ظروف النشأة
سبق الوجود التنظيمي لحزب الله في
لبنان والذي يؤرخ له بعام
1982 وجود فكري وعقائدي يسبق هذا التاريخ، هذه البيئة الفكرية كانت
لمحمد حسين فضل الله دور في تكوينها من خلال نشاطه العلمي في الجنوب. وكان قيام
الثورة الإسلامية في
إيران عام
1979 بقيادة
الخميني دافعا قويا لنمو حزب الله، وذلك للارتباط المذهبي والسياسي بين الطرفين.
[2]وقد جاء في بيان صادر عن الحزب في 16 فبراير/ شباط
1985؛ أن الحزب "ملتزم بأوامر قيادة حكيمة وعادلة تتجسد في
ولاية الفقيه، وتتجسد في روح الله آية الله الموسوي الخميني مفجر ثورة المسلمين وباعث نهضتهم المجيدة". كما جاء في البيان.
[2]معظم أفراد الحزب هم من اللبنانيين
الشيعة المرتبطين مذهبياً، بمرشد الثورة الإيرانية
علي خامنئي حيث يعتبرونه واحداً من أكبر المراجع الدينية العليا لهم، ويعتبر
حسن نصر الله، الأمين العام لحزب الله، الوكيل الشرعي
لـعلي خامنئي في
لبنان؛ هذا الارتباط الأيديولوجي والفقهي بإيران سرعان ما وجد ترجمته المباشرة في الدعم السريع والمباشر من الجمهورية الإسلامية وعبر حرسها الثوري للحزب الناشئ.
تشكل الحزب في ظروف يغلب عليها طابع "المقاومة العسكرية" للاحتلال الإسرائيلي الذي اجتاح لبنان عام
1982، ولذلك فالحزب يبني أيدلوجيته السياسية على أساس مقاومة الاحتلال. وكانت أولى العمليات التي قام بها الحزب وأكسبته شهرة مبكرة في
العالم العربي، قيامه بنسف مقر القوات الأمريكية والفرنسية في أكتوبر/ تشرين الأول عام
1983، وقد أسفرت تلك العملية عن مقتل 300 جندي أمريكي وفرنسي.
[2] توجهـات الحزبيهتم حزب الله بمصير ومستقبل
لبنان، ويساهم مع بقية القوى السياسية اللبنانية في إقامة مجتمع أكثر عدالة وحرية. كما يرفع الحزب شعارات الالتزام بالوحدة الوطنية في
لبنان والدعوة إلى رفض الوجود الأجنبي فيه. ويهتم بالقضايا العربية والإسلامية وبخاصة
القضية الفلسطينية. حيث ينادي حزب الله بالقضاء على
إسرائيل (معتبراً إياها كياناً غير مشروع)، كما يعتبر
الأراضي الفلسطينية كلها أرضا محتلة من البحر إلى النهر..
[3] البناء التنظيميرغم عامل السرية الذي يحرص الحزب عليه في أغلب نشاطاته، فإن ذلك لم يمنعه من الإعلان عن وجود بعض الهياكل التنظيمية التي تنظم عمل الحزب، منها على سبيل المثال :-
- هيئة قيادية.
- مجلس سياسي.
- مجلس تخطيطي.
- كتلة النواب.
- مجموعات تنفيذية.
- هيئات استشارية.
ويتخذ القرار داخل تلك الهيئات بأغلبية الأصوات، ويعتبر مجلس شورى الحزب أعلى هيئة تنظيمية حيث يتكون من 7 أعضاء تسند إليهم مسؤولية متابعة أنشطة الحزب الأخرى الاقتصادية والاجتماعية وغيرها.
