان حوار طارق معهم غير ذي جدوي ، فالانهزاميه والاستسلام يغلف كل كلمه من كلمتاهم ، واليأس والاحباط يملئ نبرات اصواتهم ، مما دفعهم لنسيان ذلك الواقع بكل المحرمات الممكنه ، فقد فتحت الهزيمه بابا كبيرا للفساد الاخلاقي لكي يدخل منه الي كل فئات المجتمع وينهش لحم الصغار والكبار بدعوي نسيان الهزيمه ، غير واعيين لان نسيان الهزيمه يكون علي خط النار علي ضفه القناه وليس في حفلات المخدرات ، أما (( النسر الاصلع )) فقد عاد لبورسعيد مدينه الصمود ، ليجد الشعب المقاوم البطل ، يعيش بين اطلال ماتبقي من المباني ، يعيش سعيدا مجاهدا ، وعلي جدران المباني تجد شعارات الحرب والمقاومه تصرخ بكل عزة بأن النصر قادم لا محاله ، لا يحزنهم كساد تجاراتهم او تهدم منازلهم ، فهم شعب ولد ليعيش حرا ومنتصرا ولا تهزة الانكسارات بقدر ما تقويه
موضوع: رد: اعادة احياء قصة السرب777 الإثنين 23 مايو 2011 - 18:17
الفصل العاشر
إنقلاب
إنقلاب تام أحس به طياروا السرب 77 بعد عودتهم لمطارهم السري في اواخر أغسطس 1970 فقد أنعكست حاله الهدوء علي الجبهه وتماسك وقف إطلاق النار الي حاله أسترخاء وسط الفنيين والجنود وبدأ هذا الاسترخاء يتسرب الي نفس الطيارين حتي أحمد نفسه تأثر بذلك، ولعده أيام ظل الرجال علي الارض بدون طلعات مما سَرب الي نفوسهم الملل ، في تلك الايام أجتمع احمد مع قيادات القوات الجويه والتي ابلغته بضرورة الاستعداد للانتقال مع رجال السرب الي احد مطارات الدلتا ، حيث أدي السرب دورة المطلوب منه كاملا في الخطوط الاماميه ، وحتي انتهاء وقف أطلاق النار فأن السرب سيتدرب فوق الدلتا والصحراء الغربيه ، وبالفعل عاد أحمد لقاعدته وأبلغ الرجال بذلك ،
ووسط حزن اهالي كفر نور غادرت عشرات السيارات حامله الفنيين ومعداتهم والوقود والذخائر في نفس الوقت الذي أقلعت طائرات السرب لاخر مرة متجهه غربا ، نحو مطار حقيقي سيعمل منه السرب بعد ذلك ، وبناء علي تعليمات احمد فقد قام السرب بدورتين حول كفر نور للتحيه والوداع . وقبل استقراراة في مطارة الجديد ، وجد احمد ان السرب تم تنظيمه داخل تنظيم اللواء 104 دفاع جوي والذي يتمركز في عده مطارات بالدلتا ومهمته الدفاع الجوي عن الدلتا والقناه ، وبه أكفأ طياري المقاتلات في مصر . كانت سمعه السرب 77 تسبقه قبل وصوله الي مطارة الجديد ، وأستعد جميع الطيارين لاستقبال هؤلاء النسور الذين أطلق عليهم اليهود لقب الاشباح وقد شاع هذا اللقب بين اوساط الطيارين ، وأصطف عدد من الطيارين بالمطار الجديد لاستقبال نسور السرب 77 وهو يهبطون علي الممر ، وأول ما لفت انتباه الجميع علي الارض ، هو ان طائرات السرب هبطت علي مسافه صغيرة جدا من الممر واندفعت نحو الدشم المخصصه لها في سرعه كبيرة ،وعلي الفور أستعد بقيه الطيارين لاستقبال سيارة النسور التي سرعان ما وصلت الي حيث غرفه الطيارين ، نزل أحمد ومن خلفه طياريه وكان احمد علي علم بأنه سيكون قائدا لسرب الاعتراض الجوي بالمطار ، والذي يتواجد به عدد قليل من طائرات السوخوي الاستطلاعيه وطائرات أقل من اليوشن 28 القاذفه المتوسطه ، أٌستقبل الطيارين أحمد وزملائه بكل حفاوة وقاموا بالتعارف سريعا . وفي المساء وكعادتهم منذ بدء الحرب ،أجتمع احمد بطياريه لوضع الخطوط العريضه للمرحله المقبله وطبقا للمخطط فانها ستشمل تدريبات قويه جدا تبعا لتعليمات رئيس الاركان الذي زارهم في اليوم نفسه ليشد من ازرهم ويراجع علي تنسيق التعاون بين السرب وبيقيه الاسراب في المطارات المجاورة . كان فضول بقيه الطيارين في المطار شديدا جدا لمعرفه قصص السرب 77 وبطولاته لكن طياري السرب كانوا حائطا منيعا من السريه كما تعلموا في بدايه تشكيل السرب ، فلم يفلح اي من الطياري الاخرين في معرفه اي شئ من احمد او زملائه عما قاموا به . وعلي الجانب الاخر ، نجد ان احمد حافظ علي تركيز طياريه الشديد في التدريب علي الاقلاع والهبوط السريع وسط اعجاب بقيه الطيارين من براعه هؤلاء الطيارين في التحرك علي الممرات بسرعه تجاه الدشم المخصصه لهم ، والاقلاع السريع جدا في ازمنه اقل كثيرا من الازمنه المطلوبه وبعد عده الايام بينما رجال السرب مجتمعين في الغرفه المخصصه لهم بالمطار يتناقشون، دخل أحد الجنود مهرولا ليخبرهم بأن الاذاعه تذيع علي كل تردداتها قرأناَ وكذلك التلفزيون !! فتعجب الرجال وأسرع عمر الي جهازة الصغير ، ليتأكد الجميع من الخبر ، وبعد فترة صمت وقلق عن سبب ذلك ، خرج صوت المذيع حزينا يقدم نائب الرئيس – السيد انور السادات . فنظر محمد لاحمد ، فوجد الدموع تترقرق في عيني أحمد وتأبي أن تنهمر ، وبدأ صوت السيد السادات يحمل حزنا وهو ينعي الرئيس عبد الناصر .................................................. .................