[4] أمناء الحزب الأمين الحالي لحزب الله
حسن نصر اللهلا توجد مصادر مستقلة تتحدث بالتفصيل عن طرق إدارة الحزب قبل العام
1989، إلا أن المعلومة المتداولة تفيد أن القيادة كانت جماعية, إلى أن انتخب الأمين العام الأول لحزب الله وهو
صبحي الطفيلي, الذي تولى هذا المنصب في الفترة من عام
1989 حتى عام
1991، ثم أجبر على الاستقالة بعد إعلانه من جانب واحد العصيان المدني على الحكومة اللبنانية الأمر الذي رفضه الحزب، وتولى منصب الأمين العام
عباس الموسوي خلفاً له، لكنه لم يستمر أكثر من تسعة أشهر، فقد اغتالته
إسرائيل في عام
1992, ليقود الحزب من بعده
حسن نصر الله, الذي لا يزال يشغل هذا المنصب حتى الآن.
[2] المؤسسات الخدميةكانت للخدمات التي نشط الحزب في تقديمها للجماهير وبخاصة في
الجنوب اللبناني أكبر الأثر في زيادة شعبيته، فقد نشط الحزب في إقامة المدارس والجمعيات الخيرية التي تعنى بأسر الجرحى والشهداء، ومن هذه المؤسسات على سبيل المثال:-
- مؤسسة (جهاد البناء) وتأسست سنة 1988 وتضم العديد من المهندسين والفنيين والعمال وتتخصص في حفر الآبار وإعداد الدورات التدريبية في مجال الزراعة والبيطرة وهي تهتم الآن خاصة بإعادة إعمار ما دمره العدوان الإسرائيلي على لبنان في تموز 2006 وقد قطعت شوطا كبيرا في ذلك.
- الهيئة (الصحية الإسلامية) ولها فروع عدة بلغت 47 فرعاً تنتشر في البقاع والجنوب بالإضافة إلى بيروت.
- جمعية (القرض الحسن) وتأسست سنة 1982 بهدف تقديم القروض غير الربوية للمحتاجين.
- جمعية (الإمداد الخيرية الإسلامية) وتأسست سنة 1987 وتعمل على مساعدة الأسر على الاكتفاء ذاتياً، ورعاية الأيتام والعجزة والأرامل.
- مؤسسة (الشهيد) ومهمتها الاهتمام التربوي والتعليمي بأسر الشهداء.
- المؤسسة (الإسلامية للتربية والتعليم) ويعود تاريخ تأسيسها إلى سنة 1993 وتهتم ببناء المدارس في مختلف المناطق اللبنانية وتحرص على أن تكون أولوية الالتحاق في تلك المدارس لأبناء الشهداء.
- هيئة (دعم المقاومة الإسلامية) التي تجمع التبرعات للمقاومة وتعقد الندوات وتقيم المعارض لزيادة الوعي بأهمية المقاومة.
وللحزب مؤسسات رياضية وثقافية وإعلامية مهمة مثل مركز الإمام
الخميني،
وجريدة العهد،
وإذاعة النور وتلفزيون المنار, الذي نجح في جذب قطاع عريض من المشاهدين, رغم منعه في العديد من الدول الغربية بحجة تشجيعه للعنف، وقد عرض بالصورة الحية عمليات حزب الله العسكرية ضد إسرائيل.
[2]الفكر والبرنامجيميز حزب الله في تحركاته السياسية على الساحة اللبنانية بين الفكر والبرنامج السياسي، فيرى أن الفكرة السياسية لا تسقط إذا كان الواقع السياسي غير موات لتطبيقها، كما هو الحال بالنسبة لفكرة إقامة دولة إسلامية في لبنان. يقول
حسن نصر الله "نحن لا نطرح فكرة الدولة الإسلامية في لبنان على طريقة
الطالبان في
أفغانستان، ففكرة الدولة الإسلامية في لبنان حاضرة على مستوى الفكر السياسي، أما على مستوى البرنامج السياسي فإن خصوصيات الواقع اللبناني لا يساعد على تحقيق هذه الفكرة، فالدولة الإسلامية المنشودة ينبغي أن تكون نابعة من إرادة شعبية عارمة، ونحن لا نستطيع إقامتها الآن لحاجتها إلى حماية"
[بحاجة لمصدر].
حزب الله وسورياتميزت العلاقة بين حزب الله
وسوريا بخصوصية واضحة منذ عقد اتفاق الطائف برعاية سعودية / سورية الذي تم بموجبه نزع أسلحة الفصائل اللبنانية المتصارعة وحل المليشيات العسكرية، وأبقت على الأسلحة بحوزة حزب الله الذي لم يكن طرفاً في
الحرب الأهلية، بل كان مجال نشاطه متركزا في منطقة الحزام الأمني الذي أقامته
إسرائيل في جنوب
لبنان، وزاد من خصوصية تلك العلاقة أن سوريا لم تتوقف عن سياسة دعم حركات المقاومة ضد الاحتلال الإسرائيلي ،ولا ينفي حزب الله تلقيه مساعدات مختلفة من
سوريا بل إنه يهدي انتصاراته على إسرائيل لها بالدرجة الثانية بعد
لبنان لأنها الداعم الأول وصاحبة الفضل الكبير في انتصاراته.
[2] حزب الله وإيرانالعلاقة بين حزب الله
وإيران يتداخل فيها البعد السياسي والديني، فبعض اللبنانيين
الشيعة الذين يمثلون كوادر حزب الله تربطهم بالمرجعيات الدينية الإيرانية روابط روحية عميقة، ويعتبر مرشد الثورة الإيرانية
علي خامنئي أكبر مرجعية دينية بالنسبة لهم. ويسمى أمين عام حزب الله
حسن نصر الله "الوكيل الشرعي لآية الله خامنئي".
[2]وبالرغم من الدعم السياسي والمالي الذي يتلقاه حزب الله من إيران فإن أمينه العام حسن نصر الله يقول "أن ذلك لا يعني أن الحزب هو حزب إيراني على أرض لبنانية"، ويعضد كلامه بالقول "إن أمين عام الحزب لبناني، وكل كوادر الحزب لبنانية، ويمارس نشاطه على أرض لبنانية، ويدافع ويقدم شهداء في سبيل تحرير الأرض اللبنانية، وكل هذا كما يقول معايير كافية على أن الحزب
لبناني وليس
إيرانيا".
علاقاته الخارجيةعلى الرغم من أن
الولايات المتحدة الأمريكية قد وضعت حزب الله في لائحة "المنظمات الإرهابية" بسبب أعماله تجاه
إسرائيل، واعتقادها بأن الحزب هو من قام بتفجير مقر القوات الأمريكية والفرنسية في
بيروت في أكتوبر/ تشرين الأول عام
1983، تلك العملية التي أسفرت عن مقتل 300 جندي أمريكي وفرنسي.
[2] كما تتهمه أيضا بالمسؤولية عن مسلسل خطف الرهائن الغربيين إبان
حرب لبنان عام 1982. مما يعني تقييد تفاعله خارج
لبنان.
[5]، إلا أن الحزب استطاع أن ينسج علاقات طيبة مع عدة دول في محيطه الإقليمي وحتى خارجه.
علاقاته العربيةبالإضافة إلى العلاقات الإستراتيجية الوثيقة مع
سوريا و
إيران فإنه على اتصال مع دول أخرى,
كالسعودية حيث استقبل العاهل السعودي
الملك عبد الله بن عبد العزيز نائب الأمين العام للحزب
نعيم قاسم نهاية عام
2006، وذلك مع بدء الأزمة اللبنانية بخصوص الحكومة. كذلك
قطر الدولة العضو في
مجلس التعاون الخليجي والتي قامت بوساطة ناجحة بين الأطراف اللبنانية أنهت بها أزمة خطيرة تتعلق برئاسة الجمهورية وتشكيل الحكومة منتصف
2008[6]، وأيضا
السودان الذي كان بحاجة للتأييد الرسمي والشعبي في مواجهة ملاحقة قادته دوليا، ووجد في حزب الله مؤيدا له في هذا الشأن حيث للحزب نفوذ كبير في الشارع العربي والإسلامي، وفي
المغرب العربي أعلن الزعيم الليبي
العقيد معمر القذافي تأييده للحزب في مقاومته
لإسرائيل في خطاب له في أبريل
2007 بمناسبة ذكرى الغارة الأمريكية على
ليبيا، والتي كانت في عام
1986.
[7] كما أن الحزب يلتقي مع جميع
حركات المقاومة الفلسطينية وله معها علاقات طيبة تتجاوز التعاطف، وتصل في بعض الأحيان إلى الدعم
اللوجستي.