عم الصمت جنبات الغرفه للحظات ، رغم ان هؤلاء الرجال المتميزين بسرعه رد الفعل العالي جدا فهم لم يتمكنوا من فهم ما يحدث او بالاحري لم يستوعب عقلهم تلك الكلمات التي ينقلها المذياع . كان صوت النحيب يخرج من الراديو بجوار صوت السادات المتحشرج والذي وضح انه يجاهد لكي يكمل ما يقرأه بصعوبه بالغ . وبعد ثوان خرج صوت عمر يشق الصمت ويرج الغرفه رجا وهو يصيح في لوعه (( لا)) ، واندفع محطما نافذه الغرفه بقبضه يده في لوعه والم شديدين ، هب أحمد من مكانه ليمسك بيد عمر الملطخه بالدماء ، وينظر عمر الي عيني احمد غير مصدق ، فلا يري غير الدموع تنهمر ببطء فيتأكد مما يقاومه عقله (( مش معقول يا فندم – مش معقول )) قالها عمر في حسرة ، ثم ارتمي في أحضان احمد باكيا كطفل صغير ، وشاركهم وليد وخالد في البكاء ، أما محمد فقد وضع رأسه بين يديه وأطلق العنان لدموع متحجرة منذ اعوام ، بينما طارق أستند علي حائط يعلوة صورة الرئيس عبد الناصر ، وفي صمت نزفت عينيه شلالا من الدموع اللا نهائيه . عم المطار حاله من الانهيار التام بين افراده ، فالرجل الذي كان والدهم والذين عاشوا معه احلي أيام وأقسي أيام قد رحل بلا رجعه ، الرجل الذي علمهم معني الكرامه والكبرياء والحريه مات فكر عقل احمد لبرهه في التمالك والتماسك ، لكل قلبه كان ينزف بضراوة فأنهارت دفاعته امام الاحساس الفجائي الذي ملئه بالخوف . هو نفس أحساس الطفل الذي يفقد والده وسنده وظهرة الذي يلجأ اليه وقت الشده ، وها هو يقف وحيدا في صحراء مليئه بالضباع والذئاب والتي تستعد لمهاجمته في اي وقت ، فكيف يدافع عن نفسه وعبد الناصر قد مات ، كيف يقاتل وحده الان . أحساس قاتل للرجال ملئهم رعبا وهلعا ، كان طارق اول من تحدث بصعوبه بالغه منهيا صمت الغرفه (( أستغفر الله العظيم – بس انا كان عندي احساس مليني إن الريس مش ممكن يموت !!!)) ويلي ذلك حاله اخري من الصمت والبكاء يرد وليد (( دا احنا كنا لسه معاه من اسبوعين، خلاص مش هنشوفه تاني بالبساطه دي؟ )) خالد (( النكسه موتته – حسبي الله ونعم الوكيل في اللي عملوا فينا كده )) صوت محمد من خلف يديه (( وحدوا الله يا جماعه )) فتتعالي عبارات التوحيد من الرجال ، فيستكمل محمد (( الموت علينا حق ، ولازم نتماسك ومنكفرش بربنا )) فتعالت عبارات الاستغفار من فم رجال كسرهم خبر وفاه رجل وأب وزعيم لهم جميعا ، فلا غريب ان يحسوا جميعا بالخواء وعدم الامان .
موضوع: رد: اعادة احياء قصة السرب777 الإثنين 23 مايو 2011 - 18:18
وليلا ينزوي كل منهم في غرفته صامتا حزينا دامعا مفكرا في المستقبل الذي ازداد اظلاما بعد رحيل الرئيس ، وتأتي أشاره عاجله من القياده برفع حاله الاستعداد للدرجه القصوي تخوفا من أستغلال أسرائيل لانهيار معنويات الجيش وتقوم بخرق وقف اطلاق النار ، دار في عقل احمد منطقيه ما تفكر فيه القياده ، لكن اللا منطقي هنا هو وضع طياريه بحالتهم السيئه تلك في حاله أستعداد قصوي ،فأمضي جزء من الليل مفكرا في حل لهذه المشكله . ومع اول ضوء لبس ملابس الطيران ، وأخبر رجاله بالتعليمات الجديده وامرهم بنسيان ما حدث بالامس وأمضي وقتا في خطبه لشد ازر رجاله وختمها بقوله (( انا هاكون في طيارتي حاله اولي ،وبعد عشر دقايق عايز كل واحد منكم يجهز ويكون في طيارته – عبد الناصر مات وعايزنا ننتصر ، ومش هننتصر واحنا قاعدين نعيط عليه ، لا هننتصر واحنا في طياراتنا جاهزين ومستعدين لاي عدو )) ثم انصرف بسرعه مغادرا الغرفه نحو طائرته . لم يفكر اي منهم في ما قاله احمد ، فبداخل كل منهم عزيمه وقوة وايمان بالواجب ، لكن جلال الخبر هز الرجال من اعماق اعماقهم بكل عنف وقوة ، فبعد ثوان من مغادرة احمد ، تحرك كل منهم بدون ان ينظر للاخر خارجين من الغرفه حاملين خوذاتهم بتثاقل كبير متجهين نحو دشم طائراتهم . قطع محمد الصمت (( انا هاكون حاله اولي مع كابتن احمد )) ولم يرد احد من طياري السرب ، انما أتجههوا نحو طائراتهم في صمت ، تابعه صمت اخر وحزن من الفنيين ، فالجميع يعمل بجهد وعرق لكن بلا روح فالحزن يملئ الوجوة والاعين في وضوح تام . أستمع احمد في اللاسلكي الي تبليغات غرف العمليات المتتابعه بعدم وجود نشاط جوي يذكر علي الجبهه ، ومع مرور الوقت أبلغ احمد قيادته بأنه سيخرج عدد من الدوريات المقاتله فوق منطقه عمليات السرب فوافقت القياده ، فأمر عمر وطارق بالاقلاع في دوريه قتال يليهم خالد ووليد ، وبالفعل وعلي مدار ساعه ، نظم السرب عدد من الدوريات المقاتله ، فقد كان احمد يتذكر نصيحه قائده السابق العقيد تحسين زكي في الهاء الطيارين عن همومهم الشخصيه بالطيران ، وعلي ذلك قرر ان يقوم بعمل تدريب سريع ، بينما هو ومحمد في دوريتهم امر خالد ووليد بالاقلاع السريع لاعتراض عدو وهمي والاشتباك معه ، بينما قام وهو ومحمد بدور العدو ، علي ان يظل عمر وطارق للتعزيز ، وفعلا تم التدريب علي الاشتباك الجوي وعادت الطائرات ، وفي المساء وضع احمد فرضا عليهم بتخطيط نظري لمناورة وتكتيك بين طائرة مصريه واربع طائرات معاديه بهدف خروج الطائرة المصريه من الاشتباك سالمه . كان ذلك الهاء اخر لهم عما يسمعونه في الراديو من احزان الشعب ، بينما يتوجه الملايين من شتي بقاع مصر متجهين للقاهرة للمشاركه في وداع رئيسهم لمثواه الاخير . كان الفرض الذي وضعه احمد شبه مستحيل نظريا ،لكنه المح لطياريه بوجود حل لهذا الفرض ، مما شغلهم لفترة ، لكن وصول اشارة من القياده قطع تركيز احمد ، كانت الاشارة تشير الي وجوب وجود مندوب من السرب للمشاركه في الجنازة في اليوم التالي ، وعند طرح الموضوع للنقاش بين طياريه أندفع الجميع بحماس طالبين المشاركه ، ولعدم حدوث أختلافات بين الرجال أقترح احمد عمل قرعه وبالفعل تم عمل القرعه ليفوز محمد بها وسط خيبه امل من الجميع . وفي اليوم التالي تابع الجميع الجنازة علي الهواء مباشرة ، فبينما قبع احمد في طائرته ومعه طارق في طائرات الاستعداد ، فقد أصطحب عمر الراديو الخاص به تحت جناح طائرته وشاركه وليد وخالد في الاستماع وبينما شمس الخريف تلفح وجوة الرجال في ثبات ، فقد أستمعوا الي أصوات المذيعيين الباكيين يصفون المشهد الجلل الذي تدور وقائعه في قلب القاهرة حيث غلب صوت الملايين من المواطنين علي صوت المذيع وهم يرددون بدون اتفاق مسبق اغنيه واحده (( الوداع يا جمال يا حبيب الملايين )) فانهمرت الدموع من الطيارين بينما يسمعون الشعب يودع زعيمه ، وأستمر الحال علي هذا المنوال حتي نهايه الجنازة قرب المغرب ، وبعد عده ساعات عاد محمد في حاله رثه جدا ، واخبرهم ان الجنازة الرسميه قد اختفت بعد دقائق فقط ، حيث اندمج الشعب وسط الجنود والضباط ، وذاب هو وسط حشود البشر الباكيه ،وظل يسير وراء النعش لمسافه طويله حتي وصل لمثواه الاخير بصعوبه بالغه . مر يومين علي جنازة الرئيس عبد الناصر ووضحت الصورة بأن انور السادات أصبح الرئيس الجديد وهو ما كان موضوع مناقشات الرجال في اوقات الراحه . وبعد عده أسابيع من الهدوء تم تعديل البرنامج التدريبي للسرب ، فقد أشترك السرب في عده مناورات للقوات البريه وتم تخصيص السرب للقيام بدور العدو الجوي ، لكي يرفع من مستوي بقيه الطيارين . وبالفعل أشترك السرب في عده طلعات ضد طائرات مصريه ، ووضح وجود طيارين متميزين جدا في بقيه الاسراب ، فقد أستطاع احد الطيارين اصابه أحمد قائد السرب في مناورة رائعه ، بينما أستطاع أخر اصابه محمد، مما يعني أرتفاع مستوي بقيه الطيارين بصورة كبيرة ، عما كانوا عليه من سنوات مضت . وفي بدايه عام 1971 اعلن الرئيس السادات ان عام 71 هو عام الحسم ، وبالفعل كانت الاستعدادات في القوات الجويه تسير علي أساس وجود حرب في نفس العام .