علاقاته الدوليةأما على الصعيد الدولي فإن الحزب تعامل مرّات عدة مع
الأمم المتحدة، خاصة فيما يتعلق بوقف الأعمال الحربية مع
إسرائيل وملف الأسرى. وكان له اتصال في الشأن ذاته مع
ألمانيا التي لعبت دور الوسيط بينه وبين
إسرائيل في عمليات تبادل الأسرى
[8]، واستقبلت
فرنسا وفدا رسميا لحزب الله في إطار محاولتها حل الأزمة اللبنانية بخصوص الحكومة في
2008. كما قامت الحكومة البريطانية بالسماح لإجراء اتصالات بينها وبين الجناح السياسي لحزب الله في إطار العلاقات الثنائية بين
بريطانيا و
لبنان, ورغبتها في أن تكون صديق أكثر فاعلية للبنان.
[9] [10]تصنيف حزب الله بين الإرهاب والمقاومةمما سبق ذكره يتضح لنا أن عدداً من الحكومات تختلف حول شرعية وجود حزب الله من الناحية العسكرية أو السياسية أو كليهما. فمنها من يعتبره حركة مقاومة شرعية بكل أجنحتها العسكري منها والسياسي, وذلك لدوره في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي
للبنان, ولمشاركته في الدفاع الوطني. ومنها من يعتبر الجناح السياسي للحزب هو الأمر المقبول والشرعي دون جناحه العسكري, وذلك لاعتبارها عمل الحزب العسكري "إرهاباً". والبعض الأخر يرى الحزب بِكِلا جناحيه "منظمة إرهابية" غير شرعية.
وفيما يلي قائمة بأسماء بعض الدول التي تعتبر حزب الله أو إحدى أجنحته تنظيما إرهابيا:- العمليات العسكريةتميز حزب الله عن غيره من الأحزاب السياسية في الساحة اللبنانية بعملياته المسلحة ضد قوات الاحتلال ،والتي جعلته يخرج بمنطلقاته السياسية والعقائدية التنظيرية إلى حيز التطبيق العملي، وأكسبته شرعية وشعبية لدى الشارع اللبناني بل وحتى لدى العرب والمسلمين أيضاً. ويعتبر الحزب أن تلك العمليات بالإضافة إلى كونها "عامل قلق أمني للإسرائيليين"، فإنها تمثل كذلك وكما يقول
حسن نصر الله "رداً عملياً على المشروع السلمي للتطبيع مع العدو الإسرائيلي الذي يتبناه بعض المثقفين العرب" حسب قوله.
صورة لمجموعة من
مقاتلي حزب الله
كبَّدت العمليات العسكرية الناجحة لحزب الله
الجيش الإسرائيلي خسائر سنوية بلغت ما بين 22 و23 قتيلاً، وعددا كبيرا من الجرحى والأسرى. وتشير مصادر حزب الله إلى أن متوسط العمليات العسكرية التي شنها في الفترة من 1989 وحتى 1991 بلغت 292 عملية، وفي الفترة بين عامي 1992 و1994 بلغت 465 عملية، أما في الفترة بين 1995 و1997 فقد بلغت تلك العمليات 936، وكان نصيب المقاومة الإسلامية – الجناح العسكري لحزب الله – 736 عملية.
أما المصادر الإسرائيلية فتشير إلى أن
إسرائيل فقدت في عام
1988 وحده 36 جنديًا وجرح لها 64 آخرون، وخطف منها جنديان. وفي الإجمال كانت حصيلة القتلى الإسرائيليين على مدى 18 عاماً حوالي 1200 قتيل.
وقد بدأت
إسرائيل خطواتها الأولى باتجاه الانسحاب نتيجة لهذه العمليات الفدائية في وقت مبكر، فكان الانسحاب الأول الكبير في عام
1985، ثم تلاه انسحابات أخرى لاحقة كان أبرزها كذلك الانسحاب من منطقة "
جزين" اللبنانية. وخلقت داخل المجتمع الإسرائيلي تياراً شعبياً قوياً يطالب بالانسحاب من "المستنقع اللبناني"، وكان من أشهر الحركات المطالبة بالانسحاب "
الأمهات الأربع".