ومع تمدد وقف إطلاق النار بصورة غير رسميه ، فقد وصلت القوات المصريه الي حاله اللا سلم واللا حرب ، فالاشتباك مع العدو في حاله الرد فقط ولا يسمح بأي اعمل هجوميه مع العدو ، وكانت المجموعه 39 صاعقه هي الوحيده المسموح لها العبور ومهاجمه العدو ، تحت ستار اعمال مقاومه يقوم بها عرب سيناء ، بعد ان اصبح اسمها الرسمي (( منظمه سيناء العربيه )) وفي منتصف مايو 1971 أطاح السادات بمن اسماهم بمراكز القوي والتي كانت تخطط للاطاحه به ،وأصبح انفراده بالحكم واقعا ، وفي تعليقه علي ذلك اثناء اجتماع مع قاده الاسراب في يونيو ، ذكر الرئيس السادات ان هذه المجموعه حاولت الانقلاب عليه وانهم كانوا يتصنتون علي تليفونه الخاص وانه رفض أن تكون تلك المجموعه بمثابه اوصياء علي مصر ، وبسؤالالرئيس عن موعد معركه التحرير ،بدأ الرئيس يتعلل بأن الوقت غير مناسب نظرا لان السوفيت لم يوفوا بتعهداتهم لعبد الناصر بشأن توريد الاسلحه وان الجيش المصري يعاني من نقص في الدبابات ووسائل الحرب الالكترونيه وطائرات الردع التكتيكيه TU 16 . كانت محصله الاجتماع يسمعها الطيارين نقلا عن احمد والذي كان الغضب يملئه وهو يحكي وشاركه الجميع (( يعني مش هنحارب .... )) قالها محمد غاضبا بشده مستخصلا نتيجه الحوار وتابعه باقي الطيارين في مشاعر الغضب ، الا ان طارق كان لديه وجهه نظر مختلفه عندما قال (( يا جماعه – احنا ترس في منظومه فيها فوق المليون ترس وزي خليه النحل ، احنا النحل الشغال بنفذ الاوامر بس مش بنصنعها )) عمر متسائلا (( تقصد ايه ؟)) طارق (( الغضب والاعتراض مش هيجيب نتيجه – احنا دورنا نتدرب ونتدرب ونتدرب وننتظر الاوامر عشان لما تصدر ،ولو حتي بعد سنه ، نكون جاهزين لها )) صمت الجميع ، وإن كان صوت العقول التي تفكر بقوة يتعالي عاليا في ارجاء الغرفه . وكما توقع محمد ، فقد حل اول سنه 72 بدون حرب ، وإن كانت التدريبات مستمرة بقوة ولا يكاد يمر يوم بدون طلعات تدريب . وفي أبريل 72 تم تعيين اللواء حسني مبارك قائدا للقوات الجويه ، بدأ الرجل النشيط والمحبوب في اوساط الطيارين عمله بسرعه وأخذ التدريب مسار اقوي واعقد من قبل .
فتم البدء بتدريب السرب 77 للقيام باعمال هجوميه ، فبدلا من تحميل صواريخ جو- جو بدء في تحميل قنابل وصواريخ ، وكان ذلك جديدا علي طياري السرب الذين وصلوا لمرحله تشبع من التدريبات الجويه والاشتباكات المستمرة فتم تعيين منطقه معينه للسرب للقذف ، وقبل طلعه القذف تم اصطحاب الطيارين للمنطقه ووسط ضباط القوات الجويه تم عرض صور الهدف عليهم ، فهو مركز قياده للعدو يقع علي مسافه 40 -45 كيلو من القناه وتحميه بطاريه صواريخ هوك متطورة ، وعلي الطبيعه شاهد الطيارين بأنبهار موقع مماثل لما في الصور من منشأت المركز ومجسمات لدبابات العدو المنتظرة به ، فأعجبوا بدقه الاستطلاع والتخطيط ، وتبقي عليهم دقه التنفيذ . وتم اعطائهم التعليمات بأن المرحله الاولي من التدريب والتي ستسمر مده ، تتضمن الطيران الطيران علي مستوي منخفض ، فتبسم وليد قائلا (( احنا فعلا متدربين علي الطيران المنخفض )) فأردف الضابط المتولي الشرح بأن ارتفاعهم المنخفض ليس كافيا وإنهم يجب ان يقللوا ارتفاعهم اكثر حتي ارتفاع 15 متر فقط حتي يمكن الاختراق وسط الدفاعات الجويه الاسرائيليه وقصف الهدف بعد التعامل مع رادار بطاريه الصواريخ اولا لتعطيل البطاريه ، وتم وضع الاهداف والخرائط وعاد احمد ورفاقه الي مطارهم لدراسه الخرائط والتخطيط للتنفيذ. في اليوم التالي قام السرب بطلعه استطلاعيه فوق هدفهم التدريبي ومعاينته قبل ان يعود السرب للمطار مرة اخري لدراسه الطريق مرة اخري . في تلك الليله حضر الدمنهوري لزيارتهم لاول مرة منذ ان تركوا المطار السري منذ ما يقرب عام ونصف فقابله الجميع بترحاب كبير جدا ، وامضي الرجال ردحا من الليل يتسامرون ويتحدثون في امور الدنيا والحياه بعيدا عن اي احاديث عسكريه . وأضفت زيارة الدمنهوري روحا جديده علي الطيارين الذين عادوا لنشاطهم مرة اخري ، ناهيك عن كم الهدايا التي احضرها الدمنهوري للطيارين والفنيين في مختلف انحاء المطار . وفي اليوم التالي بدأت الطلعات للتدريب علي الطيران المنخفض جدا بعد دراسه مسار السرب من مطارة حتي الهدف الحقيقي في عمق سيناء . وبدأت مسابقه في الطيران المنخفض بين الطيارين ، و برز محمد متقدما علي الجميع ، فطائرته تكاد تلمس قمم الاشجار في فدائيه وتابعه بقيه الطيارين لكن بشئ من الحذر . ومع توالي التدريبات في يوليو1972 فوجئ الجميع بقرار الرئيس السادات بطرد الخبراء السوفيت من مصر ، وتباينت ردود الافعال بين الطيارين ،
فبينما يري احمد ان السادات لن يحارب وانه اوضحها صريحه الان بعد طرد السوفيت وشاركه معظم الطيارين في ذلك ، الا ان محمد كعادته كان له رأيا أخرا ، فهو يري ان خروج السوفيت مكسب لمصر حيث ان السوفيت عامل هدام وليس بنًاء داخل الجيش المصري وعلل ذلك بأنهم يضربون اهم ما تستند عليه اي قوة مسلحه الا وهي روحها المعنويه ، وانهم يضربون روحنا المعنويه في مقتل ،وأستمر النقاش حتي أمر أحمد طياريه بالاستعداد لطلعه تدريب اخري قبل اخر ضوء، وأقلعت الطائرات متجهه لهدفها التدريبى وهي محمله بالقنابل وعلي ارتفاع منخفض جدا ، ثم عادت لمطارها مرة اخري بعد عمل قصف وهمي للهدف . [b] في ذلك الوقت كان احمد قد استقر علي خطته لتنفيذ الهجوم ،وشارك الطيارين فيها لاول مرة (( طيارة مننا هتسبق علي اقل ارتفاع وتضرب رادار الهوك ، وتفتح لباقي الطيارات ممر نقدر نشتغل منه فوق الهدف ، لاننا ممكن نلاقي نفسنا مضطرين لعمل دورة تانيه حول الهدف وضربه مرة تانيه ، والدورة التانيه دي هتعني تزايد احتمالات الضرب علينا واصابتنا ))ثم واصل شرحه التفصيلات (( الطيارة المخترقه الاولي ومعها طيارة تانيه هيكون معاهم صواريخ جو جو كمان ، عشان يحموا الطيارات الاربعه الباقيين بعد كده ، اللي مهمتهم الوحيده دك الهدف بكل قوة ، عايزين نساوي الهدف بالرصيف )) توالت التدريبات لفترة زمنيه اخري وسط متابعه قاده القوات الجويه ، حتي وصل السرب لدخول منطقه الهدف علي ارتفاع 15 متر فقط ، وهو ما يعد رقما مستحيلا ويتطلب مهارة عاليه وفورا تم الانتقال للمرحله الثانيه الا وهي القذف الفعلي للهدف وتنفيذ الهجوم بالذخيرة الحيه تطوع محمد للقيام بدور الهجوم الابتدائي المنفرد ضد رادار بطاريه الهوك ووافق احمد علي ذلك ، علي ان يقوم طارق بحمايه السرب من اي تدخل جوي .
موضوع: رد: اعادة احياء قصة السرب777 الإثنين 23 مايو 2011 - 18:19
وأقلعت الطائرات واتخذت مسارها علي ارتفاع منخفض ، وقرب نقطه تماثل قناه السويس ، انخفضت الطائرات اكثر وقللت من سرعتها تاركه محمد يتقدم في الامام ، وبالفعل اتخذ محمد المقدمه بأقصي سرعه حتي وصل لمنطقه الهدف وقذف الرادار ، وسمعه احمد في اللاسلكي (( النسر الاصلع فتح الطريق للاشباح )) فرد أحمد (( الاشباح في الطريق ، واصل الحمايه – انتهي )) فأرتفع محمد وطارق وبدأوا في الدوران لتنفيذ مظله لقوة الهجوم وقرب الهدف ارتفعت الطائرات بزاويه كبيرة لتكتسب ارتفاعا ، وبتنسيق ومهارة ، عادت وانقضت علي اهدافها ، فتم تدمير المبني الذي يمثل مقر القياده الاسرائيلي بأصابات مركزة ، ثم التحم السرب عائدا بينما طارق ومحمد يحميان مؤخرة السرب وليلا وصلت للمطار اشارة بنتائج التدريب وانها ممتازة جدا ، وختمت الاشارة بضروة استمرار التدريب علي نفس الهدف يوميا يتخلله مرة واحده اسبوعيا بالذخيرة الحيه وطوال الاشهر الاخيرة من عام 1972 قام السرب بـ 54 عمليه هجوم علي الهدف منها ثماني مرات قصف بالذخيرة الحيه . وبعد فترة دخل بند جديد في التدريبات والذي كان مشوقا للجميع ، فقد تعلم طياري المقاتلات من الطيارين الباكستانيين في سوريا مناورة جديده ورهيبه جدا من شأنها ان تقلب سير اي معركه جويه لصالح النسور المصريين ، وببطء تم استيعاب مناورة الموت كما اطلق عليها طارق عندما تم شرحها لهم نظريا فالمناورة ببساطه تقضي ان تصل بسرعه طائرتك الي سرعه الصفر مما يعني ان طائرات العدو التي تحاول الضرب عليك من الخلف لابد وان تمر من خلفك لتصبح امامك لانها لا تستطيع ان تصل لنفس السرعه ومن ثم يتحول الصياد الي طريده ويتحول الهدف الي صياد . ورغم ان الكتيب السوفيتي للميج 21 يقول صراحه كما قال احمد انه اذا قلت سرعه الطائره عن اربعمائه كيلو متر في الساعه فأن الطائرة ستسقط لكن الطيارين المصريين العائدين من سوريا شرحوا لهم خلاف ذلك، بل تم اصطحاب الطيارين في طائرة تدريب ميج 21 ثنائيه المقاعد لكي يشاهدوا هذه المناورة علي الطبيعه ، وبعد عده طلعات استوعب احمد ورفاقه تلك المناورة ، وتم التأكد من امكانيه تنفيذها واصبح دورهم الان التدريب عليها علي ارتفاعات مختلفه بمفردهم واتقانها تماما، وكان الجميع متردد في استخدام تلك المناورة علي ارتفاع متوسط ، فبدأ احمد في التلقين بأرتفاع عال لتنفيذ تلك المناورة والتي تتطلب مهاره شديده وثقه عاليه في امكانيات الطيار والطائرة معا ، ومع مرور الوقت بدأ ارتفاع التدريب ينخفض ليصل الي ارتفاع متوسط وهو الارتفاع الاكثر شيوعا اثناء الاشتباكات الجويه . وفي احد الليالي اجتمع الجميع في الميس بينما احمد في غرف عمليات المطار قطع محمد الصمت صائحا (( طب ما نجرب نعمل مناورة الموت دي علي ارتفاع واطي )) ضحك عمر قائلا (( دا انت عايز ترشق زرع بصل في الارض )) محمد بجديه (( لا لو استعملت الفلابس في الوقت المناسب هخلي الطيارة تلم نفسها بسرعه اكتر وده معناه اني اقدر اكسب ارتفاع بسرعه اكبر )) طارق مفكرا (( وهتستفيد ايه من المناوره علي الارتفاع ده ؟؟؟)) محمد مبتسما ابتسامه ماكرة (( هستفيد ان اليهودي اللي داخل ورايا هيرشق في الارض لانه مش هيقدر يعمل غير كده او انه يرتفع بعيدا وهو متلخبط ومتبرجس )) تعالي صوت العقول بينما صمتت الالسنه لبرهه قطع خلالها دخول احمد الميس الصمت متسائلا عما يحدث ، وقص عليه الرجال فكرة محمد وتشكك طارق الا ان احمد انحاز تجاه محمد قائلا بحماس (( طب ما نجربها هنخسر ايه ، احنا عمالين ننزل بأرتفاعنا حتي ارتفاع 6500 قدم طب ما نجربها علي 5000 مثلا وهنشوف النتائج ولو فعلا فكرة محمد نجحت نجربها علي 4500 قدم )) عمر (( خطر يا فندم )) محمد (( لو حد جه من شهرين وقالك انك تقدر تطير بالميج 21 بسرعه صفر هتقول له ايه؟؟ هتقولوا عليه مجنون صح ؟؟ طب ما نطور المناورة دي ومين عارف فعلا ؟احنا عندنا امكانيات كويسه )) احمد (( احنا هنكسب طيارة يهودي ترشق في الارض بكل سهوله لو الطيار مكنش صاحي ميه ميه )) وفي اليوم التالي اقلع محمد ليجرب تلك المناورة وفي اعلي برج المراقبه احمد يتابع بنظارته المعظمه بينما انتشر الطيارين حول المطار يتابعون المناورة الجريئه .