استخدم حزب الله في عملياته العسكرية ضد
إسرائيل أسلوب حرب العصابات و
العمليات الفدائية، والتي في الأغلب تستعمل الكمائن والعبوات الناسفة والمدافع بالإضافة إلى صواريخ
الكاتيوشا التي اشتهر الحزب باستعمالها ضد
المستوطنات الإسرائيلية.
وتميزت أعمال المقاومة العسكرية لحزب الله بالدقة في تحديد الأهداف والمفاجأة وتأمين خطوط الانسحاب، وساعدهم في كل ذلك جهاز استخباراتي مدرب ؛ وكانت أشهر عمليات الحزب وأنجحها هي معركة "
أنصارية"عام
1997 عندما استدرجت
طائرة هليكوبتر على متنها ستة عشر مقاتلا من القوات الإسرائيلية الخاصة وأبادتهم جميعا.
عملية الوعد الصادق مقال تفصيلي :
عملية الوعد الصادق خريطة توضح
موقع العملية
في
12 يوليو 2006 م, دخلت عناصر مقاتلة من حزب الله
الحدود اللبنانية الإسرائيلية, ونفذت عملية (
الوعد الصادق) والتي كانت تهدف إلى أسر عدد من الجنود الإسرائيليين لمبدلاتهم بأسرى
لبنانيين و
عرب في
السجون الإسرائيلية. حيث أدت العملية إلى أسر جنديين إسرائيليين ومقتل ثمانية آخرين, فردت
إسرائيل باجتياح الحدود اللبنانية ومحاولة التوغل في
جنوب لبنان, وشنت
حرباً على
لبنان استمرت لـ 33 يوماً.
كان من أهم أهدافها ما سمته بـ "سحق حزب الله"، والقضاء على ترسانة الحزب العسكرية, وخاصة الصاروخية منها (
والتي كانت ولا تزال تشكل تهديد أمني لأراضيها من جهة الشمال), واستعادة
جندييها الأسيرين بالقوة العسكرية من دون تفاوض حول ذلك, إلا أنها فشلت في تحقيق أي من تلك هذه الأهداف.
[17] صواريخ حزب الله
- صواريخ (كاتيوشا) معظم الصواريخ التي يمتلكها حزب الله من هذا النوع، والذي يتراوح مداه بين 12 إلى 22 كيلومتراً.
- صواريخ (فجـر) وهي صواريخ كاتيوشا مطورة من قبل إيران، ويبلغ مداها ما بين 35 إلى 75 كيلومتراً.
- صواريخ (رعد) وهذه صواريخ إيرانية الصنع، وهي تقليد لصواريخ (فروج-7) الروسية، ويصل مداها إلى 70 كيلومتراً.
- صواريخ (زلزال) وهذه صواريخ إيرانية الصنع، باستطاعة رأس الصاروخ منها حمل مواد متفجرة تصل إلى ما بين 400 و 600 كيلو غرام, ويبلغ مداها ما بين 150 إلى 200 كيلومتراً.[18]
- صواريخ (مضادة للدروع) وهي صواريخ روسية الصنع من طراز (Sagger AT-3) و(Spigot AT-4)، كما أنه يمتلك صواريخ (Tow) غربية الصنع وكلها ذات تكنولوجيا عالية ومتطورة.
- صواريخ مضادة للسفن والبوارج (أرض - بحر) وهي صواريخ (سي-802) من صنع إيراني مطور عن تكنولوجيا صينية، ومداه يصل إلى نحو 100 كيلومتر وموجه بالرادار.