استوي محمد علي ارتفاع 2000 قدم وبدأ ينفذ المناورة فوق المطار ، وانطلقت طائرته لاعلي بسرعه عاليه حتي فقدت كل قوه الدفع و توقفت عن الصعود العمودي ، وبدأت تهبط مكانها تجاه الارض بفعل قوي الجاذبيه ، ودوي الصمت في ارجاء المطار والجميع يتابع طائرة محمد تسقط عموديا الي الارض ، وعلي ارتفاع 5000 قدم امال محمد طائرته تجاه الارض وبدأ في اكتساب سرعته مره اخري لكي يتحكم في طائرته مره اخري ، مرت كسور من الثانيه تعادل زمنا علي الرجال وهم يرون محمد يعيد لطائرته السرعه مرة اخري وينطلق بها في سرعه كبيرة فوق المطار علي ارتفاع منخفض فتهلل الجميع فرحا ، واخبره احمد ان يعيد التجربه علي ارتفاع اقل ، فعاد محمد لتكرار تجربته من ارتفاع اقل ، ومرة اخري بدأت طائرته تهوي تجاه الارض . كان طارق في طائرته مستعدا كحاله اولي لكن عينيه كانت متسمرة علي طائره محمد والتي تهوي تجاه الارض بسرعه ، وبدأ محمد مرة اخري يحاول استعاده السرعه للتحكم في الطائرة وتوقفت الانفاس عن الخروج من صدور الرجال وهم يرون طائره محمد تختفي خلف قمم الاشجار في اخر الممر ، وبسرعه البرق تسرب القلق والخوف في القلوب وتوقع عمر سماع انفجار ، لكن ما سمعوه جميعا هو صوت محرك الطائرة يدوي باقصي قوة ، وظهرت طائرة محمد من خلف قمم الاشجار وهم تخلف عاصفه من الاتربه العالقه بقمم الاشجار ، واستمرت طائره محمد في الانطلاق فوق الممر علي ارتفاع منخفض جدا . فتهلل الجميع طربا من نجاح تلك التجربه الجريئه ، وعاد محمد للمطار وباطن طائرته ملئ بأثار الاشجار التي مر فوقها ، فارتفاعه كان اقل من 15 متر . وفي الايام التاليه تدرب الرجال علي تلك المناورة من هذا الارتفاع ، وتواترت الانباء علي مستوي القوات الجويه بالارتفاع الجديد الذي سجله السرب 77 في تلك المناورة وشاركه في هذا الرقم طيار اخر لكن احدا لا يستطيع ان ينافس هذا الرجل في طيرانه المنخفض ، فهو سمير عزيز ميخائيل او الاسطوره ، فلا طيار في مصر او في المنطقه كلها يستطيع ان ينافسه في الطيران المنخفض الجرئ ، فهو ليس متهورا او مجنونا بل علي العكس تماما فهو ماهرا وعاقلا لابعد الحدود ، لكن طريقته في الطيران كانت ملهمه لكثير من الطيارين الاخرين . ومرت الايام والاسابيع علي الرجال والتدريبات مستمرة وعادت حاله الملل تعصف بالرجال عصفا وفي احد الليالي البارده ، وبينما الرجال يرتشفون الشاي في غرفه الطيارين ودخان السجائر يملئ فضاء الغرفه ، نهض محمد من كرسيه صائحا بغضب (( وايه فايده التدريبات اللي تقطع الحيل دي ؟؟؟)) فقال أحمد تاركا كتاب كان في يده (( مالك يا محمد ؟)) فواصل محمد متذمرا (( يا قومندان بقالنا خمس سنين علي الحال ده ، واليهود لسه طابقين علي نفسنا ، حتي ضرب النار عليهم بقه ممنوع، ده يرضي مين يا عالم ده ؟ )) عمر (( العمليه بصراحه مش باين لها حرب السنه دي كمان )) وليد (( الجيش عمال يتدرب علي العبور ، شكله بقي جاهز من مده )) خالد(( انتوا مش فاكرين الريس عبد الناصر لما قال لنا ان الحرب قربت ؟؟)) محمد (( وادينا لسه قاعدين زي الولايا منتظرين الفرج )) أحمد (( احنا مش اتفقنا من فترة اننا منتظرين الامر وملناش يد في اعطاء الامر ؟ صح ولا لأ؟؟)) محمد متذمرا (( بس خلاص يا قومندان زهقنا كلنا من القعده دي )) أحمد منهيا الحوار (( كله بأمر الله متنساش كده ، احنا فقط منتظرين الامر ))
كان اليوم التالي يوما عاديا للرجال من ايام فصل الشتاء وهو الموافق للخامس عشر من فبراير عام 1973، فالجو ملبد بالغيوم والريح عاليه وتوقع الجميع سقوط امطار في هذا اليوم ، لكن قرب العصر اتصل ايهاب باحمد ودعاه الي غرفه العمليات سريعا ، فهرول احمد ومن خلفه طارق ووليد وخالد ، اما محمد وعمر فقد كانا في طائرات الاستعداد حاله اولي [b] وفور دخول احمد لغرفه العلميات سال عما يحدث ، فاجاب ايهاب (( شكله اشتباك يا فندم )) احمد مندهشا (( فين ؟)) ايهاب مشيرا الي شاشه الرادار (( قرب الزعفرانه )) وبلع ايهاب ريقه مستكملا (( طيارتين طلعوا من بني سويف ضد تشكيل من ست طيارات استطلاع يهودي )) وليد (( نوعهم ايه الطيارات دي ؟؟)) ايهاب (( من سرعتهم كدا يا فندم انا بقول انهم فانتوم )) احمد (( افتح الصوت ودخلنا علي الموجه بتاعتهم خلينا نسمع ايه اللي بيحصل )) وبالفعل فتح ايهاب مكبرات الصوت وغمر صوت المحادثات بين غرفه عمليات قاعده بني سويف والتشكيل الجوي سماء الغرفه ومع تركيز الجميع في المحادثات أمر احمد باطلاق طائرات الحاله الاولي سريعا، وفسر احمد قراره (( محدش عارف الاشتباك ده ممكن يتطور ازاي ، خلينا عاملين حسابنا )) ثم نظر لمحمد (( خذ الجماعه وكله علي الدشم )) فأسرع جميع الطيارين لطائراتهم للاستعداد ، بينما قبع احمد في غرفه العمليات يستمع لما يدور وعقله شارد مع قائد التشكيل المصري الذي اقحم نفسه في معركه جويه غير متكافئه ، فأحمد يعلم قرار القياده بترك العدو يقوم بعمليات استطلاع بدون التعرض له والاشتباك معه ، لكن ما هذا الذي يحدث ؟؟ سمع احمد صوت قائد التشكيل المصري يصيح في اللاسلكي (( جاجوار ليدر – انا شايف طيارتين علي وش الميه انا داخل عليهم علي طول )) تنبه احمد الي كلمه جاجوار ليدر ، فهذا هو رمز زميله احمد المنصوري فتبسم لوهله فهو يعلم مدي فدائيه وكفاءه المنصوري ، لكن المعركه غير متكافئه بالمرة فدعي له بالنصر ووضع كل حواسه علي شاشه الرادار يتابع ما يجري ، وبين الحين والاخر يعطي اوامرة الي طائراته التي انطلقت في السماء تحمي المطار علي ارتفاع عال . مرت الدقائق والمعركه مستمرة واحمد لا ينفك ينظر الي ساعته ، فوقود طائره المنصوري قد قارب النفاذ والمعركه لم تنتهي وطائرات التعزيز التي اقلعت للتدخل من مطار بيرعريضه ما زالت بعيده عن المعركه صوت المنصوري ينادي زميله الطيار حسن لطفي يدوي في سماء الغرفه (( فري نايس يا حسن خش في وشه )) فتبسم احمد فهو يعلم ما الذي يفعله المنصوري في المناورات لتفادي صواريخ الفانتوم ، لكن الوقت مازال يمر سريعا . صوت محمد في اللاسلكي يصدح مستجديا (( يا قومندان دخلنا عليهم ، نساعدهم )) لكن احمد كان يعرف ان المسافه كبيرة جدا للوصول لمكان المعركه فأعطي اوامرة بأستمرار المظله فوق المطار ، وهو يتمتم مع نفسه (( لو انا اللي فوق المطار دلوقت مكنش حد قدر يمنعني اني اخش الاشتباك ده، تسلم ايدك يا منصوري )) صوت عمر يظهر (( الاشتباك بقاله عشر دقايق يا قومندان ، الجاز هيخلص من الرجاله )) ولا يرد احمد فهو يعلم حقيقه وضع المنصوري وزمليه حسن لطفي الان ، فالوقود اصبح لا يكفي للعوده لاي مطار ، واصبحت تلك الطائرات في عداد الخسائر رغم انها مازالت في الجو تقاتل العدو في شراسه . وتصل طائرات التعزيز قرب المعركه وتنسحب الطائرات الاسرائيليه ، وينسحب المنصوري وحسن ، لكن احمد لاحظ عوده طائرات العدو لمطارده طائرتنا فينتفض محدثا الشاشه برد فعل غريزي (( خذ بالك يا منصوري ، ولاد الكلب في ذيك )) ويشاهد استداره طائراتنا لملاقاه طائرات العدو مرة اخري ، فالعدو يعلم ان الوقود قد نفذ تقريبا من طائراتنا ، فاراد استهلاك اخر نقطه في وقود لطائراتنا لكي تسقط بدون قتال ويحسب له نصرا ، لكن عندما وجد طائراتنا تعود لملاقاته تريد الفتك به ، فقد اثر الانسحاب تاركا طائراتنا تهوي لنفاذ الوقود ويدوي صوت المنصوري في المذياع ويملئ ارجاء الغرفه ((وقعنا واحده فانتوم، انا نازل علي الطريق )) فتثور كل خلايا الرجال في السماء وعلي الارض وهم يسمعون المنصوري يردد تلك العبارة السحريه فياله من نصر غير عادي طائرتين ضد سته في معركه هي الاطول زمنا في تاريخ المعارك الجويه وطائرتنا سليمه ، لكن احمد يتذكر الوقود فيعود القلق للقمه مره اخري ويظهر صوت في اللاسلكي احمد يعرفه جيدا فهو صوت المقدم تميم فهمي قائد السرب 49 مقاتلات في بني سويف محدثا جميع الطائرات (( اللي معاه معادي يشتبك علي طول ، غطوا جاجوار ليدر )) فتميم يريد ان يحمي طائرات المنصوري اثناء عودتها، ويعود صوت المنصوري للدخول مرة اخري في جو غرفه العمليات معلنا بكل قوة (( معايا ميت لتر يا جدعان )) فيقول احمد لايهاب (( ده 30 ثانيه طيران فقط )) ويعود صوت المنصوري مرة اخري (( انا نازل علي الطريق )) ويرد عليه قائده المقدم تميم فهمي (( احنا شايفينك وهنبعت لك طيارة هيلكوبتر حالا ))
موضوع: رد: اعادة احياء قصة السرب777 الإثنين 23 مايو 2011 - 18:20
في المساء تجمع الطيارون في الميس بملابس الطيران والكل في حاله نشوي غريبه وحماسه من المعركه التي حدثت في ذلك اليوم ، فهذا اول اشتباك منذ وقف اطلاق النار والنتيجه كانت غير متوقعه فتحدث محمد بحماس (( تخيلوا يا رجاله ، رجالتنا داخلين معاهم 4 صواريخ واربعمائه طلقه ضد ست طيارات فانتوم يعني 48 صاروخ ما بين سايدوندر وسباروا ، انتوا متخيلين الموقف ازاي؟؟!!!! )) يتدخل طارق بنفس الحماس (( لا مش بس كده ، دول كمان قعدوا ربع ساعه في الاشتباك ده شئ خرافي )) عمر (( الرجاله دي ردت فينا الروح تاني يا قومندان )) أحمد (( والحمد لله طياراتنا نزلت علي الطريق سليمه )) محمد (( شفت يا قومندان مش احنا بس اللي هنموت ونحارب ، بس كان نفسي تدخلنا معاهم )) احمد (( الامور متتحسبش كده يا رجاله ، انا برضه كان نفسي اخش معاهم الاشتباك ده ، مش احنا بس كل طيار سمع الاشتباك ده كان هيكون متجنن وعايز يخش ، بس احنا معناش جاز يدخلنا هناك والاهم من كده معنداش اوامر من قياده اللواء او قياده القوات الجويه اننا نشتبك )) وليد (( الاوامر تاني ، هو امتي الامر هيصدر لنا بقه عشان نشفي غليلنا من الكلاب دول ))
وفي الصباح التالي يستيقظ الرجال علي عناوين الصحف القاهريه تزف للشعب اخبار تلك المعركه الكبيرة
موضوع: رد: اعادة احياء قصة السرب777 الإثنين 23 مايو 2011 - 18:21
الفصل الاخير
الاشباح تقود الطريق
مر الوقت علي الرجال في مطار طنطا في تدريب مستمر وان كانت اثار معركه 15 فبراير ما زالت في الاذهان ، الا انه ومع مرور الوقت فقد تبلدت المشاعر بقرب الحرب ، تم سحب طائرات السوخوي واليوشن 28 من المطار ليصبح المطار ملكا خالصا للسرب 77 فقط ، وتواترت انباء عن قرب وصول طائرات جديده للمطار ، فالدشم يعاد صيانتها ووصلت عده معدات وعربات للسرب الجديد والذي لم يعرف عنه احد شيئا
في احد ليالي صيف 1973 وصلت أشارة من غرفه عمليات القوات الجويه ، بأستعداد الطيارين صباح اليوم التالي للسفر الي ليبيا ، فتساءل الطيارين عن السبب فيما بينهم مندهشين ؟ وفي اليوم التالي استقل الطيارين طائرة نقل عسكريه هبطت بهم بعد ساعتين في قاعده عقبه بن نافع الليبيه ، وفور خروجهم من الطائرة ظهرت نظرات الدهشه وعدم التصديق علي الوجوة ، فأمامهم قبعت علي الارض عدد من الطائرات الميراج ، ومازاد دهشتهم انها بالالوان المصريه الصحراويه ، ويزين الذيل العلم المصري بالالوانه الثلاث.