- صواريخ مضادة للطائرات (أرض - جو) وهي صواريخ مقلدة عن صواريخ (سام-7) الروسية، ولكنها أقل طولاً ووزناً منها. وهذه الصواريخ يمكن حملها على الكتف وتتميز بأنها ذات توجيه ذاتي.[19]
الجدير بالذكر أن حزب الله يمتلك عدد غير معلوم من
الطائرات (من دون طيار) إيرانية الصنع، من نوع (مهاجر-4), والتي أطلق عليها الحزب اسم (المرصاد-1). وتحمل هذه
الطائرة ثلاث كاميرات و
راداراً رقمياً ونظام إرسال إلكترونياً، وهي قادرة على التحليق على ارتفاع أكثر من ستة آلاف قدم، وتصل سرعتها القصوى إلى حوالي 120 كيلومتراً في الساعة، وتبلغ قوة محركها نحو 10 أحصنة.
[20] مبني مجلس النواب اللبناني ببيروتلحزب الله حضور في الحياة السياسية اللبنانية منذ توقيع
اتفاق الطائف عام
1990 الذي أيده مع التحفظ على بعض بنوده. ويقف الحزب في صف المعارضة، وقد فاز في أول انتخابات برلمانية يشارك فيها في عام
1992 بـ 12 مقعداً وهو أكبر عدد من المقاعد تفوز به كتلة حزبية منفردة.
كما شارك في انتخابات عام
1996، ويمثله حالياً ثمانية نواب، ويسعى إلى تشكيل قوة ضغط سياسية، ولذلك فللحزب حضور فاعل ومشاركة في انتخابات النقابات وبخاصة نقابتي المهندسين والأطباء، والاتحادات الطلابية والمهنية والعمّالية.
وسعى الحزب عبر أدائه السياسي إلى "تطبيق
الإسلام" عن طريق الحوار والإقناع، ويرفض أسلوب العنف وسيلة للوصول إلى السلطة، ويدعو كذلك إلى التواصل بين الحضارات ويرفض الصدام الحتمي بينها، ولذلك نشط في إقامة حوارات بينه وبين الشخصيات الروحية
المسيحية، وسعى إلى التنسيق مع التيارات اليسارية والقومية، ولا يمانع الحزب في المشاركة بالحكومة.
ثارت تساؤلات كثيرة بشأن مستقبل حزب الله بعد الانسحاب الإسرائيلي من الجنوب عام 2000، وهل سيتجه نحو إلقاء السلاح وحل جناحه العسكري أم لا ؟ وقد أجاب الحزب على هذه الأسئلة الكثيرة عبر رفضه التخلي عن عمليات المقاومة المسلحة إلا إذا تحرر كل التراب الوطني اللبناني ويقصد بذلك مزارع شبعا التي لا تزال خاضعة للاحتلال الإسرائيلي، وإطلاق سراح الأسرى العرب من السجون الإسرائيلية.ويملك الحزب من العمل السياسي والاجتماعي ما يفوق العمل العسكري ويستطيع الاكتفاء بالعمل السياسي إذا قرر ذلك، ويبدو أنه مستمر في العمل العسكري حتى توقع
سوريا اتفاقا مع
إسرائيل، أو تتضح ملامح الواقع السياسي الإقليمي بين معسكري الاعتدال والممانعة.
الحزب وشهادة التاريخيعتبر بعض الباحثين حزب الله ظاهرة فريدة في
العالم العربي ويرون أن التاريخ سيحفظ اسمه كحزب مقاوم استطاع أن يلحق هزيمة
بالجيش الإسرائيلي ويجبره على الانسحاب من
جنوب لبنان، وأن يعقد معه عددا من الصفقات الناجحة لتبادل الأسرى، وأنه استطاع أن يحدث تكاملا بين العمل العسكري والسياسي والإعلامي، حيث كانت ماكينته الإعلامية تعرض عملياته العسكرية الناجحة بينما كانت حركته السياسية تجتهد لحماية ظهر المقاومة محليا وعربيا ودوليا.
كما أنه رغم حرج موقفه السياسي في الداخل اللبناني لم يتنازل تبعا لمعتقداته العقائدية عما يسميه حقه في ملاحقة
إسرائيل كقوة
احتلال لأرض
فلسطين، كما أنه رغم ما يتعرض له من ضغوط دولية لم يتردد في إعلان تأييده
للعمليات الفدائية التي تستهدف المجتمع الإسرائيلي، وظل يعتبرها من أهم وسائل التحرير.