نظر الطيارين لبعضهم البعض في دهشه ، فهم لم يعرفوا ان مصر لديها تلك الطائرات المماثله لما لدي اسرائيل ، التي يشكل دخولها في المعركه القادمه تدعيما كبيرا للقوة الضاربه المصريه . فتجمع الطيارين مع زملائهم المصريين والذين تواجدوا هناك للتدريب علي تلك الطائرة الجديده وطوال اليوم تحاور طياري السرب مع نظرائهم المصريين والليبين حول تلك الطائرة وخصائصها ومميزاتها وعيوبها ، وأستمتع الطيارون ببضعه دقائق داخل كابينه الطائرة والتي وضح انها اكثر راحه للطيار من كافه النواحي عن نظيرتها السوفيتيه ، وأتضح ان الطيارين المصريين سافروا لفرنسا بجوازات سفر ليبيه للتدريب علي تلك الطائرة ، وأستكمل طيارين باكساتنين تدريب الطيارين المصريين والليبيين في ليبيا . وكان عددا من الطيارين المتميزين في المقاتلات القاذفه ميج 17 من عده اسراب قد تم انتقائهم ليتدربوا ليكونوا نواه سرب الميراج في مصر
وبعد غذاء دسم تحاور افراد السرب مع رفاقهم المصريين من طياري الميراج ، واضطلع المقدم محمد عكاشه في شرح خصائص الميراج ومميزاتها ونقاط ضعفها في حوار تعليمي ممتاز فالرجل كان مدرسا في الكليه الجويه ومعظم طياري السرب 77 تدربوا علي يده ، وتدخل قائد السرب العقيد علي زين في اضافه معلومات لرصيد مقاتلي السرب 77 والذين استوعبوا كل كلمه تقال لهم في تركيز كامل
وفي المساء عاد الرجال الي مطارهم ، وقد أثرت تلك الزياره علي معنوياتهم بإيجاب شديد ، وزادت من معرفتهم بخصائص الميراج ونقاط ضعفها . وفي الاسبوع التالي وصل تشكيل الميراج الي المطار تحت اسم السرب 69 قتال ، حيث تم تخصيص عدد من الدشم لطائراته ، مما اخرج رجال السرب 77 من حاله الملل من خلال نقاشاتهم مع مقاتلي الميراج ، واتفق احمد مع قائد سرب الميراج علي عمل طلعات تدريب مع طائرات الميراج وبعد دقائق من تلاقي الطيارين في الميس ، سمع الجميع خبرا عاجلا من اذاعه الجيش الاسرائيلي وكانت رساله اكثر منها خبرا (( مرحبا بسرب الميراج في طنطا )) فتعالت نظرات الدهشه من الجميع .
أضفي وجود المقاتلات القاذفه من نوع الميراج بطيارينها الممتازين جوا من الحماس والخروج عن الملل فتوالت الطلعات بين السربين في تدريبات عنيفه جدا مر وقت علي الطيارين في مطار طنطا واندمج طياروا السربين 77 و69 في بوتقه واحده ، وتوالي نزول طياري السرب 77 في اجازات قصيرة وكان كالعاده احمد هو اخر من ينزل اجازة ولفتره قصيرة جدا . عاد أحمد من اجازته الي المطار قبل أذان المغرب بلحظات قليله ، ليفطر مع طياريه في ثاني أيام شهر رمضان المعظم عام 1973 ، ووسط الجو الرمضاني الرباني أفطر الرجال وجلسوا يدخنون السجائر ويلعبون الطاوله في استرخاء، وتحدث احمد قليلا عن المشروع التدريبي تحرير 23 والذي سيبدأ بعد أيام ، وقتها تناقش الجميع عن تلك المشروعات التدريبيه والعائد منها فقال محمد غاضبا كعادته (( بقالنا ست سنين والجيش بيتدرب ، بس مش باين اننا هنحارب )) فتابع طارق (( هنحارب ازاي ؟؟ - الجيش مسترخي وسرحوا جزء من الاحتياطي كمان )) وأستكمل طارق بعصبيه (( وفتحوا باب عمرة رمضان للضباط كمان )) فتدخل عمر مؤكدا (( ما انا قدمت عشان اطلع العمرة السنه دي مع مراتي )) وليد ((الواحد يطلع بطيارته ويروح ضارب له صاروخين علي خط بارليف،عشان الناس هنا تصحا ، والحرب تقوم )) فضحك الجميع من فكرة وليد وتابع محمد (( تصحا مين يا وليد – السادات شكله مش بتاع حرب ، حجته ايه دلوقت ؟؟ القاذفات الثقيله وصلت ، واحنا بقالنا مده جاهزين ، هتبقي حجته ايه ؟؟)) فتهكم عمر (( ما هو سنه الحسم عدت من سنتين ، والسنه اللي فاتت قال ان الضباب هو اللي منع الحرب ومره تانيه قال ان الحرب الهنديه الباكستانيه هي التي عطلت الحرب ، انا مش فاهم الراجل ده عايز ايه ؟؟ طب طالما مش هنحارب يبقي يقولنا عشان نستريح )) كان احمد يستمع بصمت وبدون أن يعلق ، فبداخله ثورة تكاد تقتله قتلا من جراء الكبت ، فالتدريبات أصبحت تبعث علي الملل ومكرره والسيطرة علي اعصاب طياريه أصبح امرا صعبا جدا
وفي الخامس من رمضان والذي وافق الاول من اكتوبر لعام 1973 بدأت التحضيرات للمشروع التدريبي والذي ستقوم به القوات المسلحه باكملها مثلما قامت به العام الماضي في توقيت مماثل، وتم وضع خرائط المشروع والتعليمات الخاصه به علي طاوله العمليات ، وتم رفع درجه الاستعداد في المطار .
وطوال اليومين التاليين نفذت طائرات الميراج بالمطار عده طلعات تدريبيه لخدمه اغراض المشروع ، ونفذ السرب 77 عده طلعات تدريبيه علي ارتفاع منخفض جدا كما تم تدريبه في الاعوام السابقه
موضوع: رد: اعادة احياء قصة السرب777 الإثنين 23 مايو 2011 - 18:23
وفي ليله الاربعاء الثالث من أكتوبر ،تم أستدعاء احمد الي القياده ، حيث أستلم مظروفين مختومين بالشمع الاحمر وتم التأكيد عليه بفتح المظروف الذي يحمل الكلمه الكوديه عند تبليغه بها ، وسأل احمد عن الهدف من ذلك فقيل له بأن ذلك تدريب علي تنفيذ المشروع تحرير23 الجاري العمل به الان ولضمان السريه . وفي اليوم التالي وصلت رساله شفريه في الصباح وعندما فك رموزها ايهاب ، وجد بها أستدعاء أخر لاحمد لمقابله اللواء نبيه المسيري رئيس اركان حرب القوات الجويه صباح اليوم التالي وفي صبيحه الجمعه الخامس من أكتوبر كان احمد يدخل مكتب اللواء المسيري ، وبعد دقائق خرج احمد من المكتب وبداخله فيضان عارم من المشاعر والاحاسيس الفياضه التي يجب عليه كتمانها مهما كان الثمن ،فأستند علي الحائط لكي يلتقط انفاسه المتلاحقه وامسك بركبته فوجدها تنتفض من الحماس ، وطوال الطريق الي مطارة كانت عينيه تشعان نورا غريبا لم يلاحظه احمد بالطبع لكن لاحظه طياريه فور دخوله عليهم ، وبدون ان يترك لهم فرصه للسؤال ، قال بلهجه امرة لا تحتمل نقاش (( وليد – عمر – طارق – محمد – خالد جهزوا نفسكم السرب كله هينزل اجازة 48 ساعه دلوقت )) ووسط دهشه الرجال من الامر الغريب وطريقته وكذلك وجهه احمد المستنير بشكل عجيب ، وسط كل تلك الدهشه أكمل احمد اوامرة (( كل واحد لما يجهز يعدي علي مكتبي قبل ما يمشي )) فنفذ الطيارين الامر وفي ممرات مبني غرفه العمليات توقفوا (( ايه ده ؟؟ حد فاهم حاجه )) تساءل وليد ورد خالد (( القومندان عارف حاجه ومش عايز يقولنا عليها ، هو مش برضه احنا في تدريب حرب ولا انا غلطان ؟؟؟)) محمد متسائلا (( حاجه زي ايه ؟؟)) طارق (( انتوا مش شايفين وشه فرحان ازاي ؟؟ اكنه عارف حاجه )) عمر سعيدا (( يبقي هنحارب )) محمد (( نحارب ايه بس ، ده بيقولك ننزل اجازة ، تقول انت هنحارب )) خالد (( والعمل ؟)) طارق مستسلما (( يا خبر النهارده بفلوس بكرة يبقي ببلاش )) وبعد دقائق دخل الطيارين علي احمد وقد جهزوا انفسهم للاجازة ، فأخرج أحمد عده مظروفات يحمل كل منهم أسم طيار من الطيارين وتحت الاسم موعد محدد ، فبادر احمد وملامح وجهه تشع نوراً (( الظرف ده فيه مهمه خاصه جدا لكل واحد فيكم ، وده أمر مباشر مني ، محدش يفتح الظرف قبل الميعاد المكتوب عليه بالثانيه )) وتغيرت ملامحه للجديه(( من المهم محدش يفتح الظرف قبل الموعد المحدد فاهمين ؟)) فأوما الرجال أيجابا ، ثم امرهم احمد بالانصراف، الا ان أيا منهم لم يتحرك وتساءل عمر في فضول (( هوا فيه ايه يا قومندان ؟؟؟)) فلم يجيب احمد بما يرضي فضول الرجال فواصل طارق (( بصراحه يا فندم واضح علي وشك انك تعرف حاجه ومش عايز تقولنا عليها ؟؟)) كان الخناق يديق علي احمد من طياريه وأصدقاءة ، ففكر سريعا وقال (( المظروف اللي معاكم فيه تعليمات بمهمه سريه جدا جدا ، والتوقيت مهم جدا بشكل رهيب عشان كده انا مقدرش اقولكم عليها )) وعبثا حاول الرجال معرفه ما يدور الا ان احمد امرهم بالانصراف وفور انصرافهم أتصل احمد برئيس الفنيين مبلغا اياه بانه سيقوم بتفتيش علي الطائرات بعد ساعه وفي السيارة تحدث الطيارين (( انا مش عارف هاصبر ازاي لغايه الساعه 9 الصبح عشان افتح الظرف؟)) قال خالد ، فرد طارق (( لازم تصبر دي اوامر ولا انت مش عارف معني الامر يا حضرة الضابط؟ )) فأسقط في يد الجميع وتداولوا عن تلك المهمه الخاصه والهامه جدا ، الا ان الفشل كان النتيجه الحتميه لاي أستنتاجات.
وليلا قام احمد بالتفتيش الدقيق علي جاهزيه الطائرات ووجد بعض الملاحظات الغير حيويه لكنه وجدها فرصه لابلاغ الفنيين بأنه سيقوم بتفتيش اخر في الثانيه عشر ظهر الغد علي جميع الطائرات ، علي ان تكون الطائرات محمله بالوقود والذخائر لتنفيذ طلعه تدريبيه بالذخيرة الحيه . وفجأة وصل قائد القوات الجويه بسيارة جيب بمفرده وبدون مرافقين ، كانت زيارة سريعه من القائد لتفقد الاستعدادات،واختلي بأحمد علي جانب بعيدا عن الفنيين والمهندسين وتساءل هل علم احد بالموضوع ؟ فرد أحمد بالنفي ، فتبسم القائد وغادر بعد اتمامه التفتيش السريع متمنيا لاحمد التوفيق .
بعد فترة دلف احمد لغرفته وقلبه يكاد يطير فرحا ، وسرعان ما طاردته ذكريات ست اعوام مضت فور استرخاءة علي السرير ،ولدهشته الشديده لم يحس احمد بنفس الشعور البغيض الذي كان يملئه كل مرة تذكر مدحت المليجي صديقه وزميله الذي استشهد في اول ساعات القتال ، كذلك مذبحه الاسري التي ملئت قلبه كرها وحقدا في الاسرائيليين ، لكنه أحس بالسعاده لقرب لحظه الثأر لهم . فقام من سريره واخرج خوذه المليجي من دولابه الخاص ، تلك الخوذه التي استشهد المليجي وهو يلبسها ، وقال احمد بصوت خافت خوفا من ان يسمعه احد (( هانت يا برنس ، يا اجيلك الجنه يا اريحك واخذ بتارك))
وعلي مسافه عشرات الكيلومترات من المطار، تمدد عمر في سريرة ناظرا الي بدله الطيران ، والذي يقبع بداخلها ذلك المظروف ، اهو أمر نقل الي سرب اخر ؟ ام ترقيه أو علاوة او امر بمهمه سريه فعلا ام ماذا بالضبط ؟، تاه في التفكير لدرجه انه لم يحس بدخول ناديه الي جوارة بالسرير ، الا ان شعورا داخليا غريبا جعله يحتضنها بشوق .
اما طارق فقد وضع المظروف امامه في غرفه نومه وظل يحدق به ويديه تكاد تتحرك لتفتح المظروف ووسط الموسيقي الكلاسيكيه الهادئه ودخان السجائر المشتعله تردد أمر احمد له في عقله ((محدش يفتح الظرف قبل الموعد !!)) فانتفض واقفا في غضب واغلق اضاءه الغرفه ، ودلف تحت الغطاء تاركا الموسيقي تصدح في انحاء الغرفه
اما محمد فكان ذلك الظرف لا يشكل له عبئا كما شكل لزملائه الاخرين ، فقد تعود علي تنفيذ الاوامر مهما كانت ، فلم يعر هذا الموضوع اي اهتمام يذكر ، إنما امضي ليلته في تنظيف ملابسه ، وأعطي اهتماما خاصا بلباس الطيران وقفازه .